54% من شباب المغرب يعيشون في بيوت عائلاتهم
بسبب تفشي البطالة وانتشار العزوبية 42% لا يفكرون في الزواج
الرباط - حسن الأشرف
كشفت نتائج استطلاع حول الشباب نشرته، مؤخرا المندوبية السامية للتخطيط أن أكثر من 54% من الشباب يعيشون في بيوت عائلاتهم، خاصة من ذوي الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و25 عاما، وأن حوالي 42% من الشباب العُزاب لا يفكرون في الزواج.
واعتبر محللون، في تصريحات لـ"العربية.نت"، أن عيش هذه النسبة المرتفعة من الشباب المغربي في بيوت أسرهم، وتأكيداتهم بعدم التفكير في الزواج، يعود أساساً إلى عوامل اجتماعية واقتصادية تتجلى في البطالة، وأيضا العجز عن تحمل أعباء تكوين أسرة مستقلة، فضلاً عن مميزات فترة العزوبية التي تستهوي عددا كبيرا من الشباب المغربي.
شباب البيوت والعزوبيةوأوضح الاستطلاع الميداني للمندوبية السامية للتخطيط أن 54% من الشباب الذين شملهم موضوع الدراسة يعيشون مع عائلاتهم، وهو الوضع الذي مس الذكور أكثر من الإناث، ويُعزا إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب النشطين.
وتؤثر هذه الظاهرة أكثر على الشباب الذين يتراوح عمرهم بين 18 و24 سنة، وهم المشكّلون لنسبة 18%، أكثر من تأثيرها على الفئة التي تتراوح أعمارها بين 35 و45 سنة، ونسبتهم 5.5%.
وأفادت معطيات الاستطلاع أن 42% من الشباب العا٬ الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة٬ لا يفكرون في الزواج مستقبلا٬ وأن 25% من الشريحة العمرية من المُستجوبين الشباب التي تتراوح أعمارها بين 35 و44 سنة عبروا عن الرأي نفسه.
العزوبية والشبابويفسر الخبير الاجتماعي الدكتور عبدالرحيم عنبي مسألة ارتفاع نسبة العزوبية وسط الشباب، إضافة للعامل الاقتصادي والمادي، بانتشار التمدن وظهور مدن كبرى، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الالتحاق بالمدارس في المجتمع المغربي.
وعزا عنبي عدم تفكير قطاع عريض من الشباب المغربي في الزواج إلى كون العزوبية لم تعد حالة شخصية بل أضحت قيمة اجتماعية لدى الشباب الذكور خاصة، حيث إن طول فترة العزوبية تعني امتداد فترة الشباب في تصورهم.
وأردف الباحث بأن العلاقات الاجتماعية بين الذكور والإناث في المجتمع المغربي أضحت تتسم في الآونة الأخيرة بنوع من الخلل الذي اعترى تركيبتها التواصلية، والذي صار يؤثر سلبا على نظرة الشباب إلى مؤسسة الزواج ككل.
ومن جهته اعتبر الباحث الاجتماعي والتربوي زهير بن الصديق أن النتيجة، التي وردت في الاستطلاع بخصوص أكثر من نصف الشباب يعيشون مع عائلاتهم، تعني أن لجوء هؤلاء الشباب هو نوع من الاحتماء الاجتماعي والنفسي إزاء تقلبات المجتمع والحياة، وإكراهاتها المادية والاقتصادية.
ولفت الباحث بأن عيش هذه النسبة الكبيرة من الشباب المغربي في بيوت عائلاتهم لا يؤشر بالضرورة على تبادل القبول والانسجام بين الطرفين، باعتبار أن تواجد الشباب في فترة سن الشغل مع أسرهم لابد أن يثير احتكاكات بخصوص مسألة مساهمتهم في التدبير المالي للبيت من عدمه، وغيرها من المشاكل اليومية الأخرى.