بين الماضي والحاضر
في الماضي .. كان الأب يُعدّ عملاقا كبيراً
فنظرة من عينيه ... تُخرسنا!!
وإن ضَحك فإنّ ضحكته تطلق أعياداً في البيت
وصوت خطواته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبات.
********************
في الماضي كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة
وللمسطرة الخشبية الطوووووويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها
وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم
وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد.
********************
في الماضي كان ابن الجيران يطرقُ الباب ويقول :
( أمي تسلم عليكِم وتقول
عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز )أخوات في الجوار والجدار وحتى في اللقمة
********************
في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء
تصبح فآآآارغة
وكان النسآآآء
يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أ بدا في المساء وكان الرجال لا يعرفون مكآآنا
يفتح أبوابه ليلا سوى المستشفى والمطار.
********************
في الماضي
كانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
والترحيب يُسمعُ من أقصى مكان
********************
في الماضي
لم يكن الأب متعلماً ولا الأم مثقفة
ولكن الصغآآار ينجحون دون مدرسين
ويفهمون دون دروس خصوصية
ويسجلون النتائج الكبيرة في المدارس الحكومية.
********************
في الماضي .. كان الإقتراب من هاتف المنزل
محظوراً وممنوعاً إلا على الاباء
فهذا الجهاز الساحر إرتبط بمفهوم الأخلاق والعيب والحياء
وكان إقتراب البنات منه عيبٌ ونقيصة
بمثل خروجهن في الشارع دون غطاء رأس
لذلك لا أحد يرد غير الكبار
********************
في الماضي كان هناك خجلٌ وحياء كانت بنتُ الجيران
هي عَرضي وأختي أغارُ عليها مثلما أغار على شقيقتي
كان هناك في الشارع ... ذوق وأدب وأخلاق
في الماضي
كان للحياة عطر وأريج
وكانت الحياة اجتماعية أكثر
طيبة أكثر مليئة بالفرح أكثر
مـــاض لـيـتــه يـعــود ولـن يـعــود
تحياتي وودي لكم