الفقير إلى الله |
2016-11-24 10:22 PM |
الحمد لله ، له أسلمت ، وبه آمنت ، وعليه توكلت ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ،،،
نعيش في هذه الأيام في فصل الشتاء، فصل الغيث والخير، الذي يترك ظلاله والحمد لله على جميع مناحي الحياة : الاقتصادية ، والاجتماعية ، والزراعية ، والثروة الحيوانية، ونسبة عذوبة المياه ، والنظافة وغير ذلك {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} (1) .
لذلك يذكرنا الله تعالى بهذه النعمة العظيمة في قوله :{ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ *أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ } (2) .
لقد أنعم الله علينا وعلى البشرية بنعم كثيرة لا تُعَدّ ولا تُحصى وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا(3) ، ومن هذه النعم نعمة الماء والغيث كما قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }( 4 ).
فالواجب على الإنسان أن ينظر إلى نعم الله عليه فيتأملها، ويشكر الله على نعمه، وأن يعرف أن وراء هذه النعم مُنعم وخالق ورزاق هو الله عز وجل " {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ *أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}(5 ) ، فالفلاح يحرث الأرض، ويبذر الحب، وهو معتمد على ربه، متوكل عليه، فإذا بالحبة تنمو بقدرة الله سبحانه وتعالى فتصبح شجرة لها جذور، وساق، وسنابل، من الذي جعل الحبة حبات؟ إنه الله رب الأرض والسماوات.
|