تقرير رحلتي لكازا الساحره

صحينا تقريبا الساعة التاسعة من يوم الخميس كان كل شيء مجهز كان صاحبي حريص على ان لا ينسى أي شيء في الفندق فتش الدولاب والادراج حتى مرتبة السرير فتش تحتها .. غادرنا الفندق احد الحراس حمل الحقائب حتى الشارع واوقف لنا تاكسي وتفاهم معه على ان يستخدم العداد بعد وضع الحقائب في السياره واثناء ركوبي لاحظت ان الحارس واقف ينظر لنا سلمت عليه بحراره وشكرته نسيت تماما موضوع الإكرامية المنتظره قال صاحبي عطه شيء ..ادخلت يدي في جيب البنطلون وخميت كل الدراهم المعدنيه لا ادري كم ولكنها كثيره واعطيتها للحارس مع ابتسامه اعتذار . اخذنا التاكسي لمحطة باصات شركة (سيتام) الواقعه بقرب فندق شيراتون في المحطة كان كل شيء هادي عدد قليل من المسافرين ينتظرون ..قصينا التذاكر بـ 60 درهم للراكب وخمس دراهم لشحن الحقيبتين تبقى تقريبا ساعة على موعد انطلاق الباص قررنا الخروج والتمشي حول المحطه ليس هناك شيء يذكر محلات بسيطه للمأكولات ومقهى ومكتب لتاجير السيارات جلسنا في المقهى وطلبنا افطار مكون من كراسون و قهوه بعدها توجهنا لصالة الانتظار بالمحطه وبداء الركاب في التجمع مرت الساعه الحادية عشر دون وصول الباص سألت احد العاملين في المحطه عن الباص قال تأخر بسبب زحمة الطريق .. طال الانتظار ... في المحطة بوفيه صغير معزول بزجاج يقصده المدخنين جلسنا فيه وطلبنا اتاي كان الدخان يملاء المكان اخذنا الاتاي وجلسنا في الصاله .. وجدت مجله مغربيه على احد الكراسي تصفحتها كانت مكتوبه بالعربي الفصيح قلت لاحد المغاربه بجانبي هل كل مجلاتكم وجرائدكم بالعربي الفصيح قال اغلبها وان هناك توجه من الحكومه لاعادة العربيه لمكانها الصحيح واخذ يشرح ان الاستعمار الفرنسي دمر اللغه العربيه في المغرب وان هناك اجيال نشأت على تكلم اللغه الفرنسيه واهملت العربيه واصبحت اللهجه المغربيه خليط من العربيه والفرنسيه والاسبانية والامازيقيه كان الرجل مثقف والقى على محاضره في تاريخ المغرب وتدخل رجل اخر بجانبه وصحح بعض معلوماته فصار بينهما نقاش انتهزت الفرصه خلالها وسحبت نفسي من بينهما وبحثت عن صاحبي كان عند محل تأجير السيارات يستفسر عن الاسعار وعن كيفية تأجير سياره . بعد فتره سمعنا نداء للركاب المسافرين لمراكش بالتوجه للباص كانت المقاعد مرقمه ولكل راكب مقعده المخصص حسب التذكره ولكن عند ركوب الباص اختل النظام أي من سبق لبق وهكذا وجدنا انفسنا في المقاعد الخلفيه في اخر صف لكون اغلب الركاب عوايل . بعد تحرك الباص قام صاحبي بإخراج الكاميرا من الحقيبه للتصوير ورأيت على ملامحه الأكتراب قلت خير يابو الشباب وش صاير قال نسينا شاحن الكاميرا في الفندق قلت الله بعد كل هالحرص نسيت الشاحن اهم شيء .. قال دائم يصير لي كذا لازم انسى شيء ولا اتذكره الا في الوقت الضايع قلت خير الحمد لله اللي ما نسينا الجوازات ضحك وقال تصدق مره نسيت جوازي ورجعت مسافة 80 كيلو عشانه يالله صار خير . في الطريق توقف الباص عند مكتب للشركه وطلع بعض الركاب اللي وجدوا اماكنهم مشغوله منهم فتاة شابه كان مقعدها مشغول بسيده كبيره في السن لم تستطيع التفاهم معها اضطرت للبحث عن مقعد شاغر ولم تجد الا بجواري في الصف الاخير تذكرت موقف قديم حصل لي في الطائره كانت تجلس بجنبي سيده جميله وكنت حينها غراً قليل الخبره في التعامل مع النساء المهم لاحظت السيدة اني خجل ولا استطيع النظر جهتها فكانت تتعمد ملامستي وتستمتع بارتباكي وحين تكلمني اهز راسي فقط والغصه تسد حلقي تذكرت ذلك وقررت الانتقام لنفسي وهاهي الفرصة جاءت ... فتاة شابه جميله يبدو عليها الحيويه تجلس بجانبي وكتفها يكاد يلامس كتفي تلبس بنطلون وقميص وتضع قدما على قدم انها فرصة لمحو العار القديم ... اخذت افكر كيف المبادره فالموقف حساس والرحلة طويله لو بديت غلط سيتكهرب الجو ونحن في الصف الاخير.. قررت السكون والانشغال بالجوال وصاحبي ماسك الكامير يتصيد المشاهد الجميله البنت كلمت بالجوال قليلا ثم اخذت كتاب بالفرنسيه تقراء مضت دقائق وانا افكر واخطط كيف ادخل في الخط عندما اختلس النظر اليها اجدها غير مباليه بنا او هي تدعي ذلك .. الله اعلم . مشكلتي الأزلية ان الناس يفهموني غلط وعكس حقيقة شخصيتي قررت ان اوضح لها من اكون واللي يصير يصير قلت عندنا في السعوديه نفس الشيء لا احد يلتزم برقم مقعده حتى في الطائره نجد من يحتل المقعد خاصة اللي جنب الشباك ابتسمت وقالت هنا في المغرب عادي ومتعودين في فرنسا هالشيء ما يصير لو جلست في مقعد احد ماخلاك لو يجيب الشرطه قلت صحيح حتى في بريطانيا مره كنت راكب قطار وشفت العربه شبه فاضيه جلست في اقرب كرسي وما فكرت في الرقم وجاني صاحب الكرسي وقومني مع ان فيه اماكن شاغره كثير ولكن هذا شيء من حقه ضحكت وقالت الانجليز نظاميين بالزااف الفرنسيين الطف منهم .. قلت شكلك تحبين فرنسا قالت ايوا انا درست فيها وحبيتها وكل سنه اسافر لها .. مرت لحظة صمت .. قلت الجو في مراكش مثل كازا؟ قالت لا يختلف جو مراكش صحراوي بس هالايام مزيان ما فيه حر اخذت ادردش معها عن مراكش والطبيعة هناك والاماكن السياحيه .كان الطريق جميل جدا والمساحات الخضراء على مد النظر قلت لها ياحظكم حنا عايشين في صحراء جرداء لاماء ولاخضره فيها وكدت ان اقول ولا وجهٍ حسن قالت المغرب بلد جميل واجمل ما فيه البحر والشواطيء واهم شيء تختار الوقت المناسب للزياره وقالت انه من شهر مايو حتى اكتوبر احسن وقت للسياحه في المغرب ..مضى بنا الوقت ووصلنا مراكش لفت انتباهي اشجار النخيل والوان المباني جميع المباني مصبوغه باللون الزهري الغامق المائل للحمره اشجارالنخيل في كل مكان تصورت ان المدينة بنيت وسط مزرعه ضخمه من النخيل .. توقف الباص في المحطه ودعت الفتاة بعد ان اعتذرت عن مرافقتنا لتناول الغذاء لان اخوها ينتظرها توجهنا فورا لمطعم المحطه وطلبنا سلطه مغربيه ولحم ديك رومي مشوي كان الجو ممتعا ويميل للدفء احسسنا ان المدينة متحف كبيره فكل ما حوليك مبهر من مباني واشجار وبشر لاحظنا ان الدرجات الناريه منتشره بكثره وتشكل اصواتها ازعاجاً .. في مراكش اللوحات الارشاديه واسماء الشوارع بالعربي اضافة للفرنسي .. بجانب المحطه موقف سيارات التاكسي تفاوضنا مع احدها يوصلنا لفندق رويال ميراج طلب 50 درهم حاولنا تخفيض الاجره رفض قال معكم شنط اقل شيء خمسين .. المسافة ليست بعيده عشر دقائق وحنا واصلين الفندق الفخم كان مفاجئا لنا اخذنا لفه على مكونات الفندق من مطاعم ومسبح وحديقه شيء مذهل الفندق اصلا كان قصر لاحد المغاربه وقام ببيعه لشخص اخر حوله لفندق .... بعد راحه بسيطه في الغرفه خرجنا قاصدين ساحة الفناء القريبه من الفندق ربع ساعه مشي تقريبا وهناك راينا العجب .
وللتقرير بقيه

خرجنا من الفندق باتجاه ساحة الفنا الشهيره كلما اقتربنا من الساحة كلما زاد عدد الناس في الشوارع حتى وجدنا انفسنا فيما يشبه المهرجان عدد هائل من البشر اشكال والوان دخلنا الساحه كان هناك تجمعات متفرقه بعضها كبير وبعضها قليل ... لاحظت انه عندما اقترب من التجمع بالكاميرا يتقدم الي احد القائمين بالاستعراض ومعه ما يشبه الطاسه ويؤشر لي بان اضع دراهم أي لايوجد تصوير مجانا .. بعده صرت اخفي الكاميرا عنهم واصور خفيه واحيانا ينتبه بعضهم وعندما يقبل بالطاسه اختفي واستمتع وانا اشاهده يبحث عني بين الجموع .. كانت الساحه مسليه فعليا تجد الاستعراضات الفنيه الشعبيه والرقص المغربي (رجال ونساء)وتجد من يستعرض بالثعابين او القرود وهناك من يجلب حيوانات نادره ويوجد من يبيع اشياء متنوعه غريبه كما اني رأيت اشكال بشريه عجيبه جاءت للاستعراض وللتصوير بمقابل طبعاً ومن ضمن ما رأيت رجل صغير جدأ راسه كبر حبة الكريب فروت لابس بدله رسمي يتجمع حوله الاطفال مذهولين من صغر حجمه كما رايت شابا شكله غريب جدا كان يتكلم عربي والناس حوله مشدوهين بشكله الغريب ومن المواقف شاهدت ثلاثة مغاربه ينهالون بالضرب المبرح على شخص لابس جلابيه وكان يتلقى الضرب بصمود غريب ولم يتقدم احد لإنقاذه بل ظل الناس يتفرجون على المشهد وكأنه جزء من العروض في الساحه رغم اني شاهدت الدماء تسيل منه .. كانت الساحه مليئه بالعجائب والغرائب وعلى اطراف الساحه تجد المحلات التي تبيع التحف والملابس والطواجن وانواع الفخار وفي جانب اخر تجد المطاعم والمقاهي التي تتكون من عدة ادوار حيث صعدت الى الدور الثالث في احد المقاهي لأجده مليء بالسياح اغلبهم اوربيون ينظر للساحه من فوق ويصورون ... جلست على طاولة مطلة على الساحه (بعد انتظار نصف ساعه حتى تشغر) وطلبت اتاي واخذت انظر للساحه لاحظت ان احد التجمعات كبير جداً وعلى مساحه دائريه كبيره وفي وسط الدائره هناك رجال يحملون طبول ويركضون ويقفزون ويصرخون فيما يبدوا نها رقصه شعبيه صحراويه وكان هناك تصفيق وتشجيع من الحضور .. جلست في المقهى حتى غابت الشمس ولم تكن الساحه مضاءه بل تستنير بضوء المحلات والمطاعم المحيطه ..بعد حلول الظلام قلت العروض وحل محلها عروض من نوع آخر العاب غريبه لم اشاهد مثلها من قبل احد الاشخاص قام بنشر مئات القوارير الزجاجية الفارغه ولديه عصيان تشبه السناره بها حبل وفي نهاية الحبل حلقة من الربل والمطلوب هو ادخال الحلقه في عنق الزجاجه .. المحاولة بخمسة دراهم في البداية تبدو العملية سهله وان المطلوب الثبات والتوازن ولكن تبين ان العملية صعبة بل شبه مستحيله ولم يتمكن أي شخص من ادخال الحلقة في عنق الزجاجه ورايت شخص حاول ان يحتال فغافل صاحب اللعبه واخذ الحلقة بيده ووضعها في عنق الزجاجها ولكن الجمهور فضحه وط’رد من اللعبه ...كان منظر الساحه عجيبا وفيها مفاجاءات مستمره وعندما تحس بالجوع فيوجد في الساحه مطاعم لايوجد لها مثيل تقدم المشويات وانوع غريبه من الاكل جلست مع صاحبي على احدى الطاولات الطويله المكتظه بالزبائن وطلبنا دجاج مشوي كان كل شيء جاهز ثوان والمشوي على الطاوله ..الناس حولنا يأكلون ويغادرون ويأتي محلهم اخرون ولاحظت ان الاجانب يأكلون من الاكلات الغريبه مثل القواقع كانوا سعداء بما يشاهدون ... حتى الشحاذين في الساحه ( وهم كثر) كانوا اشبه بجزء من العروض فهم يشحذون بطريقه كوميديه في البداية كنت لا اعيرهم أي اهتمام واتجاهلهم وعند مغادرتي للساحه اصابتني نوبة كرم فأخذت اوزع الدراهم على الشحاذين بكل اريحيه تعبيرا عن سعادتي بما شاهدت . العروض في الساحة تستمر لوقت متأخر حتى الساعة الحادية عشر . خرجنا من الساحة منهكين تماماً ولم يكن باستطاعتنا المشي للفندق لاحظنا وجود صف طويل من العربات التي تجرها خيول تفاهمنا مع صاحب احدها لتوصيلنا للفندق بـ 50 درهم كنا متفقين مع الفندق على رحله لقرية الفلاح تبداء من الساعه التاسعة والنصف مساء بـ 400 درهم للشخص مع العشاء ولذا حرصنا للعوده للفندق قبل الموعد لتحضير انفسنا لمغامرة جديده
وللتقرير بقية (بعض الصور من النت)