 
الزواج :
هو الحصن الحصين ، والميثاق الغليظ ، من أكبر أسباب الألفة ،  وأسمى الروابط الإنسانية التي سنتها الأديان السماوية ، وصدقت عليها  الأعراف ، ونظمتها لتتفق مع الفطرة ، فهو بحاجة إلى التدقيق والتفكير ووضع  الأسس السليمة التي تستقيم بها هذه الشركة حتى لا تتعرض للإفلاس.  فالزواج – كما يقال في المثل عندنا – ليس متعة يومية أو شهرية أو سنوية  ، وإنما هو للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة في ظلاله الوارفة بنعمة  الاستقرار والسعادة .
 الزواج الافريقي المغربي : هو الزواج المؤلف بين افريقي ومغربية ، أي  أن يكون أحد طرفيه افريقي الجنسية ،- السوداني - وطرفه الثاني مغربية ، وهو  عقد جائز في نظر قانون الأحوال الشخصية للزواج المغربي .
 كشفت دراسة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة أن  23 في المائة من المغاربة يقبلون الزواج من الأفارقة ، بينما رفضت الغالبية  ذلك ، ويرفض الرجال بنسبة حوالي 55 بالمائة ، والنساء بنسبة 64 بالمائة  الارتباط بالافارقة .......
 ومع ذلك ، فإن الحقيقة الجلية التي لا يتجادل فيها اثنان ، وتبقى غرة  جبين في الواقع اليوم : أن الزواج الافريقي المغربي يشكل ظاهرة لافتة  للانتباه ، خاصة والانعكاسات السلبية قد أمست تتفاقم بحدة ، وتزداد تعقيدا  على انتهائه بالفشل الذريع .
 لماذا المغربية ؟
 أجل ، لماذا المرأة المغربية ؟ ، مالسر الذي جعل الأفارقة يتهافتون إلى  المغربيات ؟ ولمَ ترضى المرأة المغربية بتقسيم الحياة مع شريك تشرب ثقافة  مختلفة ؟ هل هو الخوف من ويلات الفقر أو من جحيم العنوسة وذهاب ربيع الحياة  وقوتها ؟ مالذي يميز المغربية عن الافريقية ؟ .
 من الجدير بالذكر أن الرجل الأسود مغرم بالمرأة البيضاء ومفتتن بها –  غربية كانت أو عربية – فجل سكان الأفارقة – إن لم يكن الكل – يحلمون  بالتأهل بالمرأة البيضاء، فالمرأة البيضاء في نظر الأفارقة درة يتيمة  يتنافس إليها المتنافسون .
 فالرجل الأسود يشعر بالفخر والمكانة عندما يتزوج بالمرأة العربية  ويتباهى بها ، علما بأن نظرة المرأة قد لا ترقى إلى هذا المستوى ، وإنما  تظل حبيسة بين جدران العنصرية واللونية .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الزواج الافريقي المغربي يختلف كليا عن  الزواج الافريقي الغربي ، لأن الدافع وراء هذا هو الطمع في تحقيق أغراض  ومصالح شخصية من الاغراءات التي لا تستحضر الود الذي هو قوام الزواج ، مثل  الحصول على الإقامة والجنسية ، والأوضاع الاجتماعية الراقية ، فبعد انتهاء  النزوة ، أو الغرض الذي من أجله ربط الزواج ، يقطع حبله ، وهذا ما جعلت  الدول الغربية تشد الخناق إلى أبعد حدود .
وهذه المصالح كلها منتفية في الزواج الافريقي المغربي ، فالذين يطلبون  أيدي المغربيات إنما طالب علم رام التعفف ، وسيعود إلى مسقط راسه ، أو مقيم  في الخليج أو الغرب ، فهؤلاء جميعا لا رغبة لهم في الجنسية المغربية التي  لا تختلف عن الجنسية الافريقية في شيء .
وحتى لا أهرف بما لا أعرف ، فقد اتصلت ببعض الذين خاضوا هذه التجربة  الانسانية الوعرة ، من جنسيات شتى ، مستفسرا عن السر المكنون الذي جعلهم  يتخذون المغربية شريكة حياة ، فكان الجواب :
 ** الجمال : وهذا هو بيت القصيد ، وهو السبب الرئيسي الذي يدفع إخواننا
للزواج بالمغربيات ، ولا عار في ذلك شرعا وعادة .
فالمرأة المغربية فاتنة وساحرة ، متخصصة في لغة العيون ، تكبل القلب بالنظرة الأولى . 
** الطاعة العمياء والخضوع التام للزوج : إن نجاح المرأة مرهون في طاعة زوجها – وخاصة عند الحاجة - .
والمغربية متفننة في لغة العيون ، بمجرد النظر في عين الزوج تدرك حاجته ، وتغذ على تنفيذها بلمح البصر ، فهي مستعدة في كل حين .
 وأما الافريقية – وإن كانت مثقفة – فلا يكاد الزوج يرد الماء من بئرها  إلا بعد التي واللتيا وبشقّ الأنفس ، فلا لذة ولا هناء ، شجار دائم ، وضرب  مبرح في كل ليلة وضحاها ،أشد برودة من الثلج! ، هذا باستثناء بعض الدول –  كالسنغال وغانا ونيجيريا – ولعل ممارسة الختان بغير الصورة التي أشار إليها  النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يفسر لنا استفحال ظاهرة البرودة النسوية  عندنا .
** إشعار الزوج بالمودة : ومن ذلك التعبير عن المشاعر ، وإزالة الوحشة  عن الزوج ، من التحادث والحوار ، ومداعبته وملاعبته ، والقبض على يديه  أثناء التنزه كما يقبض السياف على مقبض سيفه !.
 وإن كانت الافريقية جريح العشق والهوى ، فإنها لن تعبر عن ذلك مهما جرى  بها الزمن ، ومن المضحك جدا : أن الزوجة تتنزه مع زوجها كالغريبين ، فهي  في الأمام والزوج في الوراء كالضابط .
 هذه هي الأسباب الأساسية التي جعلت الأفارقة يقبلون على أسواق  المغربيات إقبال الظامئ على العذب الفرات في اليوم القارظ ، وما عداها  فليست حكرا عليهن ، مثل الطبخ والغسل والاعتناء بالمنزل ، فقد تتفوق عليهن  الافريقيات فيها .
 معـضـلة الـرجوع إلى البـلـد :
 يظل الاختيار الصعب لهذا الزواج عندما يعزم الزوج القفول إلى وطنه الأم  ، ففي كثير من الأحيان ترفض الزوجة وبعض أعضاء أسرتها ، وغالبا ما يؤدي  ذلك إلى الفراق الممقوت ، لصعوبة التواصل إلى حل مقنع .
 إن استقرار الزوجين في خارج المغرب – برأيي – أولى وأفضل، وأضمن  لاستمرار الحياة الزوجية تحت ظل الأمان ، فالزوجة المغربية قد لا تسلم من  لسعات بعض ضعيفات النفوس واستهزائهن .
وأما في الخارج ، وبمنأى عن الأهل ، فيمكن لهما بناء مستقبل زاهر  للأطفال ، وتنمية دوائهم بشكل بناء فعال ، وهناك شئ أخر في غاية الأهمية  وهو نادر في المغرب إن لم يكن منعدما : عندما يهب نسيم الموت على الزوج ،  ففي افريقيا ، سيخلفه أخوه الأصغر – أو أحد أقاربه – طوعا أو كرها ، لئلا  يكون أولاد أخيه عرضة للضياع والتذبذب النفسي والحضاري .
 فنكاح المتوفى عنها أو المطلقة عندنا – افريقيا السودان – زين ، وعند  العرب شين ، فرحيل الزوج عن الزوجة في المغرب ، قد يودي بحياة الأولاد إلى  التهلكة ، ولا أخال مغربيا يخلف افريقيا أبدا .
 الطــلاق :
** لماذا معدلات الطلاق مرتفعة جدا في هذا الزواج ؟ .
 فالنماذج والعينات التي عايناها – للأسف الشديد - انتهت بشكل درامي ،  ولعل أهم الأسباب التي جعلت هذا الزواج ينهار بالتلاشي والفشل الذريع :
*** التباين في العادات والتقاليد : 
 إن التوافق الثقافي والتلاقي الحضاري والانسجام في التقاليد من أهم عوامل التي تعين على ديمومة الزواج ، وتحصنه من انهيار الفراق .
 فلكل من الزوجين عادات فكرية ، وتقاليد سلوكية ، فإذا احتفظت المرأة  بثقافتها الخاصة التي لا تنسجم مع روح الحضارة الافريقية ، ستتجلى  المناقضات ، ويتضارب الشعور واللاشعور التي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه .
 فالمرأة في نظر المجتمع المغربي ملكة مدللة 
 ولا ريب أن الملكة لن ترضى – بأي حال من الأحوال – أن تكون أمة أو  خادمة ، فهذا التباين الاعتقادي الخلفي إن لم يجرد كل منهما عنها مطلقا ،  أشعل لهيب الخلاف والشقاق وأحرق حبل الزواج .
*** فــرض الآراء :
 محاولة أحد الطرفين فرض آراءه وأفكاره وتصوراته على الطرف الآخر، أو في  رغبة أحدهما القبض على زمام الأمر قد يجعل عسل الزواج حنظلا وعلقما ،  فيكون الفراق أولى من شربه .
 فهذا الزواج بحاجة إلى عقلية منفتحة ، وتنازلات متبادلة واسعة ، مع  الاحترام والحوار الشفاف ، وإلا تعرض على الفشل بسبب صعوبة التأقلم مع  الطرف الأخر .
منقول بقلم كاتب سوداني مزعوط