اروع الابيات في الشاعر / الجواهري
					
				 
				
				
				[B]لا الشـِّعـرَ أبكيـهِ ، لا الإبداع َ، لا الأدَبا 
                  أبـكي الـعـراقَ ، وأبكي أ ُمَّـتي العـَرَبـا 
أبكي عـلى كـلِّ شـَمس ٍ أهـدَ روا دَمَهـا 
                  وَبـَعـدَما أطـفـأ وها أسـرَجـوا الحـَطـَبـا ! 
أبكي  على  وَطن ٍ يـَبـقى الأديـبُ  بـِه ِ 
                   لـَيـسَ الـغـَريـبَ ، ولـكنْ أهـلـُه ُغـُرَبـا 
أبكي على الـنـَّخـل ِيا مَنْ أنتَ صاحِبـُه ُ 
                   وأنتَ  سـا قـيهِ  قـَرْ نا ً ماءَكَ  الـعـَذِبـا 
وَراحَ حـتى الـعـِد ا يـَجـنـُونـَه ُرُطـَبـا ً 
                   وأنتَ تـَعـلـِكُ مِنـه ُالسـَّعْـفَ والـكـَرَبـا ! 
أبكي لأِهـوارِ أهـلي الآنَ  بـَلـْقــَعـُهـا  
                   يـَبكي فـَيـُبْكي بـِها الـبَرديَّ والـقـَصَبـا 
وَإذ ْ مُهـاجـِرَة ُ الأطـيــارِ  تـَبـلـُغــُهـا 
                    تـَبـكي وَتـُمْعـِنُ عن قـيعـانـِهـا هـَرَبـا ! 
أبكي الفـُراتـَيـن..هَل تـَدري مياهـُهُما 
                    بأنَّ أعـظـَمَ  مَـن غـَنـَّى  لـَهـا  ذ َهـبـا ؟ 
لا{ دجـلـَة ُالخيـر}ألـوَتْ مِن أعِنـَّـتـِه ِ 
                    وَلا الـفـُراتُ بـِخـََيْـل ِالمَوتِ فـيهِ كـَبـا 
كـأنـَّه ُ لـَم  يـَكــُنْ  يـَومـا ً نـَديـمَهـُمـا 
                    وَلا أد ارَ هـُنـا  كـأ سـا ً ، وَلا شـَرِبـا 
وَلا جـَرى دَمعـُه ُما سـا لَ دَمعـُهـُمـا 
                     وِلا تـَنـَزَّى دِمـاءً كـُلــَّمـا اخـتـَضَـبـا 
يا حامِلَ السـَّبـْع ِوالتـِّسعيـن مُعجـِزَة ً 
                     أقـَلــُّهـا أنـَّهـا  لـم  تـَعـرفِ  الـرَّهَـبـا 
لـكـنـَّهـا عـُمْرَ قـَرْن ٍكـامِـل ٍعـَرَفــَتْ 
                    أنْ تـُستـَفـَزَّ، وأنْ تـُوري الدُّنـا غَضَبا ! 
يـُقالُ أرهـَبُ ما في المَوتِ وَحْـشـَتـُه ُ 
                   نفسي فِداكَ،هَل استـَوحَشْتَ حينَ دَبَى ؟! 
وَهَل شـَعـَرتَ اغـتـِرابا ً في مَعـيَّـتـِه ِ ؟ 
                     قـَضَيـتَ عـُمرَكَ يا مَولايَ مُغـتـَرِبـا ! 
وَهَل صَمَتَّ اضطِرارا ً،أو مُجـانـَفـَة ً ؟ 
                  أم كـُنـْتَ أبـْلـَغ َأهـل ِالأرض ِمُنـشـَعـِبـا ؟! 
وَهـَل تـُوُفـِّيـتَ فـِعـلا ً، أم وُلـِد تَ بـِهِ ؟! 
                   إنـِّي رأيـتـُكَ مِـلْءَ الـمَـوتِ مُنـتـَصِـبـا ! 
حتـَّى لـَقـد ضَجـَّت الدُّنـيـا بـِما نـَشـِبَـتْ 
                   أظـفـارُ مَجْـدِكَ  فـيـهِ  لا بـِمـا  نـَشـِبـا ! 
يا شـَيخَ شِعري، وَيا شيخي وَشيخَ دَمي 
                   مَن لي بـِأ نْ أفـتـَديـكَ الآنَ مُحـتــَسِـبا ؟ 
مَنْ لي بـِأ نْ أ ُرْجـِعَ الأيـَّـامَ  دَورَتـَهـا 
                  فـَأ سـتـَعـيدَ كَ  بـَحـرا ً زاخـِرا ً لـَجـِبـا 
يَـلوي يـَـدَ الـرِّيـح ِ لا تـَـلوي أعـِنـَّـتـَه ُ 
                    وَيـَلـطِـمُ الجَـبـَلَ الـجَـلـمودَ مُحـتــَرِبـا 
سـَبعـونَ عاما ً، وَلـِلطـَّاغوتِ رَهْبـَتـُه ُ 
                  ما راءَ كَ النـَّاسُ، أيُّ النـَّاس ِ،مُرتـَهـِبا 
بـَلْ والـِجـا ً كـَولـُوج ِالـمَوتِ دُورَهـُمو 
                  مُهـَتــِّـكا ً عَـنـهـُمُ الأسـتـارَ والـحـُجـُبـا 
مُغـاضِبـا ًمِثلَ صِلِّ الـرَّمل ِ، مُنصَلـِتـا ً 
                   لـِلرِّيح ِ..لا عَطـَشا ً تـَشـكو وَلا سَغـَبـا 
في حـيـن ِبـَيـتـُكَ أغـصـا نٌ مُهـَدَّ لـَـة  ٌ 
                    تـَذوي ، وأجْـنـِحـَة ٌ أبْـقـَيـتـَهـا زُغـُبـا 
مُرَفـرِفـاتٍ على الأوجـاع ِ، داميـــة ً 
                     وأنـتَ تـَرنـُو إلـَيـهـا مُشـفـِقـا ًحـَدِبــا 
وَكـُلـَّما ما لَ ميزانُ الأبِ انـتـَفـَضَتْ 
                     أ ُبـُوَّة ُالـشـِّعـرِ في جـَنبـَيْـكَ فانـقـَلـَبـا ! 
قالوا هَرِمْتَ..وَعُمري لم أجـِدْ هَرِما ً 
                     مَـَرآه ُيـَمـنـَحُ حـتى الـمَيـِّتـيـنَ صِـبـا ! 
وَدِدتُ والله ِ لو أ ُعطـيك مِن عـُمُري 
                     عُمرا ًلـِيُصبـِحَ لي إنْ أنتـَسِبْ نـَسـَبـا ! 
يا ذا المُسَجـَّى غـَريـبا ًوالعـراقُ هُنـا 
                     يـَشـُقُّ قـُمصانـَه ُفي البـُعـدِ مُنـتـَحـِبـا 
وَتـَصرَخُ الـنـَّجَـفُ الثــَّكلى مُرَوَّعـَة ً 
                     رَجـْعُ الـمـآذِن ِفـيـهـا يـُفـْزِعُ الـقـُبـَبـا 
وأنتَ تـَنـأى فـَتـَلـوي ألـفُ مِـئـذ َنـَة ٍ 
                     رِقابـَها ،وَيَضُّجُّ الصًّحْـنُ مُضطرِبـا ! 
وَلـِلـجـِبـال ِ بـِكـُردسـتـانَ  نـائـِحـَـة  ٌ 
                     تـَبْكي اليـَنابيعُ، والغاباتُ، والرَّشـَبـا 
مِن بـِيرَه مَكرون يـََمتـَدُّ العَويلُ بـِهـا 
                     حـتى تـَراهُ عـلى حـِمريـنَ مُنسـَكـِبـا ! 
أمَّا الجَـنوبُ فـَيَدري الماءُ ما هَجَعـَتْ 
                      حِمْريـَّة ٌفـيه ِ، أو هـَبـَّتْ عليـهِ صَبـا 
إلا جـَرَتْ أد مُعـا ًخـُرْسا ًشـَواطِـئـُه ُ 
                     وَجاءَهـا دَ معُ كلِّ الـنـَّخْـل ِمُنسـَرِبـا ! 
أبـا فـُراتٍ .. أبـا روحـي وَقـافـيَـتـي 
                      وَما عـَرَفـتُ  لأوجاعي  سـِواكَ  أبا 
مِن يـَوم ِ فـَتـَّحتُ عَيني والعراقُ دَم ٌ 
                     يُطوَى فـَتـَهتـِكُ عن طـُوفانـِهِ الحُجُبا  
مُعـاتـِبـا ً تـارَة ً ، مُسـتـَنـْكـِرا ً أبـَد ا ً 
                      مُغـاضِبـا ً..ساخِرا ًحينا ً، وَمُكتـَئـِبـا 
لـكنْ تـَظـَلُّ على الحالاتِ أجـمَعـِهـا 
                    شَوكَ العراق ِالذي يُدْمِي إذ ا احتـُطِبا ! 
عَلـَّمتـَني مُذ ْ شـََرايـيني بَرَتْ قـَلـَمي 
                      كـَيـفَ الأديـبُ يـُلاقي مَوتـَه ُحـَرِبـا 
وَكيفَ يـَجعَـلُ مِن أعـصابـِه ِنـُذ ُرا ً 
                      حيـنا ً، وَحيـنا ً نـُذورا ًكـلـَّما وَجـَبـا 
وَكيفَ يَصعـَدُ دَرْبَ الجَمرِمُشتـَعِلا ً 
                      مُجانـِفـا ً..عَصَبٌ يـُدْمي بـِه ِعَصَبـا ! 
عَلـَّمتـَني كيفَ أ ُهدي لـِلعراق ِدَمي 
                    شعرا ً، وأخشى العراقيـِّينَ إن نـَضَبا ! 
{مِن قـَبْل ِقـَرْن ٍلـَو انـَّا نـَبتـَغي عِظـَة ً 
                     وَعَـظتـَنـا أنْ نـَصونَ الـعـِلمَ والأدَبـا} ! 
[/B]