عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


قسم السفر والسياحه في اغادير قسم السفر والسياحه في اغادير

سور تارودانت العظيم

إضافة رد
الـدوكالي
موقوف
المشاركات: 4,190
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: في قلوب المزاعيط
الـدوكالي غير متواجد حالياً  
قديم 2013-12-19, 08:49 PM
  المشاركه #1
Post سور تارودانت العظيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..


هذا تعريف بسيط لمدينة تارودانت الأثرية التي تعتبر من ضواحي مدينة اكادير ,,, وانشالله المعلومات تفيد الجميع ,, تحياتي



.





















هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 950x713 .





للصين ‬سورها ‬العظيم، ‬ولأهل ‬سوس ‬أيضا ‬سورهم، ‬الأول ‬ضمن ‬لنفسه ‬مكانا ‬في ‬لائحة ‬عجائب ‬الدنيا ‬السبع ‬مخلدا ‬إلى ‬جانب ‬عجائب ‬أخرى.. ‬فيما ‬الثاني ‬الموجود ‬في ‬تارودانت ‬مازال ‬يواصل ‬معركة ‬تحدي ‬الزمان ‬والمكان. ‬سور ‬تارودانت ‬العظيم ‬المنيع ‬هو ‬أيضا ‬سور ‬يحمي ‬أصالة ‬المدينة ‬وهوية ‬أهلها.‬
هنا ‬في ‬قلب ‬سوس ‬لن ‬تجد ‬رفيقا ‬مخلصا ‬يسير ‬معك ‬على ‬امتداد ‬المدينة ‬غيره، ‬يمنحك ‬أسراره ‬وعبق ‬المدينة ‬ويطل ‬عليك ‬من ‬أبراجه ‬مثل ‬أم ‬تحمي ‬أبناءها ‬بحرص ‬شديد، ‬من ‬أي ‬مكان ‬دخلت ‬تارودانت ‬ستجده ‬هناك ‬في ‬وظيفته ‬القديمة ‬صارما ‬ومتسامحا، ‬منيعا ‬وسهل ‬الولوج، ‬يحرس ‬المدينة ‬من ‬الغزاة ‬والبغاة، ‬ويحمي ‬الحدود ‬من ‬الاسمنت ‬البليد. ‬سور ‬تارودانت ‬سيرة ‬تختزل ‬قصة ‬سوس ‬العذراء، ‬إنها ‬سيرة ‬سور ‬تارودانت ‬العظيم.‬
سيرة ‬سور ‬سوس ‬العظيم
يبلغ ‬سمك ‬سور ‬الصين ‬العظيم ‬ما ‬بين ‬أربعة ‬أمتار ‬إلى ‬تسعة ‬أمتار ‬في ‬قاعدته، ‬ويتراوح ‬علوه ‬بين ‬3 ‬و8 ‬أمتار، ‬لكن ‬سور ‬تارودانت ‬يبلغ ‬سمكه ‬سبعة ‬أمتار ‬ويرتفع ‬إلى ‬ما ‬يزيد ‬على ‬سبعة ‬أخرى. ‬من ‬يصدق ‬أن ‬بالمغرب ‬سورا ‬عظيما ‬يتفوق ‬على ‬سور ‬الصين ‬العظيم، ‬هو ‬أقدم ‬سور ‬في ‬المغرب، ‬ورغم ‬أنه ‬لا ‬يوجد ‬تاريخ ‬محدد ‬لبداية ‬بنائه ‬بسبب ‬ندرة ‬المصادر ‬التاريخية ‬وتخلف ‬البحث ‬الأركيولوجي، ‬لكن ‬ابن ‬خلدون ‬والناصري ‬واليفراني ‬يجمعون ‬على ‬هذه ‬الحقيقة، ‬نحن ‬إذن ‬أمام ‬أقدم ‬أسوار ‬المغرب. ‬
قبل ‬الفتح ‬الإسلامي ‬كانت ‬تارودانت ‬حاضرة ‬أمازيغية، ‬جاهد ‬المسلمون ‬لاقتحامها ‬لأنهم ‬يعلمون ‬أنهم ‬إذا ‬فتحوها ‬أذعنت ‬لهم ‬كل ‬المنطقة، ‬كل ‬القبائل ‬عندما ‬سمعت ‬بفتح ‬تارودانت ‬جاءت ‬مستسلمة ‬للفاتحين ‬المسلمين ‬على ‬اعتبار ‬أن ‬اقتحام ‬سور ‬المدينة ‬معجزة ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬يأتيها ‬«‬إلا ‬من ‬كانت ‬ترعاه ‬القدرة ‬الإلهية»‬. ‬أول ‬كرامات ‬السور ‬العظيم ‬ستظهر ‬في ‬العصر ‬المرابطي، ‬حيث ‬يروي ‬سكان ‬تارودانت ‬قصة ‬ولي ‬المدينة ‬وقطبها ‬الرباني ‬ابن ‬وندلوس ‬المعروف ‬بالشيخ ‬سيدي ‬وسيدي، ‬الذي ‬سجنه ‬والده ‬لأنه ‬كان ‬يرى ‬أن ‬شرب ‬عصير ‬قصب ‬السكر ‬حرام، ‬فأهرق ‬خوابيه ‬وسالت ‬وديان ‬من ‬عصير ‬القصب ‬في ‬أزقة ‬المدينة، ‬وسجن ‬سيدي ‬وسيدي ‬في ‬«‬بنيقة»‬ ‬مازالت ‬شاهدة ‬إلى ‬اليوم، ‬أما ‬الولد ‬فقد ‬كان ‬يقول ‬سأخرج ‬عندما ‬ينهدم ‬جزء ‬من ‬سور ‬المدينة، ‬وبالفعل ‬سيسقط ‬جانب ‬من ‬السور ‬العظيم ‬ويخرج ‬ابن ‬وندلوس ‬من ‬سجنه، ‬وهي ‬أسطورة ‬يتناقلها ‬أهل ‬المدينة ‬عن ‬شيخهم ‬الذي ‬يعتبرونه ‬«‬مول ‬البلاد»‬، ‬وفي ‬ذلك ‬أيضا ‬دلالة ‬على ‬قدم ‬السور، ‬أي ‬وجوده ‬قبل ‬المرابطين ‬بفترة، ‬مما ‬جعله ‬يهترئ ‬ويتآكل، ‬حتى ‬سقط ‬الجزء ‬الذي ‬خرج ‬منه ‬الولي ‬الصالح.‬
في ‬عصر ‬السعديين ‬سيجدد ‬السور ‬وسيتم ‬ترميمه ‬بإحكام ‬لأنهم ‬سيتخذون ‬من ‬تارودانت ‬عاصمة ‬لهم ‬قبل ‬مراكش، ‬وفي ‬عهد ‬العلويين ‬سيظهر ‬الدور ‬التاريخي ‬للسور ‬بشكل ‬واضح، ‬فكلما ‬تولى ‬أمير ‬شؤون ‬تارودانت ‬حتى ‬استقوى ‬بأهلها ‬وسورها، ‬وهي ‬قصة ‬أخرى ‬ترويها ‬المصادر ‬التاريخية، ‬إذ ‬سيقوم ‬محمد ‬العالم ‬ابن ‬المولى ‬إسماعيل ‬بتعيين ‬نفسه ‬خليفة، ‬وأقام ‬بلاطا ‬سلطانيا ‬بعدما ‬تمرد ‬على ‬أبيه. ‬حوصرت ‬المدينة ‬من ‬طرف ‬المولى ‬إسماعيل ‬بقيادة ‬ابنه ‬المولى ‬زيدان ‬لمدة ‬ثلاث ‬سنوات، ‬دون ‬أن ‬يقدر ‬الجيش ‬الخرافي ‬على ‬اقتحامها، ‬بل ‬إن ‬المولى ‬زيدان ‬بعد ‬طول ‬الحصار ‬قام ‬ببناء ‬القصبة ‬الزيدانية ‬لأنه ‬لم ‬يعد ‬يطيق ‬البقاء ‬في ‬خيام ‬الحرب، ‬وأقام ‬بها، ‬وهي ‬اليوم ‬جزء ‬من ‬مدينة ‬تارودانت، ‬ولم ‬يستطع ‬أحد ‬دخول ‬المدينة ‬إلا ‬بعد ‬أن ‬تم ‬كشف ‬الخليفة ‬محمد ‬العالم ‬متخفيا ‬يتجول ‬في ‬الزيدانية ‬يستقصي ‬أخبار ‬العدو.‬
‬مدينة ‬لا ‬تقتحم
يقول ‬نور ‬الدين ‬صادق، ‬الباحث ‬في ‬تاريخ ‬المنطقة، ‬إن ‬هندسة ‬الأسوار ‬عنصر ‬أساسي ‬من ‬أسطورة ‬السور، ‬فسمكه ‬لا ‬يضاهيه ‬أي ‬سور ‬آخر ‬في ‬جميع ‬أنحاء ‬المغرب، ‬ذلك ‬أنه ‬يتكون ‬في ‬الأصل ‬من ‬ثلاثة ‬جدران ‬متراكبة. ‬كل ‬جدار ‬كان ‬يؤدي ‬دورا ‬مختلفا، ‬ويستطرد ‬المؤرخ ‬الروداني: ‬«‬الجدار ‬الأول ‬هو ‬جدار ‬دفاعي ‬يصل ‬علوه ‬إلى ‬سبعة ‬أمتار، ‬ويتراوح ‬سمكه ‬ما ‬بين ‬ثمانين ‬وتسعين ‬سنتيمترا، ‬يليه ‬مباشرة ‬جدار ‬ثان ‬يتراوح ‬سمكه ‬ما ‬بين ‬مترين ‬وثلاثة ‬أمتار ‬يسمى ‬ممر ‬الحراسة، ‬وكان ‬ممرا ‬تتجول ‬فيه ‬كتائب ‬الحراسة ‬ليراقبوا ‬ما ‬يحدث ‬خارج ‬السور»‬. ‬من ‬داخل ‬المدينة ‬تتبدى ‬لنا ‬أجزاء ‬مهدمة ‬من ‬الجدار ‬الثالث، ‬وهو ‬أكثر ‬سمكا ‬وأقل ‬ارتفاعا ‬يرتفع ‬إلى ‬نصف ‬ممر ‬الحراسة، ‬ويصل ‬اتساعه ‬إلى ‬ثلاثة ‬أمتار، ‬إذن ‬نحن ‬أمام ‬سور ‬بسمك ‬يصل ‬إلى ‬سبعة ‬أمتار ‬على ‬طول ‬امتداده ‬المحيط ‬بالمدينة ‬إحاطة ‬تامة ‬شاملة.‬
«‬الممر ‬الثالث ‬يسمى ‬ممر ‬الدورية، ‬كانت ‬تمر ‬منه ‬دوريات ‬من ‬الخيالة ‬يراقبون ‬الحراس ‬ومدى ‬يقظتهم ‬واستعدادهم. ‬إذا ‬جمعنا ‬هذه ‬العناصر ‬يبدو ‬الحفر ‬في ‬السور ‬أمرا ‬خياليا، ‬واقتحام ‬سور ‬تارودانت ‬العظيم ‬ضربا ‬من ‬ضروب ‬المستحيل»‬، ‬حسب ‬المؤرخ ‬الروداني. ‬
وبعيدا ‬عن ‬المعطيات ‬التاريخية، ‬يحكي ‬أعضاء ‬من ‬جمعية ‬«‬أمودو»‬ ‬التي ‬جعلت ‬من ‬حماية ‬التراث ‬أحد ‬اهتماماتها، ‬أن ‬أشغال ‬الترميم ‬التي ‬حدثت ‬في ‬السنوات ‬الأخيرة ‬عانت ‬كثيرا ‬من ‬قوة ‬وصلابة ‬السور، ‬الشيء ‬نفسه ‬يؤكده ‬لحسن، ‬أحد ‬سكان ‬تارودانت ‬المقيمين ‬بالقرب ‬من ‬باب ‬البلاليع، ‬إذ ‬يقول: ‬«‬الجرافات ‬كانت ‬تمضي ‬أياما ‬وهي ‬تحاول ‬فتح ‬الأبواب ‬الجديدة»‬.‬
طول ‬السور ‬يصل ‬إلى ‬ما ‬يقارب ‬ثمانية ‬كيلومترات (‬7.8 ‬كيلومترات). ‬داخل ‬الأسوار ‬توجد ‬المدينة ‬التي ‬تصطبغ ‬بلون ‬التراب، ‬وكل ‬محاولات ‬التوسع ‬العمراني ‬خارج ‬السور ‬يقابلها ‬رفض ‬ضمني ‬وتضامني ‬من ‬طرف ‬السكان. ‬
عندما ‬تتجول ‬خارج ‬الأسوار ‬لا ‬تحس ‬بالحياة ‬المتحركة ‬داخلها. ‬خارج ‬السور ‬هناك ‬تجزئات ‬سكنية ‬ومدينة ‬حديثة ‬لكنها ‬شبه ‬فارغة.. ‬تمر ‬سيدة ‬تمتطي ‬دراجة ‬بمحاذاة ‬السور ‬وتقتحم ‬باب ‬«‬الزركان»‬. ‬يخبرنا ‬عامل ‬الفندق ‬بأن ‬أسعار ‬العقار ‬داخل ‬السور ‬أكثر ‬ارتفاعا ‬بكثير ‬من ‬المناطق ‬الجديدة. ‬هل ‬بسبب ‬أجانب ‬يقتنون ‬الرياضات ‬والمنازل ‬القديمة؟ ‬يجيب ‬عامل ‬الفندق: ‬«‬لا، ‬السكان ‬يريدون ‬البقاء ‬داخل ‬المدينة»‬.‬



تخترق ‬السور ‬خمسة ‬أبواب ‬رئيسية ‬وهي ‬الأبواب ‬التاريخية ‬لتارودانت؛ ‬باب ‬السلسلة ‬وهو ‬الباب ‬السلطاني ‬ويسميه ‬أهل ‬المدينة ‬بـ«باب ‬السدرة»‬، ‬منه ‬كانت ‬تدخل ‬المواكب ‬لقربه ‬من ‬القصبة. ‬الباب ‬السلطاني ‬مازال ‬يحظى ‬باحترام ‬خاص ‬لدى ‬السكان.. ‬إنه ‬باب ‬تلفه ‬سطوة ‬الأمير.. ‬ثم ‬باب ‬أولاد ‬بونونة ‬وباب ‬تارغونت ‬وباب ‬الزركان ‬وباب ‬الخميس. ‬
يعود ‬نور ‬الدين ‬صادق ‬ليخبرنا ‬بالمزيد ‬من ‬الأسرار ‬ويقول: ‬«‬كلها ‬أبواب ‬ذات ‬التواء، ‬هذا ‬الالتواء ‬يكون ‬بسيطا ‬في ‬بعضها ‬ومعقدا ‬في ‬البعض ‬الآخر، ‬والسبب ‬هو ‬وظيفة ‬الباب ‬ودوره، ‬وعموما ‬الأبواب ‬الموزعة ‬على ‬السور ‬كانت ‬تلعب ‬ثلاث ‬وظائف، ‬أهمها ‬الوظيفة ‬العسكرية ‬الدفاعية»‬، ‬هذه ‬الوظيفة ‬تشتغل ‬بوجود ‬كثرة ‬الالتواءات ‬وتعدد ‬الساحات، ‬حيث ‬لا ‬يمكن ‬الدخول ‬إلى ‬المدينة ‬مباشرة، ‬فبعد ‬الباب ‬الأول ‬تجد ‬ممرا ‬مغطى ‬تخرج ‬منه ‬إلى ‬ساحة ‬أولى، ‬وفي ‬أغلب ‬الأحيان ‬يكون ‬عليك ‬أن ‬تتجه ‬إلى ‬اليسار ‬لتجد ‬بابا ‬ثانيا ‬في ‬هذه ‬الساحة، ‬يحيلك ‬على ‬ساحة ‬ثانية ‬لتلج ‬من ‬الباب ‬الأخير ‬إلى ‬المدينة.‬
سبعة ‬أقواس ‬توجد ‬بالباب ‬الواحد ‬نظرا ‬لما ‬يفضي ‬إليه ‬الباب ‬من ‬مرافق ‬حساسة، ‬وبمجرد ‬ما ‬يكون ‬هناك ‬غزو ‬أو ‬غارة ‬تغلق ‬الأبواب ‬الخلفية ‬قبل ‬الأبواب ‬الأمامية، ‬فإذا ‬تم ‬إغلاق ‬الأبواب ‬كاملة ‬تحصنت ‬المدينة، ‬أما ‬إذا ‬كان ‬الهجوم ‬مباغتا ‬فإن ‬الغزاة ‬يدخلون ‬إلى ‬الساحة ‬الأولى، ‬وبعد ‬ذلك ‬يشرف ‬الحراس ‬على ‬الساحة ‬من ‬أعلى ‬السور ‬فيسقط ‬المهاجمون ‬في ‬فخ، ‬ويجدون ‬أنفسهم ‬بين ‬بابين، ‬ويتم ‬هم ‬من ‬الأعلى، ‬تلك ‬هي ‬المصيدة ‬الهندسية ‬التي ‬حفظت ‬المدينة.‬
الوظيفة ‬الثانية ‬للأبواب ‬هي ‬الدور ‬الجبائي، ‬فتارودانت ‬كانت ‬أولى ‬المحطات ‬على ‬الطريق ‬التجاري ‬للقوافل ‬القادمة ‬من ‬بلاد ‬السودان، ‬وكانت ‬لهذا ‬الطريق ‬علاقة ‬بالسعديين ‬الذين ‬ارتبطت ‬المدينة ‬تاريخيا ‬بحكمهم، ‬فتحويل ‬الطرق ‬التجارية ‬إلى ‬تارودانت ‬جعل ‬أبواب ‬المدينة ‬تسهل ‬استخلاص ‬الواجبات ‬المخزنية، ‬وكان ‬يتم ‬إدخال ‬القوافل ‬أفواجا ‬فيحصي ‬معها ‬موظفو ‬الديوان ‬ما ‬تستحقه ‬الدولة ‬ويستخلصونه ‬قبل ‬ولوج ‬القوافل ‬المدينة.‬
كما ‬تلعب ‬الأبواب ‬دورا ‬ثالثا ‬هو ‬الدور ‬الأمني، ‬فتعدد ‬الساحات ‬قبل ‬الدخول ‬الفعلي ‬إلى ‬المدينة، ‬وكثرة ‬التعرجات ‬تجعل ‬كل ‬من ‬دخل ‬إلى ‬المدينة ‬أو ‬خرج ‬منها ‬مراقبا ‬ويسهل ‬تحديده، ‬كانت ‬هذه ‬هي ‬استخبارات ‬تارودانت ‬التي ‬ساهم ‬فيها ‬السور. ‬
اليوم ‬هذه ‬الأبواب ‬تقف ‬شاهدة ‬على ‬مجد ‬غابر، ‬ويسودها ‬تباين ‬كبير ‬ما ‬بين ‬أبواب ‬تمت ‬العناية ‬بها ‬لتتحول ‬إلى ‬متاحف ‬وأخرى ‬تقف ‬أمامها ‬العربات ‬والحافلات ‬والباعة ‬المتجولون. ‬
إلى ‬وقت ‬قريب ‬كان ‬بالإمكان ‬القيام ‬بجولة ‬ليس ‬من ‬خارج ‬السور ‬أو ‬عبر ‬محيطه ‬لكن ‬من ‬فوق ‬السور، ‬كان ‬بإمكانك ‬أن ‬تقوم ‬بجولة ‬حول ‬المدينة ‬بأكملها، ‬فممر ‬الحراسة ‬الذي ‬يصل ‬اتساعه ‬إلى ‬ثلاثة ‬أمتار، ‬كان ‬يمكن ‬أن ‬تسير ‬فيه ‬عربة ‬«‬الكوتشي»‬ ‬التي ‬تشتهر ‬بها ‬المدينة، ‬هذا ‬الممر ‬تردى ‬بشكل ‬كبير ‬الآن، ‬وسقطت ‬أجزاء ‬كبيرة ‬منه، ‬لكن ‬لم ‬ينتبه ‬إليه ‬ولم ‬يحظ ‬بالعناية ‬نفسها ‬التي ‬حظي ‬بها ‬الجدار ‬الخارجي ‬والدفاعي، ‬وهذا ‬يهدد ‬السور ‬بصفة ‬عامة.‬
ما ‬يفوق ‬مائة ‬وثلاثين ‬برجا ‬تتخلل ‬السور ‬العظيم، ‬فقد ‬كانت ‬مكانا ‬لتجمع ‬الرماة ‬والحراس ‬تملؤها ‬الثقوب ‬الصغيرة ‬والفتحات ‬المستطيلة، ‬كانت ‬تمكن ‬من ‬إخراج ‬فوهات ‬البنادق ‬والاحتماء، ‬وسمك ‬السور ‬يناسب ‬حجم ‬الأبراج ‬العملاقة، ‬فيصل ‬سمك ‬السور ‬عند ‬الأبراج ‬إلى ‬11 ‬مترا، ‬خصوصا ‬في ‬الأبراج ‬التي ‬تكون ‬في ‬الزوايا، ‬و10 ‬أمتار ‬في ‬الأبراج ‬التي ‬تنتشر ‬على ‬خط ‬مستقيم ‬محيط ‬بالمدينة. ‬الأبراج ‬هي ‬أيضا ‬مكان ‬للسمر ‬والمحادثات ‬الليلية ‬بين ‬الحراس.. ‬الاهتمام ‬بهندسة ‬الأبراج ‬يعكس ‬مدى ‬إغراء ‬المدينة ‬وغناها ‬وثروتها ‬الكبيرة، ‬لذلك ‬فإن ‬الخوف ‬على ‬المدينة ‬مازال ‬سمة ‬مميزة ‬للرودانيين. ‬
خطر ‬الإسمنت
بني ‬السور ‬العظيم ‬بالتراب ‬المخلوط ‬بالجير ‬الذي ‬يمنحه ‬صلابة ‬ويجعله ‬مانعا ‬لتسرب ‬المياه، ‬وهذه ‬المواد ‬تخلط ‬بالحصى. ‬الحقيقة ‬التي ‬وردت ‬على ‬لسان ‬سكان ‬المدينة ‬هي ‬أن ‬هذه ‬الأسوار ‬لا ‬تتوفر ‬على ‬أساس، ‬بل ‬تتماسك ‬من ‬تراكب ‬الجدران ‬الثلاثة، ‬فتكتسب ‬متانتها ‬ومناعتها، ‬واليوم ‬زال ‬الجدار ‬الثالث ‬ولم ‬يبق ‬منه ‬إلا ‬بعض ‬الشواهد ‬في ‬«‬باب ‬ترغونت»‬ ‬أو ‬«‬باب ‬بونونة»‬، ‬كما ‬زال ‬الجدار ‬الثاني ‬أيضا ‬في ‬بعض ‬المناطق، ‬وتردت ‬حالته ‬بفعل ‬الأمطار ‬وعدم ‬الصيانة. ‬هذا ‬الجدار ‬كانت ‬تعلوه ‬طبقة ‬سميكة ‬من ‬«‬تادلاكت»‬، ‬والمعروف ‬أن ‬«‬تادلاكت»‬ ‬مادة ‬لا ‬تسمح ‬بتسرب ‬المياه. ‬هذه ‬الطريقة ‬كانت ‬تجعل ‬المياه ‬تتسرب ‬عبر ‬قنوات، ‬وهكذا ‬لا ‬يتراكم ‬الماء ‬فوق ‬الممر، ‬لكن ‬تآكل ‬هذه ‬الطبقة ‬عبر ‬السنين ‬الطويلة، ‬جعل ‬الأمطار ‬تؤثر ‬في ‬السور، ‬ويتهدم ‬تبعا ‬لذلك ‬جزء ‬هام ‬منه، ‬وقد ‬أزالت ‬بعض ‬الترميمات ‬الأخيرة ‬جزءا ‬من ‬الممر، ‬وهذا ‬أيضا ‬يشكل ‬خطرا ‬على ‬السور. ‬
تحيط ‬بالمدينة ‬طرق ‬حديثة ‬وشوارع ‬واسعة، ‬وتتنقل ‬عبرها ‬وسائل ‬النقل. ‬هذه ‬الحركة ‬والاهتزازات ‬تهدد ‬السور ‬وتمس ‬أساساته، ‬بل ‬إن ‬الإصلاحات ‬الأخيرة ‬التي ‬عرفها ‬السور ‬كانت ‬تنقصها ‬الاستعانة ‬بمؤرخ ‬أو ‬خبير ‬في ‬الآثار، ‬وشابتها ‬بعض ‬الأخطاء، ‬وكان ‬يتم ‬دهن ‬السور ‬بعد ‬ترميمه ‬بـ«تادلاكت»‬، ‬وهكذا ‬يتعارض ‬هنا ‬المظهر ‬الجمالي ‬مع ‬المظهر ‬التاريخي ‬الأصيل ‬للسور، ‬فالسواد ‬وبعض ‬مظاهر ‬الرطوبة، ‬والثقوب ‬التي ‬تتخلل ‬السور ‬هي ‬بمثابة ‬شواهد ‬ورسائل ‬مسافرة ‬في ‬التاريخ. ‬معلومات ‬كثيرة ‬مازالت ‬تلك ‬الثقوب ‬تحفظها، ‬والأبراج ‬المرممة ‬قادرة ‬على ‬قول ‬ما ‬لم ‬تقله ‬المصادر ‬التاريخية. ‬
من ‬الأخطاء ‬الرهيبة ‬إزالة ‬ممر ‬الحراسة ‬الذي ‬يشد ‬عضد ‬السور، ‬وهو ‬ما ‬يمكن ‬أن ‬يجعل ‬أجزاء ‬هامة ‬من ‬السور ‬تنهار ‬بفعل ‬عوامل ‬المناخ ‬المتراوح ‬بين ‬سيول ‬مطرية ‬وحرارة ‬مرتفعة، ‬كما ‬أن ‬فتح ‬أبواب ‬جديدة، ‬بعدما ‬أصبحت ‬الأبواب ‬الخمسة ‬غير ‬كافية، ‬لم ‬تراع ‬فيه ‬جمالية ‬السور ‬ولا ‬تاريخه ‬ولا ‬الترتيب ‬الذي ‬وضع ‬أصلا ‬للأبواب. ‬
والشمس ‬تشرف ‬على ‬الاختفاء ‬في ‬الأفق، ‬تتحرك ‬قوافل ‬حول ‬سور ‬تارودانت، ‬ليست ‬قوافل ‬التجار ‬القادمين ‬من ‬السودان ‬هذه ‬المرة، ‬بل ‬قوافل ‬من ‬السياح ‬على ‬دراجات ‬هوائية ‬يدورون ‬حول ‬حصون ‬المدينة، ‬يلتقطون ‬صورا ‬لأبراجها ‬ولنخيلها. ‬يقفون ‬باحترام ‬كبير ‬أمام ‬أبواب ‬المدينة، ‬ويتحاورون ‬مع ‬سور ‬سوس ‬العظيم.
سور ‬لا ‬يقبل الخطأ ‬أو ‬النسيان
في ‬فترات ‬بناء ‬الأسوار ‬بلغ ‬حرص ‬سلطات ‬المدينة ‬على ‬حصانتها ‬أن ‬المسؤولين ‬عن ‬بناء ‬السور ‬كانوا ‬يقومون ‬باختبار ‬السور ‬بتعريضه ‬للمياه ‬التي ‬كانت ‬تجلب ‬من ‬السواقي ‬الكثيرة ‬للمدينة ‬طيلة ‬الليل، ‬إن ‬هو ‬صمد ‬يبقى، ‬وإن ‬انهدم ‬يعاد ‬بناؤه. ‬المتهاونون ‬من ‬البنائين ‬والعبيد ‬والسجناء ‬كان ‬يرمى ‬بهم ‬وبناء ‬السور ‬فوقهم، ‬وقد ‬أخبرتنا ‬سيدة ‬رودانية ‬بأن ‬كل ‬محاولات ‬الإصلاح ‬كانت ‬تواجه ‬الكثير ‬من ‬الصعوبات، ‬فما ‬إن ‬يفتح ‬باب ‬جديد ‬في ‬السور ‬حتى ‬ينهدم ‬جزء ‬في ‬جهة ‬أخرى.. ‬قالت ‬المرأة ‬الرودانية ‬إنهم ‬«‬موالين ‬المكان»‬ ‬لا ‬يرضون ‬أن ‬يتم ‬النبش ‬في ‬قبورهم، ‬مؤكدة ‬أن ‬هناك ‬الكثيرين ‬ممن ‬دفنوا ‬داخل ‬السور.‬

كانت ‬تارودانت ‬المنيعة ‬بسورها ‬وأبراجها ‬مدينة ‬منفتحة ‬ومتسامحة ‬عبر ‬تاريخها، ‬يعيش ‬وراء ‬سورها ‬العظيم ‬الكثير ‬من ‬الطوائف ‬والديانات، ‬فقد ‬ساهم ‬موقعها ‬على ‬طريق ‬الذهب ‬في ‬انفتاحها ‬على ‬عوالم ‬مختلفة ‬وأجناس ‬عدة (‬زنوج ‬أفارقة، ‬وموريسكيون ‬أندلسيون، ‬ومشارقة، ‬وأوربيون ‬من ‬جنسيات ‬مختلفة: ‬إنجليز، ‬هولنديون، ‬فرنسيون ...
رد مع اقتباس
خبير أغادير
مزعوط ذهبي
المشاركات: 1,375
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الكويت
العمر: 47
خبير أغادير غير متواجد حالياً  
قديم 2013-12-21, 11:00 AM
  المشاركه #2
ربه صوره خيراً من ألف كلمة
صور جميلة وتقرير ممتاز تستحق الشكر عليه
تحياتي لك تياترو
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سور تارودانت العظيم
الموضوع آخر مشاركة
[ أنـا بين نون النسوه و بين كيـدهن العظيم ] 2017-12-20 02:11 AM
مدينة تارودانت تحمل لنا رائحة الأندلس الحبيبة 2012-11-08 07:57 AM
تارودانت المغربية.. «سائح واحد» جذب إليها أعدادا كبيرة من السياح الفرنسيين 2012-09-10 12:28 PM
صدق الله العظيم 2011-10-30 01:07 AM
حديث حصري لأستاذ تارودانت 2011-10-19 12:17 AM


الساعة الآن 07:00 PM