عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


(الدار البيضاء)..اعصري حبات قلبي عنباً يخالهُ العاشق دما ..!

إضافة رد
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:22 AM
  المشاركه #1
(الدار البيضاء)..اعصري حبات قلبي عنباً يخالهُ العاشق دما ..!

مضى وقت طويل لم تداعب أناملي القلم وتلك ضريبة التكنولوجيا التي جعلتنا نمسكُ بالهواتف الذكية
والتي تكادُ أن تلتهم كل معاني البساطة، فخاطبتُ نفسي ذات مساء وعاتبتها على
الجفاء الذي بدر مني تجاه القلم والأوراق.
هذهِ المرة أُريد البوح والكتابة دونَ ترتيب أو تنقيح
أريدُ أن تنساب المشاعر كالشلال بل كالسيول ، فأنا اكتبُ عن المغرب
و تدركون أنتم ماذا يعني المغرب لنا كعشاق ؟!

نافذةٌ على المحيط الأطلسي تطلُ منها حسناء غيداء
تلوحُ بيديها وتنثرُ خصلات شعرها على السماء
تغزلُ أبيات الغزل من آهاتِ العشاق.
تتفننُ في الوفاء و تتلذذ في الجفاء ، تقتلكَ بنظرة
ولا يُعلن عليك الحِداد !
و ليس لأحدٍ سواك عزاء..
إنها الحسناء البيضاء
إنها casablanca
الدار البيضاء..



قبل سنواتٍ مضت كحبات عنبٍ تتسابقُ إلى فم جائع
كنتُ ارتبكُ كُلما ذكرو المغرب أمامي ، وتأخذني الدهشةُ لأحاديث كبار السن
و بعض أبناء القرية.
لا اذكرُ بأني سألتُ أحدهم عن المغرب وما سرُ تلك الابتسامة التي تعلو ملامحهم حين ذكره
أو كنهوت الحزن المرتسم لحظة صمتهم بعد طول حديث عن المغرب.
كل ما أذكرهُ بأني عشتُ بجوار طفلٍ مغربي إبان حرب الخَليج
والذي كانَ والده يدربنا كُرة القدم في الصالات المغلقة ، حيث لم يتجاوز عمري العاشرة حينها.
كان اسمهُ " حَكيم" أما والده فهو " مصطفى " .
ما زلتُ اذكرُ تلك السحنة المتقدة التي تلتهبُ لحرارة الجو في الحَي
وتلك النظرات الحادة من والده أثناء ارتكاب أي خطأ في التمرين
و صافرات الانذار التي كانت تُطربنا " عبثاً " و ترعبنا داخلياً وتلك السُحب
التي امطرت عدة أسابيع "مطراً ملوثاً بالنِفط" في مدينتنا.
علاوةً على الجار " راشد " والذي استغربتُ حينها كيف يكون اسمه راشد وهو من " سوريا" !
تلك الطفولة الجَميلة التي لا تزالُ في الذهن تقتلنا كل حِين..!
ولا أخفي عليكم بأنه كان لدينا جيران بل إخوة من الكويت شاركونا كل شيء
و شاركناهم كل ما يخطر في بالكم من محبة وشقاوة ومقالب.
تحياتي لهم..
ضاحي..سلمان..أحمد مناور..


نعودُ للمعشوقة " الدار البيضاء"
وننثرُ الحَنين لمغربنا الجَميل..
لا أخفي عليكم بأني كنتُ منذ صغري أحبُ القراءة والكتابة كثيراً
وكنتُ أعشقُ بالذات " كتاب الأطلس" !
و أغرقُ في تفاصيل الدول من كافة الأصعدة ، فكنتُ أدونُ العواصم
و الجبال والأنهار و يشدني لون الصحراء والمسطحات الخضراء التي تُوضح بمفتاح الخارطة
بطريقة بسيطة للغاية.
أما الجنون الذي لازمني منذ تلك الفترة، شرائي لطائرةٍ ( مجسم طائرة) صغيرة
أقلعُ بها بين الدول على خارطة العالم، وكما تعلمون بأننا عاصرنا بعض المسلسلات الكرتونية
في ذلك الحِين وكنتُ من عشاق " السندباد" و " الرحالة الصغير".
أي جنون هذا


حينما وضعتُ الحرب أوزارها ، رحل الأشقاء إلى الكويت
أما حكيم و والده فسافروا إلى " كندا".
فسادَ الصمتُ والكآبة في حينا البسيط وبدت تلك العمارات البيضاء
كالقطرانُ في عيني.


يُتبع..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:23 AM
  المشاركه #2
جاورَ الحزنُ قلبي و توشحت بالسواد أيامي على فراق الأحبةلكننا في ذلك الوقت ما زلنا أطفالاً والنسيانُ لدينا سريع للغاية
نمخرُ عباب الأيام ونتعلقُ بذكريات جديدة آملين تجاوز المحطات الحَزينة.
كانَ الحي جديداً نسبياً وكانَ مليئاً بالجنسيات المختلفة عرباً كانو أم عجماً
وكانت الشتاءاتُ رائعة للغاية، فنظرةُ من شُرفة " الشقة" تلك الأيام
تجعلكُ تشعرُ وكأنك في حلم أزلي لا ترغب الاستيقاظ منه أو قطعه.
حينما بلغتُ الثامنة عشر تعرفتُ على مجموعة أصدقاء في الكُلية، وكان ذلك الوقت
من يملك هاتفاً محمولاً فهو " مطنوخ" و أماراتُ النعمةِ عليه.
كنتُ أكتب بعض القصائد والخواطر على دفترٍ كبير نسبياً ، ذو تجليدٍ فاخر وأطراف ملولبة
وطريقةُ اغلاقهُ تشبه إلى حدٍ كبير آلية إغلاق الحقائب الدبلوماسية إن صح التعبير.
ما زلتُ اذكر المقدمة التي كتبتها على أول صفحةٍ جانبية
" لا يجوز نبش قبور الضُعفاء ولا العُشاق" ..
كُنا في الحصص الأولية لمادة الإنجليزي والتي درسناها في المراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بمدينة الجبيل الصناعية
نكتبُ تلك الأبيات ونرسم بعض الخربشات ونتباهى أمام الفصل.
إلا صاحبنا " محمد " النصراوي العاشق المتيم بالنصر السعودي وصاحبه " بداح "
الذي كانَ هاتفه المحمول مليئاً بالصور للمغرب..

كانَ يحدثنا عن رحلاته برفقة والده " غفر الله له ولجميع المسلمين"
كانَ يقول : أبي يقول بأنك لو عشقت البلد فلن تتخلص منهُ بالسهولة؛فإما الجُنون المُباح
أو المُحرم.
كنتُ أتوقُ لأحاديثه فترة الاستراحة ما بين الحصص، وكانَت سجائره تصاحبه كلما خرجت تنهيدة
عقّبها بأخرى.
ما بالك يا بداح ؟ أ تُريد حرق نفسك وقتلها ؟!
ابتسم قائلاً : لن تعرف العشق ولا الحُب حتى تطأ قدمك المغرب..


أما الزاوية في مؤخرة الفصل فكانت أشبه بمنطقة العمليات
و تخطيط المقالب، إنها الفوضى يا سادة التي تجتاحُ المراهقين أمثالنا..
أتت العطلة الصيفية وكنتُ على يقينٍ بأن بداح سيغادر مع والده إلى " المغرب"
فزرتهُ قبيل سفره وانتهاء الدراسة في غرفته بسكن الكُلية، لم يكنُ شاربه قد اكتمل على ملامحه
كانت سحنته الجنوبية هادئة للغاية وادعة تحملُ في تفاصيلها البراءة والفطرة السليمة.
عدا تلك السجائر التي صبغت شفتيه بالسُمرة وكأنها اللمى..!
بداح ، متى موعد رحلتكم ؟
بعد غد يا حبيبي بعد غد ، سأدعُ لك الصيف و مصائبه فاغنم كل دقيقة بالرطوبة
و اطلق ضحكته المدوية، وندبتُ حظي وسوءَ طالعي فما باليد حيلة ، سأكونُ مضطراً لإكمال الفصل الدراسي بإجازة الصيف
و على أقل تقدير سأنعمُ بأعلى الدرجات نظراً للفراغ الكَبير الذي سيكون في الفصل ، فلا ضجيج ولا مقالب ولا قصائد..
كم كنتُ متلهفاً لسماع أحاديثه بعد عودته أثناء الفصل الصيفي
كم اشتقتُ إلى المقالب والأحاديث البريئة والأحلام التي كانت كالوقود لتلك المرحلة.




عاد بداح بعد مضي الإجازة..
وعدنا إلى مقاعد الدراسة..


أتى محملاً بالهدايا والتذكارات
كنتُ أرمقهُ بنظراتٍ حادة ، وكأني طفل فقد ماله يوم العيد..
كان علم المغرب معلقاً على إزرار قميصه العُلوي ، سحبتهُ بكل فضول
فدفعني بقوة ، ثم شدني مجدداً فعبس مزمجراً : يا ويلك !


يتبع..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:24 AM
  المشاركه #3
والله لأكسر وجهك ، هات النوط هاته !بداح ما خطبك ؟!
هاته لو سمحت ، لا أريدُ أن اخاصمك ولا تختبر صبري !
يا إلهي ! ما تلك النبرة الغريبة منه ؟ عذرته ولم أعذله ، فالعشقُ جمرٌ و ثلج
يحرقُ الفؤاد.


" لا رحت المغرب خذ اللي تبي خل عنك اللقافة والسماجة " !




بداح آسف يا صديقي ، ما بك تكادُ أن تقتلني ؟
اشعل سيجارته و ارتشف القهوة السوداء وعقّب قائلاً :
جيت على جرح يا ساري ، جيت على جرح !


إلى أين ذهبت يا بداح ؟ أي المدن زرت ؟ كيف كانت الأجواء
كُنا ننهال عليه بالأسئلة دون توقف و دون عناء، نرسمُ له المداخل
فيحولها إلى مخارج بأسلوبه ويطمسُ الكثير من الأجزاء.
قال محمد : بداح أنت ما عندك سالفة جالس تخربط علينا وتختصر..!
يا رجل ارحمنا واشرح لنا بالتفصيل ، نُريد معرفة الكثير فلا تكن من البُخلاء..!


أما محدثكم فرسمُ في مخيلته الكثير من الأشياء و تدافعت قبائل الحيرة إلى عقله
كنتُ أعرف المدن التي وقعت عليها عيني في الأطلس ، وهي المدن الكُبرى
لكن بداح حينما ذكر لي المُدن بدت كأنها أول مرة تعانقُ أذني، فكانَ وقعها مختلفاً
و دويها أقوى ، كيف لا وهو يقولها بصورة مغايرة، فالقراءة غير الاستماع..






يتبع..
إلى جُرحٍ جديد
إلى المدى البعيد..
سئمتُ دفن الذكرى..
أو التناسي بالأحرى..
يُتبع..قبل أن يذوب الجليد
ويُمنَع
البكاء
فإنهُ
يسمُ
الوريد..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:24 AM
  المشاركه #4

تخللت مراحل الدراسة الكثير من المواقف الحزينة والذكريات السعيدةحتى تخرجنا بعد اجتيازنا كافة المراحل ، لكن المغرب ما زالَ في القلب
يراودني تارة و أنهرُ النفس تارة حتى خطرت على بالي فكرة أخرى
تقتضي على أن أحاول استشارة والدي " رحمه الله " في السفـر إلى بلد العجائب
إلى بلدٍ كانَ في نظري أبعدُ من الفضاء.




في خيمة والدي كان عمي موجوداً " عليهما رحمة الله " ، يحدثُ والدي عن العجائب
والمواقف التي شاهدها في رحلاتهِ السابقة إلى مصر و "تايلند" وعن ثقافة الشعوب
فرد عليه والدي : انظر إلى ساري يريدُ السفر إلى المغرب..!
نظر إلي عمي متبسماً وقال : أنا أريد أن اذهب إلى المغرب حتى وإن جعلتُ شعري يلامسُ الهواء من الطيارة
ونحنُ على أرض المطار، فهذا يكفيني !
أما والدي قال : أنت مجنون وتريد أن تُجنن الولد معك ، فأشار إليه عمي بطرف عينه
فهمتُ خلالها بأنه يقول له : نسينا المغرب و ذكرياته يا أحمد ؟!
حاولتُ تصديق القصة ، وهل فعلاً والدي سافر إلى المغرب ؟
كيف ومتى ؟
سألته رحمه الله : متى سافرت يا أبي إلى المغرب ؟ ومن كان معك وكم كان عُمري حينها ؟!
فضيحة أنت يا " حمد " لا تسكت أبداً هل تريد توريطنا مع الداخلية ؟
نعم يا بُني ذهبت إلى المغرب أكثر من 8 مرات حينما كنتُ مبتعثاً على حساب شركة " سابك" إلى " بريطانيا"
كنا نخرجُ في الإجازات ونمكث عشرة أيام وبعدها اسبوع إلى الوطن.




متى سنذهب يا أبي أنا وأنت إلى المغرب ؟
نعم يا بُني ؟ يعتمد على الظروف يا عزيزي ، لكن لا تخبر أحداً بهذا الأمر
وإذا أردت معلومات أكثر ، فلديك ابن خالتك وابن خالك فهما من " مجانين المغرب"
وإياك أن تخبر أحداً في المنزل بأني سافرت إلى المغرب ، لا أريدُ أن يتجدد بي الحَنين
لكني أعدك بأننا سنذهب، ولا تعلم قد تكون أنت قائدُ الرحلة ومرشدنا !


لكن يا بُني اكمل دراستك العُليا وإذا توظفت فرحنا بك وأحضرنا لك عروسة تُسعدك
و أرى أحفادي بمشيئةِ الله..!




كتب والدي قصيدة أحد أبياتها يقول :
و أنا اشهد إن السُمر للعاشقين جنه
هي جنة المحروم والحب غربالي..!


لا تعد إلى المجلس يا بُني ، سوف نكون أنا وعمك مشغولين بعض الشيء بترتيب بعض الأمور
لم يفرغ والدي من كلامه حتى بدأت الشكوك تزورني، أ تُراهما يخططان لزيارة المغرب ؟
قال عمي : هيا تحرك اخرج من أمامنا الآن..




خرجتُ تاركاً الحروف دون نقاط
خرجتُ بكمية كبيرة من الإحباط..
جمعتُ بقايا فِكري و رميتها خلف شُجيرات جدتي غفر الله لها
و سلّيتُ النفس بري الشجيرات و إطعام الماعز التي كانت في تلك الحظيرة الصغيرة
إلى أن رأيتُ أبي و عمي يخرجانُ من المجلس و بانتظارهما سيارة ابن خالةُ والدي وبيد كل واحد منهما
حقيبة سَفَر..
هل اطلبُ رشوة لقاء صمتي ؟
هل ابتزُ عمي أيضاً لنيل مبلغ بسيط ؟
وبكل سذاجة قلتُ لهما : سأخبر أمي و خالتي !
فأتت الصفعةُ كالبرق و انهالت عين والدي علي بالغضب..




يُتبَع..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:25 AM
  المشاركه #5
المغرب
المغرب
المغرب
المغرب
المغرب




صهٍ يا ابن خالتي ، كفاية !
الله يرحم والديك اسكت !



في مجلس ابن خالتي ، قدمتُ إلى قريتهم المجاورة لقريتنا وفي داخلي ألف سؤالٍ عن المغرب
عن تفاصيل أريدها، عن قصائد سأنزعها من فم القَلم ، عن رصاصٍ يخترقُ جسد الأوراق
ليبوح بما لم يبح به أحد من قَبل.
مساء الخَير جميعاً ، كيف حالكم ؟
صالح و مبارك وأبو غازي !
ثُلاثي المغرب الرهيب ، الذي ملأ القرية جنوناً وشوقاً للمغرب
الثلاثي الذي تتحدثُ عنه الصغار قبل الكبار ، عن تلك الكاريزما الرهيبة
والأناقة المُفرطة وسط القُرى التي كانت بالكاد تحتوي خياطاً واحداً أو محلاً راقياً .
إنهُ المغرب يا سادة !
نعم هو المغرب الذي جعلهم يتأنقون ويكونون على استعدادٍ تام
جعلهم في أحلى الحُلل وأبهى الصور.
أي عشقٍ ذلك الذي أدمى قلوبهم ؟ أي قصص تلك التي يسردونها لأصحابهم ؟!
أي أعذارٍ يختلقونها للهروب من عملهم ؟ أو قضاء إجازاتهم ؟!
هل المغرب عامل مشترك أكبر لهذا الجُنون ؟ أم هو مُعجم أم تُرجمان ؟
ذلك يخرجُ الزفرات من صدره والآخر يستلُ سيوف الأنين، ما الأمر هُنا ؟
لماذا كل هذهِ الآهات التي تعلو مجلسهم ؟ ما خطب عشاق المغرب ؟
هل يمسهم الجُنون ؟ هل هنالك إكسير ؟ تِرياق ؟
ما خطبكم يا قوم ؟ أ تعشقون بلاداً بعيدةً جداً ؟
قال أحدهم : لأنك لم تزره ولا تعلم شيئاً عنه ، إلى ذلك الحِين سأدعك تتقلبُ كالذي تؤرقهُ صروف الدهـر..

أضافَ ابن خالتي :
ستعشقُ حتى المذياع والتلفاز
ستبحثُ عن مغاربة تتحدث إليهم
عن أكلهم عن لبسهم عن همسهم..
سوف تُجن بعقل أو بدون عَقل..
ستهيمُ في أرض الله وستعود للمغرب شاباً كُنت أم شيخاً ..
ستضطربُ محاور قلبك ، سترى الجُنون يتسارعُ إليك
ستدمنُ المغرب وتحكي قصصاً للأجيال، وستنظمُ القصائد ولن يطربك ولن يعجبك إلا المغرب..
عد إلي غداً سأكون بوحدي وسأعطيك ما شئت من تفاصيل..
لكنك لن تسافر إلا بعد موافقة والدك ولن أدعك تُدمن البلد
فالتجارب التي مررت بها لن أدعك تخوضها..




عبثاً حاولت الهُروب..
حملتُ الشمس
و رسمتُ الغروب..
رميتُ سهام الصمت..
ارتدت كطرفٍ
يجوب الديار
تابَ الليل
لكنَ الفجر
أبداً
لا يتوب..



يُتبع
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:26 AM
  المشاركه #6
كُنْ كما تُريد لكن لا تفرض على أحد رأيك
واستمع إلى أحاديث البَشر هُنا وهُناك ، في المقاهي في محطات القطار
في الأماكن العامة ، اطلق العنان للفضول الحَميد، ناقش وحاور الباعة وأصحاب المحلات
تفاوض معهم، وكُن كما أنت في بلادك.
تلك كلمات ابن خالتي جزاهُ الله كل خير
لكنه لم يدرك بأني في عالمٍ آخر والخيالُ يحلقُ بي فوق السحاب
فلستُ مصغياً له إن أردتم الحقيقة، كل ما في الأمر بأني أريد أن يتحدث عن المغرب فقط..!
خُذ و اشرب الشاي يا ابن خالتي ولا تَحزن، ستزور المغرب و سترى بأم عينك تلك الأخيلة التي تُراقص عينك كُل مساء.
أخذ يحدثني عن بعض المواقف القديمة المرصعة بالخبرة والمرصوفة على دفترِ أيامه، و أرهفتُ له السمع و سبب لي تُخمة بادئ الأمر.
اسكت يا ابن خالتي ، ألا تخفف اندفاعك وثرثرتك ؟
إن لم تتحملني فلن تُطيق معهم صَبراً ..!
عجبي !
لماذا ياصاح ؟
أنت مجنون دون الزيارة، وإني أخافُ عليك أن تفقد عقلك و تلج المصحات أو يشتعلُ رأسك شيباً
أنت من يلزمه تخفيف الاندفاع ، ما زلت تحت وطأة مخدر الحَنين، لا تُكثر من جُرعة الخَيال
فتعيشُ وسط دهاليز متموجة، محفوفة بالحيرة.
قدم إلينا ابن خالي و إذا به يتناول مبضعَ القصائد ليشق قلوبنا بقصائد عن المغرب
و قليل من البوح والنثر.
ما سِرُ تلك الابداعات والأحاسيس ؟ أ حقاً المغرب منجمٌ للحُب والاشتياق والحَنين؟
ما هذهِ التراكيب العجيبة ؟ أخبروني يا عشاق المغرب ! ما بالكم ؟!
ذلك يريدني أن أتريث وأنت تقول لا تتعلق، إذا ما كان في نظركم العشقُ خطيئة
فكل من على هذهِ الأرض اقترفها، ولا تنظروا إلي بتلك النظرات ولا ترمقوني بالأسى
فقط أخبروني و أرشدوني، وإن شئتم فقط اتركوني أغادرُ لوحدي.
فأنا على يقين بأن المغرب كقلب الأم، يرحبُ بك ويضمك ويحتويك حتى لو كُنت
مجنوناً.
خرجتُ من عندهم دونما فائدةٍ تُذكر، وكأني تلميذ تجاهله المُعلم في أول يوم
فلا هم عرفوا اهتماماتي ولا هم ساعدوني بشيء، كانت الصدمة الأولى
و الدرس الأول المجاني الذي قدماه لي على طبقٍ من ذهب.
إلى القرية قادتني خطواتي، إلى همساتِ الريحان في جلباب جدتي
إلى تلك الابتسامة التي تعادل الدنيا ومن فيها.
وضعتُ رأسي على وسادتي المثقلة بالأرق و أخرجتُ قلم الرصاص المسكين
الذي لم أعتقه منذ أن تعلق قلبي بالمغرب .
تَسرقُ من عيني النوم
وتتهمني بالسهر على حُب غيرك..!
يُتبَعْ..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:28 AM
  المشاركه #7
استيقظتُ في الصباح الباكِر كعادة أغلب أبناء القُرى و تناولت إفطاري الخفيف البسيط جداً ، واتجهتُ إلى مزرعة ابناء خالي لكسر الروتين اليومي والسباحة في تلك البِركة
ومنها أيضاً جمعُ بعض المحاصيل والتهام الرُمان وما وقعت عليه العَين.
قدم إلي خالي فحاولت تفادي الإحراج و مثلتُ أمامهُ بأني اسقي تلك الشُجيرات
أهلاً بابن أختي ، المغرب إذن ؟!
ما زلتَ صغيراً يا رجل، لا تتعلق فيؤلمك قلبك إذا ما صُرِمَ كعذوق النخل !
الوصفُ مؤلم جداً و مخيف ، لكن يا خالي لن يصرم قلبي أحد وهو غض طري..
دع عنك البلادة، بل وستتساقطُ حبات قلبك كالعنب وتودُ أن تبتعد و تتمنى النسيان..
ما خطب القوم ؟ الكُل مجنون هُنا ؟ أم كلهم عشاق المغرب ؟
أم أنها جينات وراثية ابتلينا بها وكُتبت علينا في هذه العائلة ؟!
إني أرى بأنك ستتعلقُ أشد تعلق يا بُني، سآخذكُ معنا ..!




كانت أكبرُ دعابة و أعظم مزحة شربتُ مقلبها إلى تاريخ كتابة هذه الأسطر ..
كانَ خالي يريدُ مني أن أظهر بعضاً من جنوني الذي دون شك بلغهُ من ابناء خالتي والمجانين الذين برفقته..
قلتُ يا خالي إني لا أريد المغرب ولا أعشقهُ، كل ما في الأمر بأني أريد السفر خارج الوطن.
قال : والدك من قبلك !
وابن الوز عوام..
ستسافر وسأذكرك..
همس في أذني : ( لا تخف فأنا أخططُ للزواج من مكناسية وأرغبُ في شراء مزرعة صغيرة بعد التقاعد)..!
هُنا ابتلعتُ الطُعم اللذيذ أنا ، وسردتُ له كل ما لدي من مخططات وأفكار ومشاريع..
...




يُتبع..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:30 AM
  المشاركه #8

كلما فيني على وجهي يبين
وكلما فيك إنت تخفيه بحذر
( طلال الرشيد)







اصبحت غُرفتي مرتعاً للأوراق و مختبراً للقصائد
وكنتُ اكتبُ في بعض المنتديات القديمة جداً ، في تلك الفترة
التي كانت ساعة الانترنت أغلى من علبة السجائر الآن :)
لم تكن مشاركاتي سوى محاولات شعرية ونثرية بائسة يايسة
كأنها أغصان الخريف اليابسة..
لم ترقني تلك الكتابات ولا تلك المنتديات، هنالك شيء بداخلي يبحثُ عن
إلهام يرشدني إلى كتابة شيء يعبرُ عما في داخلي، كل تلك الاحتياجات
كانت في المغرب الحَبيب..
لكن كيف لي أن اكتب عنه وأنا لم أزره..
اتصفحُ مواقع الطرب ابحثُ عن أغاني مغربية
و كانَ الوقت في المقهى يداهمني دائماً ، فالاتصال بطيء جداً
و لم يكن لدينا ذلك الحين سوى الـ flopy Disk
كنت اشتري أعداد كثيرة للغاية، و السعة التخزينية لا تسع..
كان الجنون بعينه والحُمق و سطوته..

يسألني أخي : هل تفهم ما يقولون ؟
قلت أحاول ، قال : سنذهب سوياً بمشيئة الله تعالى..





انتشر خبر بيع أحد الأقارب لسيارته الجديد ذلك الحين
GXR والتي لم تُكمل معه حتى شهرين !
وفي عُرف أهل القرية ، كيف لك أن تبيع سيارتك الجديدة
وتسافر بها للفسحة ؟
اتجهتُ إلى ذلك القريب ، لم آت لعتابه أو سؤاله، لكني قلتُ له :
المغرب ؟


هُنت تجلت لي الصورة أكثر وتعلمتُ الأشياء المفيدة
و كنتُ على حذر من العشق ، لكن لا قوة تعدل قوته
و لا سطوة كسطوته..
ذلك ما وضحته لي الأيام بعد أن غادرت مطار عُمري..

كلانا يا طفلتي يحترق..
كلانا يخاف أن نفترق..
مضى عُمري
وأنا للسمع
من سماء عشقك
استرق..!






يتبع..
رد مع اقتباس
ساري أحمد
مزعوط نشيط
المشاركات: 134
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ليساسفة casablanca
ساري أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:31 AM
  المشاركه #9
أخيراً وجدتُ من يقفُ بصفي ويشجعني للتغلب على تلك الرهبة والخوف و يرفعُ من معدلات العزيمة ولا يثبطني ، لا أريد أن يردعني شيئاً إلا ما كتبهُ الله لي..
سعد ، كيف سنذهب و متى ؟
سيسافر ابن خالتنا إلى " اسبانيا" وسنعرجُ على المغرب " ترانزيت "
ستكونُ فرصتنا يا رجل ، فقط اجمع أنفاسك و رتب الفوضى التي بداخلك
لقد أدميت قلبي و كسرت مصباحي النائم في صدري.
لكن ابن خالتي لم يخبرني عن رحلته إلى اسبانيا ؟
لا تخف ، كل شيء قيد الترتيب ولا تخش شيئاً ، سنسافر معه فكن هانئ البال مطمئن الفؤاد..!




إلين اليوم وأنا اتخيل لقانا كيف..
إلين اليوم وأنا اكتب وش بقول و كيف !
(ذكرى التونسية) ..














إلى أقرب محل للملابس، إلى الحلاق أم إلى محلات العطور ؟!
اوووووه ، كيف سأسافر دون تأشيرة ؟ يا لهذا الحماس الذي يورطنا فتكثر أخطاؤنا..
جهزتُ كل الأوراق اللازمة لنيل التأشيرة ( المنيلة بستين نيلة ) إلى الأندلس الجَريح
إلى أسبانيا ، تذكرتُ تلك المحاكم والجرائم التي ارتكبت بحق المسلمين بعد أن سقطت الأندلس
لكنها لم تسقط من قلوبنا ، فهي منارةٌ للعلم والحضارة.
كل شيء جاهز نسبياً ، الأوراق المطلوبة والصور وما طُلب سلفاً منا لإنهاء الاجراءات
لا يهمني السفر إلى أسبانيا ، أريدُ فقط التحليق فوق سماء المغرب أو المكوث في المطار
لم أكن مدركاً لأي شيء حولي، فنشوة المغرب جعلتني أهذي و النبضُ يعربدُ في صدري.


كانت الطائرة شبه مليئة بعد أن تجاوزنا كافة الاجراءات في المطار ، لا يهم ولا أبالي
فالمغربُ أمامنا دام في قلوبنا هرماً شامخاً فوق الأعالي ، كانت الرحلة مملة حقاً ولم تكن طويلة
حينما اعلنو بأنه يتوجب علينا النزول إلى المطار ، لأن الترانزيت طويل تقريباً ، كانت الفرحة جنونية !
نظرتُ إلى أخي تؤام الروح شقيق الفؤاد نديم النبض والقصائد فأشرتُ إليه بطرف العين أن يقر و يسعد
فما تلك إلا أول شذرات الجُنون و قطرات العشق.
ابن خالتي يكبرنا بـ 18 عام تقريباً ، وله باع طويل في المغرب و زوجته رباطية ، كُنت متجاهلاً لكل شيء
أرمقُ الواقفين في صالة الدخول، احتضنُ بعيني ألوان الحائط ، انظرُ إلى الأرض ، خطواتي كأنها همس السحاب
دقات قلبي تتسارع بشكل غريب ، الأنفاس تضطرب ، الحُمى يا سعد الحُمى يا ابن خالتي ..!
قُبيل الدخول إلى نوافذ الجوازات ، هالني المنظر؛ حشود من البشر و قرابة المائة مسافر أمامنا
قلتُ في نفسي : يا إلهي ! لستُ العاشق الأوحد للمغرب
( تلك أنانية منك يا ساري )
بعد أن مازحتُ أخي بأني سأرى معشوقة أخرى ..


يا مرحبا..
متشرفين..


انهالت كل التراحيب كالمطـر
هل أهجر الأحبة ؟ و ألغي فكرة أسبانيا ؟
تلك أول العناقات بيني وبين المغرب ..
حفاوة في الترحيب ، لا ضجيج ولا صخب
لحظات سريعة من ذَهب..










سأتجاوز المنعطف في المطار
وكذلك أسبانيا..
فلا حاجة لنا بالثرثرة..








كانَ شعوري بعدما وطأت قدمي المغرب
بعد عودتنا من أسبانيا شعوراً آخراً لا يضاهيه شعور..


خرجتُ منطلقاً و متجاوزاً كل الحواجز التي كانت تعيقني لمعانقة البوابة الأخيرة
سئمتُ ثرثرة سمامسرة مكاتب تأجير السيارات و عروضهم ، ضاقت علي الأرض من ضجيج الأقدام اللاهثة بين الوداع واللقاء
و حينما عانق صدري الهواء المتدلي من سماء الدار البيضاء، تيقنتُ بأنها معشوقتي، التي كانت تزورني في منامي
في صحوتي في قصائدي في صمتي والهمس ..






تعالي و ضميني
واكسري بي ضلعين !
تكفين يا كازا..
ما بقا بي حيل..
رد مع اقتباس
كنبغيكم
مزعوط برونزي
المشاركات: 619
تاريخ التسجيل: Nov 2013
كنبغيكم غير متواجد حالياً  
قديم 2014-09-09, 10:36 AM
  المشاركه #10
سلمت أناملك ...كلام كبير كبير بعشق المغرب ... هذا يقولوا عنها الزعطة الواعرة :D:D
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: (الدار البيضاء)..اعصري حبات قلبي عنباً يخالهُ العاشق دما ..!
الموضوع آخر مشاركة
كم أجرة التوصيل مع أوبر uber من مطار الدار البيضاء الى فندق فورسيزن الدار البيضاء؟ وهل يعمل كريم؟ ومانوع السيارة وكم الموديل ؟ .. ارجو الرد مع الشكر 2018-12-11 11:00 PM
كم أجرة التوصيل من الدار البيضاء الى أفران؟ وهل توجد رحلات داخلية من مطار الدار البيضاء الى مطار أفران أو مطار قريب منه؟ وماهى اسعار التذاكر؟ 2017-12-02 07:18 PM
الدار البيضاء 2017-10-09 05:51 PM
الدار البيضاء 2015-04-04 02:29 PM
الدار البيضاء 2014-05-06 05:12 AM


الساعة الآن 02:11 PM