الشمالي انطوائي ولكنه يكره الوحدة
وكما ترون فالشمالي لا يستطيع البقاء وحيدا لفترة طويلة، لأن الوحدة ترهقه نفسيا، لكنه في المقابل لا يحب احاطة نفسه بالعديد من العلاقات، إنه يكتفي بواحدة، يتغذى نفسيا على وجودها قربه، يكتفي بأنها معه، يراها كل يوم، حتى وإن لم يهتم بالحديث إليها، المهم انه يراها، ويجدها بخير كل يوم،
تزوج الشمالي من الشمالية، وما أن تزوج بها، حتى طلب منها أن تسير خلفه، لكي يسير هو امامها يمهد لها الطريق، وليدلها على البيت العتيد، استقرت الشمالية خلفه تراقبه، وهو يسير أمامها يحرك الحجارة، ويزيح الأشواك، فشعرت بالراحة، وشعرت بأنه رجل لا يقدر بثمن، إنه الرجل الذي كانت تحلم به، إنه الرجل الذي تستطيع الاعتماد عليه، هذا هو حلمها، ....!!!!
وشعرت بينها وبين نفسها بالاشباع والراحة، وباتت تسارع إلى مساعدته بعض الشيء، فتتقدمه بعض المرات لتزيح عن طريقه الأذى، ففاجأه الأمر في البداية، ثم علم أنها امرأة جيدة، إنها تفهمه، وباتا يتناوبان في العمل، ثم اتسع الطريق أكثر، وصار ممهدا بشكل اكبر من السابق، بفضل تعاونهما الصامت، ...!!!
وعندما وصلا للبيت ورأت الشمالية المنزل انبهرت، وشهقت بقوة، وباتت تنط وتنط في كل اتجاه وتركض صوب شماليها وتحتضنه وتقبله من شدة فرحها، فعلمت أن عليها أن تهنأ وترتاح، ومن هذا اليوم ستكون مهمتها حفظ الأمن والسلامة في المنزل، ستحرص كل مساء على اغلاق الشبابيك، وستتأكد أن مخزن الطعام بعيدا عن الرطوبة، وستعمل كل جهدها لتصنع المزيد من الأغطية للأطفال الصغار الذين ينوون انجابهم، لكنها تريد أن تتأكد قبل ذلك إن كان الشمالي يوفر مساحة كافية في المنزل للأبناء أم لا، وإن كان قويا كفاية ليدافع عنهم في هذه الحياة ( الغابة بالنسبة للشماليين)، فتسأله، فيقول: سأقدم كل ما في وسعي، ...... يقول ذلك بثقة، وهي تشعر من رده هذا بأنه جذاب، وأنه يحبها حبا جما، .......!!!!
فهي شمالية وتفهم لغة الشمالي،
والشمالي حينما يلمس حرصها على العناية بأطفاله، يعلم أنها تحبه، فيشبع عاطفيا، ويشعر بالنشوة الخاصة،
وبينما الشمالي الرجل منهمك في المزيد من العمل، بما أنه يطمح دائما للأفضل، فهو يريد بيت كبير بحديقة للأطفال المقبلين، وبسور متين لحماية اطفالة من الوحوش الضارية،
يستغرق العمل على توفير الأمن والرخاء لعائلته، يستغرق كل وقت الشمالي وطاقته، ....
لكن الزوجة الشمالية، وكونها انثى فهي أبدا لا تنسى أن تذكره بحاجاتها العاطفية، فماذا تفعل....؟؟
تقترب منه زوجته الشمالية بين وقت وأخر، ربما مرة في الأسبوع او مرة في الشهر، على حسب حاجتها ( كونها شمالية تحيا حياة مرفهة، تصبح عواطفها اكثر نشاطا، من الشمالية التي تحيا حياة متوترة)
تقترب منه الشمالية وتقول له بلطف وثقة: قل لي أحبك، هيا أخبرني كم تحبني اريد أن اسمعها، فقد اشتقت إلى هذه الكلمة منك....؟؟
فماذا يفعل الشمالي: يترك عمله جانبا، وينظر إلى عينيها ويقترب منها بحب ويقول: نعم بالضبط، يبدوا أن العمل أنساني أن اخبرك كم أنت جميلة، وكم أنا سعيد معك، وكم أن وجودك أهم ما في حياته، بدونك لا أكاد اتنفس، أحبك...!!!!فتشعر الشمالية بالسعادة،
وتصدق كل كلمة قالها، لأنها تثق في أنه يقول الصدق، وأنه لا يجاملها،
إنها تثق في نفسها، وفي مشاعره، لأنها مثله، وتعلم أن كل ما يقوم به من أجلها هو تعبير عن الحب، ولهذا تصدقه وتثق به،
التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2015-05-24 الساعة 10:55 PM