رضاكِ خير من الدنيا وما فيها ..
وأنتِ للنفس أشهى من تمنّيها
الله يعلم أن الروح قد تلفت ..
شوقا إليكِ، ولكنّي أُمنّيها
ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي ..
أشهى إليّ من الدنيا وما فيها
إني وقفت بباب الدار أسألها ..
عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدت بها طيفا يكلمني ..
سوى نواح حمامٍ في أعاليها
يا دارُ، أين أحبائي لقد رحلوا ..
ويا ترى أيَّ أرضٍ خيّموا فيها؟
قالت: قُبيل العشا شدّوا رواحلهم
وخلّفوني على الأطناب أبكيها
لحقتهم فاستجابوا لي فقلت لهم:
إني عُبيدٌ لهذي العيس أحميها
قالوا: أتحمي جِمالا لست تعرفها؟
فقلت: أحمي جِمالا سادتي فيها
قالوا: ونحن بوادٍ ما به عشبٌ
ولا طعام ولا ماء فنسقيها
خلّوا جمالكم يرعون في كبِدي
لعلّ في كبدي... تنمو مراعيها
روح المحبِّ على الأحكام صابرةٌ
لعلّ مُسقِمها ....يوما يدوايها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة.... إلا من يعانيها
لا يسهر الليل إلا من به ألمٌ ..
لا تحرق النار إلا رِجلَ واطيها
جميل بثينة
__________________
لاتسمع كل ما يقال ولا تقول كل ما تسمع.