الكاتب والصحفي البيضاوي خالد العطاوي كتب مقال في صحيفة الصباح
[
https://assabah]
الرئيسية/وطنية
وطنية
الحياة جميلة في 30 دقيقة بعد الإفطار
منذ يوم واحد
0
[
https://assabah] تجمعات ليلية بالشوارع (عبد الحق خليفة)
محلات تجارية تفتح أبوابها بعد أذان المغرب ومقاه تستعيد نشاطها في دقائق
خلت ساحات وشوارع البيضاء من البيضاويين، وأصبحت حركة المرور شبه منعدمة، إلا من سيارات أجرة، أو حافلات لنقل المستخدمين… فترة قصيرة تلي أذان صلاة المغرب، لكنها لا تدوم كثيرا لتعود الحياة إلى شرايين العاصمة الاقتصادية، ولو لدقائق قليلة.
جالت “الصباح” في عدد من أحياء البيضاء، مباشرة بعد أذان صلاة المغرب، فلاحظت تأثير فيروس كورونا على حياة البيضاويين، فالشوارع شبه فارغة، وحواجز الأمن تصد كل الراغبين في خرق الحجر الصحي، إذ لا تكفي رخصة التنقل وحدها من أجل المرور، بل لابد من كشف أسباب خرق التنقل الليلي، وغالبا ما يكتشف رجال الأمن أن الأمر يتعلق بمستخدمين تأخروا في الوصول إلى منازلهم، لأسباب عديدة، أغلبها له علاقة باختناق حركة المرور، كما يقول رجل أمن.
ولم تمنع كل تلك الإجراءات إصرار بعض السكان والمحلات التجارية من استغلال الفترة الفاصلة بين الإفطار وبداية حظر التنقل الليلي في الساعة الثامنة ليلا، من أجل الاستمتاع برمضان ليلا أو ممارسة الأنشطة التجارية بكل طمأنينية.
في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، عادت الحركة إلى ساحة بحي الألفة بالبيضاء، إذ خرج عشرات الشباب إليها، أغلبهم من المدخنين، لاستنشاق الهواء والاستمتاع بأجواء الليل الرمضانية، ولو لدقائق قليلة، قبل أن تبدأ جولات الفرق الأمنية تطاردهم بين الأزقة.
محلات البقالة تبيع منتجاتها ومقاه تفتح أبوابها قليلا لتلبية طلبات الزبائن، وجزارون يشحذون سكاكينهم، وباعة جائلون يدخنون ويزايدون في تخفيض أسعار الفواكه لجذب الزبائن… حركة تجارية دؤوبة في أقل من نصف ساعة، تعود بعدها الحياة إلى الخمول مع سريان حظر التنقل الليلي.
يقول أحد أصحاب المحلات التجارية إن فترة نصف ساعة، التي تلي الإفطار، مهمة من أجل بيع المنتجات، وإنقاذ ورطة بعض السكان اكتشفوا فجأة نفاد سلعة ما من منزلهم، أما صاحب مقهى، فيصف المدة الزمنية نفسها ب”الذهبية”، لأنها تمكنه من الحصول على أموال قليلة، لكنها مهمة، قد تقيه من الإفلاس، بسبب الإغلاق طيلة الشهر.
يبرر أغلب ممتهني بعض المهن أسباب فتح محلاتهم دقائق قليلة قبل الثامنة مساء، إلى البحث عن الحلول المناسبة للعمل في هذه الظروف الاستثنائية، أما بالنسبة إلى مدمني القهوة، فإن ارتفاع ثمنها دفع كثيرين منهم إلى الاستعانة بمقاه سرية لاقتناء فنجان قهوة بثمن رخيص، يعيد الحيوية إلى الجسم.
و”لأن في كل نعمة نقمة” يستغل خارقو القانون المدة نفسها لمغادرة منازلهم، فهناك من يفضل ممارسة الرياضة في مناطق خالية، وآخرون لا يأبهون بفيروس كورونا، ويتحدون خطورته، ويبحثون عن عشرات التبريرات لعدم التزامهم بقرار الحجر الصحي، وأفارقة من دول جنوب الصحراء، التقتهم “الصباح” في أحد أحياء البيضاء، لا يبالون بكورونا، رغم أن دوريات للأمن والقوات المساعدة والسلطات المحلية وعددا من الجمعيات بادرت، منذ مدة، إلى القيام بحملات تحسيسية تذكرهم بأهمية القرارات الحكومية.
Sent from my DRA-LX5 using
مزاعيط المغرب mobile app