الحب الحقيقي
هو المُحبُّ الذي يُحبُّك قبل أن تُحبَّه، ويُعطيك قبل أن تسأله، ويُنعم عليك بدون أن يَنتظِر منك، وإذا احتجْتَ إليه، وجدته في كل وقت، وإذا اعتلاك الهمُّ والغمُّ، لجأت إليه فيَسمع منك شكواك ونجواك دون ضيقٍ ولا ملَل، وإذا استوحَشْتَ، استأنَسْت به فكان خير أنيس ليس له مثيل يملأ عليك وحدتك، فيحنُّ عليك بكلامه الموصول، فيَصِل منك ما انقطع، فتعود الحياة إلى خلايا جسدك، فيَقشعِر جِلدُك، ويَرتعِد سَمعُك فرحًا، ويَتزلْزَل قلبك شوقًا، ويَطير فؤادك حبًّا، ويَزداد عقلك حِكَمًا.
ويُفيض عليك بِسُكوته فيَنشر حبَّه حولك كأنه جنودٌ تَحميك وترعاك، وتملأ ما بين يدَيك وما خلفَك أمنًا وطمأنينة، وسكينة وراحة.
هو الذي لا يَغيب عنك، وإذا ذهبتَ عنه، تقرَّب منك وهو الغنيُّ عنك، يَدعوك لتأتيه ليُعطيك ما عنده وأنت المُحتاج إليه، فإذا أعرضتَ، يظل يَدعوك لا يملُّ من دعوتك حتى تأتيه.
وهو الذي يُمهِلك إذا أغضبته حتى ترجع إليه، فإن رجعتَ لا يُعاتِبك بل يَمحو ما أغضبَه منك، ويُبدلك خيرًا منه، ويقول لك: بابي مفتوح لا يُغلَق في وجه حَبيبي، ويَتلقاك ويَتلقَّفك كحبيبٍ مُشتاقٍ لحبيبِه الذي لم يرَه مِن زمن بَعيد، ويَفرح بك فرحًا كفرحِ الهالِك إذا أوشك على الهلاك، ثم فُتح له باب النجاة.
منقول
التعديل الأخير تم بواسطة ذحين ناسي ; 2017-10-12 الساعة 07:05 PM