السلام عليكم جميعا
اخي الكبير قدرا وسؤددا ابو ماجد ..... من طيب اصلك وشفافية احساسك ...فقد قرأتك في بعض ردودك وأشعارك
أنا متذوق للشعر وأحاول توظيف أداب الاخرين من الشعراء والادباء ضمناُ في بعثرة أوراقي .... ف احب الادب بكل بحوره وأطيافه .... وأحب أهله وكما قال الشافعي ... أحب الصالحين ولست منهم ...وأرجو أن أنال بهم شفاعة
أخي نحن في استراحة وإجازة ....وبالمناسبة نحمد الله أن أتم حج هذا العام بكل يسر وسهوله ...فلنتسامر قليلا
من مغريات المغرب اللغة .... مفرداتهم بعضها غريبة عجيبة ... فيها العربي الصرف ... وفيها من تداخلت اللاندلسية والبربرية مع العربية تفخيما وتصغيرا
أنا شخصيا ... هجمت على مفرده من تلك المفردات لا زلت أشكو حرها الى اليوم
كنت في يوم صيفي أتمشى في رباط الحسن في شارع المكتبات الذي أمام القلعة القديمة أو كما يسمونه السويقة تصغيرا.... فأنا اعشق الكتب وأحب أهدائها هي والاقلام
وأنا اتحدث مع البائع فجئة وفي عز الكلام سكت الكلام ....وأذا بصوت عذب كله غنج يقول ( أ ويليه )
شدتني الكلمة حتى كادت قواى أن تخور .... فعاندت السقوط ولم أستسلم كما أستسلمت تفاحة نيوتن للجاذبية
والتفت ناحية الصوت فأذا بصاحبته كأنها فرس من أفراس تلك البلاد البرية المتوحشة التى يصعب ترويضها وقيادتها
أنا اعرف أنه في الحديث الشريف ( النظرة سهم من سهام أبليس ) ...ولكن أبليس اللعين لم يترك في جعبته سهم إلا رماني به في مقتل
تدخل نزار منقذا .... وأظن أن تلك الفرس كانت أندلسية
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومها والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها في الفل، في الريحـان، في الكباد
كانت فعلا مجموعة انسان ... وكنت قد تعديت سن النبوة ... فقلت الا ليت الزمان يعود يوما لإخبره بما فعل المشيبى ....
ما هو إلا أن أراه فجاءة ..........فَأُبْهَتُ لاَ عُرْفٌ لَدَيَّ وَلاَ نكْرُ
فلو أن ما بي بالحصا فلق الحصا ..... وبالصّخرة الصّماء لانصدع الصّخر
ولو أن ما بي بالوحش لما رعت...... وَلاَ سَاغَهَا المَاءُ النَّمِيرُ وَلا الزَّهْرُ
ولو أن ما بي بالبحار لما جرى ......بِأمْوَاجِهَا بَحْرٌ إذا زَخَر الْبَحْرُ
أن لم يكن هذا ضرب من الارهاب بعينه فكيف نفسر الارهاب .... أرهاب لغوي أم جمالي أم موسوعي ...
كانت في بداية العشرينات .... فنظرت الى بشفقة وأنا اتضرج بدمائي مشفقة وكأنها تقول
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟
أسعفني صاحب الكتب بكرسي أكل عليه الزمن وشرب ..... فأخذته والقيت عليه بجسد بلا روح ...وأنا أتذكر .... أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَى ، وَقَالَ : لَقِيتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفًا ، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلا وَفِيهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ ، أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ ، وَهَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوتُ الْبَعِيرُ ، فَلا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبْنَاءُ .
اللغة خطيرة جدا وخاصة من مثل في تلك المجرمة
طبعا كان قصدي شريف وصادق وكنت اظن وخاب ظني ... وما بقى في العمر شيء واحتريتك ..... وليتني ما التفت الى تلك المجرمة فقد كانت ملابسها الشفافة والضيقة أمعانا في الارهاب مع سبق الاصرار والترصد
فعلمت أن الوقوف في حرم الجمال جمال
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
طبعا نهاية نزار معى صاحبته ... كانت العكس معى نهايتى ببحمد الله .... وإلا لم أكن أكتب لكم هذه السطور
التعديل الأخير تم بواسطة اوراق مبعثرة ; 2016-09-15 الساعة 09:06 PM