بعد ان انهينا اجراءات خروجنا ، و ركبنا السيارة فتح محمد احد ادراج السيارة و اخرج بطاقته الوطنيه و رخصة القياده وبطاقات عمله اخذ يقبلها و يحمد الله أنه تركها هنا ، توجهنا إلى احد المحطات لتعبئة خزان الوقود و غادرنا إلى مراكش ، كنت افكر كيف سـ تستقبلني مراكش و ادعو أن تكون الأمور افضل من السابق ، كان محمد يحدثني و أن لا اعلم حتى ما الذي يقوله .
محمد : عبدالله وش فيك ساكت .
أنا : ولا شي بس افكار تجر افكار يبو حميد
فيصل : البعد عن زينب و ما يفعل يا صاحبي
محمد : من حقه والله .
أنا : قربت الرجعه ، والله مشتاق للمغرب و أنا فيها ، كيف إذا رجعت جدة .
أخذنا نتحدث لـ وقت طويل ، طلبت من محمد أن يتصل بـ حارس الڤيلا التي كنا نسكن بها ، اتصل به لم يرد ، كنا نتناقش في امور السكن ، حتى
اشار لي محممد بـ أن نسكن احد منتجعات مراكش ولكني لم يعجبني الأمر ، فـ ابديت وجهة نظري بـ أننا نرغب بـ صنع جونا الخاص نجعله صاخباً وقت ما اردنا و هادئاً وقت ما اردنا ايضاً،
حتى قاطع حديثنا اتصال حارس الڤيلا ، سأله محمد عن الڤيلا اجاب بـ أنها محجوزة ، و لكن هناك ڤيلا اخرى قريبه منها وتشابهها ، طلب منه محمد أن يحجزها حتى نصل لـ نشاهدها .
وصلنا إلى مراكش فـ الرابعه و النصف عصراً ،
توجهنا إلى الڤيلا ، كانت جيده و فسيحه تجولنا بها كانت مكونه من ( ثلاث غرف ماستر ، صالتين و مطبخ ، جلسه على المسبح و فناء وسيع ) ، كان سعرها 4200 درهم قسمت المبلغ بيني و بين فيصل و دفعنا له قيمة ليلتين ، انزلنا حقائبنا
و كل شخص اختار الغرفه التي يريد ، جلسنا فـ الصالة نتشاور ، اخبرتهم بـ أني الليله مشغول و ربما لن اسهر معهم ، سألوني لماذا ؟ فـ تملصت من اجابتهم و اجبتهم بـ أني ربما سـ اذهب لـ اميره ، كان الجوع قد أخذ مأخذه منا .
غادرنا الڤيلا و توجهنا إلى قيليز ، كنت مشتاق لذلك المكان و صخبه و الماره الذين يتجولون به ومطاعمه و مقاهيه العامره بـ الزوار .
سألت محمد عن اقرب صالون حلاقة بـ الفعل توجهنا إليه و دخلنا جميعاً للحلاقة ، كانت حلاقته
جيده نوعاً ما ولكن كان اقرب إلى أن يكون مصارع لا حلاق ، كانت يده ثقيله وبطيء جداً بعد أن انتهينا و دفعنا الحساب غادرناه .
طلبت من فيصل أن يقود السياره بدلاً عني كنت ارغب بـ استراحه بسيطه ، حتى توقفنا بـ جانب مطعم " الأمين " المتخصص بـ الطنجية و هو من المطاعم المميزه في تقديم الطواجن و الطنجية المراكشية و ما زلت اذكر ذلك اليوم حينما اتيت انا ولميا له .
قمنا بطلب اصناف متعدده من الطواجن ، وكيلو و نصف طنجيه وبعض السلطات والمشروبات البارده ، اثناء انتظارنا للاكل اتصلت بي لمياء .
لمياء : بونسوار سي عبدالله ، كيداير
أنا : اهلين برنسيسه لمياء عال العال الحمدلله
لمياء : فين غبرتي
أنا : اكيد وصلتك ريحة الطنجية ، قبل شوي وصلت مراكش ، بصراحة شفت الطنجية و تذكرتك كنت راح اتصل عليك بس تذكرت اخوك وبطلت .
لمياء ضاحكه : مسطي .
أنا : اذا كنتي قريبه تعالي ننتظرك
لمياء : بالصحه ، تغديت
أنا : خلاص اشوفك فـ " elite cafe " بعد شوي.
لمياء : صافي .
وصل الغداء الذي تأخر قليلاً ، و لكن لا بأس فـ ذلك الطاجن و الطنجيه يستحقان الإنتظار ، ما إن وضعها ذلك النادل على الطاوله ، حتى سمينا بالله وانهمكنا فـ الأكل و لم ينطق احدنا بـ كلمة حتى بدأ فيصل بـ احلام اليقظه .
فيصل : والله افكر اذا ربي رزقني اسوي مطعم اكلات مغربيه فـ جدة .
أنا : اكلهم لذيذ وناسهم طيبين ، بناتهم اسم الله عليهم يا رجل حلالاه من قطّع جوازه وعاش عندهم.
محمد : اقول كمل اكل انت وياه هيضتوني حسبي الله عليكم .
أنا : خلاص فل الحمدلله شبعت .
قمت غسلت يدي ، و انتظرتهم بـ الخارج اخذت ادخن حتى فرغوا و لحقوا بي ، ركبنا السيارة
و اتجهت إلى المقهى الذي طلبت من لمياء أن تقابلني به ، ومعي فيصل و محمد اللذان أصرا على أن يأتوا معي، طلبت منهم أن لا يطيلوا البقاء .
محمد : تصرفنا يعني ؟
أنا : يعني تحسبني بقول لا ، اي والله اصرفكم .
فيصل : الرجال انلحس مخه ما عاد يفكر بـ احد .
أنا : على شحم أنت وياه و فكوني من شركم .
محمد : تشوف وش بسوي فيك .
أنا : دام ما فيها سطل ثلج الأمور طيبه .
دخلت المقهى ولمحتها مباشرةً توجهت نحوها كانت كما رأيتها أول مره ، بذات الليقنز الأسود وترتدي تيشيرت ابيض عليه كلمات مكتوبه بـ الأسود .
صافحتني بحرارة و صافحت محمد و فيصل
عرفتها عليهم و اخبرتها بـ أنهم اعز اصدقائي
كانت قد رأت محمد قبل هذه المره اخذنا نتحدث ، حتى اخبرها محمد عن قصة تعارفنا عليها و أنه هو كان السبب في تعرفي على لمياء .
أنا : ياخي لا تفلم وش سويت أنت .
محمد : لا يكون صدقتي قصة الـ 500 درهم و الهديه ترى كلها عشانك ، الكبيده تسطى عليك .
لمياء تبتسم بخجل : صدقت فـ الأول بعدين عرفت الحقيقه بس حبيت الفكره .
محمد : انتبهي منه ترى هذا الدري خطير .
أنا : محمد ما تحس إنك طولت ، قبل شوي تقول أنا ما استحمل شوفة لمياء المزيانه وبجلس 5 دقايق و بستأذن منكم .
محمد : متى قلته ؟ أنا وفيصل جينا عشان لمياء بس .
فيصل : اوف اوف قوم يا محمد شفت لك شوفه برا
محمد و هو ينظر لي : عن إذنك لمياء .
أنا : فكه ، كذا الواحد يعرف ياخذ راحته .
و بعد أن غادروا فتحت معها الموضوع و سألتها ، هل الأمور جيده اجابتني بـ أنه ما زال يطلبها و يهددها ، طلبت منها أن تستمر معه حتى لا ينفذ تهديده و أن تجعله ينتظر على الأقل حتى الغد .
اتصلت بـ العم ابو جابر اخبرته أني في مراكش و موجود في احد المقاهي ، كانت الساعه حينها السابعه مساءً ، اخبرني بـ أنه سـ يرسل السواق الخاص به لـ يأخذنا .
خرجت لـ اعطيهم مفتاح السياره لكني لم اجدهم ، عدت واتصلت بـ فيصل الذي اخبرني بـ أنهم ابتعدوا وأنهم سـ يستقلون التاكسي في تنقلاتهم .
طلبت لي اتاي بينما طلبت هي عصير طازج ، اخذت اتأمل ذلك الوجه الجميل المُشرق كانت لا
تستحق ما حصل لها ، ولكن الأمر حدث و يجب أن ينتهي ، شعرت بـ أني قد بالغت فـ التحديق بها حتى ضحكت و اخبرتني بـ أنها لم تكن تعلم بـ أنها
سـ تقابلني وإلا كانت قد تجهزت لذلك و أنا داخلي اردد " و الله كذا كفايه ما يحتاج تتجهزين " .
اتصل بي رقم غريب لا اعرفه ، قمت بـ الرد كان سائق العم ابو جابر ، طلبت من لمياء أن تتجهز للمغادرة ، خرجنا و ركبت هي معه ، و انا ركبت سيارتي و لحقت به حتى وصلنا لمنزل العم . طلب مني السائق أن ادخل فـ العم ينتظرنا في الفناء كانت لمياء مرتبكه جداً و تطلب مني ادخل لـ وحدي ،اخبرتها بـ أنها بـ إذن الله لن تندم ، امسكت بـ يدها و دخلنا وهي تحاول أن لا تكون فـ المقدمه .
استقبلنا العم ابو جابر بـ ابتسامه و ترحيب حار
سألنا أين تفضلون الجلوس اجبته بـ أن الأمر عائد لك ، توجه بنا إلى جلسة المسبح وجلسنا ، أتت الخادمه معها القهوه العربية و رائحة الهيل تفوح منها طلب منها أن تضعها و تغادر ، قمت بصب القهوه لي و للعم أبو جابر ، دفعت الحافظه لـ لمياء
لـ تصب لنفسها ، ضحك ابو جابر من تصرفي .
و بعد أن فرغنا من القهوه ، سرد القصه على لمياء وسألها هل ما قلته صحيح ، اجابته بـ نعم .
حتى اخبرنا بـ أنه اتصل بـ احد اصهاره الذي يعمل فـ الأمن وهو ذو رتبه ولديه صديق مقرب يعمل فـ الشرطة القضائية ولديه معارف نافذين، شعرت بـ أني لا ارغب بلقائهم ، سألت العم ابو جابر هل بـ إمكاني المغادرة اثناء قدومهم أجابني بـ لا ، ولا بد أن تكون موجود ، وهم سـ يكونون هنا بعد لحظات ، استأذنته فـ الخروج لـ أخذ شيء من السياره ، كنت ارغب بـ سيقاره فقط ، جلست على مقدمة السيارة و اخذت ادخن كنت قلق واخشى أن يدخلوني فـ الأمر و أنا مجرد وسيط ولا علاقه لي
بـ شيء ولكن هو امر تدخلت فيه و بدأته ولا بد ان انهيه ، انهيت سيقارتي رأيت سياره قادمه من بعيد فتحت السياره اخذت زجاجة العطر تعطرت و دخلت إلى الداخل .
جلست في مكاني حتى دخل شخصان احدهم طويل والآخر متوسط الطول ، و اتجها نحونا صافحتهم و عرفنا عليهم العم ابو جابر ، الاثنين كلاهما خط الشيب برأسيهما ، جلسنا جميعاً شعرت بـ قشعريره منهم ، فـ احدهم كان كـ المحاربين القدامى ما شاء الله رغم تقدمه فـ العمر إلا أن بنيته الجسمانيه كانت قوية ، اخذوا يتحدثوا هؤلا مع بعضهم و يضحكوا مع العم ، و أنا و كأن على رأسي الطير لم انطق بـ كلمة ، حتى بدأوا في استجواب لمياء .
فاصل و نواصل ،،