لقد أضفى الألم على الحياة ألواناً وطعوماً، والأشياء تُعرف بمضادها، فلاسبيل لك لمعرفة الخير إلا إذا عرفت جانباً من الشر، وإذا لم تستشعر التعب فلن تذق لذة الراحة، ودون ألم الجوع لن تُحس معنى الشبع، ودون مواجهة الأسقام لن تعرف ما العافية، ولن تُدرك ثمن الصحة وقيمة النعمة .
فاذا أردت أن تُنحى الألم جانباً فقدت مقوم أساسي من مقومات حياتك، والتعيس منا من لم يُوطن نفسه على ملاقة الخطوب ومعايشة النكبات، فإذا سارت أموره على غير ما يهوى سقط مع أقل محنة وانهار لأهون سبب، وكان بمقدور أتفه المصائب أن تنغص عليه حياته وتحرمه سعادته .