كنت آخر من أستيقظ في القرية ، استيقظت في التاسعة صباحاً ، وكان الجو لايزال بارداً .
استيقظت لـ أرى المنظر البديع الذي أتيت من أجله ، لـ أرى درجة من اللون الأزرق من النادر الحصول عليها مهما تلاعبت بالألوان وحاولت .
كان سد بين الويدان يظهر امامي من الشرفة ، بمنظر خلاب لا يوصف .. مع سطوع الشمس التي اضفت بريقاً بديعاً على تلك المياه .
ذهبت لتناول الأفطار بالأسفل ، كنت الوحيد .. وأعتقد ان الفندق لم يكن فيه نزلاء الا نحن وغرفتين اخرى ..
موظفي الفندق بادروني بالتحية الصباحية مع ابتسامتهم وأشاروا الى مكان تناول الإفطار .. الأنيق والمرتب بشكل ملفت للنظر .
ثم قدمت إلى المسؤولة عن الأفطار .. وكانت تتحدث الإنجليزية وبملامح شرق آسوية ..
فبادرني فضول لـ اعرف من اين هي .. فقالت انها من إندونيسيا .
فتعجبت جداً من وجدوها في المغرب للعمل وخصوصاً في هذه المنطقة النائية والبعيدة . ولم اكمل الحوار معها خوفاً من إحراجها رغم فضولي .
كان الأفطار جيداً ، وغير متنوعاً فالنزلاء في الفندق قلة ويبدو أن لديهم استعداداً جيداً في اوقات المواسم .
منطقة بين الويدان اشتهرت ببحيرة تقبع في قلب الأطلس المتوسط وتمتد على مساحة ٢٠ كيلو متراً وانش بها السد على شكل قوس صممه المهندس " أندريه كوين " وأفتتح رسمياً في ١٩٥٣ م في السنه التي نُفي فيها محمد الخامس إلى كورسيكا ، وكان فيها محمد بن عرفه سلطاناً على البلاد .
في نفس تلك السنه التي أرتجل فيها اخّو نوره من فرسه .. ليودعنا إلى مثواه الأخير في مقبرة العود بالرياض .
بني هذا السد بطريقه رفيعة جداً ليكون له عدة أهداف منها إنتاج الطاقة والرّي .
سد بين الويدان يحتضن مياه نهر أحنصال ونهر وادي العبيد .. حيث تتجمع فيه ، ويحيط بالسد الجبال العالية التي تتزين بـ أشجار البلوط والعرعر لـ ينشأ منظراً في غاية السحر والروعة ومكوناً لحياة وبيئة جيّده للمنطقة المحيطة بها .
في داخل هذه البحيرة أسماك متنوعة وحياة أخرى ، فتعيش بها أعداداً ليست سهله من سمك الكارب الشهير ومؤخراً اشتهرت البحيرة لمحبي هواية صيد الأسماك من أوروبا وأصبحت منطقة مميزه لهم خاصة " الفرنسيين " .
قال لي احد صيادي السمك هناك ب انهم لا يحتاجون إلى قوارب جديده ومجهزه بشكل جيّد ، فالبحيرة هادئة ولاتشكل أي خطورة بالنسبة للصيادين .
غير أن البعض أسماها بالبحيرة الملعونة ، فلقد غرق بها اكثر من شخص في فترات متفرقه ، كانو يمارسون رياضة " السباحة بها " .
غير السمك ، هناك حياة برية مكتملة ، من الخنازير إلى الذئاب ، والى الحجـل والأرنب البرّي .
فهي منطقه جاذبه ، لـ ممارسة هواية القنص ، لكن يجب الحصول على رخصه ، أو تنسيق مسبق مع أحد متعهدي هذه الرحلات فالحقيقة لم أبحث عنها ، ولم اجد مكتباً او منشوراً في الفندق يعرض مثل هذه الخدمات . ف انا أعتبر الصيد دون حاجة جريمة أخلاقية وليست هواية .
حسب تقرير نُشر في جريدة الشرق الأوسط السعودية بعنوان " الذئاب الرمادية تتكاثر بسبب قانون الأرهاب " ، جاء فيه انه بعد احداث الدار البيضاء الإرهابية في ٢٠٠٣ م ، تكاثرت الذئاب وأصبحت تتواجد بكثره . وهذا يشير بطبيعة الحال إلى تكاثر اعداد الحيوانات البرية الأخرى ، والعودة إلى حياة طبيعية بريه مكتملة في المنطقة .
بين الويدان منطقة جميله ، في رأي الشخصي انها تستحق الزيارة والاقامه بها لمدة يومين لا أكثر . لمن يريد ان يحظى بالهدوء والحياة الطبيعية ، وأيضا هي ليست ببعيدة عن شلالات آوزود المشهورة
أقمت فيها يوما واحداً .. وخرجت منها مندهشاً ومعجباً بها .. مردداً مع محمد عبده :
" دوك كلـــي تبعتك مابقى لي قعــــاادي " !!
" البحيــره من الشرفه صباحاَ "
" وجبــة الأفطــار "
" مقهى ومطعم الفندق "
" مبنــى الفندق الذي أقمت فيه من الخارج "
" مسـبح الفندق المطـل على البحيره "
" المسـبح من جهـة أخرى "
من جانب الطريق .. لـ بين الويدان في نوفمبر الماضي "
لوحــة ارشاديـة تشير إلى اهم معالم المنطقة " شلالات أوزود "
كـــان هذا كل شــــي ألقاكم بخيــــر .