التنقيب في زمن الترغيب ( 2 )

كان الجـو في غايـه الروعـه ..
صوت امواج البحـر مع نسمات الرياح التي كانت تصدر صوت عند مرورها بين اعمدة المقاهي تعزف لحن يطرب اذن كل عاشق
استمتعت بكل شئ فالهدوء يعم المكان فالليلـه من ليالي العمل و الدراسـه فالاغلب في منازلهم .. ليقطع خلوي مع نفسي رنين الجوال و كان الاتصال من سوسن
انا : اهلين
سوسن : حبيت اطمن عليك
انا : فيك الخير
سوسن : ايش تعمل
انا : عند البحر
سوسن : لوحـدك
انا : معي ثلاث بنات
سوسن : تتكلم جـد
انا : اي
سوسن : اذاً هذا سبب سفرك
انا : مجنونه
سوسن : عارفـه
تحدثنا لمده نصف ساعـه و بعدها توجهت لشقـه و نمت و لم استيقظ الا الفجر .. دخلت المطبخ و اعددت لي كوب قهوه و استرجعت افكاري في الليلـه الماضيــه لارتاح لاحـد قراراتها و اعزم على تنفيـذه و ليكن ما يكن حينها
تمددت على كنب الصالـه و لم انتبه الا و الساعه الثامنـه .. تجهزت و ذهبت متجه لعين ذياب و لكن هذه المره رغبت بأن اذهب لاخرها حتى انعطفت يمين و كان البحر من هناك مختلف لاجـد بعض الافتات على يساري تدل ان بعضها ملاهي ليليـه و جلسات طرب
توقفت عند احد الكافيهات مقابل البحر و طلبت افطار مع كاس برتقال .. ما ان انتهيت حتى استعنت بقوقل للبحث عن مطعم و استقر الخيار على مطعم ( لبنان ) و هو لرامي عياش المطعم كانه مبني على شكل فيـلا تصميمه اقل من ما كنت متوقع و طاولات الطعام و كانها وزعت داخل الغرف ب حيطان وهميـه
اتجهت لاعـرف مكانـه و حجز طاولـه ان امكن لوجبـة الغداء و بعـد ان تم التأكيـد للحجز و اقناع المسؤول بن يكون هناك بوفيه مفتوح صغير و احاسبه على كل شخص 200 درهم .. قمت بالاتصال بالاخ يونس ..
انا : السلام عليكم
يونس : وعليكم السلام
انا : كيف الوالد و الاهل
يونس : من شوي الوالد يسأل عنك
انا : ربي يحفظـه و بلغه سلامي
يونس : اوك
انا : اخوي يونس اليوم الغدا الساعه وحده ونص في مطعم لبنان
يونس : انت تعال عندنا البيت و انت ضيفنا
انا : ما قصرتم بأوريكا و الان ما عدت ضيف على المغرب الا اذا تعتبروني غريب
يونس : ننتظرك المغرب و نتفاهم
انا : اخوي انا رتبت كل شئ و الغدا بيكون جاهز الساعه اثنين و اذا ما جيتو باكله لوحدي
يونس : عددنا كبير و نكثر عليك
انا : كله خير ربي و اي احد من اخوانك ما شفته معزوم
يونس : بنجي انا و الوالد
انا : رتبت على 10 اشخاص و دفعت الحساب و اللي يطلب لعشره يكفي 20
يونس : هذا واجبنا المفروض تجي عندنا البيت
انا : الايام جايه و كلم كل شخص يعز عليك و اذا نقصني شئ باخـذ منك تطمن
يونس : ربي يخليك .. و ان شاء الله بنكون متواجـدين
انا : اذا ما معاكم سياره انا اتكفل بتوصيلكم
يونس : موجوده
انا : في انتظاركم
يونس : باذن الله
انا : و تاكد ان لم تكونو جميعاً لن ازوركم بالمنزل
يونس : صفة العنـد سوف اضيفها لصفاتك
انتهت المكالمـه و زاد خفقان القلب كثيراً .. لعلي اعرف السبب و لكني حاولت انكاره ففي النهايـه انا مديون لكرمهم و ثقتهم بي حين رحبو بي بينهم ..
كانت عقارب الساعـه واقفـه بالنسبه لي و كانها لا تتحرك استغليت الوقت و ذهبت لحلاق و بعدها عدت لشقـه استعديت و جهزت نفسي .. فاليوم و حسب ما فكرت به اليلـه الماضيه و ما ارتحت له هو محاولـه لاعرف هل اواصل مع سوسن ام تكون فتاة اوريكا هي الاختيار .. لا اشكك بتربيـة اي منهم و لا بحسن ادبهم فتم اختبار سوسن و فتاة اوريكا ادب اهلها كان كفيل ان يقنعني بانها مثلهم
لاول مره في حياتي اقف امام المرآه لاربع مرات لدرجة اخذت من شنطة الحلاقه الصغيره المقص و اصبحت ازيل به بعض الشعر الزائــد ليس فقط من الوجـه و انما ما تطاير من شعيرات بعد تمشيطـه ..
ركبت السياره و توجهت للمطعم قبل الموعد بنصف ساعـه تاكدت ان الطاولـه كما طلبت تزيد عن عشره اشخاص و ان يكون هناك احتياط لضم طاوله اخرى لها .. و طلبت منهم ان الاطباق الرئيسيه من المشاوي و المقبلات لا بـد منها و ذكرته بالاتفاق و بعد ان اطمئنيت خرجت لادخن و اكون باستقبالهم ..
و على الوقت و بدون تاخير استقبلتهم و استقبلهم معي مسؤول الصاله حتى وصلنا لطاولـه ..
لا اعلم كيف حملتني قدماي بعد ان وقعت عيني بعين فتاة اوريكا فقـد احسست ان الارض رخوه و النهار اصبح ليل دامس لم ارى سواها و كنها نجمه قطبيه تنير تلك السماء المظلمـه .. و لم اكن اشعر بعدها اني اسير بل وكأن الارض تسير بي
لاتذكر ( الاروح جنود مجنده ما تئالف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف ) .. كنت اشعر بشعور بين ان ما افعله خيانـه و بين التبرير لتلك الخيانـه ان غرضي يرضي الله و رسوله
جمعت شتات نفسي و رحبت بهم و تعرفت على احد اخوت يونس و اخت له مع ابنها .. رحب بنا مسؤول المطعم و طلب منا التقـدم للاختيار الوجبات .. اخذت صحنان واحد للعم ابا يونس و الاخر للخالـه ام يونس و بمساعده من يونس تم اختيار بعض الاصناف .. لاحظ الاب ارتباكي و حاول التخفيف من ذلك فخبرة السنين جعلتـه يقرأ ملامح وجهي و هـذا ما جعلني اكون اكثر قلق فهل من الممكن انه لاحظ اعجابي و تعلقي من اللحظـه الاولى
العم : اولادي ما عاملوني مثلك
انا : مثلي ?
العم : انت اهتممت بي قبلهم
انا : لم اقصد هذا يا عم
الجميـع توجهت انظارهم نحوي مما جعلني اتدارك نفسي و اجتر كل كلمه و كل حرف قبل ان تخرج
العم : لم افهمك يا ولدي
انا : قلت اولادي و مثلك .. الا تعتبرني واحـد من اولادك
العم : لقـد غلبتني
انا : عفواً لم اقصد و اقسم على ذلك و لكني افتقد كلمة ابني
العم : و نعم التربيـه
يونس : اتوقع بتكون منافس لنا في قلب الوالـد
انا : لمده معينه فقط و بعدها انتم من سيحاول ان يكون له مكان في قلب الوالد
الكل يضحك و اصبحت نجم جميع الانظار عليه
فوزي : متاكد
انا : نعم بأستثناء مكانه واحـده
يونس : اخافك فوزي و تركت له مكانتـه
انا : لا .. و انما مكانة ام يونس
الخالـه احمرت خجـلاً
فوزي : اعتقـد انك ستحتل مكانه اكبر في قلب الوالده ايضاً فأنت محترف
انا : بالعكس ما بقلبي على لساني
يونس : انتبـه من فوزي فهو مشاكس
فوزي : قبل ان اعرفـه و الان انا من يجب ان انتبـه منه