بين الواقع والخيال ( ذكريات لا تموت )

شكرا على مرورك العطر وكلامك الرائع
احيانا الظروف تجعل الشخص يحب من نظره او ابتسامه
وربما كان هذا الشخص يبحث عن اي امل في حياته ليتعلق فيه ..

الجزء الثاني من سلسله ( ذكريات لا تموت )


(( الحلقه العاشره))


كنت لازلت انظر باتجاه الباب عندما قال صديقي اننا سنذهب للشقه ذهبنا
مشيا هذه المره فالمسافه ليست بالبعيده كثيرا وبما اننا في المغرب فالمشي
بحد ذاته راحه ... ونحن نمشي قال لي صديقي هل اتخذت قرار قلت له
اي قرار اكيد انت تمزح الفارق العمري بيني وبينها يقارب ال 14 عام لا اعتقد
ان مثل هذه الزواجات ينسجم فيها الزوجين وخاصه اذا ما اخذنا بعين الاعتبار
انها خرجت من المدرسه مبكرا واعتقد انها لن تستوعب الغربه او تتقبلها
قال لي صديقي ان كلامي مجرد وهم وان التجربه خير برهان ... قلت له اي تجربه هل تريدني ان اخوض زواج لمجرد التجربه ما اعرفه ولدي قناعه
به ان الزواج استقرار وامتداد لحياه طويله وليست تجارب قاطعني الصديق
وهو يقول بكره نروح بيتهم وكلمها على انفراد ربما تتغير وجهه نظرك ....
وصلنا للشقه ووجدنا العشاء على الطاوله ولكني ذهبت للغرفه فقد احسست
بالشبع من وجبه الغدا وكنت محتاج ان اجلس لوحدي لافكر في هذا
الموضوع الشائك امامي ...
فتحت التلفون لاقلب في رسائل الاصدقاء لاجد رساله من صديق كان قد
حذرني من الزواج من المغرب لانه حسب قوله بلد يكثر فيه السحر اغلقت
الهاتف فلم اكن في وضع لازيد من السلبيه المحاطه بي ...
خرجت للصاله لاجد صديقي يلتهم ما على المائده في وضع مضحك جدا
قال لي تعال نتعشى وبكره خير ...

استيقظنا في الصباح وذهبنا الى بيت اهل الفتاه استقبلتنا امها بترحاب كبير
جلسنا وقدمو لنا الحلويات والاتاي المغربي قالت لنا الام انهم عائله محافظه جدا
ولكن من اجل ان تتم الامور بصوره افضل ستجعلني اجلس مع الفتاه لدقايق
حتى نتفق على امور الزواج .... رغم ان مساله الزواج لم تتاكد لي الا انني وافقت
وجائت البنت بحله غير حلتها بالامس تكلمت معها ولكن بدون اجابه فقد كانت
خجوله جدا لم اسمع منها الا كلمات قليله لن تفيد في مشوار هذا الزواج ...
قاطعتنا الام واخبرتها ان ابنتها لا تتجاوب معي حتى اشرح لها عن وضعي
وعن حياتي فقالت لي امها ان ابنتها خجوله جدا وانه في حياتها لم تجلس مع رجل غير من ذي اهلها ...
طلبت من الام رقمها حتى اتصل بالفتاه بالليل فربما اجد منها تجاوبا وينزاح
الخجل فوافقت الام واعطتني الرقم واستأذنا بالذهاب ...

عند وصولنا للشقه كان اول شي عملته هو الاتصال بام الفتاه وهي بدورها اعطتني الفتاه لاكلمها ...

الفتاه : السلام عليكم
انا : وعليكم السلام .. كيفك
الفتاه : الحمد لله ... اعتذر عن الصباح فقد كنت خجله منك
انا : مو مشكله المهم ما رايك في الزواج
الفتاه : ما عندي مانع بس الامور عند امي
انا : متعجا ... وانتي مالك شخصيه
الفتاه : اتصل بعد ساعه وبكلمك بموضوع
انا : ان شاء الله

(( الحلقه الحاديه عشر ))


بينما انا اعد الثواني لتمضي تلك الساعه سريعا راودتني تلك الافكار مجداا ان اذهب الى مراكش واتصل ب (( دنيا )) لاني اعتقد انني لن اجد صعوبه بالارتباط
بتلك الفتاه اللتي لازلت اتذكرها رغم مرو عده سنوات على اخر وداع ...

مرت الساعه وانا لازلت افكرر قررت الاتصال بالفتاه لاسمع ما لديها .. اتصلت وكان من رد علي هي الفتاه نفسها

الفتاه : السلام عليكم
انا : وعليكم السلام
الفتاه : بكلمك بصراحه لاني ساعه وانا اتجهز للكلام معك
انا : تفضلي اسمعك
الفتاه : والدتي من صغري لم تعطيني امل ان اكون شخصيتي منذ كنت صغيره كانت المسيطره علي اخرجتني من المدرسه مبكرا لا اعرف عن العالم الخارجي شي ابدا اول مره اجلس مع رجل لوحدنا لم استطع مجاراتك بالكلام لما اخبروني ان احدا سيتقدم لخطبتي وجدتها فرصه لاخرج من هذه الحياه لحياه اخرى لاشاهد العالم على طبيعته ... توقفت فجاه عن الكلام
انا : ليش سكتي
الفتاه : ما عندي شي اخر فقط حبيت اقول لك اني ما طمعانه بفلوس او اي شي فقط اريد اخرج من هذه الحياه لحياه افضل ولي طلب وحيد اريد اكمل دراستي
انا : هذا الامر ما فيه اختلاف ان شاء الله
الفتاه : مقدره لك كل شي راح تعمله لي مستقبلا ... سكتت مره اخرى
انا : نتكلم غدا باذن الله

اغلقت المكالمه وانا محتار هذه الفتاه الان وضعت كل امالها وطموحاتها علي والاكبر من ذالك كانها وضعتني جسرا للعبور ... ولكن الفتاه لا ينقصها شي من الجمال والادب والحشمه فما المانع ان صرت جسرا او طائره لها فربما يكتب
الله لي اجر هذه الفتاه
كان قد تبقى لي يومان في المغرب فماذا سافعل وماهو القرار الذي سأتخذه كنت في حيره شديده جدا لا اعلم نهايه هذا التفكير ...
ذهبت لصديقي واخبرته ماذا حدث مع الفتاه فقال لي فكر جيدا فهذا القرار ليس بالسهل وقال لي اذا كان تسالني عن رأي فتوكل على الله فهذه فتاه متدينه ومحترمه وصغيره بالسن ربما يجعل الله لك خيرا معها وتشفى من مرضك وتعود لحياتك الطبيعيه ...


تابعو الحلقه القادمه ...

بالانتظار ولا تبطي علينا

اهلا ابو فالح ما يهمك

(( الحلقه الثانيه عشر ))

في صباح اليوم التالي ولم يتبقى لنا الا يوم واحد في المغرب وافكاري لازالت مشوشه وانا افكر بما حدث مع الفتاه بالامس من حديث وبقي امامي خياران اما ان اوافق ونكمل بقيه اجرائات الزواج او انسحب وكأن شي لم يكن ... خرجت لاتمشاء في منطقه اكدال وكان اودع هذه المكان الجميل وعندما رجعت للشقه وجدت صديقي منهمك في الاكل كعادته ووقال لي
الصديق : كيف فكرت في الموضوع
انا : نص نص
صديقي : ما يصير لازم تعطيني القرار بعد ساعه
انا : ليش بعد ساعه يعني
الصديق :لانك لو موافق تكمل معهم كان اليوم نعمل خطوبه
انا : خطوبه
الصديق : نعم خطوبه ولكن اذا كنت ما موافق تكمل فانا لازم اخبرك ان الفتاه اللي في سيدي قاسم غيرت رأيها
انا : غيرت رأيها

بقيت مصدموا لدقائق فانا بكل صراحه معجب بتلك الفتاه جدا وبجمالها وثقافتها ولكن كرامتي لا تسمح ان ارجع مره اخرى لاخطبها وقد رفضتني في البدايه ...ساد الصمت لدقائق وانا افكر ما الحل الان ايهمها اختار ومن هي الاصلح ...
بعد تفكير عميق قررت ان انسى تلك الفتاه اللتي في سيدي قاسم نهائيا فكرامتي لا تسمح حتى بالتفكير بها ... ابلغت صديقي انني ساكمل مع الفتاه اللي بالامس وقال لي انه وانا سنعمل خطوبه اليوم لانه كان قد خطب ابنه خاله الفتاه ...

في العصر تجهزنا وخرجنا والتقينا بالجميع في احد الاسواق حيث شاهدت الفتاه وقد تبسمت وزال الخجل نوعا ما تحدثنا كثيرا وقد اعجبت بحشمتها وتدينها
قلت لها اذا اكتمل هذا الزواج لا تظني انني تزوجتك شفقه بحالك بل تزوجتك لاخلاقك وحشمتك مر الوقت سريعا كالبرق وقتها ذهبنا لمنزل الفتاه وهناك بدأت مراسم الخطوبه وسط فرح الجميع من اهلها وطبعا بداخلي كان فرح كبير ولا اخفيكم سرا انني نسيت في ذالك اليوم ولاول مره في حياتي ( دنيا )
انتهى ذالك اليوم بابتسامه من الفتاه ظلت عالقه بذهني لسنوات ... رجعنا للشقه
والابتسامه لا تفارق محيانا ان والصديق العزيز حيث انه اتم خطبته ايظا وقتها وجت له سؤالا لماذا تتزوج من الثالثه قال لي ان المغربيه غير كل نساء الارض
وقتها ظننت انه اكثر من الفرح الشديد ..
ذهبت لغرفتي واتصلت بالفتاه لنتكلم يومها الى الفجر لنرسم مستقبل لحياتنا القادمه وفي ذالك يوم سرحنا باحلامنا بعيدا جدا كان سعاده الفتاه لا توصف
كانت تضحك بشكل مستمر ودعنا بعضنا لان في الصباح ساذهب للمطار لارجع لبلدي فقت انتهت العشره ايام سريعا في هذه البلاد الساحره ...

نمت قليلا وصحيت لاجمع اغراضي المتناثره في الغرفه واخرج لاجد صديقي يستعد للافطار فطرنا وجهزنا حقائبنا وخرجنا ولكن رجعت للشقه وسالت الشغاله
انا : ليش قلتي لي ذاك اليوم اني لازم انتبه لما خبرتك اني بتزوج من المغرب
الشغاله : فقط نصيحه يمكن تكتشفها مستقبلا
وقتها اعطيتها هديه وخرجت لنركب في طاكسي كبير كنا قد اتفقنا معه لياخذنا للمطار مررنا على مراعي خضراء وقرى جميله كجمال المغرب ولازلت اتذكر تلك الليله الاخيره ...
وصلنا لمطار محمد الخامس لا اعلم لماذا انتابني نوع من الحزن هل هذا شي طبيعي لكل من يغادر المغرب اما هي حاله خاصه فيني ... بينما كنا ننجز اجرائات السفر جائتني رساله على الهاتف من الفتاه تقول لي سأعد الدقائق والايام حتى تعود ... جمله اعادت فيني الروح وانا اركب تلك الطائره اللي غادرت وانا انظر من نافذتها على تلك البلاد الساحره ...


تابعو معي الحلقه القادمه ....

وانا كذلك
سأعد الدقائق والثواني

لمتابعه الحلقات القادمه

__________________
الشجر يموت واقف

ابدا بالعد لان القادم ...

جميله هي تلك المشاعر والاجمل هو التزامك بتنزيل الاجزاء بوقتها وهذا يدل انك رجل وفي لقرائك ومحبيك
اسعدك الله فقد اسعدتنا معك

__________________
‏
والله إن الأخلاق ؛
مثل الأرزاق فيها غني وفيها فقير !

. (((أخوكم أبو مبارك)))

اهلا صقر الجنوب .. متابعتك المستمره لي وبقيه الاعضاء هي الحافز الاول لاستمراري في انزال الحلقات اول باول

المشاعر اختلطت كثيرا جدا فتلك البلاد الساحره تجعل الانسان مختلا عاطفيا ...