رحلتي الخطافية إلى الديار الكازاوية .. لمدة أربعة أيام فقط
أجمل الرحلات هي التي تأتي من غير تخطيط، تتخذ قرارك من دون سابق إنذار ومن دون أي حسبان
في أحد أيام الأسبوع وتحديداً يوم الأثنين و أثناء خروجي من العمل، زعلان طفشان مضغوط مضطجر بسبب العمل و البناء و عدة أمور، وأضف عليها رطوبة وحرارة شمس جدة .. قررت قراراً سريعاً بالذهاب لمحبوبتي كازا
دخلت على تطبيق السعودية حجزت رحلة يوم الخميس أي بعد يومين و الرجوع يوم الأحد في المساء لمدة أربعة أيام فقط .
دفعت ثمن التذكرة ( 2700 ريال ) و اجريت اتصال سريع بصديقة ( سماسرة عقارات ) وطلبت منها البحث عن شقة لمدة أربعة أيام
فاجأها اتصالي و قالت لي بأن أربعة أيام ليست كافية، فقلت لها بأنها ستكون أربعة أيام ( بلا نعاس ) .. تكفيني لتجديد شوقي و اشتياقي مع محبوبتي كازا .
يوم الخميس اتجهت نحو المطار، صعدت إلى طائرتي بعد أن اخترت مقعد طوارئ لأريح قدمي و ركبتي من تعب و معاناة السفر .
عندما جلست على مقعدي، كان على يساري مقعدين يجلس عليهما امرأتان مغربيتان كبيرتان في السن ولكن صحتهما كانت جيدة، ويبدو بأنهم مغادرين بعدما انجزوا فريضة العمر.
ليست هذه المشكلة !
حضرت المضيفة إليهما و أخبرتهما بأنه غير مسموح لهم بأن يجلسوا على مقعد الطواريء، لانه من الشروط أن تكون شاباً و تجيد الانجليزية ويمنع جلوس الأطفال وكبار السن وطلبت منهما الذهاب معها إلى مقعد آخر .
هنا الكارثة ! وقعت (( مدابزة )) تااااريخية بين المضيفة و العجوزتين .. انقلبت العجوز إلى وحش كاسر و حلفت أيمان مغلظة بأنها لن تتزحزح من مكانها وقالت للمضيفة حرفياً (( سيري آآآبنت الحرااااام )) .. و أنا أقول في نفسي ( هذا اللي ما حسبنا حسابه )
جلسنا على هذا الحال قرابة ربع ساعة حتى وافقوا بعد صعوبة على الانتقال
ارتفعت الطائرة عالياً و اسمعنا قائد الطائرة الأسطوانة المتكررة و استقرت الطائرة في عنان السماء و أعلنوا عن فك حزام الأمان .
تنفست الصعداء و أغمضت عيني و أخذت غفوة .
للحديث بقية