هدايات قرآنية
فضل ليلة ثلاث وعشرين
قال تعالى: ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدر * وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدر * لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ﴾ [القدر: ١-٣].
وفيها من العلم:
الإشارة إلى انّ ليلة القدر
تكون في الوتر حيث كررت في السورة ثلاث مراتوفيها ايضا أنٌها تكون الليلة الثالثة من العشر، وأرجى ماتكون إذا وافقت ليلة الجمعة قال تعالى: ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرينَ﴾، ولا يعرف أهل الجنّة من أيّام الدنيا إلا يوم الجمعة فإنّه يسمى يوم المزيد، وفيه يرون ربهم عز وجل، وقد أوصىﷺ أمته ان يكثروا عليه من الصلاة ليلة الجمعة ويومها. وروى مالك في الموطأ أَنَّ عَبْدِ اللَّهِ بِن أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ أَتَى النَّبِيَّﷺ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّ لِي إِبِلًا وَغَنَماً وَغِلْمَةً؛ فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا؛ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةِ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِﷺ فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ؛ فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ؛ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ؛ ثُمَّ لا يَخْرُج عَنْهُ إلّا لِحَاجَةٍ؛ حَتّى يُصَلِّي الصُّبْحَ؛ ثُمّ يَخْرُجُ إلَى أَهْلِهِ؛ فَقِيلَ: لَيْلَةَ الْجُهَنِيّ.
↩وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: قَالَ؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بَادِيَةً أُصَلِّي فِيهَا، فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَنْزِلُهَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَأُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: ((انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ)).
↩وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: أَتَيْت رَسُولَ اللَّهِﷺَ؛ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إنِّي رَجُلٌ تُنَازِعُنِي الْبَادِيَةُ؛ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ آتِ فِيهَا الْمَدِينَةَ؛ فَقَالَ: ((ائْتِ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ)).
↩وَعَنْ مُعَاذُ بِن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ؛ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: جَلَسَ مَعَنَا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِﷺ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ فِي رَمَضَانَ؛ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى هَل سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِﷺ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِﷺ فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ؛ فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَة؟َ
قَالَ: ((الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ))؛
وَقَالَ: وَذَلِكَ مَسَاءَ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ؛ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: وَهِيَ إِذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَّلُ ثَمَانٍ؛ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَوَّلِ ثَمَانٍ؛ وَلَكِنَّهَا أَوَّلُ السَّبْعِ؛ إِنَّ الشَّهْرَ لَا يَتِمُّ)). رواه مالك في الموطأ، والطبراني في الكبير، وصححه الألباني.
والله أعلم.
كتبه/
عبدالله بن صالح العبيلان.
22 ـ 09 ـ 1439هـ.
قناة الشيخ على تيليغرام
https://t.me/alobilan