عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


قصيدة يزيد بن معاويه "نالت على يدها ملم تنله يدي"

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
الزين المسرار
مزعوط برونزي
المشاركات: 646
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الزين المسرار غير متواجد حالياً  
قديم 2011-06-08, 02:13 PM
  المشاركه #11
رد: قصيدة يزيد بن معاويه "نالت على يدها ملم تنله يدي"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saadora مشاهدة المشاركة
بعض الكلام لايقدر حد على صياغتة من جديد مهما طال الزمن

وهذه القصيدة من عيون الشعر الاسلامي
وانته من عيون هذا المنتدى ..والذي من الصعب ان لانجدك فيه متواجد ..
ولك تحياتي : (465):
__________________
لقد ثبت بالقلب منك محبةٌ

كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
رد مع اقتباس
nadine
مزعوط نشيط
المشاركات: 104
تاريخ التسجيل: Feb 2011
nadine غير متواجد حالياً  
قديم 2011-06-17, 02:20 PM
  المشاركه #12
رد: قصيدة يزيد بن معاويه "نالت على يدها ملم تنله يدي"


الزين المسرار اسمح لي بهذه الاضافة وهي شرح لكل ابيات القصيدة
لمن يقف وقفة اعجاب بفصاحة هذا الشاعر فروعة القصيدة تحتاج الى تفسير


نَالَـــتْ عَلى يَدِهــا مَــا لَــمْ تَنَلْـهُ يَـــدِي ,, ,, ,, نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَـــتْ بِهِ جَلَدِي

حملت سواراً رائعاً بمعصمها
والنقش هما يعني به : السوار .. او الحُلي من الذهب
وحينما نظرت إلي ذلك السوار ؛ ذهب صبري .. وانطلق لساني بالحديث

كـأَنَّــهُ طُـرْقُ نَمْــلٍ فــي أَنـامِلِهــا ,, ,, ,, أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهـــا السُّحْبُ بِالْبَرَدِ

طرق نمل : تعبث بأناملها بعضها ببعض
وهنا تشبيه لذلك السوار ( أو النقش ) بأنه لوحة فنية .. كروضة غناء رُصعت
( أي جُملت ) والتشبيه الآخر هنا : تشبيه اليد كلوحة تشكيلية ترصعها السحب بحبات البرد ...

كــأَنَّهــــا خَشِيَــــتْ مِـــنْ نَبْــلِ مُقْلَتِهــــا ,, ,, ,, فَأَلْبَسَتْ زَنْدَهــا دِرْعــاً مِــنَ الزَّرَدِ

والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر ...
فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو : الكوع ...
وطرف الزند الذي يلي الخنصر هو : الكرسوع ...
والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق ...
والزند : موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان : الكوع والكرسوع ...
والزرد : هو الدرع ..
وكأنه يقول : إنها خافت من سهام لحظها .. ولذلك البست يديها ( معصمها ) ذلك النقش الذهبي

مَــدَّتْ مَوَاشِطَهـا فـي كَفِّهــا شَرَكـاً ,, ,, ,, تَصِيـدُ قَلْبِـي بِــهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ

مواشطها : ما يُفرد به الشعر ..
شركا : فخاً ..
كأنه يقول : ان أسنان أمشاطها في يدها كالفخ .. لتصيد قلبي به ..
والمعلوم ان اسنان المشط متراصة كقضبان السجن ..
لا تخرج اي شيء .. ( وقلبه )

وَقَـوْسُ حَــاجِبِهــا مِـنْ كــلِّ نَاحِيَـةٍ ,, ,, ,, وَنَبْـــلُ مُقْلَتِهــا تَرْمِي بِـــهِ كَبِـدِي
من أروع ما تمتلك المراة .. هو حواجبها
وعندما تتقوس هذه الحواجب .. تزيد المرأة فتنة ودلالا ...
يقول : حواجبها وسهام عيونها .. اتفقتا على رمي كبدي بهما ...

وَعَقْرَبُ الصُّـدْغِ قَــدْ بَانَـتْ زُبـانَـتُــهُ ,, ,, ,, وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
الصُّدْغُ : ما انحدر من الرأْس إلى مَرْكَبِ اللَّحيين ، وقيل: هو ما بين العين والأُذن ...
ويسمى أَيضاً الشعَرُ المتدلي عليه صُدْغاً، ويقال: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ

قال الشاعر :

عاضَها اللهُ غُلاماً، بَعْدَها ,, ,, ,, شابَتِ الأَصداغُ، والضِّرْسُ نَقِدْ

إِنْ كانَ فـي جُلَّنـارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ ,, ,, ,, فَالصَّـدْرُ يَطْـــرَحُ رُمَّـــاناً لِمَــنْ يَــرِدِ

الجلنار : هو حب الرمان
وهنا تشبيه للخد في حمرته حب الرمان ...
ولكنه يتجاوز ذلك كله ويقول : من كان يتعجب من بعض حبات الرمان التي على الخدود
فلينزل قليلا ليجد حديقة من الرمان ( ويقصد بها .. نهودها )

وَخَصْــرُهـا ناحِـلٌ مِثْلِي عَـلى كَفَــلٍ ,, ,, ,, مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَــدِ

الخصر : هو البطن ..
الكفل : هو العجز من الأرداف ..
مرجرج : مضطرب ... والخلد : القلب والسريرة ..
يقول : بطنها ضامر .. وأعجازها من الغلظة لتحمل خصرها الذي يضطرب من مشيتها فيهتز ويختال واصفاً ما به من احزان قلة الوصال .. ويشكو بها إلى القلب

إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْــسِ مـــا طَلَعَــتْ ,, ,, ,, مِنْ بَعْــدِ رُؤْيَتِهـــا يَوْمــــاً عَلى أَحَـــدِ


إنها إنسية .. ليست بأسطورة جنية أو ملائكية
ولكنها إذا بدت
تخجل شمس السماء من الإشراق من جديد ...

سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَـــتْ أَنْـتَ تَعْــرِفُنـــا ,, ,, ,, مَنْ رَامَ مِنَّـــا وِصــالاً مَــاتَ بِالكَمَـــدِ

وبعد أن توقدت نار الحب بيننا ..
سألت وصالها ..
طلب منها الوصال .. فقالت له : من طلب وصالنا مات من القهر ..
فنحن لا نفرط به لأي أحد ...

وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُــبِّ مَــاتَ جَـــوىً ,, ,, ,, مِــنَ الغَـــرامِ وَلَـــمْ يُبْـــدِئْ وَلَـــمْ يُعِـــدِ

وتُكمل هي فتقول : انظر إلى التاريخ ...
كم من قُتل بسبب الحب والغرام وطلب الوصال ..
فلم يكن لهم ان يطلبوه من جديد او يعيدوا طلبه ...

فَقُلْــتُ أَسْتَغْفِــرُ الرَّحْمــنَ مِــنْ زَلَـــلٍ ,, ,, ,, إِنَّ المُحِــــبَّ قَلِيـــلُ الصَّبْـــرِ وَالجَلَــــدِ

فطلب منها أن تفهمه ..
قائلاص لها : لا أريد أن أفقدك عذرية ما بيننا ..
ولكنني عاشق .. صبري قليل على ما أرى ..

قَالَتْ وَقَـدْ فَتَكَــتْ فِينــا لَــوَاحِظُهـــا ,, ,, ,, مَا إِنْ أَرى لِقَتِيــلِ الحُــبِّ مِـــنْ قَــــوَدِ

سلاحها السرمدي
سهام عيونها
فقتيل الحب لا يوجد من يأسره إلا عيونها ...

قَــدْ خَلَّفَتْنِي طَـريحـــــاً وَهْــيَ قَـــائِلَةٌ ,, ,, ,, تَأَمَّلـوا كَيْـــفَ فِعْـــلُ الظَّبْــيِ بِالأَسَـــدِ
غرور المنتصر
بعد أن وقعت على ظهري هائما بها ..
قالت متعالية : انظروا ماذا فعل الظبي الضعيف بالأسد الهصور ...
فما انتصرت عليه بقوتي .. بل انتصرت عليه بفتنتي ...

قَالَـــتْ لِطَيْــفِ خَيَـالٍ زَارَني وَمَضى ,, ,, ,, بِاللَهِ صِــفْـــــهُ وَلا تَنْقُـــصْ وَلا تَــــــزِدِ

فذهبت
وجاءني طيف خيالها ليكون ونيساً لي ..
كان يسليني في وحدتي ..
يا ليتك تصفه لي بلا زيادة او نقصان ...

فَقَـالَ أَبْصَـــرْتُهُ لَــوْ مَـــاتَ مِــنْ ظَمَـــأ ,, ,, ,, وَقُلْتِ قِــــفْ عَـــنْ وُرُودِ المَـاءِ لَمْ يَرِدِ

لو كان ظمآن أشد الظمأ .. وأمرتيه بالوقوف عن الماء .. فلن يتحرك خطوة
ولن يرد الماء

قَالَتْ صَــدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ ,, ,, ,, يَا بَرْدَ ذاكَ الَّـذي قَالَـــتْ عَلَى كَبِـــدِي

أنت عاشق مخلص
وفي بحبك
مت من أجله
يُقال : بردت فؤادك بشربة ، واسقني ما أبرد به كبدي ...

قال الشاعر :
وعطل قلوصى في الركاب فإنها ,, ,, ,, ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين ...
أي أن كلامها الذي صدقتني فيه هو ما أبرد عليَّ فؤادي وكبدي ...

وَاسْتَرْجَعَـتْ سَأَلَــتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَــا ,, ,, ,, مَــــا فِيـــهِ مِـــنْ رَمَــقٍ دَقَّـتْ يَــداً بِيَدِ

وبعد رحيلها عني
هاجت أشواقها لي
فسألت عني .. فقيل لها لقد فارق الحياة من شدة حبه لك ...

وَأَمْطَرَتْ لُـؤْلُـؤأً مِــنْ نَرْجِسٍ وَسَقَــتْ ,, ,, ,, وَرْداً وَعَضَّـــتْ عَلَى العُنَّـــابِ بِالبَــــرَدِ

هنا أتينا لبيت القصيد ...
بيت الخلاف بين الشعراء ..
نظراً لروعته .. وجميل تشبيهه ...
فعلاً : هذا البيت من جميل ما قرأت في فن تداخل الاستعارات ....
وهنا يأتي الاختلاف ..
هل قاله .. يزيد بن معاوية .. أم الوأواء الدمشقي ( أبو الفرج )
غالبية كتب الأدب أقرت أنه لأبي الفرج الوأواء ...
وسواء كان لهذا أم ذاك .. فنحن نريد الفائدة .. وهي تذوق هذا البيت الجميل ..
فهو حوى خمس تشبيهات كاملة الوصف ..
في حين أن أكثر بيت به تشبيهات هو بيت لأبي نواس ...
ضم به أربع تشبيهات .. قال فيه :

يبكي فيذري الدُرَّ من نرجسٍ ,, ,, ,, ويـلـطــــــمُ الــــــوردَ بـعـنَّـــــــابِ

أي أن أبا الوأواء خمس ما ربع أبي نواس من التشبيهات ...
وهناك بيت آخر لأبي الطيب المتنبي قال فيه : وهو أيضاً اربع تشبيهات ...

بدت قمراً ومالت خوط بان ,, ,, ,, وفاخت عنبراً ورنت غزالا
وقال الفقيه أبي محمد بن حزم خمس تشبيهات في بيت واحد ...
ولا يقدر أحد على أكثر منه إذ لا يحتمل العروض ولا أبنية الأسماء أكثر من ذلك .. قال :
خلوت بهــا والكـــــأس ثالثـــة لنـــا ,, ,, ,, وجنـح ظلام الليـل قــد مــد واعتلـــج
فتاة عــدمــت العيـــش إلا بقربهـــا ,, ,, ,, وهل في ابتغاء العيش ويحك من حــرج
كأني وهي والكاس والخمر والدجى ,, ,, ,, ثـــرى وحيــــا والـــدر والتبــر والسبج

ولكن الملاحظ أنه استخدم أداة التشبيه ( كأن ) في حين أن ابي الفرج لم يستخدم أياً من ادوات التشبيه
إنها صوراً خلابة جمعت في هذا البيت وبالغ في التشبيه إلى أبعد الصور :
وأمطرت لؤلؤاً : تشبيه الدموع باللؤلؤ وبكثرة الدموع بالمطر ...
من نرجس : تشبيه عين الحبيب بالنرجس ...
وسقت ورداً : تشبيه الخد بالورد وأن الدموع تسقيه ...
وعضت على العناب بالبرد : تشبيه للشفة بالعناب .. وللأسنان بالبرد ...
إنه بيت القصيد ...
لقد سقطت دموعها من عيونها الرنجسية فروت خدها الوردي ، وعضت على شفتيها ( أو السفلى منها .. لأنها هي سر فتنة المرأة ) بأسنانها اللؤلؤية ...

وَأَنْشَـــدَتْ بِلِسَــــانِ الحَــــالِ قَـــائِلـةً ,, ,, ,, مِـــنْ غَيْـــرِ كُــرْهٍ وَلا مَطْـــلٍ وَلا جَلَــــــدِ

وهنا يأتي الندم
وتتحدث بكلمات لا يوجد بها ما يشوبها من كره أو صبر أو تأجيل ...

وَاللَهِ مَا حَــزِنَتْ أُخْــتٌ لِفَقْـــــدِ أَخٍ ,, ,, ,, حُــزْنـــــي عَـلَـيْـــــهِ وَلا أُمٌّ عَـلَـــى وَلَــــدِ

وتعترف بحقيقة حالها ..
لقد حزنت عليك أكثر من حزن أخت على فقد أخيها ..
بل أكثر من فقد الأم على وليدها ..

فَأَسْــرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَـلٍ ,, ,, ,, فَعِنْــــدَ رُؤْيَتِهـــــا لَــــمْ أَسْتَطِــعْ جَلَــدِي

فجاءت تجري مسرعة إليَّ ...
وعندما رأيتها لم يتمالكني صبري ...

وَجَـرَّعَتْنِـــي بِـرِيـــقٍ مِـــنْ مَرَاشِفِهــــا ,, ,, ,, فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَــوْتِ فِي جَسَـــدِي

فقبلتني قبلة أودعت بها رضابها ..
وبها : عادت روحي إلى جسدي ...

هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي ,, ,, ,, حَتَّى عَلَى المَــوْتِ لا أَخْـلــوُ مِــنَ الحَسَـدِ
وحسدني خلاني على موتي
لأنه جعلها تقبلني وتبكي عليَّ وتنوح ..
ويتسآل الشاعر متعجباً : حتى على موتي لا أخلو من الحسد !!!

ودمت بخير
رد مع اقتباس
الزين المسرار
مزعوط برونزي
المشاركات: 646
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الزين المسرار غير متواجد حالياً  
قديم 2011-06-17, 07:38 PM
  المشاركه #13
رد: قصيدة يزيد بن معاويه "نالت على يدها ملم تنله يدي"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadine مشاهدة المشاركة

الزين المسرار اسمح لي بهذه الاضافة وهي شرح لكل ابيات القصيدة
لمن يقف وقفة اعجاب بفصاحة هذا الشاعر فروعة القصيدة تحتاج الى تفسير


نَالَـــتْ عَلى يَدِهــا مَــا لَــمْ تَنَلْـهُ يَـــدِي ,, ,, ,, نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَـــتْ بِهِ جَلَدِي

حملت سواراً رائعاً بمعصمها
والنقش هما يعني به : السوار .. او الحُلي من الذهب
وحينما نظرت إلي ذلك السوار ؛ ذهب صبري .. وانطلق لساني بالحديث

كـأَنَّــهُ طُـرْقُ نَمْــلٍ فــي أَنـامِلِهــا ,, ,, ,, أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهـــا السُّحْبُ بِالْبَرَدِ

طرق نمل : تعبث بأناملها بعضها ببعض
وهنا تشبيه لذلك السوار ( أو النقش ) بأنه لوحة فنية .. كروضة غناء رُصعت
( أي جُملت ) والتشبيه الآخر هنا : تشبيه اليد كلوحة تشكيلية ترصعها السحب بحبات البرد ...

كــأَنَّهــــا خَشِيَــــتْ مِـــنْ نَبْــلِ مُقْلَتِهــــا ,, ,, ,, فَأَلْبَسَتْ زَنْدَهــا دِرْعــاً مِــنَ الزَّرَدِ

والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر ...
فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو : الكوع ...
وطرف الزند الذي يلي الخنصر هو : الكرسوع ...
والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق ...
والزند : موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان : الكوع والكرسوع ...
والزرد : هو الدرع ..
وكأنه يقول : إنها خافت من سهام لحظها .. ولذلك البست يديها ( معصمها ) ذلك النقش الذهبي

مَــدَّتْ مَوَاشِطَهـا فـي كَفِّهــا شَرَكـاً ,, ,, ,, تَصِيـدُ قَلْبِـي بِــهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ

مواشطها : ما يُفرد به الشعر ..
شركا : فخاً ..
كأنه يقول : ان أسنان أمشاطها في يدها كالفخ .. لتصيد قلبي به ..
والمعلوم ان اسنان المشط متراصة كقضبان السجن ..
لا تخرج اي شيء .. ( وقلبه )

وَقَـوْسُ حَــاجِبِهــا مِـنْ كــلِّ نَاحِيَـةٍ ,, ,, ,, وَنَبْـــلُ مُقْلَتِهــا تَرْمِي بِـــهِ كَبِـدِي
من أروع ما تمتلك المراة .. هو حواجبها
وعندما تتقوس هذه الحواجب .. تزيد المرأة فتنة ودلالا ...
يقول : حواجبها وسهام عيونها .. اتفقتا على رمي كبدي بهما ...

وَعَقْرَبُ الصُّـدْغِ قَــدْ بَانَـتْ زُبـانَـتُــهُ ,, ,, ,, وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
الصُّدْغُ : ما انحدر من الرأْس إلى مَرْكَبِ اللَّحيين ، وقيل: هو ما بين العين والأُذن ...
ويسمى أَيضاً الشعَرُ المتدلي عليه صُدْغاً، ويقال: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ

قال الشاعر :

عاضَها اللهُ غُلاماً، بَعْدَها ,, ,, ,, شابَتِ الأَصداغُ، والضِّرْسُ نَقِدْ

إِنْ كانَ فـي جُلَّنـارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ ,, ,, ,, فَالصَّـدْرُ يَطْـــرَحُ رُمَّـــاناً لِمَــنْ يَــرِدِ

الجلنار : هو حب الرمان
وهنا تشبيه للخد في حمرته حب الرمان ...
ولكنه يتجاوز ذلك كله ويقول : من كان يتعجب من بعض حبات الرمان التي على الخدود
فلينزل قليلا ليجد حديقة من الرمان ( ويقصد بها .. نهودها )

وَخَصْــرُهـا ناحِـلٌ مِثْلِي عَـلى كَفَــلٍ ,, ,, ,, مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَــدِ

الخصر : هو البطن ..
الكفل : هو العجز من الأرداف ..
مرجرج : مضطرب ... والخلد : القلب والسريرة ..
يقول : بطنها ضامر .. وأعجازها من الغلظة لتحمل خصرها الذي يضطرب من مشيتها فيهتز ويختال واصفاً ما به من احزان قلة الوصال .. ويشكو بها إلى القلب

إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْــسِ مـــا طَلَعَــتْ ,, ,, ,, مِنْ بَعْــدِ رُؤْيَتِهـــا يَوْمــــاً عَلى أَحَـــدِ


إنها إنسية .. ليست بأسطورة جنية أو ملائكية
ولكنها إذا بدت
تخجل شمس السماء من الإشراق من جديد ...

سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَـــتْ أَنْـتَ تَعْــرِفُنـــا ,, ,, ,, مَنْ رَامَ مِنَّـــا وِصــالاً مَــاتَ بِالكَمَـــدِ

وبعد أن توقدت نار الحب بيننا ..
سألت وصالها ..
طلب منها الوصال .. فقالت له : من طلب وصالنا مات من القهر ..
فنحن لا نفرط به لأي أحد ...

وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُــبِّ مَــاتَ جَـــوىً ,, ,, ,, مِــنَ الغَـــرامِ وَلَـــمْ يُبْـــدِئْ وَلَـــمْ يُعِـــدِ

وتُكمل هي فتقول : انظر إلى التاريخ ...
كم من قُتل بسبب الحب والغرام وطلب الوصال ..
فلم يكن لهم ان يطلبوه من جديد او يعيدوا طلبه ...

فَقُلْــتُ أَسْتَغْفِــرُ الرَّحْمــنَ مِــنْ زَلَـــلٍ ,, ,, ,, إِنَّ المُحِــــبَّ قَلِيـــلُ الصَّبْـــرِ وَالجَلَــــدِ

فطلب منها أن تفهمه ..
قائلاص لها : لا أريد أن أفقدك عذرية ما بيننا ..
ولكنني عاشق .. صبري قليل على ما أرى ..

قَالَتْ وَقَـدْ فَتَكَــتْ فِينــا لَــوَاحِظُهـــا ,, ,, ,, مَا إِنْ أَرى لِقَتِيــلِ الحُــبِّ مِـــنْ قَــــوَدِ

سلاحها السرمدي
سهام عيونها
فقتيل الحب لا يوجد من يأسره إلا عيونها ...

قَــدْ خَلَّفَتْنِي طَـريحـــــاً وَهْــيَ قَـــائِلَةٌ ,, ,, ,, تَأَمَّلـوا كَيْـــفَ فِعْـــلُ الظَّبْــيِ بِالأَسَـــدِ
غرور المنتصر
بعد أن وقعت على ظهري هائما بها ..
قالت متعالية : انظروا ماذا فعل الظبي الضعيف بالأسد الهصور ...
فما انتصرت عليه بقوتي .. بل انتصرت عليه بفتنتي ...

قَالَـــتْ لِطَيْــفِ خَيَـالٍ زَارَني وَمَضى ,, ,, ,, بِاللَهِ صِــفْـــــهُ وَلا تَنْقُـــصْ وَلا تَــــــزِدِ

فذهبت
وجاءني طيف خيالها ليكون ونيساً لي ..
كان يسليني في وحدتي ..
يا ليتك تصفه لي بلا زيادة او نقصان ...

فَقَـالَ أَبْصَـــرْتُهُ لَــوْ مَـــاتَ مِــنْ ظَمَـــأ ,, ,, ,, وَقُلْتِ قِــــفْ عَـــنْ وُرُودِ المَـاءِ لَمْ يَرِدِ

لو كان ظمآن أشد الظمأ .. وأمرتيه بالوقوف عن الماء .. فلن يتحرك خطوة
ولن يرد الماء

قَالَتْ صَــدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ ,, ,, ,, يَا بَرْدَ ذاكَ الَّـذي قَالَـــتْ عَلَى كَبِـــدِي

أنت عاشق مخلص
وفي بحبك
مت من أجله
يُقال : بردت فؤادك بشربة ، واسقني ما أبرد به كبدي ...

قال الشاعر :
وعطل قلوصى في الركاب فإنها ,, ,, ,, ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين ...
أي أن كلامها الذي صدقتني فيه هو ما أبرد عليَّ فؤادي وكبدي ...

وَاسْتَرْجَعَـتْ سَأَلَــتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَــا ,, ,, ,, مَــــا فِيـــهِ مِـــنْ رَمَــقٍ دَقَّـتْ يَــداً بِيَدِ

وبعد رحيلها عني
هاجت أشواقها لي
فسألت عني .. فقيل لها لقد فارق الحياة من شدة حبه لك ...

وَأَمْطَرَتْ لُـؤْلُـؤأً مِــنْ نَرْجِسٍ وَسَقَــتْ ,, ,, ,, وَرْداً وَعَضَّـــتْ عَلَى العُنَّـــابِ بِالبَــــرَدِ

هنا أتينا لبيت القصيد ...
بيت الخلاف بين الشعراء ..
نظراً لروعته .. وجميل تشبيهه ...
فعلاً : هذا البيت من جميل ما قرأت في فن تداخل الاستعارات ....
وهنا يأتي الاختلاف ..
هل قاله .. يزيد بن معاوية .. أم الوأواء الدمشقي ( أبو الفرج )
غالبية كتب الأدب أقرت أنه لأبي الفرج الوأواء ...
وسواء كان لهذا أم ذاك .. فنحن نريد الفائدة .. وهي تذوق هذا البيت الجميل ..
فهو حوى خمس تشبيهات كاملة الوصف ..
في حين أن أكثر بيت به تشبيهات هو بيت لأبي نواس ...
ضم به أربع تشبيهات .. قال فيه :

يبكي فيذري الدُرَّ من نرجسٍ ,, ,, ,, ويـلـطــــــمُ الــــــوردَ بـعـنَّـــــــابِ

أي أن أبا الوأواء خمس ما ربع أبي نواس من التشبيهات ...
وهناك بيت آخر لأبي الطيب المتنبي قال فيه : وهو أيضاً اربع تشبيهات ...

بدت قمراً ومالت خوط بان ,, ,, ,, وفاخت عنبراً ورنت غزالا
وقال الفقيه أبي محمد بن حزم خمس تشبيهات في بيت واحد ...
ولا يقدر أحد على أكثر منه إذ لا يحتمل العروض ولا أبنية الأسماء أكثر من ذلك .. قال :
خلوت بهــا والكـــــأس ثالثـــة لنـــا ,, ,, ,, وجنـح ظلام الليـل قــد مــد واعتلـــج
فتاة عــدمــت العيـــش إلا بقربهـــا ,, ,, ,, وهل في ابتغاء العيش ويحك من حــرج
كأني وهي والكاس والخمر والدجى ,, ,, ,, ثـــرى وحيــــا والـــدر والتبــر والسبج

ولكن الملاحظ أنه استخدم أداة التشبيه ( كأن ) في حين أن ابي الفرج لم يستخدم أياً من ادوات التشبيه
إنها صوراً خلابة جمعت في هذا البيت وبالغ في التشبيه إلى أبعد الصور :
وأمطرت لؤلؤاً : تشبيه الدموع باللؤلؤ وبكثرة الدموع بالمطر ...
من نرجس : تشبيه عين الحبيب بالنرجس ...
وسقت ورداً : تشبيه الخد بالورد وأن الدموع تسقيه ...
وعضت على العناب بالبرد : تشبيه للشفة بالعناب .. وللأسنان بالبرد ...
إنه بيت القصيد ...
لقد سقطت دموعها من عيونها الرنجسية فروت خدها الوردي ، وعضت على شفتيها ( أو السفلى منها .. لأنها هي سر فتنة المرأة ) بأسنانها اللؤلؤية ...

وَأَنْشَـــدَتْ بِلِسَــــانِ الحَــــالِ قَـــائِلـةً ,, ,, ,, مِـــنْ غَيْـــرِ كُــرْهٍ وَلا مَطْـــلٍ وَلا جَلَــــــدِ

وهنا يأتي الندم
وتتحدث بكلمات لا يوجد بها ما يشوبها من كره أو صبر أو تأجيل ...

وَاللَهِ مَا حَــزِنَتْ أُخْــتٌ لِفَقْـــــدِ أَخٍ ,, ,, ,, حُــزْنـــــي عَـلَـيْـــــهِ وَلا أُمٌّ عَـلَـــى وَلَــــدِ

وتعترف بحقيقة حالها ..
لقد حزنت عليك أكثر من حزن أخت على فقد أخيها ..
بل أكثر من فقد الأم على وليدها ..

فَأَسْــرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَـلٍ ,, ,, ,, فَعِنْــــدَ رُؤْيَتِهـــــا لَــــمْ أَسْتَطِــعْ جَلَــدِي

فجاءت تجري مسرعة إليَّ ...
وعندما رأيتها لم يتمالكني صبري ...

وَجَـرَّعَتْنِـــي بِـرِيـــقٍ مِـــنْ مَرَاشِفِهــــا ,, ,, ,, فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَــوْتِ فِي جَسَـــدِي

فقبلتني قبلة أودعت بها رضابها ..
وبها : عادت روحي إلى جسدي ...

هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي ,, ,, ,, حَتَّى عَلَى المَــوْتِ لا أَخْـلــوُ مِــنَ الحَسَـدِ
وحسدني خلاني على موتي
لأنه جعلها تقبلني وتبكي عليَّ وتنوح ..
ويتسآل الشاعر متعجباً : حتى على موتي لا أخلو من الحسد !!!

ودمت بخير
الله ...اخت نادين
اشكر لك مرورك وإضافتك الرائعه ..
__________________
لقد ثبت بالقلب منك محبةٌ

كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصيدة يزيد بن معاويه "نالت على يدها ملم تنله يدي"
الموضوع آخر مشاركة
يسمونه "سيدنا رمضان" و"عواشر مبروكة" لاستقباله و"الحريرة" لضيوفه 2013-07-22 06:20 AM
""" فزعه وطلب مين يقدر عليها """ شقه بكازا ومراكش 2011-11-28 10:11 AM
قبائل "بني كيل" ... لا رمضان بدون "الكليلة" و"المردودة" 2011-09-21 06:17 AM
قصيدة يزيد بن معاويه ..خذو بدمي من ذات الوشاح 2011-06-16 11:57 PM


الساعة الآن 03:11 PM