بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أحب أن أنوه بأن موضوعي جاء من تجربة شخصية، ولحظات حقيقية عشتها بمشاعر متداخلة ومنكسرة.
جميعنا أو لنقل أغلبنا لديه أحلامه وطموحاته التي يسعى لتحقيقها، والحياة ليست مكان للضعفاء والمتقاعسين وإنما هي مكان للمجتهدين والمثابرين.
الحياة لن تحقق لنا أمنياتنا، بل نحن من يجب أن نعمل على تحقيقها.
حياتك وكيانك وأحلامك ما هي إلا سفينة قبطانها أنت!
و وظيفة الحياة ليست سوى السير بهذه السفينة تارةً بين الأمواج العاصفة وتارةً في المياه النقية الراكدة، أما المتحكم بهذه السفينة ومسيرها هو أنت.
أنت من تتحكم بحياتك، أنت من تقرر ماذا ستكون بعد عشر سنوات من الآن، أنت صاحب قرار كل كبيرة وصغيرة تخصك وليست الحياة، الأمر كله من بعد قضاء الله وقدره بين يديك أنت، أنت صانع حياتك!!
كل واحد منا أعطاه الله نفس هيئة أخيه، القوام المعتدل، الحواس الخمس، والأهم من هذا كله العقل! فعقولنا جميعنا متساوية إلا بعض الفروقات الشخصية النادرة والتي قلما تتواجد عند بعض الأشخاص خارقي الذكاء، فيما عدا ذلك فنحن جميعاً متساوون !!
إذن .. لماذا نجد أشخاص طموحهم اكتشاف دواء لعلاج مرض مستعصي وآخرين عندما نسألهم عن طموحاتهم وأحلامهم جوابهم هو: ( هههههه أي طموح أي بطيخ أنا ويني و وين هالسوالف أنا زين مني اذا كونت لي أسرة أصلاً ) !!
لماذا كل هذا التشاؤم؟؟
لم بعض الناس يستصغرون أنفسهم ويتهاونون بقدراتهم ودورهم في الحياة؟!
سؤالين لا أنفك أطرحهم يومياً على نفسي بعد مقابلتي لـ "عديمي الطموح".
عزيزي "عديم الطموح" :
من هو أعلى مرتبة منك لم يصل إلى ما وصل إليه بذكائه وحسب، و إنما بإصراره وعزيمته على تحقيق أهدافه!
فلم لا يكون لديك مثل هذا الإصرار وهذي العزيمة؟؟
بماذا هو أفضل منك؟؟
ما الذي ينقصك؟؟
لا تقل لا أستطيع .. ولكن قل لا أريد !
لا تقل أنا غبي .. غيرك وصل إلى القمر وربما تكون أنت أذكى منه !!
لا تقل لن أقدر .. حاول أولاً قبل أن تحكم على نفسك بالفشل!
لا تقل صعب جداً .. " إن مع العسر يسراً ".
لا تقل مستحيل .. المستحيل اليوم ممكن غداً!
قم أيها المتقاعس وجدد آمالك و ارسم مستقبلك وضع خططك و أهدافك ونفذها بعزيمة وإصرار وحب للحياة .. قم واصنع حياتك !!
و أختتم موضوعي هذا بأبيات شعر هي من المفضلة عندي لأبي القاسم الشابي يقول فيها :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصدري رياح أخر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود وعزف الرياح ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما سالت: يا أم هل تكرهين البشر؟
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش ، عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة ويحتقر الميت مهما كبر
__________________
ۋقفِتيُ [مِثل] الشجَر [امِۋۋت] بَسُ ، مَاطِيحُ