ليلة أولى بلون الورد
الليلة الأولى في فندق أماديل كانت ليلة الوصول إلى أغادير ، لا شك يدرك الجميع مدى التعب الذي نال أجسامنا من هذه الرحلة الطويلة، ولكن الشوق العارم لم يمنع قلوبنا من تشوف الجمال حي كان،
بعد نهار جميل قضيناه بين أحضان كورنيش أغادير الرائع، وبعد ذلك الغداء الجميل في مطعم القلعة ( الذي يعد وجبات خليجيةرائعة ) رجعنا إلى الفندق لنأخذ قسطا من الراحة قبل السهر في ( مخيتو ) ومن بعده ( الكازار ) في الساعة الحادية عشر من اتجهنا إلى مخيتو ، ومن كان اضاع عمره في السهر في ملاهي دول أخرى فليندم على كل ريال دفعه هنا، في ذلك الملهى الجميل تشاهد اصنافا من الحسن والجمال لا يمكن أن تقول لواحدة منهن هذه ( وع ) بل كلهن مهرات حسان يتشوفن لفارس مقدام شجاع ، ترى عيونا كأنها النرجس من وسعها وسوادها وروعتها ، وترى خدودا كأنها الورد الملطخ بثمر الرمان ، وترى شعرا ينساب كشلال اسود بين أكتاف ، وترى صدورا أينعت وحان قطافها ينازعن من وراء الثياب يردن الخروج !!، وترى شفاها مزجن بعسل فهن يتلامعن ، ومن ورائهن أسنان بيض كحبات لؤلؤ ، كل فتاة هناك كأنها نسجت من بلور .
في تلك الليلة ، طربت الآذان، وتشنفت الأسماع بغناء جميل وفن متألق أغان خليجية تنساب إلى الوح فتعيدها إلى عهد الشباب، واستمتعت الأيدي بمصافحة الحسان، النواعم ، واستنشقت الأنوف أجمل العطور ، وشاهدت العيون اجمل الصور.
وبعد أن انتهت السهرة الأولى، دلفنا إلى ( الكازار) وقضينا فيه من تبقى من عقولنا من صحو ، وأنسنا بصحبة الحسان، وتعنمنا بجمال وأي جمال، وأنتهت عقولنا إلى شوق لا يجده إلا كل محب، وانتهت حكاية الليلة الأولى، ونمنا بكل سعادة ، فقد اضحت الليلة الأولى من حكايات ألف ليلة وليلة ، فها هي تعود في أحلامنا ولعلها تعود في يقظتنا !
__________________
وين ما التفت بوجهك الزين والزين
قلبك جنوب الأرض وإلا شماله
في جنة الدنيا أغادير تلحين
تسمع صنوف الحب في كل حاله