رحلتي المثيرة في ربوع المغرب (كازا-المحمدية-طنجة-فاس-مراكش-أغادير))

الحلقة الثامنة

إستيقظنا في صباح اليوم التالي، ولقد تمنيت أن يغير صديقي رأيه في السفر من فاس، فقد أعجبتني البلد بكل ما فيها وأحببتها، ولكن حبي لصديقي والنزول عند رغبته كان هو المحرك والفيصل، فهو رفيق دربي وصديق عمري ولا يحلوا السفر الا معه، حيث أن عندي قاعدة في السفر لم ولن أحيد عنها مهما كان وهي:

:Abu Ahmed (774):إذا كنت في مكان غير موطنك فلا تختلف مع رفقائك مهما كان وحاول أن توازن بين الأمور

وكانت رغبة صديقي في البداية أن نتحرك الى أغادير مرة واحدة، فأشرت عليه أن نستقر في مراكش في البداية لمدة يومين ثم نتحرك الى أغادير وذلك لتخفيف مسافة السفر وأخذها على مرحلتين، فرحب صديقي بهذا الإقتراح.

تحركنا الى مراكش:Abu Ahmed (172): الساعة 4 مساءاً تقريباً بعد أخذ صديقي سيجارته المعهودة :Abu Ahmed (723):، وكانت معاملة الفندق في غاية الروعة، فلم يتصل بنا أحد من الإستقبال للإستعلام عن التمديد من غيره، وخرجنا من فاس وقلبي يخفق من تركي لهذه المدينة، فهي مدينة تحس بها بالراحة والإطمئنان والهدوء وطيبة أهلها الذي لا تجده في أماكن كثيرة من العالم ، كانت المسافة بين فاس ومراكش 370 كم تقريباً إن لم أكن مخطئ، ودخلنا الطريق السيار وبعد محطة الأداء بمسافة وجدت لوحة مكتوب عليها مكناس، وتمنيت أن أعرف عن هذه المدينة، وقال لي صديقي مازحاً مما وجده مني من تعلقي بتلك المنطقة "ما رأيك أن ننزل في مكناس" وصدقوني يأخوان أني وبدون مقدمات أجبته "بنعم" فقد خيل الي في ذلك الوقت أنه يتكلم بجد.

بعد مرورنا بمكناس مررنا بمرق الطريق الى الرباط، وآه من الرباط هذه المدينة الهادئة الراقية برقي أهلها، فتذكرت ذكريات كانت لي فيها، ثم توقفنا في استراحة وتناولنا وقتها طعام الغداء، دخلنا مراكش بالليل وبدأنا رحلة البحث عن مسكن، وكانت البلد عامرة بالزاف، فلم نترك فندق أو شقة حتى وجدنا ضالتنا في شقة جيدة لا أذكر الشارع الذي سكنا فيه، وكان الشرط أن لا نجلس في الشقة أكثر من يومين نظراً لأنها محجوزة، فأخبرنا المسئول عن الشقة أننا لا نحتاج أكثر من يومين ولا أتذكر من مكان الشقة غير أنه كان بجانبها بيتزا هت، وكان هذا المعلم هو مرشدي في إيجاد مكان الشقة.

نمنا في الشقة وكانت نظيفة جداً وكانت عبارة عن غرفتين أخذناها ب1000 درهم، إستيقظت في الصباح الباكر وتركت صديقي نائماً وخرجت لأبحث عن حلاق:Abu Ahmed (124):، فبحثت وبحثت فلم أجد ضالتي، فسألت أصحاب المحلات عن حلاق قريب فدلوني على حلاق في زنقة من الزنقات، وبحثت عنه حتى وصلت اليه، دخلت المحل وكان محل أكثر من سيئ، يعني محل من محلات الحلاقة في السبعينيات من القرن الماضي أفضل منه بمراحل، وطبعاً معلق على الحائط صور لممثلين قدامى من ضمنهم الممثلة "مارلين مونرو:Abu Ahmed (441):" يعني والله ما أدري ليش معلق هذي الصورة، يعني معقول ممثلة بهذه الشهرة كانت تيجي عنده، والله ما أدري يمكن هذا المحل في السبعينات كان له شأن، وأنا انصح الأعضاء أي محل يتصف بهذه الصفات يفر منه فراره من الأسد "المحل في زنقة معلق هذه صور الفنانين القدامى ومنضمنهم مارلين منرو:Abu Ahmed (441): .

على العموم دخلت المحل ووجدت المحل يهش وينش ووجدت الحلاق او صاحب المحل في الستينات من العمر نايم على سرير في الداخل من اوسخ الأسرة اللي شفتها في حياتي، ولكني كنت أقول لنفسي أكيد هذا خبرة، وكنت في البداية متردد في الدخول لكني تذكرت اني تعبت في البحث عن حلاق.

طبعاً رحب في الحلاق كأني أمير من الأمراء "طبعاً زبون والظاهر إني أول زبون يدخل عنده من سنين، جلست على الكرسي، والا لقيت الكرسي يتمايل بيا يمين ويسار والله كأني في سفينة تضربها الأمواج من كل مكان، توكلت على الله وقلت لنفسي الله يستر، إذا هادي أولها الله يستر على تواليها، ولو أحد دخل علينا المحل أنا متأكد انه رايح يشك اننا في غرزة وأنا بأخد منه جرعة هروين.

سالني ايش تبغ تحلق قلت له شعر وذقن، وبدأ يحضر السكاكين والسواطير، أقصد أمواس الحلاقة، وبدأ يحلق الشعر، بعد ما شفت نفسي بعد حلاقة الشعر قلت لنفسي " أنال اسمع عن قصة الأسد والنمر وخلافه، هادي أعتبرها قصة ايش بالظبط" فقل كيف مزيان، طبعا كل شي إخترب وقلتله بالززززززززززززززززاف، طبعاً أنا من طبعي مسالم فقلت الشعر يتعوض مافي داعي للمشاكل.

جيت أبغ أقوم من الكرسي قالي وين رايح قلتله خلاص كافي، قالي إن مو قلت شعر وذقن قلتله نعم قالي والموس فس إيده باقي الذقن، قلتله ايوا نسيت "طبعاً جمال القصة نساني أنا إيش طلبت"، طبعا بعد ما حضر العدة شفته وراح يلبس النظارة، أتاري الأخ نظره ضعيف، وما عرفت هادى الشي الا بعد ما بدأ يحلق ذقني " أو بمعنى أصح ما كان يدعى بذقني" أول مرة أشوف حلاق ما يشيل الشعر بس، الا ويشيل معه الجلد، وصار خدى وحلقي بحور من الدماء، وطبعاً سكت وقلت لنفسي هي خربانة خربانة، وبعد ما إنتهى الأفندي، كان وجهي كله مليان مناديل وجيت باشيلها قال لي لا تشيلها عشان النزيف يتوقف، وتخليها مدة كم ساعة وشوي شوي يقول لي لا تاكل سمك وبيض، طلب في النهاية 80 درهم:Abu Ahmed (607):، أعطيته الدراهم وانا غضبان :Abu Ahmed (94):وقلت في نفسي مو إنت الغلطان أنا هو الغلطان، وخرجت من عنده:Abu Ahmed (710): وكأني خارج من حرب:Abu Ahmed (847): تم استخدام فيها جميع الأسلحة الدولية سواءاً المسموحة أو المحرمة دولياً.

رغم اني حريص في موضوع الحلاقة :Abu Ahmed (122):حتى في بلدي الا انه جاني في ذلك اليوم نوع من الغشاوة الغفلة، ورغم اني أسمع عن الأمراض اللى تتنقل عن طريق الدم الا انه ما ادري كيف تهاونت في ذلك اليوم في حق نفسي، وبدأت تجيني الهواجيس والأوهام عن الأمراض اللي ممكن تجيني من هذا المحل من أمراض الدم ولا سيما انه مرتع للأمراض العادية والمستعصية:Abu Ahmed (795):، وقررت اني أحلل دمي:Abu Ahmed (709): للتأكد من ذلك.

رجعت الى صديقي وتفاجأ من الشي اللي سواه الحلاق في وجهي ونصحني بإنه المفروض عليا كنت أتريث، لكن قدر الله وما شاء فعل، ذهبنا الى الغداء وكان سمك مقلي في أحد الزنقات، وكان سعره مناسب جداً، ثم قررنا التوجه الى على بلفلاح، وهي منطقة تحيي مهرجان فذهبنا بالسيارة وكان هناك نوعين من الدخول: دخول المهرجان ب 100 درهم ودخول المهرجان بالعشاء ب 400 درهم، فدخلنا بدون عشاء نظراً لاننا تغدينا قريب وثاني شيء لأنه مبلغ مبالغ فيه فإكتفينا بالدخول.

كان مهرجان جيد جداً ولقد استمتعنا به ولقد صورت المهرجان، كما انه يوجد في المكان متحف لمنشيء هذا المتحف والمهرجان والذي تم تكريمه من ملك المغرب، ولقد تم تصويره أيضاً، ثم رجعنا الى الشقة في أخر النهار للنوم والإستعداد للتحرك الى أغادير

ملاحظة: في اليوم الأول من وجودنا في مراكش ذهبنا الى ساحة الفناء في الليل ولكنني أجلت جميع صور مراكش الى أخر التقرير نظراً لأننا قضينا أخر أربع أيام في مراكش.

وأترككم مع الصور

والى اللقاء في الحلقة القادمة:Abu Ahmed (111):

__________________