الدكتور هيثم حمدي سالم: نهج متكامل في علاج الانزلاق الغضروفي بين التحفظي والجراحي الدقيق

في عالم يشهد تزايداً ملحوظاً في حالات الانزلاق الغضروفي، due to طبيعة الحياة العصرية التي تجمع بين الجلوس لفترات طويلة وقلة النشاط البدني، تبرز الحاجة إلى أطباء يجمعون بين الدقة العلمية والرؤية الإنسانية الشاملة. ويُعد الدكتور هيثم حمدي سالم، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، أحد الأسماء الرائدة في هذا المجال، حيث يقدم نهجاً علاجياً متكاملاً ومتدرجاً للتعامل مع هذه المشكلة المؤلمة.

الفهم أولاً: تشخيص دقيق يسبق أي علاج

يؤمن الدكتور هيثم حمدي بأن مفتاح علاج الانزلاق الغضروفي يبدأ من التشخيص السليم والدقيق. لا يتم التعامل مع الألم كعرض عام، بل يتم تتبعه إلى جذره. من خلال:

فحص سريري مفصل: لتقييم قوة العضلات، والإحساس، والمنعكسات العصبية، وتحديد الجذر العصبي المتأثر بدقة.

الاستعانة بالتصوير المتقدم: مثل الرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صورة مفصلة عن موقع الانزلاق، وحجمه، ومدى الضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي.
هذه المرحلة التأسيسية تحدد المسار العلاجي الأمثل وتجنب المريض علاجات غير مجدية.

رحلة العلاج: سلم متدرج يبدأ بالأبسط

يمتلك الدكتور هيثم فلسفة علاجية واضحة تقوم على مبدأ "لا للتعقيد غير الضروري". لذا، فإن خطة العلاج تتبع تسلسلاً منطقياً:

1. العلاج التحفظي (غير الجراحي): الخطوة الأولى والأساسية
غالباً ما تكون هي نقطة البداية لحوالي 80-90% من الحالات، وتهدف إلى تخفيف الالتهاب والألم وإتاحة الفرصة للجسم للتعافي ذاتياً. تشمل:

الراحة النسبية: تجنب الأنشطة المجهدة مع البقاء في حركة خفيفة لمنع تيبس العضلات.

العلاج الدوائي: استخدام مسكنات الألم، ومضادات الالتهاب غير الية، ومرخيات العضلات.

العلاج الطبيعي: وهو حجر الزاوية في هذه المرحلة، حيث يركز على تمارين تقوية عضلات core (اللب)، وتمارين شد العضلات، وتحسين وضعية الجسم.

الحقن الموضعي: مثل حقن ال فوق الجافية (Epidural Injections)، والتي تُحقن حول العصب المضغوط لتقليل الالتهاب والتورم بشكل سريع وفعال، مما يخفف الألم ويوفر نافذة للعلاج الطبيعي ليكون أكثر فعالية.

2. التدخل الجراحي: عندما تكون الحلول التحفظية غير كافية
يلجأ الدكتور هيثم حمدي إلى الجراحة عندما:

فشلت الطرق التحفظية بعد فترة كافية من التطبيق (عادة 6-12 أسبوعاً).

وجود ضعف عضلي متزايد (مثل تدلي القدم).

وجود ألم شديد لا يحتمل ولا يستجيب للمسكنات القوية.

وجود مشاكل في التحكم في المثانة أو الأمعاء (متلازمة ذيل الفرس)، وهي حالة طارئة.