مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب

مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب (https://www.mza3et.com/)
-   ارشيف تقارير السفر الى المغرب (https://www.mza3et.com/morocco43/)
-   -   رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011) (https://www.mza3et.com/morocco6352.html)

افلاطون 2011-10-14 03:57 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
منتظرين التقرير الشيق



ولاتتاخر علينا يابطل ........

لسان العرب 2011-10-14 11:40 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة افلاطون (المشاركة 107873)
منتظرين التقرير الشيق



ولاتتاخر علينا يابطل ........


يا هلا و الله و مرحبا فيك يا الغالي

علمك غانم ... تابع معانا تكلمة التقرير قريبا جدا

لسان العرب 2011-10-15 04:48 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
الجزء الرابع

ليلة لقاء أبو ماجدة .. الرجل المعجزة

أبوماجدة هي كناية أخترتها لأعبر عن رجل حقيقي قابلته أسمه في الواقع قريب من الاسم الذي أخترته له ولكن ليس هذا هو أسمه الحقيقي بينما هو شخص حقيقي عشت معه 14 يوماً كانت نوعاً من الخيال في المتعة والمرح .. أبو ماجدة رجل ستيني يتمتع بمزاج الشاب العشريني يعشق أغادير ومراكش بكل ما للكلمة من معنى .. من رواد المغرب منذ أكثر من عشرين سنة .. يعرف كل شبر في أرض المغرب .. لا يخفى عليه شي أبدا أبدا أبدا .. وعلى الرغم من كبر سنه إلا أن مستوى تركيزه عالي جدا ... فعينه لا يفوتها شي و نظره ما شاء الله سته على سته .. لا تفوته أي لحظة ونس و فرح .. فهو يعرف كيف يقتنص كل لحظة .. قناص ماهر باحتراف .. رجل هادئ جدا و كثير المزاح .. يعرف كيف يلقي الكلمة في الوقت المناسب وعلى الشخص المناسب .. قليل الكلام.. يحب المزاج العالي .. خبرته الطويلة جدا في المغرب أهلته أن ينجز أكثر الأعمال بأقل جهد .. فبمكالمة واحدة ينجز ما ينجزه غيره في أيام ... رجل غريب الاطوار فعلا .. فلا أبواب تقفل في وجهه و لا أحد يعصي له أمرا .. بل لا يكاد أحد يتجرأ على مماطلته في أي شي .. ما إن يدخل أي مكان حتى ترى الجميع يقف له أحتراما وهيبة .. بل وترى الجميع يتسابق للسلام عليه و تحيته .. المدير و الموظف والعامل والمستخدم و الحارس بل وال**** و جميع من في المكان ... كان لهذا الرجل الفضل في تسهيل الكثير من الامور .. بل أن الامر الذي لا يمكن أن يكون أو أن يحصل يكون ممكنا بوجود أبو ماجدة .. يعرف مع من يتعامل كما يعرف من يعطي اكرامية ومن لا .. تراه أحيانا يتجاهل البعض متعمدا .. و يرخي ابتسامته للبعض الآخر ... جميع الموظفين في كل مكان .. في كل مطعم .. وفي كل قهوة.. وفي كل كوفي شوب .. وفي كل فندق .. وفي كل سهرة .. بل وكل أصحاب التكاسي و حراس الملاهي والكازينوهات .. كلهم يعرفونه .. و يرحبون به أشد ترحيب .. وما يثير الاستغراب هو معرفة شرطة الدرك له!!! فما ان يمر على رجل أمن حتى ترى رجل الامن يبادره بالتحية .. لذا فأنه لا يبذل أي جهد في حل أي معضلة أو مشكلة ... فكل الامور معه ميسرة .. وكل امر مستعصي يكون هينا مع أبوماجدة


روحه الشبابية تجعله يواصل الليل بالنهار في السهر .. ما شاء الله لا يكل ولا يمل ولا يتعب .. يتنقل من مكان إلى آخر بكل أحتراف .. بل و يتنقل أحيانا بين طاولات المكان الواحد دون أن يستأذن من أحد أو أن يعطي بالا لأحد .. فلا أحد يقول له لا أبدا يطلب ما يشاء من أي مكان وكلهم ثقة بأن فاتورته مسددة مقدما دون تأخير لذا لا يتردد احد في خدمته او تلبية طلباته .. لديه برامج كثيرة في باله .. لا يعرف الملل أبدا .. عنده الترفيه المناسب لكل وقت .. لا يحاتي أي شي .. ولا يحمل هم أي مشكلة ... فمشاكله كلها محلولة .. نعم هو أبو ماجدة .. الرجل الغريب العجيب .. عاشق المغرب حتى أخمص قدميه


قبل ان أنهي الكلام عن أبوماجدة أحب أن أوضح شي هام جدا حتى تتضح لكم الشخصية التي أتكلم لكم عنها وهي أن أبوماجدة فيه بعض الخصال الغريبة و الغير مفهومة .. فلا أدري هل هو انفصام في الشخصية ؟ أم أن الرجل يعاني من اضطراب في تفكيره!! لا أدري ما الامر بالضبط على الرغم من كثرة أختلاطي به ... أهم هذه الاشياء هي أن أبو ماجدة وعلى الرغم من النفوذ المذهل والغير محدود الذي يمتلكه في المغرب إلا أنه لا يرد على الموبايل أبدا .. إلا في حالات نادرة للغاية أو في حالة أنه ينتظر مكالمة معينة أما غير ذلك فهو لا يرد على أي مكالمة أيا كان المتصل .. فلطالما رن الجوال و شبع من الرنين ولكن أبوماجدة ولا كانه موجود .. حاولت أن أعرف سر ذلك ولكن دون أدنى فائدة فقد كان يخفي هذا السر ( الذي أستطعت أن أكتشفه في نهاية الرحلة بمحض الصدفة) .. الأمر الآخر أن الرجل غيور جدا من ناحية أي طير .. فلا يقبل أن يكون ***** ( أيا كان هذا *****) معجب بغيره حتى لو كان هذا الشخص صديقه أو مقرب من أبو ماجدة ... فتراه يمتدحك أمام ***** و يثني عليك كل الثناء بل و يبالغ في ذلك ويؤلف القصص و الحكايات من أجل المديح .. ولكن ما إن يختلي ب***** حتى يكيل كل أنواع الاهانات لك بل والتسقيط و تقليل الشأن بسبب بدون أي سبب و يخترع قصص من خيالاته ليرويها للطير .. و يعمل على خلق بطولات لنفسه و يرويها للطير على هيئة قصص بطولية له .. كان هذا الموضوع غريبا جدا و دائم التكرار وقد حصل أكثر من مرة في أكثر من موقف أحيانا امامي وأحيانا أمام غيري.. أنا أستغرب من هذا الفعل لأن أبو ماجدة والحق يقال انه رجل كريم جدا .. شديد السخاء مع الجميع ..لا يبخل لا على نفسه ولا على من معه بل ولا على من حواليه أبدا.. فلم نتعود أن تكون شيم الكرام هكذا !! وهذا أكبر تناقض قد لاحظته في شخصية و تصرفاته الأمر الذي جعلني أتعامل معه بحذر نوعا ما على الرغم من أرتياحي للرجل كونه كريم و ذلك لأني أحب كل كريم فهذه خصلة أعتز بها و يعتز بها كل عربي أصيل ..

الأمر الآخر أنه لا يختار طير يتجاوز العشرين عاماً أبدا على الرغم من كبر سن أبو ماجدة الذي قارب السبعين ولكن هذا ذوقه وهذا مزاجه !!! مهما كان ***** معتزا بجماله وكبريائه لا يغري ذلك أبو ماجدة أبدا ولا يحرك شجونه إلا ***** الذي لم يتجاوز العشرين عاما.. و لطالما أحرج نفسه مع **** كان يعتقد أنها تحت العشرين ولكنه يكتشف فيما بعد أنها عشرين عاما أو أكثر بقليل فيضطر من كرمه إلى تصريفها بعد أن يراضيها بأمور كثيرة كالسهر والشرب المجاني أو المال الوفير أو عزائم في مطاعم فاخرة وما إلى ذلك ..


و لطالما نصحته أن يخفف عن نفسه كل ما يفعله لأنه لم يعد شاباً عشريني كما يعتقد وأكبر دليل صيدلية الأدوية التي يحملها معه في الشنطة معه أينما سافر وأرتحل ... تلك الادوية التي لا يستطيع أن يتأخر عن مواعيدها ولا لحظة واحدة حتى لا تحصل أمور لا يحمد عقباها.. ولكن الرجل لم يكن يسمع النصح .. فقد كان له مزاجه و طريقة حياته لذا أحببت أن أترك له مطلق الراحة دائما وأن أوفر له أجواء يكون سعيدا بها .. هذا ما أحببت أن أبينه عن شخصية أبو ماجدة قبل أن أكمل سرد الموضوع حتى تكون الصورة واضحة


من أين أتى أبوماجدة ؟ كيف وصلت إليه ؟ وأين وجدته ؟ وكيف تعرفت عليه !!


في تمام الساعة الثانية عشر .. نزلت إلى مخيطو في اول زيارة لي لهذا المكان الذي سمعت عنه الكثير.. وانا في الطريق إلى مخيطو رأيت في مواقف مخيطو العديد من السيارات بعضها فخمة وبعضها بسيطة وبعضها قديمة جدا .. ولكن هناك سيارة معينة شدتني وانا أمشي في المواقف ذاهبا إلى مخيطو .. كانت سيارة كورولا بيضاء ليست بالجديدة ولا بالقديمة .. كان فيها ضوء خافت وجسم ما يتحرك بالداخل .. طبعا كثرة التحذيرات التي أستمعت إليها من الخبراء كانت تقول لي (ما عليك من أحد ولا لك شغل باحد أبدا.. خلك في حالك دائما ) ولكن الفضول قاتل أحيانا ... أقتربت من هذه السيارة بحذر .. و إذا بي أسمع فيها صوت أنثوي ناعم جدا يتكلم .. لم أكن أعلم يكلم من ... لم يكن هناك أحد يرد على هذا الصوت فقد كان يتكلم لوحده .. لا أدري مع من !! أقتربت أكثر وأكثر من السيارة إلى أن أصبحت قريبا جدا منها .. وإذا بفتاة ما شاء الله على حسنها وجمالها و غنجها تتكلم بالموبايل و في نفس الوقت تغير ملابسها في السيارة!! أستغربت من هذا المنظر قليلا!! لماذا تغير هذه البنت ملابسها هنا ّّ في مواقف السيارات ؟؟؟ الفندق فيه دورات مياه كثيرة أعزكم الله كان بإمكانها ان تغير ملابسها فيه !! وكذلك مخيطو فيه دورات مياه كانت تستطيع أن تغير ملابسها فيها!! فلماذا هنا في السيارة في مواقف السيارات ؟؟؟ وبينما انا أنظر إلى الفتاة وانا سارح أفكر فيما تعمل وإذا بها تحس بأن أحد ما يلاحظها .. فالتفتت إلي وألقت علي التحية .. فرددت عليها التحية وقلت لها ( تفضلي يا الغالية .. تحتاجين مساعدة!!) فردت علي ( الله يسعدك شكرا لك أنا نازلة مخيطو بعد قليل) كانت لهجتها خليط ما بين الكلام المغرب والخليجي ... لم أفهم لماذا ذلك .. ربما رأتني خليجي وأحبت أن أفهم عليها ما تقول .. لا أدري ...( لي عودة لقصة هذه الفتاة لاحقاً .. فقد حصلت الكثير من المواقف معها في الايام اللاحقة.. وجمعتنا معها أيام و لحظات حلوة و مرة مع رفيق الدرب الغريب العجيب أبوماجدة .. فقصتها لا تقل غرابة عن تصرفات أبوماجدة .. كلاهما غريبان في تصرفاتهما ولكن لم يوافق شن طبقة هذه المرة على الرغم من توافق بعض تصرفاتهما وأسلوبهما فقد أختلفت مع أبوماجدة أخلاتف كبير فيما بعد سنأتي للتحدث عنه لاحقا).. المهم في الموضوع انني تركتها وهي تتكلم في الموبايل الذي تركته قليلا لتتحدث معي وأخذت أمشي لوحدي في الطريق لمخيطو ..


وصلت البوابة الخارجية .. رأيت ثلاثة من الحراس يتحدثون مع بعضهم البعض.. لم أعطهم أهتماماً .. ألقيت عليهم التحية ودخلت و أخذت أمشي في الممر قليلا في الطريق إلى باب مخيطو .. و جدت فتاة قادمة من داخل قاعة مخيطوو ... عرفت أنها تعمل هناك من لباسها فكل العاملين كانوا يلبسون الفميص الأحمر و البنطلون الأسود أما الحراس فقد كانوا يلبسون بدلات سوداء اللون و قمصان بيضاء .. ألقيت على تلك البنت التحية و ردت علي بأبتسامة عريضة و أوصلتني إلى باب القاعة وهي ترحب بي .. وصلت لوحدي إلى باب مخيطو حيث ذهبت الفتاة لا أدري إلى أين فقد كان من الواضح انها مشغولة جدا لاني وجدها تهرول في الطريق حينما أوصلتني إلى باب القاعة !!


وقفت عند الباب من الداخل قليلا أناظر وأحدق في المكان .. بل وفي كل طاولة و ركن .. أناظر هنا وهناك .. أبتسم أحيانا وأسرح في بعض الوجوه أحيانا أخرى .. كان المكان ملئ بكل أصناف واجناس بني البشر .. الشباب .. وال**** .. الخليجيين .. والاجانب .. والمواطنين .. والمقيمين .. الكبار والصغار .. السمين والضعيف .. الطويل والقصير وغيرهم .. كل ما تتخيل من أجناس البشر كان موجودا هناك .. من كل صنف و نوع وشكل .. كلهم مختلطين ببعض .. تكاد أحيانا أن لا تفرق بينهم من كثرة بني البشر المتجمع في هذا المكان.. كان المكان واسعا وجميلا.. طاولات مقربة من ساحة متوسطة السعة يجتمع فيها الكل ليتمايل ...وطاولات أخرى ورائها .. وأخرى بعيدة نوعا ما ... وأخرى ملتصقة بالحائط .. وكانت هناك كراسي موضوعة بالجنب من طاولة رفيعة تقع أقصى يمين الباب ومن دخل مخيطو يعرف ذلك جيدا .. كان الناس في كل مكان .. البعض يتحدث .. والبعض يضحك .. والآخر يتمايل .. واناس تحتسي كؤوسا ملونة .. منها الأحمر والأسود والشفاف .. ومنها الماء والمشروبات الغازية و العصائر الطازجة و المعلبة.. و بعضهم يتناول بعض الفواكة كانت موضوعة على بعض الطاولات .. وآخرين يتناولون المكسرات .. وأناس آخرين واقفين يتأملون كحالي تماما .. وآخرين يهمسون لبعض .. وآخرين يكتفون بالنظر فقط .. كنت أحاول ان ألاحظ الكل .. ولا أدري هل أستطعت أم لا بسبب تواجد الناس خلف بعضهم البعض في بعض الاماكن
وقفت عند الباب للحظات.. وإذا بنفس الفتاة الشابة التي كانت لابسة قميص أحمر تحييني .. أتتني و حيتني عن قرب ومن ثم سالتني إن كنت أود الجلوس .. فأجبتها بالإيجاب .. .. فأجلستني على طاولة صغيرة ... تكون ثاني طاولة على يمين الباب ... جلست لوحدي في حالة من الذهول .. ما الذي أراه ؟؟ ما كل هؤلاء ؟؟ وما كل تلك ال**** ؟؟ و ما كل هذا الحسن والجمال ؟؟ جلست لبرهه أتأمل و أنا صامت لم أستطع ان أندمج مع الأغاني و الطرب من شدة اندماجي مع ما أرى وأسمع إلا بعد نصف ساعة من جلوسي على الطاولة بدأت أتناغم مع الوضع واتآلف معه ... طبعا والعين لا تستقر في مكان ... ومن شدة الانبهار بما رأيت ... مسكت جوالي وأرسلت رسالة صغيرة للعضو الغالي مخيطوو ... (أعتقد أنه ما زال يذكرها) فرد علي مباشرة برسالة أخرى جعلتني أبتسم .. ( سؤال للغالي مخيطووو:. هل تذكر هذه الرسالة؟ و جوابك عليها!! ) إن كنت تتذكرها فانا أرسلتها لك في هذه اللحظة


وبينما أنا أعيش غمرة المكان و أستمتع بكل لحظاته و في تمام الساعة الواحدة بالضبط وإذا بالأخت العاملة التي أدخلتني و أجلستني على الطاولة إذا بها تأتي و تستأذنني بان تجلس أحد الزبائن معي على الطاولة لأن المكان ملياااااان على الآخر ... فقلت لها أنه لامانع عندي أبدا .. أبتسمت الأخت و ذهبت إلى باب مخيطو و اتت ومعها رجل يمشي خلفها .. أشارت لي إلى الرجل أنه هو الذي سيجلس جنبي ... و أبتسمت ... ثم أتى هذا الرجل و سلم علي وجلس بكون هدوء على الكرسي الذي جنبي لم تكن له أي أنفعالات مع اي أحد ... فقد كان صامتا نوعا ما .. يهتز قليلا جدا مع أي أغنية تعجبه ... رجل كثير التأمل .. عينه ترصد كل حركة في المكان .. شدني الجمود الذي هو عليه !! فلا أندماج مع أحد ولا ترنم ولا طرب ولا أي ردة فعل .. ولما لاحظ عليه أشتغرابي من ذلك .. بادرني بالقول ( انا توني واصل من المطار .. ما بدلت ثيابي .. حطيت الشنطة و نزلت على طول لان ما أبغي أروح السهرة علي) فقلت له ( وانا أول مرة أجي هنا .. و أول مرة أدخل هذا المكان ولكني سمعت عنه كثيييير مرة و عشان كذا أخترت أن يكون مكاني الاول ) ابتسم الرجل قليلا و سألني عن أسمي فعرفته على نفسي .. ومن ثم سألته عن أسمه فقال ........ أبو ماجدة !!!!!!


كان هذا هو اللقاء الأول مع أبو ماجدة .. الرجل الغريب العجيب ... الرجل الذي لا يعصى له أمر في أي مكان في المغرب ... ما إن قال اسمه حتى رجع إلى عادته القديمة بالتأمل .. المهم أنه مع مرور الوقت سريعا جدا دقت الساعة الثالثة صباحا و أوشكت على التمام و الكمال.. فناديت العاملة في المكان و طلبت منها فاتورة الطاولة كاملة بما فيها فاتورة أبوماجدة وقد كنت لا أعرف عنه إلا اسمه في ذلك الوقت ... اتت بالفاتورة و قمت بدفعها .. ومن ثم طلب أبو ماجدة فاتورته فاجابته العاملة بانني قمت بدفعها ... رفض أبو ماجدة ذلك رفضا تاما .. علا صوته و غضب و وقف على رجليه طالبا مني ان أعتذر منه عما فعلت وأن أطلب من العاملة أن ترجع لي ما دفعته لكي يقوم هو بدفع الفاتورة كاملة و أقام الدنيا ولم يقعدها صراخا و عويلا ... طلبت منه في البداية أن يعاود الجلوس على كرسيه حيث كان .. وأن يهدأ قليلا .. فلا فرق بيننا .. وأنني لم أدفع ذلك المبلغ الكبير حتى يغضب كل هذا الغضب ... إلى درجة أن بعض الحاضين قد شدهم الموقف وأخذوا ينظرون إلينا معتقدين أننا أختلفنا وأننا سنتضارب مع بعض .. بعد عدة محاولات .. بائت بالنجاح .. عاد أبوماجدة إلى الجلوس مرة أخرى على كرسيه وبعد نقاش بسيط بيني و بينه أقتنع بدفعي للفاتورة و طلب مني ان يقوم هو بدفعها في المرة القادمة وحذرني من أن أعمل مثل هذا العمل مرة أخرى ثم سألني عن اتجاهي الثاني .. ( وين رايح الحين) قلت له والله ما أدري .. لكن شكلي باروح الكازار .. أنا جديد على المكان يا طويل العمر وما أعرف الأماكن زين... قال عيل السهرة اليوم معاي .. وأنا عندي سيارتي .. و بنروح من مكان إلى مكان أحرق لك أغادير كلها في ليلة وحدة !!! انا بصراحة ما حبيت أثقل على الرجال .. وخصوصا بعد الكثير من التوصيات من الكثير من الأعضاء بعدم الوثوق في أحد في السفر نهائيا .. وقد كنت حذرا جدا طيلة فترة إقامتي بلامغرب .. ولكن شئ غريب شدني إلى هذا الرجل جعلني أقول أنه لا بأس ان أرافقه ليلة واحدة على أن يتم حذري مثل ما كان و أن لا أتعامل بطيبة زائدة بل أتعامل مع كل الموقف كما هو .. ولكم اكن أتوقع أن هذه الليلة ستمتد إلى ليالي و ليالي كثيرة.. وسهرات و طلعات و غناء و أكل و شرب و غيرها والقلوب عند بعضها .. وبعد الحاح منه واقفت على أن أكمل سهرتي معه و خصوصا أن الرجل منا وفينا .. ومن ديرة قريبة من ديرتنا معروفة بالجود والكرم .. و اللي يسمع كلامه و يشوف نظراته وأخلاقه وبعض تصرفاته يدرك هذا الشي بشكل واضح جدا


غادرنا مخيطوو .. وأخذنا نمشي في طريقنا إلى الكازار .. وقبل المغادرة .. لم ينسى العاملين التحية الكبيرة التي يجب عليهم أن يؤدوها إلى أبو ماجدة .. فوقف بعض العاملين على هيئة طابور يسلمون عليه ويستودعونه و يحييونه و يوعدونه بخدمة أفضل في المرات القادمة ( والله وانا أشوف هالطابور تذكرت الطابور العسكري اللي يحطونه بالتلفزيون أحيانا والعساكر يؤدون التحية للأمير أو الملك ) ... ألقى أبوماجدة التحية على بعضهم وترك البعض الآخر دون أن يلقي التحية عليه ولما سألته فيما بعد عن سر فعلته تلك اجاب ( كل واحد ما سلمت عليه يعني نصاب و ينتظر مني فلوس .. أما اللي سلمت عليهم فهم صادقين و يشوفون شغلهم بأمانة وإخلاص.. ما عليك أنت بس .. أمش معاي وانت بتعرف الناس!!) هذا كل ما قاله أبو ماجدة بالحرف الواحد ونحن في الطريق إلى الكازار عن سر فعلته تلك ولاني كنت لا أعرفه جيداً ظننت انه من النوع المتفلسف الذي يظن أنه يعرف كل شي وهو لا يعرف أي شي .. كان ذلك أنطباعي فقط في البداية عندما قال لي أبوماجدة هذا الكلام .. ولكن كل شي تغير بعد ذلك .. فكرتي عنه و تفكيري و ظني بعدما عرفته جيداً و عن قرب ... وصلنا إلى بوابة الكازار الرئيسية .. فوقف جميع رجال الأمن له .. وسلموا عليه سلاما حاراً .. و تعانق مع أحدهم .. و دارت بينهم بعض الأحاديث القصيرة جدا التي لم تتجاوز الثلاث دقائق وكانت احاديثهم عن ذكريات الماضي و الحنين إليه ثم سألته أحدهم عن سبب غيابه شهرين كاملين عن أغادير !!.. هنا بدأت كل علامات الاستغراب والذهول و التعجب على وجهي !! ماذا يقول هذا ؟؟ شهرين !! هل سمعت أنا الكلام جيدا أم أتوهم!! هل هذا يعني أن أبوماجدة يأتي كل أقل من شهرين إلى المغرب ؟؟ بدر إلى ذهني مليون سؤال كلها بسبب تلك الكلمة التي قالها حارس الكازار لأبوماجدة..؟ التزمت أنا الصمت ولم أسأل أبوماجدة أي سؤال عما سمعته وكأني لم أسمع شي أبدا.. بعدها ودعهم بالغصب وقد كانوا يودون الكلام معه بشكل أكبر وأطول و لكن لم يترك لهم الفرصة لذلك .. فتركهم و أشر لهم باحد يديه .. و بدأنا ننزل على درج الكازار في طريقنا إلى البوابة الداخلية للكازار... وقفنا عند البوابة الداخلية .. وإذا بمدير الكازار ياتي إليه و يقبله ويؤدي له التحية بكل ذوق وأحترام وأدب و يساله عن الطاولة التي يرغب بأن يجلس عليها !!


أشار أبوماجدة على طاولة خلفية ملاصقة للحائط .. و قد كان موضوع عليها لوحة بلاستيكية صغيرة مكتوب عليها (محجوز) ولكن لأن الطاولة لأبوماجدة فقد ذهب مدير الكازار و قام بنفسه بإزالة اللوحة وأجلسني مع أبوماجدة على الطاولة .. بمجرد دخولنا و جلوسنا على الطاولة لاحظنا أن هناك طاولة بجنبنا كان يجلس عليها ما لا يقل عن خمس أو ست فتيات .. لم نلاحظ تلك الطاولة ولا كل تلك الفتيات إلا بعد جلوسنا لأن المكان كان مظلم .. جلسنا على الطاولة وطلب ابوماجدة مشروبة وانا طلبت شيشة فقط .. و لأننا كنا هادئين جدا .. وقليلين الكلام .. أنا و أبوماجدة فقد لاحظت الفتيات ذلك لذا قامت إحادهن بالكلام معي .. فسألتني عن البلد الذي أنتمي إليه أولا .. ثم عن أسمي .. ثم عن فترة مكوثي في أغادير .. ثم توالت الاسألة واحد تلو الآخر و هكذا أنفتح باب الحديث مع هذه البنت و تواصل معها الحديث إلى أمور أخرى أذكرها في الجزء الخامس بإذن الله ... تابعوني




أخوتي .. أخواتي


أسألكم الدعاء لخادم الحرمين الشريفين .. ان يمن الله عليه بالصحة والعافية وأن يسبغ عليه ثوب العزة و التمكين

اللهم يا ودود يا رحيم .. يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد .. نسألك أن تشفي خادم الحرمين الشريفين وان تمن عليه بالصحة والعافية فالدواء دوائك والشفاء شفائك و الطب طبك .. وانت الله الشافي المعافي

أبو لدغة 2011-10-15 11:22 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
اقتباس:

جلست لوحدي في حالة من الذهول .. ما الذي أراه ؟؟ ما كل هؤلاء ؟؟ وما كل تلك ال**** ؟؟ و ما كل هذا الحسن والجمال ؟؟ جلست لبرهه أتأمل و أنا صامت لم أستطع ان أندمج مع الأغاني و الطرب من شدة اندماجي مع ما أرى وأسمع إلا بعد نصف ساعة من جلوسي على الطاولة بدأت أتناغم مع الوضع واتآلف معه


هنا حسيت فعلا أنك بالمغرب وتحديدا في مخيطوووووووو :thumbup::thumbup:

أمّا أبو ماجدة بصراحه لوحده فلم سينمائي ، في البداية كنت ناوي أكتب لك في ردي (( حدثنا عن المغرب )) لكن بعد سردك الرائع عنه وعن مواقفكم نفسي اقرئ مذكرات أبو ماجدة الشخصيه :thumbup:

استمر ياغالي فانا من أشد المتابعين على أحر من الجمر :smi:

Meshwo 2011-10-15 11:25 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
لبى قلب يا لسان العرب ومشكور
على الطرح العذب والراقي والفخم
والله استحي اكمل لان الاخوان الاعضاء
ما خلو لي كلام أقوله يعجز القلب
عن التعبير ويعجز العقل عن التدبير
من بعدك واتمنا تدعولي بالتوفيج
سفرتي قربت ٤ ايام انشاء الله و
انا بموخيطو لووووول
دمتم سالمين
والوعد قدام يالسمي
هاهاهاهاهاههااااي : (732):

الراقي 2011-10-15 11:34 PM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
ربي يعطيك الصحه يازعيم العرب ولسانها

مبدع ابداع الكبار

حقيقه تشرفت باالاطلاع على تقريرك

جميع مافي التقرير جميل من تسلسل احداثه ومن طريقه واسلوب الكتابه

واشكرك على دعائك لملكنا الغالي والله يشفيه ونسئل الله العلي القدير ان يمن عليه بالشفاء العاجل

تقبل مروري

BarBican 2011-10-16 03:13 AM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
تقرير روووووووووووووووووووووووو ووووووووعه






اللهم اشفي خادم الحرمين وجميع المسلمين امين يا راب ...

الولهان 2011-10-16 05:46 AM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
: (463):شفئ الله خادم الحرمين واسبغ عليه نعمه الشفاء طهور ولابس : (596):واما انت يالسان العرب لله درك لقد اتعبت من بعدك حارت الكلمان والعبرات في وصف تقريرك الميز حيث الاثاره والتشويق والتسلسل والوضوح والشرح لاعدمناك واصل بدون فاصل يا غلاهم: (463):

بزناس 2011-10-16 10:02 AM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
كم انت رائع يا لسان العرب .. سرد ممتع وشيق يكاد ينقلنا الى واقع ما شاهدت وعاصرت وكأننا ننتقل معك من مكان لمكان..
اغبطك على قدرتك العجيبه في السرد والتشويق وان دل ذلك فانما يدل على ثقافه واطلاع وقراءه واسعه ..

واصل ونحن لك من المتابعين ايها السندباد ..


تحياتي ..

مخيطووو 2011-10-16 10:17 AM

رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
 
أسلوب رائع سرد ممتع .. احداث جميلة .. حسستني أني معك في كل ثانية من ثواني تلك الليلة .. اشكرك اخي لسان العرب على هذا الإبداع الذي لا استطيع وصفه إلا بالسيل حينما يتساقط على أرض مشتاقه لعناقه .. نحن مشتاقين لباقي الحلقات .. فإنني أقرأ الحلقة واتمنى أن لاتنتهي .. وذلك لإعاجبي الشديد بمحتواها .


اما بالنسبة لابوماجدة .. فياسيدي الكريم .. اعتقد انه هذا الشخص من فوائد السفر المذكورة والمعروفة التي منها معرفة اناس غريبي الأطوار .. عش كثيراً ترى أكثر ..

اما الرسالة العزيزة على قلبي فانا اذكرها واحتفظ بها بجوالي .. فهي من صديق عزيز وشخص له مكانه لدي ...



للمرة المليون اشكرك يالسان العرب على هذا الإمتاع الجميل .



ونسأل الله الذي لا إله إلا هو سامع الصوت سابق الفوت محيي العظام بعد الموت أن يشفي خادم الحرمين الشريفين وان يلبسه لباس الصحة والعافية .. وجزاك الله خيراً على دعائك له فهو بحاجة لهذا الدعاء .


تحياتي


الساعة الآن 02:01 AM

جميع المواضيع و الردود لاتعبر بالضرورة عن رأي و توجهات الادارة و انما تعبر عن رأي كاتبها فقط

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Search Engine Optimisation provided by DragonByte SEO (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.