مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب - خريبكة في رمضان : مدينة مهجورة نهارا ، هوايات جديدة و سمر للصبح ليلا

https://t2.gstatic.com/images?q=tbn:...Mg9JvhU6TxQO8f

حين تتحول بخريبكة نهارا يخال لك انك في مدينة مهجورة ،الحر يدفع الغالبية إلى الاختباء خلف أسوار مساكنها ، حرارة تجاوزت الأربعين درجة لم تترك للأحد مجالا للخروج ، اللهم فئة قليلة من مناضلي النهار ممن تفرض عليهم مهنهم الخروج والعمل رغم قسوة الحر. تنبعث الحركة مع اقتراب وقت الفطور ، حيث تستعيد المدينة بعض صخبها وضجيجها بحكم خروج العديد من السكان لاقتناء لوازم وحاجيات إعداد وجبة الفطور ، بيع ،شراء “ترمضينة” وعراك في كثير من الأحيان، باعة متجولون يحولون مداخل الأحياء إلى أسواق كبرى، اختناق في حركة المرور وإقبال على المخابز ،بائعي الفواكه ،محلات الجزارة رغم لهيب الأسعار الذي تشتكي منه الغالبية ككل سنة .

https://t2.gstatic.com/images?q=tbn:...baKn6rZ5je_zjg

مباشرة تناول وجبة الفطور ،حيث تنخفض درجات الحرارة ، ويهب الباحثون عن صلاة التراويح ، نساء ورجال ، تختلف وجهاتهم ، حسب رغبة كل منهم ، إذ يتسابق بعضهم نحو مساجد ، اشتهرت بوجود أئمة أعطاهم الله الصوت الرخيم وحسن تجويد القرآن ، بينما يختار آخرون مساجد عرف عنها التيسير في الصلاة ، ليجدوا الوقت الكافي لقضاء مصالح أخرى أجلوها لفترة الليل ، أو من الانصراف لأشغالهم وخاصة في مجال التجارة .
رمضان خريبكة لم يعد كما كان خلال العقود القليلة الغابرة حيث كان أغلب سكان المدينة يقضون لياليهم في سمر عائلي ، يجتمعون من أجل الحديث فيما بينهم ، وإحياء الذكريات الجميلة والتندر بها ، حيث كان لإعداد الشاي والتلذذ بشربه نصيب كبير ، بينما الأمهات يقبلن على عجن و إعداد ” الشيار ” ذلك الرغيف المحبب وقتها لدى الجميع ، قبل النوم مبكرا ، من أجل القيام وقت الفجر لتناوله ، ساخنا ، متى سمع صوت ” النفار ” وهو ينادي النائمين من أجل القيام ، أو صوت منبه الساعات ، والذي كان بعضها لا يسمع فقط لدى أهل البيت بل يتعداه حتى لدى الجيران
لقد تغير الزمن لدى أغلبية ، فبعدما كانت العائلات تكثر من تبادل الزيارات ، من أجل الإفطار الجماعي ، كذا تناول وجبات العشاء ، بكرم وتسامح واضحين ، انغلقت جل الأسر على نفسها وأصبح لليل رمضان أجواء أخرى فقد صارت المقاهي بما توفره من خدمات وراحة ، أو بفضاءاتها التي يستوعب كل الفئات العمرية ، مما شجع الأسر على الذهاب إليها رفقة أبنائها من اجل البحث عن متعة مستحبة ، ومفتقدة طيلة يوم قيض وحر ، وخاصة تلك المقاهي التي تتوفر على حدائق توفر بعض الألعاب للأطفال ، لاسيما وأن الآباء في الغالب ما يقصدون تلك الأماكن بإلحاح من أبنائهم . إلا أن ناء آخرين يفضلون المقاهي من أجل الالتقاء بالأصدقاء ، للسمر وتبادل الحديث والنقاش لساعات متأخرة من الليل ، لاسيما وأن السلطات المحلية تتسامح خلال شهر رمضان مع أصحاب المقاهي في البقاء إلى ساعات متأخرة من الليل ، مادامت أنها تضل طيلة النهار مقفلة . غير أن مقاهي أخرى لها ناء من نوع خاص ، يحلوا لهم السمر في لعب الورق أو لعبة النرد ، وسط جو من المرح وتبادل النوادر والنكت والمستملحات .
البعض من ساكنة المدينة يفضل التجوال في بعض شوارع المدينة كشارع مولاي إسماعيل وشارع مولاي يوسف أو بوسط المدينة ، أو قرب المركز التجاري . بينما آخرون يفضلون الالتجاء إلى الحديقة الوحيدة بحي ” الفيلاج ” والموروثة أصلا عن الاستعمار الفرنسي ،والتي أصبحت تستقطب العديد من الرواد الذين يلتجؤون إليها قصد الترويح عن النفس والبحث عن الهواء الرطب النقي ، بعيدا عن صخب المدينة . فباستثناء هذه الحديقة ، لا توجد حدائق مماثلة لها بالمدينة ، بعد اقتلاع واجتثاث الحديقة البلدية ، والتي بني على أنقاضها مشروع ” الفردوس ” السكني الذائع الصيت ، كما أن هناك رواد آخرون لهذه الحديقة خلال ليالي رمضان ، يتمثلون في هواة الكرة الحديدية ، الذين يجعلون منها ومن الأماكن المحيطة بها ملاعب لممارسة رياضتهم المحبوبة إلى وقت جد متأخر من الليل ، مما يستقطب عددا هائلا من الممارسين والمتفرجين على حد سواء . وغير بعيد عن هذا المكان يتجمع عشرات من الشباب قرب ” سينما المكتب الشريف للفوسفاط لممارسة هوايتهم المحبوبة ، هواية الرقص ، بالطرق التي تحلوا لهم ، ينافس كل واحد منهم الأخر بلا حدود ولا قيود .

Read more: خريبكة في رمضان : مدينة مهجورة نهارا ، هوايات جديدة و سمر للصبح ليلا | جريــــــدة خريبكة 24 الإلكترونية