مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب - أكباش المغرب تباع على مواقع إلكترونية بضمانات صحية

https://www11.0zz0.com/2014/10/01/20/608767991.jpg

الدار البيضاء - خديجة الفتحي

لم يعد اقتناء أضحية العيد في المغرب يقتصر على الأسواق التقليدية، بل صارت تجارة رائجة عبر مواقع إلكترونية متخصصة، بعضها يعرض صورا للقطيع من كل أنواع السلالات، وتكون مصحوبة ببطاقة تعريفية لكل كبش، تحدد وزنه وسنه وبنيته الجسدية، فيما تترك أخرى المجال للزبون لمعاينة خروفه المفضل.

ياسر المنقاشي المسؤول عن التواصل الإعلامي لموقع مختص في تجارة الأكباش يسمى "الصردي" وهو من أحسن سلالات الأغنام المغربية، يقول في تصريح لـ "العربية نت"، إن اختيارهم الاتجار في هذا الصنف لأنه معروف بجودة لحومه، ولكونه يخضع في تربيته للرعي كما تقدم له أعلاف طبيعية بالمزرعة .

ويشير المتحدث، إلى أن عملية البيع تتم اعتمادا على بطاقة الإثمان البنكي، لكون القائمين على المشروع يستهدفون الزبائن التي تنتمي إلى النخبة وكذا الفئات المتوسطة، ممن اعتادت اقتناء مشترياتها بواسطة البطاقة البنكية، مبرزا بأن أغلب هذه الفئات من الأطر والموظفين كثيرا ما لا يتوفر لها الوقت للذهاب إلى الأسواق التقليدية، وحتى إذا اتخذت المبادرة فإنها في حاجة لمن يتوفر على الخبرة اللازمة لمساعدتها في شراء الخروف.

ويوضح ياسر، بأن نوعية الخدمات المقدمة التي تقدمها المزرعة للزبائن، تتمثل فضلا عن نوعية السلالة وجودتها، نقل الخروف إلى مقر سكن المشتري، وتسليمه فاتورة البيع مصحوبة بوثيقة موقعة من البيطري تتبث السلامة الصحية للكبش، مع ضمانة تلزم المزرعة بتعويضه متى انتفت هذه الشروط.

وأعلن ياسر، أن الطلبات نفذت قبل يومين، لكون العرض لم يكن يتجاوز مائة رأس، نظرا لأن هذه التجربة لم تكن إلا اختبارا شكل جزءا من دراسة السوق، الذي كان مجاله محصورا على صعيد مدينتي الرباط والدارالبيضاء، ومستقبلا سيتسع ليشمل مدنا مغربية كبرى.

وتعد هذه التجربة ثمرة لتجارب سابقة، حيث يعود تاريخ البادرة الاولى لسنة 2008 ، وارتبطت حينها بمهاجر مغربي بالولايات المتحدة الامريكية، يشغل مهنة مهندس معلوميات، اسمه محمد السريتي، الذي يقول في تصريح صحفي بأن فكرة خلق موقع إلكتروني لتسويق قطيع ضيعته عنت له في ذهنه بكل بساطة لأنه كان يقتني أضحية العيد في بلد "العم سام" من السوق الإلكترونية.

عبد الإله بن الصادق، الباحث في علم الاجتماع، يعتبر في تصريح لـ " العربية نت"، أن بروز أسواق للأكباش اعتمادا على التجارة الإلكترونية، يعود إلى كون المشرفين عليها مهندسون ومشتغلون في ميدان المعلوميات، وهم على دراية بحاجيات المجتمع الاستهلاكي وطبيعة الثقافة والقيم الجديدة التي أصبحت تحكم عقلية الجيل الجديد.

وتتعلق هذه القيم في نظر الباحث في بحث هذا الجيل عن الخدمات الجاهزة التي تعفيه من العناء، فهو غير مستعد على حمل الأضحية في سيارته كي لا تخلف له روائح قد يعتبرها نتنة، وتلافيا لذلك أيضا يسوقها بعد الشراء إلى محلات خاصة بدل المنزل إلى أن يحين صباح يوم العيد.

وأضاف الباحث، إن بعض الناس يبحثون عمن يشحذ لهم السكاكين وعن شخص يذبح لهم الخروف إلى غيرها من الخدمات التي تعبر عنها مهن تبرز في مثل هذه المناسبة، التي يقبل عليها مواطن اليوم تحت شعار "اشتري راحتك"، أما متعة التجربة في هكذا مسائل فلا تعنيه.