مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب

مزاعيط المغرب - السفر الى المغرب (https://www.mza3et.com/)
-   الاستراحه (https://www.mza3et.com/morocco17/)
-   -   الرجل.. الذي مات واقفاً ! (https://www.mza3et.com/morocco8123.html)

بزناس 2011-12-15 03:59 PM

الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
لو استوقفت أحد شباب المسلمين في هذا العصر ثم وجهت له السؤال التالي:
هل تعرف من هو (مالكوم أكس)؟
لوجدتِ علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهه، وعندها لن يحّر جواباً..
فمن هو هذا الشخص المدعو (مالكوم أكس)الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية؟
وما الذي يهمنا في أمره؟

إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير - بعد الله - في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم.

في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم أكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة.. فبدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة.. مادياً ومعنوياً.. وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها.. ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة...

في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.

وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته.

خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.

كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية... أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.

استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان... حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة. وبات من أهم شخصيات حركة أمة الإسلام قبل أن يتركها ويتحول إلى الإسلام السني.

رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز).

وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.

وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة.

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نسأل من هو مالكوم أكس؟

وللاستزادة من سيرة هذا البطل أحيلكِ على كتاب بعنوان: مالكوم أكس،
تأليف: اليكس هاليبي، ترجمة: ليلى أبو زيد

مالكولم إكس .. سيرة ذاتية.pdf - 4shared.com - document sharing - download


https://www.mza3et.com/up/uploads/im...40c67ed873.jpg

https://www.mza3et.com/up/uploads/im...f7b1985f31.jpg

https://www.mza3et.com/up/uploads/im...70712b1cf2.jpg

تحياتي ..

تيفيور 2011-12-15 05:16 PM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
شكرا بزاف بزناس..مواضيع ديالك كلها واعرة ومفيدة :thumbs_up:

ابوملك 2011-12-15 09:10 PM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
سبحان الله همم الرجال وعزيمتهم اتوقع يابزناس لو انا مكانة لاصبحت
اكبر تاجر مخدرات واسلحة وممكن أكون اكبر عصابة تصفية للبيض
لاكن الصبر والكفاح ومعرفة الله قبل كل شي جعلة منه انسان
محبوب ومنتج في مجتمعة والاهم مسلم يخاف الله
لك مني كل التقدير بزناس!!!: (145):

بنت فاس 2011-12-15 10:38 PM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
ولد مالكوم في (6 ذي القعدة 1343هـ= 29 مايو 1925م)، وكان أبوه "أورلي ليتل" قسيسا أسود من أتباع "ماركوس كافي" الذي أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا. أما أمه فكانت من جزر الهند الغربية لكن لم تكن لها لهجة الزنوج، وكان مالكوم المولود السابع في الأسرة؛ فقد وضعته أمه وعمرها ثمانية وعشرون عاما، كانت العنصرية في ذلك الوقت في الولايات المتحدة ما زالت على أشدها، وكان الزنجي الناجح في المدينة التي يعيش فيها مالكوم هو ماسح الأحذية أو البواب!!
كان أبوه حريصا على اصطحابه معه إلى الكنيسة في مدينة "لانسينغ" حيث كانت تعيش أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، وكان يحضر مع أبيه اجتماعاته السياسية في "جمعية التقدم الزنجية" التي تكثر خلالها الشعارات المعادية للبيض، وكان الأب يختم هذه الاجتماعات بقوله: إلى الأمام أيها الجنس الجبّار، بوسعك أن تحقق المعجزات. وكان أبوه يحبه للون بشرته الفاتح قليلا عنه، أما أمه فكانت تقسو عليه لذات السبب، وتقول له: "اخرج إلى الشمس ودعها تمسح عنك هذا الشحوب".
وقد التحق بالمدرسة وهو في الخامسة من عمره، وكانت تبعد عن مدينته ثمانية أميال، وكان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه
.: (708):: (772):

othman999 2011-12-16 07:17 AM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
كم أحب هذا الرجل من سنين طوال
تحياتي يارفيق الدرب
مميز كالعادة
: (482):

فياض 2011-12-16 05:59 PM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
اخي الكريم ... بزناس

مساك الله بالصحة و السعادة ..

إن من دواعي سروري ان اكتب رداً لموضوع قيم كتبه مميزاً مثلك .. عن شخصية بارزة كا (مالكم أكس) رحمه الله .. ترك بصمات واضحة في

تاريخ امتنا الخيرة في عهدها الحديث ... اشكرك من اعماق قلبي متمنياً لك التوفيق والسداد .. وبالدارجة ( يمن الغنايم والعز الدايم ) ..

تحياتي لك سيدي .. اخوك فياض .
: (210):

بزناس 2011-12-17 08:03 AM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tifyor (المشاركة 125727)
شكرا بزاف بزناس..مواضيع ديالك كلها واعرة ومفيدة :thumbs_up:

العفو اختي تيف تيف لا شكر على واجب ..

اشكرك على مرورك الكريم ..

تحياتي لك ..

بزناس 2011-12-17 08:04 AM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوملك (المشاركة 125754)
سبحان الله همم الرجال وعزيمتهم اتوقع يابزناس لو انا مكانة لاصبحت
اكبر تاجر مخدرات واسلحة وممكن أكون اكبر عصابة تصفية للبيض
لاكن الصبر والكفاح ومعرفة الله قبل كل شي جعلة منه انسان
محبوب ومنتج في مجتمعة والاهم مسلم يخاف الله
لك مني كل التقدير بزناس!!!: (145):

انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ..

تحياتي لك على مرورك الكريم اخي ابو ملك ..

بزناس 2011-12-17 08:05 AM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة souad (المشاركة 125766)
ولد مالكوم في (6 ذي القعدة 1343هـ= 29 مايو 1925م)، وكان أبوه "أورلي ليتل" قسيسا أسود من أتباع "ماركوس كافي" الذي أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا. أما أمه فكانت من جزر الهند الغربية لكن لم تكن لها لهجة الزنوج، وكان مالكوم المولود السابع في الأسرة؛ فقد وضعته أمه وعمرها ثمانية وعشرون عاما، كانت العنصرية في ذلك الوقت في الولايات المتحدة ما زالت على أشدها، وكان الزنجي الناجح في المدينة التي يعيش فيها مالكوم هو ماسح الأحذية أو البواب!!
كان أبوه حريصا على اصطحابه معه إلى الكنيسة في مدينة "لانسينغ" حيث كانت تعيش أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، وكان يحضر مع أبيه اجتماعاته السياسية في "جمعية التقدم الزنجية" التي تكثر خلالها الشعارات المعادية للبيض، وكان الأب يختم هذه الاجتماعات بقوله: إلى الأمام أيها الجنس الجبّار، بوسعك أن تحقق المعجزات. وكان أبوه يحبه للون بشرته الفاتح قليلا عنه، أما أمه فكانت تقسو عليه لذات السبب، وتقول له: "اخرج إلى الشمس ودعها تمسح عنك هذا الشحوب".
وقد التحق بالمدرسة وهو في الخامسة من عمره، وكانت تبعد عن مدينته ثمانية أميال، وكان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه.: (708):: (772):

اشكرك على مرورك اختي سعاد كما اشكرك على الاضافه القيمه للموضوع ..

تحياتي لك اختي الكريمه ..

بزناس 2011-12-17 08:06 AM

رد: الرجل.. الذي مات واقفاً !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة othman999 (المشاركة 125844)
كم أحب هذا الرجل من سنين طوال

تحياتي يارفيق الدرب
مميز كالعادة

: (482):


اسعدني تواجدك ومرورك الكريم يا رفيق الدرب .. لك مني كل الشكر والتحية ..


الساعة الآن 09:47 PM

جميع المواضيع و الردود لاتعبر بالضرورة عن رأي و توجهات الادارة و انما تعبر عن رأي كاتبها فقط

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Search Engine Optimisation provided by DragonByte SEO (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.