"
'مول الفران، وجهو للنار وظهرو للعار"
المعنى
مقالة
لم يقل هذا المثل عبثا على عمال الأفران التقليدية، الذين يمضون اليوم بكامله وجها لوجه مع نيران ملتهبة تمد لسانها، لتعلن عن رغبتها في ابتلاع المزيد، يقاومها بعصاه و''يـحمي'' بها مكان وضع الخبز كي يقدمه للون بلون تشتهيه العين قبل المعدة، أما في حالة غفلة ''مول الفران'' أو خطئه فلا أحد يرحمه، المهم عندنا أن نجد خبزنا بلون أحمر يلفت النظر وتفوح منه تلك الرائحة الشهية التي تجعلك لا تصبر عليه، وتبدأ في قضمه منذ حمله، وتستمر في الأكل إلى أن تصل به إلى المنزل.
أما إن حدث في أحد المرات ووجدته احترق أو أن لونه ليس على النحو الذي يعجبك، فحدث ولا حرج، لأن ثائرتك تثور وتبدأ في السب والشتم، وتصبح أنت والطاهي في حرب ''عار''، ومشاداة قد تفوق حر نار ''الفرن '' نفسه. وفي بعض الأحيان قد يضطر الطاهي لدفع الخسارة من جيبه، كما حدث مع ''ميلود'' في إحدى المرات حين دفع مبلغ 75 درهما كغرامة لإحدى السيدات التي احترقت لها الحلوى، وهو ما يعادل أجرة يومين كاملين من عمله.