ولنا في خير الناس صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة , إذ نراه يرق لرجل ويكرمه لمجرد أنه عبس في وجهه مرة واحدة - وهو أعمى لم ير ذلك العبوس - بعد أن أنزل الله في شأنه قرآنا معاتبا نبيه صلى الله عليه وسلم , ففي مسند أبي يعلى عن أنس رضي الله عنه قال: ( جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يكلِّم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله: " عَبَسَ وَتَوَلَّى " قال: ( فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه ) , ونجده صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يطيب خاطره وهو الأعمى الذي لا يستطيع القتال , فنجده في غير مرة يوليه الإمارة على المدينة عند خروجه صلى الله عليه وسلم للقتال
الشكر لكما من مقدم الاعتذار ومن من قبله
وهذا يدل على حسن القلوب وصفاء النية
__________________