عمت مساءآ ايها الحافي
وسلامآ عليكم ياصدقاء لم تكن الكتابة يومآ تشغلني ولاحتى القراءة اقرأ بالصدفة احيانآ، واكتب بالصدفة في الغالب..!!
لا انكر حبي ل جان جينية وعشقي لجبران ولصاحب الخبز الحافي وصديقي ايضا الصعلوك عبدالله عضو منتدى..!!
مهووس بالعبث ويسكني حنين من نوع أخر للاماكن وكما قال المبدع في هذا المنتدى الفاخر
VIP777
كــل ذكرى ممكـن أنها تنتهــي
إلا إذا صــارت على هيئــة مكــان !
وللاماكن فعلآ ذاكرة لاتخون ولكن لاتستطيع ان تحتضنك كما في السابق ..!!
لا اعرف اي قدر هذا الذي يقودك في رحلة سريعة لاتتجاوز ساعتين فقط ست ساعات للقدوم و للمغادرة ايضا نفس المدة تفصلها فقط رحلة بالاقدام من المحطة وحتى مطعم للبيتزاء مرورآ بساحة مواقف مطعم ماك ، وقدح اتاي فاخر في مقهى شعبي على الطريقة الطنجاوية الكوب المغمور بالنعناع حتى السقف ، ربما لطنجة تفسيرا اخر لهذا البذخ في استخدام النعناع وكانها تقول للبقية ان النكهة وحدها لاتكفي عن وجود العنصر الاساسي للجمال في اجمل صورة ،،!!
لم اكن اعلم بأنني كنت في القطار ذات اللحظة التي غيب الموت فيها المفكر المغربي والعربي محمد عابد الجابري ٣ مايو ٢٠١٠ م كان يوم بائس في تاريخنا الفكري العربي وخسارة كبرى لامة اقرأ التي في الغالب لاتعرف الكبار او تعترف بهم الابعد فقدانهم ..!!
خرجت من المحطة وقد بدأ لي انني في مكان اخر فالطاكسيات لونها مختلف والشوارع في غاية الجمال ومبانى فخمة على طراز حديث في طريقها للانشاء وشاطى نظيف جدا ..!!
ياااالله اين انا ؟
صمت ومحاولة التسلل بين قائدي الطاكسيات وعروضهم بالتوصيل فليس هناك مايوحي بانني سائح او زائر او مقيم لا شنطة او حتى جهاز محمول كل ما هو بيدي علبة سجائر صناعة ( امريكية وليست محلية) واضحة معالمها حتى لا اجهد المراقبين ليستدلوا بها على الشخص ويتمكنوا من تحديد ملامح وجنسه..!!
الزيارة الاولى لطنجة ربما كانت عشوائية دون تخطيط
تانجير مدينة الرحالة الشهير ابن بطوطة ، البلد الذي تلتقي فيه المياه المتوسطية بالأطلسية في امتزاج سلام وحب لاتعرفه جغرافيا السياسة..!! بلد المضيق الشهير الذي عبره طارق بن زياد، بلد يحفظ خطى ابن رشد ويرقد في قبرة بسلام جان جينية ..!!
طانجيس الفاتنة
كل مافي هذه المدينة يدعو للحب للسلام للجمال للسفر روحيآ خلف اهازيج وموسيقى تطاونية تدعو للصفاء والنقاء والاقتراب من اعماق الروح الانسانية
لم أندم عن مغامرتي وارتجالي قرار القدوم شعرت براحة تامة
اتأمل كل من حولي لا أحد أعرفه في المدينة حتى أتحدث معه وهذا جميل جدا فالمعرفة لدي ليست كنزا إنما فقر مدقع ندفع حسابه احيانآ من اوقاتنا وعلى حساب ناس اخرين احيانآ..!!
بدأت في نسج علاقات جديدة طنجاوية أتحدث مع أناس جدد من الجنسين لينتهي الحديث مع انتهاء الجلسة نتحدث عن كرة القدم ومنها ننتقل إلى معاناة الإنسان في حياته من الفقر في المال والأحاسيس والمشاعر والحب وعن الهجرة لاورباء نتحدث عن مشاكل العالم عن أحوال الطقس عن الأغاني الشعبية عن البذخ في مقاهي هذه المدينة عن غلاء العقار وعن غسيل الاموال..!!
مازالت رائحة الدخان المنبعثة من الطاولة المجاورة لطاولتي لا أشمها نار دخان بل بخورا شجيآ ولحنا عميقا يتسلل لرئتي اقترب النادل وطلبت فنجان من القهوة ..!!
لا اعرف لماذا دومآ السيجارة انثى فهي بالنسبة للمدخن كعشيقة عندما يقبلها يحرقها ويحترق بها ..!!
بطبعي أحب نادلات المقاهي ولاعبات التنس ووزيرات الخارجية في أي دولة كانت اجدهم اكثر اتقان لعملهم ..!!
لم اكن اعرف اسم المقهى ولكن اشعر بارواح اخرى تستوطن جنباته وتسكن اعماقه اروح ملائكية تشعرك بالامان لم اكن اعلم ان النادل هو نفسه قد يحضر فنجان قهوة ل طاهر بن جلون في طاولة اخرى ..!!
مدام بورت او مدام بورط كما ينطقها الطنجاوية المكان الملهم والوفي جدآ لزواره
او كما قال احدهم قبل أن يوافينا نادل Madame porte
بالكولا
سأهمس لك بهكذا حكمة هذا العالم يقتسمه رجلان:
مجرم حرب وغني
لا تتوقعي من الشعراء
ومني بالخصوص
سوى أنشودة المطر
أنشدها لك كلما
دمرك الشتاء
هكذا هم في الغالب زوار مدام اوفياء لمن يعشقون يضاجعون قصائدهم على الطاولات ..!!
الداخل لمدينة طنجة ليس كالخارج منها
وطنجة عصية على الاستحواذ فهي لا تغفر لمن يسكنها أو يمر بها عابرا البحر، إلا أن تجعله إما سعيدا
أو إنسانا كئيبا يضل يبحث عن معنى لحياته حتى الموت ..!!
أيّهَا التـّعِــسُ
أَجِئتَ تَـبحَثُ عَنِ الضّوءِ
فِي مَدِينَةٍ
كُلّ مَا فِيهَا
يُهَدّدُ بِِالسّوَاد"!!
القاكم ...!!