أخذنا نتحادث أنا و لمياء قليلاً ف المقهى أخبرتها أن هذا آخر يوم لي في مراكش ، و أني غدا ربما اتجه إلى أغادير ،طلبت مني أن أبقى لـ يوم واحد إضافي ، اتصلت بـ فيصل أسأله إذا ما كان مرتاح بـ مراكش أو يريد التغيير ، لم يرد ، أخبرتها بـ أني ربما أبقى لـ يوم فقط ، استأذنتها في الذهاب ، و أن تنتبه لـ جوالها قد يكون بيننا لقاء الليله ، قمت بـ طلب الحساب و غادرت ، ركبت سيارتي و اتجهت إلى الڤيلا ، في طريقي إلى هناك كنت أفكر كيف مرَّ الأمر بـ هذه السهوله ، هل أنا أحلم ، قبل نصف ساعه كنت لا أعلم هل سـ أخرج من ذلك المنزل أم لا ، توقفت لـ شراء بعض "التسالي" و أكملت طريقي حتى وصلت ، دخلت إلى الڤيلا وجدتهم مجتمعين على جلسة المسبح ، وكأنهم للتو انتهوا من العشاء ، ألقيت عليهم التحيه ، بادروني بـ الرد سريعاً ، كانت ابتسامة زينب أجمل ما في تلك الجلسة .
جلست بـ جانبها ، أخذت اتغزل بها بـ صوت عالي حتى اصبح وجهها يميل إلى الحُمره ، ما جعلني أتلقى هجمات متتاليه من فيصل و محمد حتى قامت بـ وضع يدها على فمي لـ إسكاتي ، سألتني أين اختفيت كل هذه الفتره ، أجبتها بـ أني ذهبت للقاء أحد الأصدقاء .
صعدت لـ غرفتي بدلت ملابسي ، و نزلت إلى المسبح لـ أزيل بعض التوتر الذي مر بي هذه الليله
بعد ان انتهيت من الجوله داخل حوض السباحه قمت بـ الجلوس على حافة المسبح و اقدامي تتدلى به ، حتى أتت زينب و جلست بـ جانبي ، أخذنا نتحدث قليلاً حتى انضم إلينا فيصل و صديقته أسماء .
سألته إذا كان يريد منا البقاء في مراكش أو يرغب بـ التغيير ، أجابني بـ أنه إذا كانت جميع مدن المغرب كـ مراكش فـ إنه سـ يذهب إلى أي مكان ما دامت الأجواء متشابهه ، تركتُ الإجابه لـ محمد الذي زادني حيره بـ إجابته " جربوا اغادير و احكموا " ، سألت زينب لـ تشير لي بـ أن الأمر عائد إليك و أنها سـ تبقى معي أينما ذهبت
، قررت أن نبقى لـ يوم إضافي في مراكش و بعدها
نحزم حقائبنا و نتجه إلى أغادير .
استأذنتهم فـ الصعود إلى الغرفه كانت الساعه حينها 12:15 ليلاً ، سألني محمد إذا ما كنت أريد شيئاً من الخارج أجبته بـ الكلمه الشهيره
" جيب أي شي " ، خرج فيصل و محمد ، دخلت الغرفه وضعت هاتفي على الشاحن ، كنت أشعر بـ صداع ، تمددت على السرير ، حاولت أن أغفي قليلاً ولكن بلا فائدة ، سمعت تنبيه رسائل
" الواتس آب " ، فتحت الشاشه لـ أجد رساله
من أبو مراد " أنت وين مختفي ، سميره تقول تتصل عليك ما ترد " و تحت محادثة أبو مراد
رساله أخرى " ممكن أشوفك " ، كانت من رقم غير مسجل قمت بـ الرد " مين معي ؟ " لـ تجيب بـ أنها سميره أصرَّت على أن نلتقي و لو لـ 10 دقائق فقط وبعدها لن تطلب أي شي آخر و أن لديها ما تريد أن تقوله ، سمعت طرقات على الباب كانت من زينب ، دخلت و جلست بـ جانبي ، وضعت الجوال بين يديها و طلبت منها أن تقرأ الرسائل ، كنت أريد منها أن تثق بي أكثر، سألتني " هل سـ تقابلها " أجبتها نعم و بحضورك أيضاً ، نظرت لي
بـ استغراب ، و لم تتكلم ، كانت نظراتها
تخبرني " بـ أن لا افعلها" ، سألتها ماذا لو قمت
بـ مقابلتها بدون علمك ؟ و بعد ذلك علمتي بـ الأمر ماذا سـ يكون موقفك منيِّ ؟ ، سألتني عن السبب ، أجبتها بـ أني أرغب بـ إنهاء الأمر معها و أنها أوصلت الأمر إلى شخص قريب لي فـ السعودية لذلك سـ أطلب منها أن تأتي الليله . كنت أرى عدم الرضا في وجه زينب ، طلبت منها أن تهدأ و أن تترك لي الأمر ولن يتجاوز اللقاء الـ 10 دقائق .
ارسلت لـ سميره رساله " لديك وصف الڤيلا القديمه و مكاننا الجديد بـ القرب منها " .
مضت نصف ساعه حتى اتصلت بي لـ تخبرني
أنها قريبه من المكان خرجت لها و استقبلتها
دخلت إلى الڤيلا ، طلبت منها أن تتوجه إلى الصاله ، صعدتُ إلى زينب طلبت منها أن تأتي رفضت الأمر ، جلست سميره و جلست أمامها أشعلت سيقارتي و طلبت منها أن تحاول ايجاز كلامها في 10 دقائق ، و بدأ بيني و بينها حوار لم يكن مقنعاً جميع ما قالته لي ، سألتها عن الشخص الذي رأيته معها فـ الشقه لـ تجيب بـ أنه أحد اقاربها و أنها قامت بـ استقباله من المطار و لم تكن تنوي أن تستضيفه ، ولا تربطهم أي علاقه ، إلا أنه طلب منها أن يبقى لـ يستريح فقط حتى يغادر بعدها إلى " آغادير " ضحكت و أخبرتها بـ أن ادائها كان جيد و لكن امور كـ هذه لن اصدقها ، لـ تعرض علي المحادثات التي دارت بينهم قبل أن يصل إلى المغرب ، تركتها تنتهي من كلامها ، شكرتها على كل ما قدمت لي .
استأذنت وطلبت منِّي أن افكر فـ الموضوع و أن لا اظلمها ، ثم غادرت ، اثناء مغادرتها ، دخل فيصل و محمد يحملون معهم أكياس كثيره لم يتركوا في مرجان شي إلا و احضروه .
سألني محمد عن سميره ولماذا غادرت أجبته بـ أنها
منشغله مع اهلها .
صعد محمد لـ غرفته بقينا أنا و فيصل فـ الصاله
سألني عن القصه التي حدثت معي في منزل لمياء
أخبرته بـ القصه كامله لـ يرد "
فيصل : طول و عرض " وتدخل ف الدولاب"
أنا: كنت على ارضه و بين جمهوره
فيصل : ليش كلمت محمد ولا كلمتني
أنا : فكر فـيها بـ العقل لا عندك سياره ولا تعرف الطريق .
فيصل : انسى الموضوع ، مين تكون الصاروخ اللي طلعت قبل شوي .
أنا : اهتم بـ خصوصياتك يا ملقوف
"انتهى الحوار" بدخول محمد و بـ يده لابتوب و سماعه كبيره و صديقته " نور" تحمل بعض المشروبات ، واضاءات السهره نظر إليَّ لـ يرفع حاجبه و ينزله بسرعه و يخبرني بـ أن الليله سـ يكون الديوان هنا وسـ نحتفل إلى الصباح .
صعدت لـ غرفتي ، أخبرتها بـ أن الأمر انتهى، وسميره غادرت منذُ وقت ، طلبت منها أن تنزل بـ رفقتي لـ نسهر سويّاً ، لم توافق إلا بعد أن عاهدتها
بـ أن تكون سميره من الماضي .
أخبرتها بـ أن انثى بـ طيبتها و أخلاقها جمالها و أسلوبها اللطيف سـ تجعل الكثيرين من الماضي و أن ملامحها الجميله لا تستحق الحزن لـ أي سبب ، قبلت جبينها وأمسكت بـ يدها و نزلنا إلى الصاله ، كان العدد مكتمل طلبت من محمد أن لا يبدأ حتى أقوم بـ تجهير الـ " المعسل " لـ نبدأ ليله صاخبه كـ صخب مراكش .
أحضرت معي " التفاحتين " تربعت على الكنب الذي يقع فـ المنتصف و بجانبي زينب ، كانت الطاوله والأجواء كما أخبرني محمد كـ الديوان تماماً ، لـ يداهمنا محمد بـ سؤاله " تبون تسمعون على ذوقي ولا لا " أجبته بـ أني سـ أطلب أغنية
" مرتني الدنيا " كـ افتتاحيه هادئه من بعدها
اختاروا ما تريدون ، وافق و ابتدات تلك الليله الصاخبه على صوت أبو نوره حتى انتهت .
طلبت " نور" أغنيه مغربية و طلبت من زينب ، و مريم صديقة فيصل ، أن يرقصوا معها ، و أنا اسحب تلك الأنفاس ، و قد تربعت على قمة الإسترخاء .
كانوا يؤدون رقصاتهم بـ كل إثاره ، و عيني على تلك " الزينب "كانت أجملهم شكلاً و جسماً و رقه ، كانت ترقص أمامي مباشرةً حتى أمسكت بـ يدي و طلبت مني أن أقوم بـ الرقص معها ، أجبتها بـ أني لو قمت بـ الرقص معها سـ تكون
" فقرة كوميديه " ، طلبت مني أن امسك بيديها فقط ، نفذت ما تقول حتى جعلتني أغني تلك الأغنية في كل مكان .
عدت و جلست توقفنا لـ فاصل استراحه
و نتلذذ بـ بعض الفواكه و الحلويات و المشروبات حتى طلبت زينب أغنية " اجنبيه " و طلبت أن ترقص لـ وحدها .
بدأت تتراقص و تنظر إليَّ و تحدثني بـ عينيها و كأنه لم يكن يجلس بـ جانبي أحد ، كأني أتيت وحيداً وجلست أمامها وحيداً ، و اشاهدها أيضاً وحيداً، لقد توقف الوقت فعلاً ، ارتفعت بـ تركيزي حتى أصبحت لا أرغب بـ أن ترمش عيني حتى لا أفوت لحظه من ذلك الجمال كان ذلك لا يحتمله قلبي حتى انتهت .
طلبت منها أن تعيدها مره أخرى ، ردت بـ ضحكه " بـ أنها تعبت " و كأن كيدها يحدثني بـ " أن لذة الحب ف الشي القليل " جلست بـ جانبي و استندت على كتفي ، قام محمد بـ اختيار أغنية لـ ترقص عليها نور و مريم كنت انظر إلى فيصل الذي ربما كان يحلق بعيداً كانت الساعه حينها 5:10 صباحاً، بقينا على ذلك الحال الصاخب حتى غادر الجميع " السباق" ، صعدت إلى الغرفه و برفقتي زينب ، أكملنا سهرتنا و طلبت منها أن تعيد ذات الرقصه ، ارتميت على سريري أشاهدها حتى شعرت بـ التعب و ارتمت بـ جانبي اخذنا نتحدث قليلاً قامت بـ تغيير ملابسها ثم خلدنا في نوم عميق .
استيقظت الساعه 10:05 صباحاً ، كنت في قمة النشاط ، ولكن أشعر بـ جوع فضيع نهضت من السرير غسلت وجهي كان الكل في وضع سُبات عميق ، قمت بـ إعداد إفطاري "شاي أحمر ، شكشوكه ، زيتون ، مربَّى فراوله ، فول سوداني بـ العسل" ، أنهيت وجبتي الدسمه ، صعدت للأعلى أخذت" دش سريع " ، قمت بـ تبديل ملابسي ، و غادرت الڤيلا ،كنت أريد أيضاً كان كل ما معي 4000 درهم .
أخذتُ جوله صباحيه واسعة النطاق في مراكش على أنغام فيروز " ورقو الأصفر ، أسامينا ، نسم علينا الهوا" ، ثم توجهت إلى حي قيليز و تحديداً إلى مقهى "cafè 16 " ، أوقفت السيارة
قبل أن اصل بـ مسافه و استمتعت بـ المشي حتى وصلت .
جلست على أحد الكراسي بـ الداخل و طلبت
" لآتيه " كوب كبير ، كانت الكراسي شبه فارغه ، لم يكن فـ المقهى سوى 5 أشخاص ، أنا ، ورجل في متوسط الثلاثينات ، و فتاه تضع في اذنها سماعة الهاتف و رجل كبير اشتعل رأسه شيباً يقرأ احد الصحف المحلية و امراه اوروبيه ربما فـ الأربعينات بـ يدها كتاب قد اشغلها حتى عن قهوتها التي فترت ، وصل النادل يحمل ذلك الكوب و ربما القدر أيضاً كان يحمل لي صدفه غريبه جداً .
أخذت ارتشف من ذلك الكوب ، كان كل شخصٍ منهم منهمك فيما يشغله ، أما أنا كنت أقلـِب النظر فيهم جميعاً . انتهيت من قهوتي و طلبت الحساب.
كان الرجل الثلاثيني هو أقرب شخص يجلس بـ القرب مني ، فضلت أن اسأله عن مكان يصرف العمله .
لم أكن أحمل " كاش " معي ، و لكن كنت أريد سحب مبلغ سعودي و تحويله إلى درهم ، ذهبت
لـ سؤال هذا الرجل الثلاثيني الذي بدى عليه أنه من أهل البلد و كان واضحاً عليه الهدوء و الإتزان ، ألقيت التحيه عليه ، رد التحيه بـ هدوء
سألته " أخي أريد مكان صرف العمله" ، كأن وجهه تغير حينما سمع لهجتي أجابني بـ سؤال
" ما العمله التي تريد أن تصرفها" ، أجبته " ريال سعودي " ، نظر إلى وجهي قليلاً ثم قال لا أعرف " سير بحالك " .
شعرت بـ الإهانه منه ، أجبته بـ أني " لو كنت اوروبياً أو احمل جنسيه أمريكيه ربما تطلب مني المبلغ و تذهب لـ صرفه و تعود به سريعاً و تطلب مني الرضا على ذلك ، لكن عندما أخبرتك أني سعودي رفضت حتى أن تخبرني، هناك في بلدي يأتي الحاج من جميع دول العالم و من ضمنها المغرب ولا يجد إلا استقبال الأحباب و بشاشه وابتسامه صادقه ، لا نطلب على خدمته إكراميه ، و ربما يكون الحاج أغنى من الذي استقبله ولكن ما نفعله لـ وجه الله ، و من باب الأخوَّه ، حتى إن كنت تريد أن تقول بـ أن هناك فرق بين السائح و الحاج كلاهما يعتبر كـ ضيف للبلد واعامله بـ أخلاقي الطيبه لا بـ أخلاقه و لسنا ملائكه لا أنتم ولا نحن ، و أعلم بـ أن أهل المغرب من كِرام الناس ، لكني ربما قصدت الشخص الخاطئ " . تغير لون وجهه من كلامي شعرت بـ أني اصبته في مقتل و لكني لم أكن أفكر إلا بـ الرد عليه بـ طريقه تجعله يخجل حتى من نفسه ويخجل من عنصريته .
اعتذرت على ازعاجه و غادرت المقهى و إذا به تتسارع خطواته خلفي ، كنت مستعد لأي ردة فعل منه .
فاصل و لي عوده