استفقت على اتصالات محمد كـ المجنون كانت الساعه الواحده ظهراً ، طلبت منه أن يأتي إلى حي المسيره و سـ أقوم بـ وصف الطريق له ، أخبرني بـ أنه سـ يكون عندي بعد أن ينتهي من وضع الحقائب فـ السياره .
غسلت وجهي ، كنت أشعر بـ ثقل شديد في أقدامي وفي رأسي ، أخذت اترنح حتى وصلت إلى المطبخ فتحت الثلاجة تجولت بـ نظري داخلها ، أخذت زجاجة العسل و وضعته على قطعة خبز شبه متجمده ، أعددت لي كوب أتاي وجلست فـ الصاله انتظر اتصال محمد .
اتصل بي وصفت له الزنقه و المبنى حتى أصبح قريب جداً ، غادرت الشقه نزلت وجدت محمد و فيصل تعلوهم ابتسامه خلفها " طقطقه " ، فتحت شنطتي و أخذت منشفتي وملابس لي وطلبت منهم أن ينتظروني لـ دقائق حتى أعود لهم ، عدت للشقه أخذت " دش ساخن " لبست ملابسي و فتحت باب الغرفه وجدت أميره ما زالت تغط في نومها .
أيقظتها و أخبرتها أني سـ أغادر نظرت لي سألتني إلى أين أجبتها أغادير .
جلست تفرك عينيها ثم قامت من سريرها ، غسلت وجهها ، استأذنتها فـ المغادره و ودعتها ، سألتني متى سـ تعود أجبتها بـ أني لا أعلم ، و ضعت لها مبلغ مالي ، و غادرت الشقة و نزلت للثنائي المرح كانوا بـ انتظاري .
فتحت باب السياره و إذا بـ أميره تناديني عدت إليها ، توقعت أني ربما نسيت شيء .
أنا : هلا أميره
أميره : نسيت فلوسك
أنا : لا ما نسيتها أنا تركتها لك
نظرت لي نظره حاده ، اتجهت نحوي مسرعه
وضعت المال بـ يدي و همست لي بـ أذني أنها
ليست كما أظن و أن هذا بـ النسبه لها إهانه .
اعتذرت منها و أخبرتها أن تعتبره هديه من صديق فقط ، رفضت ذلك و أخبرتني أني إن لم أخذ هذا المبلغ من الأفضل أن لا اعود إليها مجدداً ، ودعتها مره أخرى ، وشكرتها ، طلبت منها أن نبقى على اتصال ، تنحى محمد عن مقعد السائق ، ركبت السياره و انطلق الثلاثي المرح إلى أغادير .
سألني محمد إذا ما كنت نعسان أن أترك له القياده ، أجبته بـ أني أقضي يومياً مسافة
ليست بـ القصيره من شمال جدة إلى جنوب مكة
حتى أصل إلى الجامعة و أعود مرة أخرى إلى جدة
ضحك و أخبرني أن الطريق طويل .
نظرت إليه و أخبرته أن يزودنا بـ أحد الأغاني و يترك لي الأمر ، كان فيصل يتوسد شنطته و شخيره كـ صوت باب قديم تداعبه الرياح .
توقفنا للتزود بـ الوقود نزل محمد لشراء لوازم الرحله من تسالي و مشروبات و مياه ، طلبت منه أن يتوصى في ذلك لأني ما زلت أشعر بذلك الخبز
اليابس المتجمد يتوسط المريء .
بعد أن قمنا بـ تعبئة خزان الوقود و عاد محمد يحمل معه الكثير من البشائر لي ، انطلقنا إلى أغادير كانت الساعه الثانيه ظهراً ، و على أنغام
وليد الشامي أخذنا نتحدث عن ما حصل معي ليلة الأمس و صباح اليوم ، كان محمد يستمع بـ انصات و يسأل عن التفاصيل حتى انتهيت ، ثم بدأ بـ استجوابي عن امور اخرى و كلما طلبت منه أن يريح نفسه ، يجيب بـ أنه يقوم بـ ذلك حتى لا أغط فـ النوم .
لـ يقاطع فيصل حديثنا بـ سؤال " وصلنا ؟ " أشار له محمد بـ العوده إلى النوم ، وجدتها فرصة أن أتعرف على محمد أكثر .
أنا : عطني علومك عشان ما أنام
محمد : كيف يعني
أنا : كيف حياتك فـ السعودية
محمد: متخرج من الجامعه وموظف لي سنه بس
أنا : كثر الله خيرك ، انزل انزل
محمد وهو يضحك : خلاص يجيك العلم بـ التفصيل يا شنب
أخبرني أنه يعمل في القطاع الخاص ، و أن حياته قبل سفره للمغرب كانت مختلفه تماماً و أنه كان قد عزم على الزواج قبل فتره و عقد قرآنه و لكن بعد كثرة زياراته المتكرره للمغرب رفضت الفتاه أن تتزوجه وهي من أقاربه فـ قاموا بـ الانفصال ، فقرر البقاء على حاله و قام بـ تطليق فكرة الزواج من رأسه نهائياً طرحت عليه فكرة أن يتزوج من المغرب إذاً ، بما إنه لا يستطيع مفارقة المغرب ، لـ يرد " قفل السالفه اقسم بالله إنها تدور بـ راسي من فتره" .
قررت أن أهديه مقطع من أغنيه تليق به و بـ حالته مع المغرب " أشوفك كل يوم و اروح " ، حتى أخذنا "نتنكس " داخل السياره و نصدح بـ اصواتنا حتى انتهت الأغنية على شتائم فيصل و مطالبته بـ تخفيض الصوت لـ يكمل نومه .
اخبرني أنه اتصل بـ أحد معارفه هناك اخبرنا أن هناك شقه في المارينا بـ 3600 درهم مكونه من
" 3 غرف ,3 دورات مياه , صاله كبيره ، مطبخ فل اوبشن " ، أخبرناه أننا في طريقنا إلى أغادير.
قطعنا ذلك الطريق الجميل والمناظر التي تبهج النفس و الذي تشاهد فيه اختلاف و تنوع التضاريس من مراكش إلى اغادير .
قمنا بدفع قيمة الضريبة الخاصه بـ الطريق ، و من ثم توغلنا إلى تلك المدينه حتى استقبلتنا أغادير الفاتنه بـ نسيم الأطلسي اللطيف .
اتجهنا لمنطقة المارينا كانت الساعه قد قاربت على الخامسه و النصف عصراً و محمد يغني بـ صوت يشبه صوت الفنان اليمني" فيصل علوي " ومع ذلك كنا نغني سوياً " ودّع اليأس " .
كان الجو شاعري جداً جداً لو لم تشاهد سوى ذلك
المنظر و صحبة اولائك الاصدقاء لـ كان امراً كافياً
نظرت إلى فيصل فـي مرآة السائق كانت تعلوه ابتسامة من لاقى احبابه بعد غياب و محمد متحمس جداً و كأنه لـ أول مره يأتي إلى اغادير .
وصلنا إلى منطقة المارينا فـ السادسه عصراً
اتصلنا بـ الأخ ، تقابلنا و صافحنا بـ حراره أخذنا إلى الشقه ، كانت جيده و نظيفه وبها مطبخ متكامل و اضاءات و استريو و هذا هو المهم
قمنا بدفع مبلغ ثلاث ليال ، قام بتنبيهنا ببعض الأمور عن الدخول و الخروج و ما إلى ذلك .
عدنا إلى الشقة بعد أن أتممنا إجراءات دخولنا
توجهنا إلى البلكونه حتى رأيت ذلك المنظر و أيُّ منظر ، الأطلسي و الشمس و اخلاط ٌمن الناس ، تنهدت تنهيده طويله ، وقفنا جنباً إلى جنب نشاهد أجمل منظر رأيته في المغرب ، و فاضت قريحتي ببعض الأبيات
يا بخت من له منزلن وسط أغادير
لا مال ضو الشمس عينه كحلها
في صحبة محمد كبير المناعير
و فيصل ليا مالت بـ كفه عدلها
بنزل على الشاطي وأشوف الغنادير
و أروي ضما روحٍن تِزَاحم عللها
ناسٍن حلاهم غير وأخلاقهم غير
ما كنك إلا واحدٍن من أهلها
.
.
.... إلخ
فاصل حتى أعود
