،
اليوم الأول / الجزء الثاني
:
على الطاولة المستديرة
أبحث عن وجودي
أحدّث الكرسي : كيف أنت ؟
يثرثر السكر : أنا بخير
يصرخ الكوب : ما شأنك أنت
يضحك المساء : كثير كثير
وأنا بينهم في حيرة
ساعة يخنقني الصمت
وساعة يخونني التعبير
،
في تمام الساعة 10 والنصف مساء
فرغت من كوب القهوة في المقهى
سألت النادل : متى تغلق الأماكن ؟
النادل : الساعة 12 تقريبا ً
عدت للفندق بعد ذلك وتوجهت للإستقبال لسؤالهم عن مواعيد قطار الغد
لأنني سأغادر هذه المدينة الغريبة كغربة عمري ولا أطيق المكوث بها
أخبروني أنه في تمام الساعة 5 و 42 دقيقة ينطلق أول قطار يغادر سطات
حملت ظلي معي على مضض وصعدنا للغرفة
بدلت ملابسي وأرتديت بيجامة زرقاء اللون كعيني فتاة من ( شفشاون )
أفرغت ما في الحقيبة من ملابس ، رتبتها في الدولاب الخشبي
جلست على كرسي نصف عمره ضائع من أجساد الغرباء
كنت أشعر بالفراغ
فراغ عاطفي ، فارغ وقتيّ ، حتى الفراغ الجسدي شعرت به
قمت بتقليب رسائل الهاتف هل من أحد أفتقدني ؟
وجدت 3 رسائل فقط
1 / رسالة من ( ن ) : أين وصلت ؟
قمت بالرد : في اللامكان
2 / رسالة من أخي : لا تنسى الثوب المغربي مقاس m
قمت بالرد : تم الشراء
3 / رسالة من شركة الاتصالات المغربية
لم يتم الرد
وفي خضمّ الملل الرتيب وضياع الوقت في اللاشيء
قمت بتصفح منتدى ( المزاعيط )
دخلت للدردشة فوجدت بها الأصدقاء
تجاذبنا أطراف الحديث عن ( سطات ) عن الوضع بها ، عن ... ، عن ...
كانوا معي وليسوا معي
معي : من خلف شاشة والزمان
وليسوا معي : بين الجدران الأربعة والمكان
ظللنا في حديثنا قرابة ال 3 ساعات بين ضحك وسؤال وأجابات شبة ميتة
مضى الوقت كما مضى الحديث في التيه الكبير
قذفت بالهاتف على الطاولة أمامي واستلقيت على السرير البارد عاطفة
سرحت بذاتي لعالم الأحلام ( أحلام اليقظة ) الذي لا أملك سواه
عدت للوراء : مراكش / ساحة الفنا / فتاة محل الحلوى ذات العينين اللوزيتين
لم أشأ أن أنام وكيف ينام من قلبه يحلّق في المدى ؟
ولكني توددت لقلبي أن يمثل دور النائم علّني أستريح من صهيل التفكير
...... ونمت
،
أربعة جدران
وأنا الجدار الخامس
لا أحد منّا يعرف ما يخبأ الغد
تكات الساعة كسولة
الأضواء خجولة
وأنا جسد
كلّنا غرباء ، لكننا أصدقاء
في هذا البلد
لا أحد يوجعنا بسوط العاطفة
ولا غدٌ يهددنا بالذكريات
لا أحد ، لا أحد
،
للمجهول بقية ...
"
__________________
،
تخلّيت عن إنسانيتي
فأصبحت ملائكي يُقبّل تراب القمر
.... وأحبك ِ أكثر
ضيف
: