رد: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
الجزء الثاني
بداية الرحلة و المطارات ( مطار البحرين – أبوظبي – كازا – أغادير)
كنت قد حجزت على خطوط الاتحاد الاماراتيه وذلك لان الترانزيت في كازا لا يتجاوز الساعة والنصف على هذه الخطوط وقد كنت عزمت أن أقضي ليلة كاملة في أبوظبي لأستطيع أن أقابل بعض من تواعدت معه أن أقابله هناك لأمر هام وقد كان هذا الترتيب في البداية فقط ومن ثم تغير رأساً على عقب بعد الاحداث التي سارويها لكم لاحقا ... فلم أستطع نزول أبوظبي ولا غيرها و إنما كان نزولي لها ترانزيت فقط ، و قد كان من المفروض أن أتجه إلى المغرب بتاريخ 12 سبتمبر 2011 و لكن لظروف قاهرة تغير مسار الرحلة إلى العاصمة الفرنسية باريس !! لم يكن هذا التغيير في الحسبان وإنما حصل فجأة .. بل لم تكن باريس على بالي أصلا .. فكل ما يشغل تفكيري ذلك الوقت هي أغادير وما في أغادير و المغرب وما في المغرب .. حكايات و قصص .. خيالات و تخيلات ... أمور وأوهام .. ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح نوعا ما بعدما تحول المسير من أغادير إلى فرنسا
وجدت نفسي بتاريخ 13 من سبتمبر في العاصمة الفرنسية باريس .. وعلى الرغم من حبي وكثرة زياراتي لها إلا أنها لم تكن ببالي هذه المرة ... فزرتها كارها على عكس بقية الزيارات السابقة... فقد حلت محلها أغادير مع أني لم أراها قط ... فلأول مرة أمشي على الشانزليزية وكأنني أتمشى في أحد الطرق العادية .. ولا كأنني أمشي في أشهر شارع في العالم ... قوس النصر في نهاية الشارع .. كنت أفرح لما أمشي الشارع كاملا من البداية إلى النهاية وصولا إلى قوس النصر .. ولكن هذه المرة أختلفت عن كل المرات ... فلم يعني لي قوس النصر شيئا ولا بقية الاماكن التي كنت أهوى رؤيتها وأعشق منظرها.. ولما كان الامر كذلك أخذت أركض ركضا في العاصمة الفرنسية باريس حتى أتمكن من أن أنجز كل عملي هناك في يومين و من ثم أتجه إلى المغرب ... و كان ذلك فعلا .. فما إن أتى نهاية يوم تاريخ 14 سبتمبر حتى و قد أنجزت كل شي و توقعت أنني أستطيع أن أسافر إلى أغادير من باريس !! ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!! فلم تكن الأمور سهلة كما توقعت ... أغادير تبعد ساعتين و نصف عن باريس !! ولكن لم يعد بإستطاعتي زيارتها !! هناك أمور أخرى كثيرة حصلت ... يمينا و شمالا .. شرقا وغربا ...
مازال نوع من النحس يلاحقني في العاصمة الفرنسية باريس فقد أتتني مكالمة هامة تطلب مني العودة إلى المنامة ولو لمدة ساعة واحدة لتوقيع بعض المستندات الهامة وكان الطلب أن أوقع على النسخة الاصلية المتواجدة في العاصمة الغالية المنامة !!! بصراحة ذهلت !! بل أحبطت ؟؟ قمة في الاحباط والذهول !! ما الذي يحصل؟؟ ما هذه اللخبطة؟؟ لماذا كل هذا التعقيد!! المغرب على بعد ساعتين !! فلماذا سيطول الطريق هكذا ؟؟ .. عدت إلى المنامة في نفس اليوم الذي وصلني فيه خبر نزولي المنامة .. وصلت بتاريخ 15 مساءا و طلبت من مكتب السفريات أن يجعل رحلتي إلى المغرب بتاريخ 16 سبتمبر ,, أي في اليوم التالي تماما.. لم أكن أريد أن أعكر مزاجي بأي أمر كما لم أكن أريد أن ينغص علي منغص أي أمر لذا طلبت من مكتب السفريات أن يحجز لي على اليوم التالي تماما دون تأخير ولا يوم واحد .. وما إن وصلت مطار البحرين توجهت مباشرة إلى مقر العمل و أنجزت ما أستطيع أنجازه و خرجت من مقر العمل صباحا ... وهات يا نووووم إلى الساعة السابعة مساءا حيث ان موعد الطائرة الساعة العاشرة مساءا ...
ذهبت إلى المطار إلى الساعة الثامنة ... وكانت الصدمة الاولى ... لا يوجد كابينة أصلا لطيران الاتحاد؟؟ تحدثت مع أحد موظفي المطار!! و أريته التذكرة !! كان كل خوفي أنني أتيت في الموعد الخطأ أو أن الرحلة قد تم إلغائها !!! فلم أكن أتصور أنه بعد كل هذا التعب والجهد والترتيب أن تذهب الرحلة هكذا سدى ؟؟؟ لا لم اتصور ذلك للحظة واحدة !!
المهم ان الموظف طمئنني ... وقال لي أن الموظف المناوب قد لا يأتي لعذر لديه وان الشركة قد أستبدلته بموظف آخر وهو على وشك الوصول خلال خمس دقائق .. جلست أنتظر الموظف الجديد وانا كلي خوف و وجل من أنه لن يأتي !! أو أن هناك مشكلة قد تطرأ و تأخر الرحلة أو تلغيها.. أو أي شي قد يحصل و يخرب الموضوع!!.. المهم أنه خلال أقل من خمس دقائق فتحت كابينه طيران الاتحاد و أخذت البوردنق من البحرين إلى أبوظبي إلى كازا ومن ثم إلى أغادير ... يعني كان بوردنق كل الرحلة في يدي ولما لم تكن معي إلا حقيبة يدي فلم أواجه أي مشكلة في نقلها معي في الطيارة .. وهذا ما أنصح به الاخوة بأخذ كل البوردنق من البلد التي سيسافرون منها وبذلك يتجنبون الكثير من المشاكل التي قد تحدث لهم في المطارات حيث لا حاجة لهم اذا كان البوردنق معهم لاحاجة لهم بأن ينزلوا إلى المطار و يواجهوا الاجراءات الروتينية المملة وإن كنت لا أرى أي مشكلة في المرور بأي إجراء ولكن البعض قد يتحسس من تلك الاجراءات .. وهنا أحب أن أنوه إلى شي مهم .. هو أن موظف *****ان قال لي أن بوردنق *****ان المغربي عادة لا يمكن أخذه من هنا وذلك لأن النظام الذي يعمل عليه *****ان المغربي مختلف عن بقية الانظمة إلا أنه يحصل أحيانا أن يتوافق النظام مع بقية أنظمة *****ان .. وكان حظي أن النظام متوافقا و بذلك أعطاني البوردنق إلى آخر وجهة لي وهي أغادير
المهم .. أن الرحلة قد بدأت و أول ما أخذت البوردنق وعلى طول على قاعة الـVIP و أحلى عشا هناك .. كانت القاعة مليئة بالأجانب .. لم أرى أي عربي .. المهم أنني لم ألقي بالا لأحد .. جلست ساكتا .. تناولت الصحيفة .. قرأت فيها بعض العناوين.. ومن ثم أخذت أرد على بعض الرسائل التلفونية التي وصلتني سابقا ولم أستطع الرد عليها بشكل متتالي .. المهم أن الوقت كان يمشي سريعا .. وكان لحظات الجلوس في القاعة ممتعة وهادئة.. ولكن .. للأسف.. الحلو ما يكمل ... شوي و إلا إعلان!! (تعلن خطوط الاتحاد أن الرحلة المتوجهة إلى أبوظبي ستتأخر لمدة ساعة !!! قلت في قلبي .. نعم!! وش هالسفرة ذي اللي مش راضية تترقع ولا تعدي على خير) توجهت مباشرة إلى أحد الموظفين في القاعة وكلمته... قلت له يا الحبيب وش السالفة؟؟؟ قل غير هالكلام !! أنا مواصل يا خوي و عندي طيران ثاني في أبوظبي وأخاف أتأخر عليه ؟
قال طيب .. أنتظر شوي أشوف لك الموضوع !!! غاب الموظف لمدة خمس إلى عشر دقائق كانت كأنها عشر ساعات بالنسبة لي !! شوي و إلا أشوف طلته البهية وهو يبتسم ... قلت له خير !! بشر !! قال لا تخاف كلها عشر دقائق و تركب الطيارة .. كان فيها خلل و لكن الحمدلله تم اصلاحه
مالكم بالطويلة ... ركبنا الطيارة .. وكلها ساعة وعشر دقائق وإلا و أحنا في أبوظبي و هات ركض على بوابة الطيارة المتجه إلى كازا ... لأنه بسبب التأخير في مطار البحرين تأخرنا في الوصول إلى أبوظبي و أول ما وصلنا وأحنا نسمع صوت النداء الأخير على طيارتنا... أذكر أنا و معاي واحد أمريكي كان جالس جنبي في الطيارة كنا نراكض في المطار عشان نلحق على نفس الرحلة .. و يوم وصلت البوابة وإلا طابور طوووويل واقف .. والتفتيش قبل دخول الطيارة كان دقيق بالمررررة .. ما أدري وش السالفة لكنهم كانوا يفتشون كل شنطة .. كل حزام .. كل شخص .. بس أن هناك كابينات للتفتيش الشخصي ... ما أدري وش السالفة .. لكن أنا شخصيا عديت بكل سهولة بدون أي تعقيد .. المهم وقفت أنا و وراي صاحبنا الامريكي .. خلصنا التفتيش . تأخر الأمريكي قليلا في التفتيش لأن طلبوا منه إزالة حزام البنطلون .. و طلبوا منه التوجه إلى كابينة التفتيش الشخصي ... اما انا فالحمد لله طلعت منها بلا تفتيش وبلا هم في النهاية الحمد لله لحقنا على الطيارة و ما صدقت أني دخلت الطيارة و جلست على الكرسي آخذ نفسي .. شوي وإلا صاحبنا الامريكي داخل وهو يلتقط أنفاسه مثلي وهو يضحك و يقول لي ( بتبقى هاللحظات ذكريات لك ولي ... فلا تنساها) قلت له أبشر بس خل نخلص و نتوكل على الله .. خلاص زهقنا من كثرة العراقيل... المهم أن في الطيارة أعطونا المضيفات فوطه ساخنة و جات هاذي الفوطة في وقتها بالضبط .. حطيتها على وجهي و شالت عني تعب الركض اللي ركضته في مطار أبوظبي كله ... و ما إن شلت الفوطة جان ألتفت على صاحبنا الامريكي وإلا أشوفه ليلحين ما شال الفوطة من على وجهه ... أنتظرته لييين شالها و عطيته أبتسامه و بعدها ألتفت إلى قدامي و إلا بعصير البرتقال و قائمة الطعام اللي أخترت منها عشا للرحلة وكان العشاء مناسبا و متنوعا بالإضافة إلى الوجبات الجانبية التي إن أحببت أن تختارها من القائمة من الآن
كانت الطيارة مليانة على الآخر ... اخوة من عمان .. ومن السعودية .. ومن قطر .. ومن الامارات ,, ومن الكويت و اجانب و مغاربة وغيرهم من الجنسيات منها التي أعرفها ومنها لا .. ولكن من خلال صولاتي وجولاتي في الطيارة طيلة الثمان ساعات و نصف عرفت أن هناك العديد من الاوروبيين كذلك معنا في الطائرة بالإضافة إلى القليل جدا من الأفارقة اللذين كانوا يتكلمون لغة غريبة جدا ... فلا هي بالعربية ولا الانجليزية ولا الفرنسية ولا حتى الهندية أو الروسية .. كلامهم كان سريع جدا جدا .. تكاد لا تلتقط الحرف الواحد الذي يقولونه.. وكل احاديثهم كانت جادة و على وجوههم علامات الجدية والحزم بعكس الأوروبين اللذين كان من الواضح أن هدفهم السياحة و التمتع .. فكانت الابتسامة لا تغادر شفاة أحد منهم ... يتكلمون بصوت خافت جدا .. يضحكون و يبتسمون لبعض .. يحاولون أن يخلقوا جوا باسما و ممتعا في الطائرة... بدأت الطيارة بالاقلاع ... بصراحة ما جاني نوم إلا ساعتين يمكن أو أقل و باقي الوقت قضيته في الشاشة اللي قدامي و كثرة السوالف مع المضيفات ... أستلمت الكرت تبع دخول المغرب .. وقمت أعبيه ... بقى شغلة وحدة ما عرفت معناها في الكرت !! ( الأسم قبل الزواج) !! الحمد لله كانت جنبي شابة مغربية ما شاء الله ذات حسن و جمال رهيبين لا يوصفان كانت توها صاحية من النوم و قمت وسألتها على طول ؟؟ قلت لها يا شيخة أنا عمري ما تزوجت والله !!! فكيف الاسم قبل الزواج ؟؟ يعني في أسم بعد أصلا حتى يكون في أسم قبله ؟ ؟ قالت لي ما عليك منه هذا للحريم بس !! قلت طيب .. فهمت أن النظام أنجليزي ... بحيث لما تتزوج الوحدة تشيل أسم زوجها .. خليت هالمكان فاضي و جهزت نفسي و حطيت الورقة بوسط جواز السفر و حطيت جواز السفر في جيب القميص و بعد ثمان ساعات و نص من *****ان المتواصل.. أعلن كابتن الطائرة أننا بدأنا الهبوط التدريجي إلى مطار محمد الخامس ... وكلها أقل من نص ساعة وأحنا في المطار
أحداث و قصص المطارات
قبل لا أنزل لمطار كازا ... تبادر في ذهني الكثير من الافكار وانا في الطيارة .. اكراميات !! تعطيل !! تفتيش !! زهق !! طول بال !! الخ الخ الخ .. من كثرة القصص اللي أسمعها وأقرأها في المنتديات !!
نزلنا مطار محمد الخامس في كازا و إلا بذاك الممر الطويل إلى الرحلات الداخلية !! ( كنت سائل الشباب في المنتدى من أول وين أروح أول ما أوصل كازا فقالوا لي روح بوابة الرحلات الداخلية و دربك خضر ) و فعلا كنت أتلفت على لوحة *****ان الداخلي .. ولقيت لوحة صغيرة معلقة مكتوب عليها *****ان الداخلي وعلى طول أتجهت إلى بوابه الرحلات الداخلية .. وأنا أمشي في هذا الممر الطويل .. لقيت مكتب للأستعلامات وقلت له أني رايح لي أغادير !! فأي بوابة أدخل !! الرجال بصراحة أرشدني بكل احترام إلى البوابة الصحيحة وكانت مظاهر الاحترام بادية عليه .. حيث أنه كان جالسا وأول ما سألته وقف وهو يكلمني وأخذ يوصف لي مكان البوابة بكل ما قدر من جهد و شرح... مشيت في هذا الممر الطويل .. المشكلة أن البوابات اللي على يمينك كثييييرة .. وأنا أذكر أن رجل الاستعلام قال لي أدخل آخر بوابة .. فقمت أنا من باب الاحتياط سألت شرطي واقف عند أحد البوابات قبل لا أوصل إلى البوابة الأخيرة عن رحلة أغادير .. وقال لي نفس الكلام ( روح على آخر بوابة على اليمين) .. هنا تطمنت أني أسير في المسار الصحيح.. ..المهم أنه كانت تتمشى جنبي حرمة مغربية كبيرة في السن نزلت معاي من نفس الطيارة و رايحة معاي إلى أغادير ...وصلنا بوابة أغادير .. نزلنا على درج صغير .. شوي و إلا لقيت في وجهي عمال بناء !!! دخلت مكان شكله تحت الترميم !! ما أدري وش القصة بالضبط لكن المكان كان غريب نوعا ما و ظلام ... ما عطيت الموضوع أهتمام أكثر من اللازم ... مشيت في طريقي وإلا موظف التفتيش في وجهي سلم علي و فتشني أنا بالأول و مشيت من غير أي تعقيد بس المرأة الكبيرة بالسن المغربية تأخرت كثيييير وانا ما حبيت أرجع وأسأل عنها عشان ما أعمل لنفسي مشاكل ..وصلت قاعة الانتظار .. والعجوز بعدها ما وصلت .. جلست أكثر من نص ساعة وإلا بالمرأة العجوز داخلة ومعاها طفلها .. فقلت في قلبي الحمد لله أنها وصلت مع أني مالي شغل فيها.. المهم ان الامور في التفتيش عدت كلها بكل احترام ومن غير أي تدقيق و ما واجهت أي مشكلة ولا أي تعطيل ولا أحد طلب مني لا إكراميات ولا غيره .. كانت الامور طيبة إلى هذا الحد
دخلت قاعة الانتظار إلى أغادير ... وإلا القاعة كلها اجانب و خوال .. كان عددهم قليل .. يعني ما كانوا يزيدون عن عشرة منثرين على كل القاعة... و بعد نص ساعة دخلوا تقريبا خمسة أو ستة أخوان خليجيين من الكويت والسعودية وأخ واحد عماني
طبعا أول ما دخلت القاعة سألت واحد من الشرطة المتواجدين هناك عن رحلتي و أرشدني إلى الجلوس على الكرسي المناسب لإنتظار الرحلة إلى أغادير
ما أطول عليكم ... كلها نص ساعة و إلا طيارة أغادير واصلة ... يوم شفت الطيارة تذكرت أمور كثيرة قريتها في المنتدى عن الطيارة هذه !! كانت فعلا طيارة تشتغل على مراوح !!! ما كانت طيارة تخوف إلى ذيك الدرجة لكن كانت طيارة متواضعة إلى أقصى حد ... يعني يااااا الله تحملنا إلى أغادير .... دخلنا الطيارة أم المراوح و أستغربت من طريقة الدخول .. ما في باص يوصلك للطيارة !! أول ما تفتح البوابة على المسافر أنه يروح يمشي إلى الطيارة !! كان الوضع غير مألوف .. وما كنت متأكد من هالقصة ... حسيت ان أنا قاعد أسوي شي خطأ .. شلون أمشي في مكان تطير منه الطيارات ؟؟؟ كان الموضوع في البداية محل أستغراب .. وأعتقد أن الموظفة اللي قصت لي البوردنق لاحظت أني مو طبيعي .. فأشرت لي بيدها أنه عادي .. روح وأمش للطيارة وأركب .. لما شفت الكل قام يمشي وسط هالبراحة .. وطيارات على يمينك وثانية على يسارك .. قمت أنا أمشي بعد معاهم إلى الطيارة .. وصلت الطيارة ودخلت ومعاي شنطة يدي .. طلب مني المضيف أن أخليها عنده لأنه ما في مكان في الطيارة ولا على الكرسي .. فقلت له تفضل .. ما فيها إلا ثياب ... فأخذ الشنطة وحطها جنبه .. و أول ما دخلت وجلست على الكرسي دقيت على السايق لأنه قال لي كلمني أول ما تركب الطيارة في كازا وانا باكون في أنتظارك في أغادير بعد ما أنهيت مكالمتي مع السايق جلست أناظر من نافذة الطيارة وأشوف المراوح وهي تتحرك .. جان أشوف العجب العجاب ... عادة اللي يتأكد من سلامة الطيارة قبل إقلاعها المفروض يكونون مهندسين مختصين و معهم أجهزتهم ومعداتهم الي تخليهم يتأكدون من سلامة الطيارة .. لكن طيارتنا العجيبة غير شكل بعد و مهندسينهم أعجب وأعجب لأن اللي كان جالس يتأكد من سلامة الطيارة ويتأكد من سلامة محركاتها كأنه واحد شارد من الثانوية و مش راضي يرجع للمدرسة.. شاب صغير ... شعرة طوووويل .. و لابس قبعة سودة و قميص أبيض ملطخ بالديزل و بعض البقع السوداء وجاي يركض من البوابة اللي طلعنا منها ( انا قلت يا ربي وش هالمهندس ذا اللي الله أبلشنا به..و بعدين وش فيه ما يحوم حول الطيارة ؟ و ش فيه واقف بعيد عنها كذا كأنه خايف منها!! ) السالفة كانت غريبة نوعا ما .. المهم أن خذ له خمس دقائق واقف عند الطيارة و في يده جهاز لاسلكي و جات وحدة بنفس عمره و سلمت عليه وما أدري وش قالت له و بعدها أشر للطيار وكأنه قال له توكل على الله وطير ... انا بصراحة خفت شوي يوم شفت هالموقف!! وش ذا ؟؟؟ أش هالسالفة هاذي بعد؟؟ المهم قلت انا الحين ركبت الطيارة .. حالنا حال غيرنا وأمرنا لله .. طارت الطيارة .. وما أدري كيف غطيت بالنوم فيها تقريبا نص ساعة مع أني ما قدرت انام في الدرجة الاولى في طيران الاتحاد ... بس سبحان الله !!!... كلها ساعة في هالطيارة العجيبة و إلا وأحنا نازلين مطار أغادير الشماء ... طبعا مثل ما رحنا للطيارة مشي ... هالمرة بعد نزلنا منها مشي بعد ما أستلمت شنطتي من على الارض .. المضيفين كانوا نزلوها تحت .. أخذت الشنطة و مشيت إلى أن دخلت المطار و إلا بالسايق يدق علي و يقول لي أنه ينتظرني عند البوابة فقلت له طيب .. انا نزلت الحين من الطيارة .. كلها شوي و جاي لك
الغريب في الموضوع أن في أغادير تختيم الجوازات يجي قبل التفتيش مع أن المطار داخلي .. لأن تعودنا أن المطارات الداخلية في أوروبا وأمريكا ما يكون فيها تفتيش مادام أن هي داخلية .. وإنما يكون فيها التأكد من الهوية فقط وبقية الجاراءات الشكلية.. أما في الرحلات الدولية فيكون التختيم فيها قبل التفتيش ... على العموم .. وقفت في الصف أنتظر أن يختمون جواز سفري ... وصل دوري وأعطيت الموظف جواز سفري و بداخله كرت الدخول اللي انا عبيته في الطيارة.. رحب فيني الموظف كثير .. و قال لي أنت مولود في نفس البلد اللي تحمل جنسيته !! قلت له ايه نعم ... (قال طيب .. الله يبارك فيك و يحميك) .. قلت له شكرا ...قال لي ( الله يحييك في بلدك) قلت له شكرا .. ( قال مرحبا فيك والله ) قلت له شكرا .. ( قال احنا نحبكم ) قلت له شكرا .. قال ( البيت بيتك.. والمغرب مكانك) .. قلت له شكرا..قال ( الله يخلي لك شبابك) قلت له شكرا .. قال ( الله يرحم الوالدين) قلت له شكرا .. بعدها قال لي بنبرة خجل و انكسار ( ما في اكرامية حق أخوك المسكين!!) قلت له ( لا والله يا خوي .. أنا ضيفك وانت المفروض تكرمني ) فضحك ضحكة من قلب و قال ولا يهمك أخويا وهذا الختم أكراميتي لك .. قلت له بارك الله فيك .. شكرا و مشيت من عنده
طلعت من الجوازات و شفت أنه في طريقين .. طريق للي عندهم حقايب و طريق ثاني للي خالصين وما عندهم شي .. طبعا انا ما عندي إلا حقيبتي اللي في يدي .. فعلى طووول أتجهت إلى بوابة الخروج و إلا بشرطية حرمة عند الباب تقول لي أنت من وين ؟؟؟ كلمتها بالانجليزي و قلت لها ليه تسألين والناس البقية اللي يمرون وما سألتيهم ؟ فقالت لي أن هذه أجراءات ولازم تعرف .. المهم رديت عليها بالانجليزي و قلت لها أني عربي ... ولما عرفت اني عربي قالت لي حط الشنطة في الجهاز للتفتيش!! مع أني شفت بعيني اجانب يمشون من غير ما يحطون شناطهم ... المهم ان الموضوع كان على الجنسية .. لما تكون عربي و خليجي باللذات تتفتش .. ولما تكون أجنبي ما تتفتش هذا بالمختصر اللي شفته و حسيتة منها ... حطيت شنطتي .. و أستملتها من الصوب الثاني بدون أي مشاكل وما أخذ الموضوع أكثر من ثواني و ما طلبت مني أني أفتحها وما طلبت مني أي أثبات هوية ...
طلعت من عملية التفتيش وإلا صراف البنك الشعبي في وجهي ... سحبت لي ألفين درهم مغربي وأتصلت على السايق وإلا المسكين ينتظرني عند الباب ... شفته وأنا أكلمة بالموبايل و ركبت معاه و توجهت معاه إلى السيارة مباشرة و ماشاء الله ما أدري كيف كان سافطها عند باب المطار ... شكله صاحبنه واسطته قوية بالمرة .. المهم أني ركبت السيارة و ركب السايق معي وكان السايق يتكلم بالموبايل .. وبينما هو يتكلم و إذا بأحد الشرطة الواقفين عن باب المطار يجي و يفتح باب السيارة و يسلم علي بكل حرارة و أحترام و تحمد لي على السلامة و سكر الباب و مشى !! انا أستغربت من الموقف ؟؟ وش السالفة ؟ ليه عمل كذا ؟ لا طلب مني إكرامية ولا أي شي ؟؟ سلم ومشى؟؟ الموضوع غريب شوي لكني ما جلست أفكر كثير .. خليت اللي صار وكأن شي ما صار .. خلص السايق من مكالمتة .. توه بيشغل السيارة وإلا بذاك اللي يناديني بإسمي !! انا طقني الجنون!! من هذا اللي يعرفني وقاعد يناديني بإسمي في أغادير !! ما أخبر أني أعرف أحد في المغرب أبدا !! التفت على اليمين وإلا بصديق لي سعودي قدييييم جدا ... سبحان الله من وين طالع !! سلم علي بقوة و حرارة لأني مبطي عنه ومن زمااااان ما شفته ... وأثنيناتنا سألنا بعض في نفس الوقت ( وش جابك!! ) .. لا إله الا الله.. اللي ما جمعتنا السنين تجمعنا أغادير ؟؟ المهم أن هذا الصديق القديم حاول أن يوصلني أو يعزمني على الغدا في نفس الوقت !! انا أستحيت منه وفي نفس الوقت أستحيت من اللي دز لي السايق .. فوعدته أن اجي له مرة من المرات وعدى الموقف على خير
أخيرا .. شغل السايق السيارة .. و على درب السلامة إلى فندق أماديل ... طبعا الخضرة ما شاء الله على يمينك و شمالك طول الدرب.. وهالشوارع الزينة حواليك ... الطريق كله ممتع .. ما في أي ذرة ملل ..طلبت من السايق أن يوقفني عند أي مكان أشتري فيه شريحة للجوال .. فقال لي ما في مشكلة لكن ما في أي مكان في طريقنا حاليا .. خليني أوصلك الفندق وأنا أجيبها لك إلى الغرفة .. فقلت له ما عندي مشكلة.. وصلنا الفندق .. دخلت وعلى الرسبشن عطيتهم أسمي وأخذوا يدورون عنه اليييين لقوه .. وهنا حصل موقف آخر غريب نوعا ما ... في واحد من الرسبشن ... شكله خليجي !! أستغربت أنه فعلا خليجي و كبير في السن ... جاني وعطاني الكرت تبعه و قال لي أن أنا تبع المؤيد واحنا حاضرين لك في أي شي .. و حياك الله ... وهاذي كل أرقامنا .. وطلب من السايق اللي وصلني أنه يوديني إلى مطعم القلعة !!! المهم أن الرجال طلع لا موظف معاهم ولا شي ... طلع نفسه صاحب شركة المؤيد اللي سمعت عنه كثير .. فرحبت فيه وقلت له إن شاء الله .. العاملين في الفندق جهزوا لي المكان .. و يا الله من فضلك بدينا مشاوير أغادير اللي راح أتكلم عنه في الجزء الثالث ... تابعوني
2011-10-04, 10:06 AM
المواضيع المتشابهه للموضوع: رحلتي إلى أغادير (من15-9-2011 إلى2-10-2011)
العرض العادي
الدرهم المغربي مقابل عملات الخليج