هذه القصة تحكي واقعاً عايشه أحدهم ..
هذا الشاب ليس أنا
وهو ليس سعودياً ، ولا يسكن في قريتنا
والبلد التي سافر إليها ليست المغرب ، والفتاة التي قابلها ليست مغربية ، ولم يسكن في كازا ولا في أي مدينة في العالم ..
لكن الأحداث حقيقة (جداً ) ، وصادقة (جداً )
((( ما أطالب به هو أن لا يقف أحد عند التفاصيل ))
الساعة قبل العاشرة صباحاً في مطار الملك خالد ..
المذيع الداخلي بالمطار يعلن عن طائرة كازا
رفعت النظارة إلى عيني بحركة لا إرادية
راقبت شاشة الرحلات المغادرة
كنت قد أنهيت إجراءات السفر
( يعني جاهز بالبوردنج والجواز )
تأكدت من رقم في جوالي
(ولأني لا أثق بالتقنية على الإطلاق لأني فلاح من النمط القديم ، فقد أخذت الاحتياطات اللازمة بكتابة الرقم في ورقة ، وفي جيب الشنطة ، وعلى العزبة ) ولم أكن مستعداً لتقبل أي رهانات فاشلة في هذه السفرة ..
طبعاً أن ابن قرية ، وابن القرية تقتله الهزائم المعنوية و الفشل في تربية القرووين كلمة غير مقبولة ( حتى ولو كان الهدف سخيفاً ) ولهذا تجدنا نتداول مثل يقول ( الغليبة شينة لو بالكعابة )
تأكدت من الدولارات الخضراء التي انتفخت بها محفظتي ، وأعدتها إلى ( مخباة البنطلون ) وعدت لأتحسسها بيدي من باب التأكد بعد أن عديت التفتيش ..
ألم خفيف وزقزقات في بطني ( طبعاً أنا رجل أنعم الله علي بكرش يفرش نصف متر قدامي ، وكنت أحس بحرقان ) ، ولعنت الساعة اللي أكلت فيها من مطعم البيتزا اللي في المطار ، وفجأة خطر لي إني ( أتفقد الدولارات ) وبعد أن تطمنت عليها عدت للقلق على الحرقان ، وتذكرت عشائي البارحة عند الوالده ( كان العشا مرقوق محشو بكمية كوسة وقرع وبيدجان على كيفك )
بعد ما تذكرت عشا الوالده تحسست الدولارات ( راح تقولون ليش ؟ طبعاً أنا عندي سبب لأن الفلوس هذه نتيجة عمل ثلاثة أشهر في موسم الكوسة ، وطبعاً أنا غير محظوظ على الإطلاق والقرش يجي بيدي بطلعة الروح ، وكلكم يذكر يوم الطماط زاد سعره .. تصدقون إني كنت فارش المزرعة كلها كوسة ، وكنت أشوف الناس تبيع الطماط بأربعين وخمسين ريال جملة .. وأنا أبيع كوستي بثمانية وعشرة ))
لا أحد يقول قلبها مناحة ، أنا مستانس وراضي ، وبسافر ، ومقرر إني ما أسمح لشي ينغص رحلتي مهما نزل سعر الكوسة أو أرتفع ( شكلها صارت سواليف مزارعين ونسيت إني في منتدى المزاعيط ، بس اسمحو لي أنا حالف إني أكتب تفاصيل رحلتي الأولى بالتفصيل الممل حتى لو لم يقرأها سواي !!!!
تطمنت على الوضع ، وألقيت بجسدي المنهك على مقاعد المطار الجافة والتي تشبه أخلاق رجل صحراوي ، فهي تلسعك ببرودتها وجفافها ، وتلح عليك بالمغادرة ( وكأنها صممت بهذا الشكل عن قصد )
بعد ما جلست فكرت أفتح اللابتوب ، لكنني تراجعت وبدلت رأيي وقلت يا ولد ( تمش بالمطار شف وش عندهم ؟؟؟ )
وأثناء التمشية ( شفت الناس خرشة وقروشة ، وإلا هذا باب الطيارة فتح ) شعرت أن الجميع سعداء ومتفائلون ، خلفي ثلاثة شباب في ثياب أنيقة ، ويتحدثون بصوت عال عن مغامراتهم العاطفية ، و لم أكن بحاجة لاستراق السمع فهم يتحدثون بصوت عال بطريقة جعلتني أحاول أن أبدو وكأنني لا اسمع شيئاً ( لكن الظاهر إن هم أصلاً مب ضاربين حساب لي ولا لغيري نسمع ما نسمع كله سوا )
ألتفت خلفي باستدارة كاملة ( ودار معي الكرش وكأنه بدي كرين ، كان الشباب في غاية الأناقة .. جزم لامعة ، وأحزمة فرزاتشي براقة ، وقمصان لوي فيتون ) قلت في نفسي ( أي والله اللي رحت فيها يا خبوبي ، من يبيك أنت وقميصك اللي مشتريه من باواث بخمس وعشرين >>>>> طبعاً بعد المكاسر والزعل والنكاده )
دخلنا الطياره ..
وقعدت وأنا طاقها ندامه ، وأقول في نفسي ( الله يلعن حمود .. وراه ما علمن إن العالم بتكشخ وتتزين .. كان بقيت على مصر أبرك لي نضيع مع ( الهراديس ) اللي زينا ، ونقزرها قهاوي شعبية ، ونوفر وقت وفلوس ..
جلست على كرسي الطيارة
كان ضيق قليلاً ، لكنني كنت متعود على تصريف كرشي ، شعرت أن الراكب الذي بجانبي ينظر إلي نظرة تعبر عن التأفف وعدم الرضا ( وأنا لا أشره عليه ) فما من أحد يسعده أن يكون من بجانبه رجل ضخم الجثة ( تطلع الزوائد الشحمية يمينه ويساره ويشارك العالم في كراسيهم اللي دافعين فيها فلوس )
على بال ما زبطت وضعي في الكرسي ، وبديت أتلفت يمين ، وشمال ( مدفوعاً بشغف ابن القرية الذي لا ينتهي من الاستطلاع ) ، إلا أشوف قدامي شخص ما توقعت أشوفه إطلاقاً في ها المكان ..
تبون تعرفون مين ؟
لاحقاً أكمل ..
2010-12-05, 01:33 PM
المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة لا أعرف صاحبها ..
العرض الشجري
الدرهم المغربي مقابل عملات الخليج