احد الشعراء يهجو الانترنت 
كرهت النت حتى ضقت نتّا
وأسبابي لهذا الكره شتّى
فمنها أنّه بحرٌ عميقٌ 
 وكم يأخذ من الساعاتِ وقتا
ومنها أن وقتي ليس ملكي
 فإن أنفقتهُ أنفقتُ سحتا
فلي عملي وأبحاثي وعلمي
 فكيف وأن لي أهلاً وبيتا
وأطفالاً أربيهم صغاراً 
 وأمنحهم من الأسبوع ستا
فهذي أكبر الأسباب صدقاُ
 وهذا ما يزيد النت مقتا
ومن سوءاتهِ أنّي أجدهُ 
 كمقبرةٍ تقضي العمر صمتا
كأنك كنت فوق الأرض تمشي 
 وصرت تجالس الأموات تحتا
وأحياءٌ تكلمهم ولكن 
 تحس بأنهم أشباه موتى
فلا تسمع لهم حساً وتبقى
تخاطبهم على الألواح نحتا
تكاتبهم وما يدريك من هم؟ 
 وإن خاطبتهم صوراً وصوتا
ومن آفاتهِ الإدمانُ فيهِ 
فبئس الشخصُ ان ادمنت نتا
ومن حسناته أني ألاقي 
 أناساً قد قضوا في الطيب صيتا
رجالاً أو نساءً طيباتٍ 
عفيفاتٍ و أكفاءً صُموتا
ومن أفضالهِ أني أديبٌ 
 فأكتب فيهِ إن أحسست كبتا
ولكن إن كتبت به فأني 
 كمن يرمي النوى بحراً وخبتا
فلا ينبت به زرعٌ ويبقى
وما حفظت مروج النت نبتا
وقد يسرقه سارقهُ بيسرٍ 
 وينسبه إليه وإن شكوتَا
فلا ينصفك منه أي شخصٍ
 ولا يسطيع قاض أن يبتا
فهل يرضى بهذا الفعل دينٌ
ولا عرفٌ ولا خلق تأتى
فهذا النت فاقررني عليهِ
 وهل أنصفتهُ وصفاً و ثبتا؟
فإن خالفتني فاردد عليّ
 بشعرٍ مثلهِ أنّى كتبتَ
.gif)
.gif)