في لحظة تعتقد بأن الحياة انقضت عليك بروتينها المممل الرتيب، و بأنك ستعيش حياتك بلا تجديد .. و في لحظة يتغير كل شيء إلى الأفضل
بمعنى .. عِش حياتك كما هي و لا تيأس من قادم الأيام .. عِش سعيداً و متفائلاً بشكل دائم و دع الحياة تقرر لك ما ستواجهه.
كن إيجابياً و لا تفكر في سلبياتك و كن اكيداً بأن الأشخاص من حولك سيكون متغييرين و بأن طريقة عيشك ستتحسن للأفضل بإذن الله.
خرجت والشوق يملأني .. أنتعش فؤادي و ازددت شغفاً ولهفة .. و متعجباً من هذه الحياة التي تفاجئني طالما حييت.
أنا على موعد مع صاحبة شنطة السفر، ذات الشعر الأسود و العينين الوسيعتين و ذات الملامح (( اللاتينية )) .
يفصلني عن الـ Maison B مسافة قليلة و زمن قصير، حيث يقع موعد اللقاء في منطقة عين ذياب القريبة من مطعم الباسمان.
ركبت التاكسي باتجاه الـ Maison B و وصلت بعد عدة دقائق .. ترجلت من التاكسي و دخلت المكان .
بحثت عن صديقتي في إرجاء المكان، و وجدتها جالسة على إحدى الطاولات .. الطاولة لشخصين و كراسيها مرتفعة .
المكان إضائته خافتة و الشموع الرومانسية تملأ و تنير أرجاء المكان .. الجو شاعري جداً و الموسيقى الهادئة تطرب و تنغم كلاً من يسمعها .. ولحد اللحظة لم يبدأ الـ DJ في بتغيير الجو الشاعري.
ابتسمت لي بثغرها الباسم و بملامحها الهادئة .. ألقيت السلام عليها و اتخذت موضعي أمامها.
حضر الجارسون و وضع قائمة المشروبات الخفيفة على طاولتنا .. تحدثنا قليلاً و اخترنا مشروباتنا ..
قلت للجرسون .. احضر لنا أفضل ما لديك من (( الكوكتيلات )) المنعشة جسدياً و فكرياً .. يا عزيزي نحن ورائنا ليلة طويلة من السمر و السهر.
رد عليّ الجرسون بلغته الدارجة .. (( واخه كون هاني يا سيدي ))
ضحكت صاحبة شنطة السفر و قالت .. أنت لا تكف من الانتعاش و يبدو لي بأنك تريد أن تكون سعيداً بشكل دائم
قلت لها .. بالفعل يا سيدتي، لا مكان للاكتئاب و الحزن ننبذه و نبعده و نعيش و نتعايش مع كُل من حولنا.
قالت لي .. ما كل هذه الشاعرية
قلت لها .. يبدو لي بأن مفعول الـ (( الكوكتيل )) بدأ يعمل بشكل صحيح و أنا لا أمثل نفسي في هذه اللحظة و أرجو أن لا تلوميني .. استغلي هذه الفرصة يا عزيزتي و اخرجي ورقة و قلم و اكتبي خلاصة خبرتي في هذه الحياة ههههههههه .. أنا آخر الرجال المحترمين.
ضحكنا و تحدثنا و تفحصنا ملامح بَعضُنَا بشكل دقيق .. ازداد الجو روعةً و المكان بدأ يمتلئ بالبشر الباحثين عن المتعة.
حضر الجرسون بكامل هندامه و وضع على طاولتنا صحن فيه بعض العينات من الـ (( سوشي )) .. وقال لي هذه هدية المكان.
أمسكت صاحبة شنطة السفر بالعصاتين الخشبيتين و اختارت واحدة من الـ (( السوشي )) و ضعتها في فمي ..
ويبدو لي يا أعزائي بأن تأثير (( الإسباني )) بدأ يعطي مفعوله هههههههه ..
السوشي رائع جداً .. تلذذت بمحتوياته و طلبت من الجرسون بأن يحضر صحن أكبر و مليء بالسوشي ..
السوشي لا يسمن و لا يغني من الجوع .. و خاصة أنني من هواة (( الكبسة )) سعودية الصنع .. ولكن الوضع الحالي يتطلب السوشي وخاصة السلمون .
بدأ الـ DJ يصدح بالـ (( House Music )) العالية و تجاوزت الساعة منتصف الليل و بدأ المكان يزدحم .. أنا و صاحبة شنطة السفر تركنا طاولتنا و بدأنا نندمج بين الحضور .. تارة نكون بجانب الـ (( Bar )) و تارة على على اقدامنا مندمجين بين الحاضرين .. السعادة تملأنا و الليلة يبدو بأنها ستطول
قلت لها .. أنا أتوقع بأنك لن تسافرين هذه الليلة ..
قالت لي وهي ضاحكة .. أنا سأسافر بـ (( سيارتي )) بعد نهاية في اي لحظة و لكن اترك الأمور تأخذ مجراها ولا تسألني عن موعد سفري لأنني سعيدة في هذه اللحظة.
بيني و بينكم أنا لست من محبين الـ DJ الغربي ولا يستهويني، واعشق الطرب العربي .. لكن هذه الليلة مغايرة تماماً و التجديد مطلوب دائماً.
قلت لها .. أنا متشوق جداً للطرب العربي في هذه اللحظة و أُذني الطربية أخبرتني بذلك .
قالت لي .. اخبرني ماذا تريد ؟
قلت لها .. يبدو لي بأننا اكتفينا من الـ DJ الغربي و تناولنا من السوشي ما يكفينا و أنا ارغب في تغيير المكان .. أريد طرباً عربياً خالصاً.
قالت لي .. إذاً فلنقم بتغيير المكان
قلت لها .. الساعة الآن تشير للثانية صباحاً و الـ Punjab هو مرادنا و مكاننا المناسب في هذه اللحظة .. إذا فلنذهب مسرعين إلى هناك.
دفعت إكرامية جيدة للجرسون (( الحبوب )) وشكرته على حسن خدمته لنا.
الـ Punjab يقع في عين ذياب و قريب جداً من الـ Maison B و هذا هو الأهم.
خرجنا مسرعين و متشوقين لطربنا العربي الأصيل و السوشي يملأ بطوننا و السلمون بدأ يأخذ مفعوله.
دخلنا الـ Punjab و ألقيت السلام على مدير المكان (( سليم )) و أخبرته بأننا نريد طاولة في مكان مناسب.
سليم رجل ذكي و مدير ناجح و يخدمك بشكل راقي و يتأكد في كل لحظة بأنك سعيد و مرتاح البال.
اخترنا طاولتنا الموقرة و جلسنا ..
يتبع ..