يبدو بأنني فقدت جزء من السيطرة على عواطفي .. ودليل ذلك بأنني مسحت التسجيل الصوتي.
الآن أنا بصدد التخلص من الحسناء اللعوبة بأي طريقة كانت، لكنني احتاج لبعض من الوقت و قليل من الدهاء .. صعدت معي اللعينة الجميلة بالتاكسي للمرة الثانية وهذا مايسمى (( باللبشة )) .. وهو كما نقول له (( يا من شراله من حلاله عله ))
هي الآن (( كغراء )) جونسون شديد الإلتصاق، و الملعونة تريد أن تتمتع بحرق أعصابي .. تريد الإنتقام بأي شكلٍ كان و بأي طريقةٍ كانت.
صحيح بأنها جميلة الخِلقة لكن بدون خُلق .. لكن يبدو من خلال حديثها و طريقة تصرفاتها بأنها ماكرة و فارغة العقل و عديمة المشاعر و العواطف.
من المؤكد أنها تعرضت للعديد من الصدمات بالرغم من صغر سنها .. ربما تعرضت للتعنيف بشكل قاسي وهو ما أنعكس على طريقة حياتها و كيفية قيامها بعمليات النصب و الاحتيال من أجل إرضاء ذاتها.
هي بجانبي في التاكسي و تنظر لي بإبتسامة خُبثٍ و دهاء ..
أخبرت التاكسي بأن يذهب إلى أحد المقاهي التي تقدم الشيشة في عين ذياب.
وصلنا للمقهى و ترجلت من التاكسي .. دخلت المقهى و الماكرة تلحق بي.
جلست بجانب أحد الطاولات و طلبت شيشة (( تفاحتين )) و أتاي منعنش بالنعناع .. قمت بأخذ نفس مطول من الشيشة و أدخلته في جوف أعماقي و نفثته في الهواء و أحدث لي (( دوخة )) لطيفة ظريفة و عيني (( زغللت )) بطريقة إستغرابية مما يحدث .. ألحقتها برشفة من كأس الأتاي .
تجاهلتها .. و أمسكت (( بسلك السماعة )) و اوصلته بأذني و استمعت إلى مقاطع طربية من روائع الراحل وديع الصافي ..
عادت تسائلني مازلت تهوانا ... هل أنت تذكر ما من حبنا كانا
في مقلتيك بريق بت ألمحه ... فيوقظ الفجر في الأوصال حيرانا
هذا الفؤاد وميض الشوق يلهبه ... كالطير حام على الغدران ظمآنا
أجبتها والهوى روض يظللني ... ألفت فيه أناشيداً وأغصانا
مازالتُ للحب أحيا في خمائله .. لي منزل يشتيه الصبح نشوانا
الطرب زاد من شجوني و اطربني و الشيشة نغمتني و رفعت مزاجي و الأتاي انعشني ..
لا زلت أتجاهلها و نسيتُ فعلاٍ أنها بجانبي وهي بالنسبة لي كتمثال ليس له قيمة نهائياً ..
هي لم يعجبها الحال و بدأت تمتعض و اكتسحت على ملامحها نوبةٌ من الغضب الأنثوي .. حاولت بأن تلفت انتباهي ببعض التصرفات و لكنني استمريت في تجاهلها .
سرقني الوقت و أنا لازالت متنغمٌ في مزاجي العليل .. يبدو بأنني تجاوزت الساعة و النصف و كأن شيء في داخلي يخبرني بأنني أحتاج إلى كأس من مشروب (( الزيزفون الهيدروليكي )) .. لذلك يجب تغيير المكان سريعاً .
طلبت الحساب من أجل تغيير الوجهة إلى (( Sky 28 )) الواقع في الدور الأخير لفندق (( Kenzi Tower )) في منطقة المعاريف .
وصلت لوجهتي المطلوبة و اللعينة تلاحقني باحثةٌ عن إرضاء متعتها الثعلبية.
دخلت للفندق و اتجهت نحو المصعد والَّذي أخذني بدوره إلى الطابق الأخير .
جلست على الـ Bar و طلبت من النادل إعداد كأس من (( الزيزفون الهيدروليكي )) و بعض من المكسرات الساخنة.
ارتشفت كأسي على أنغام عازف (( البيانو )) في هذا المكان الرومانسي الهاديء .. وصعدت بمزاجي نحو طبقة الأوزون و شعرت بأنني طائر فقد نفسه في هذا الفضاء الفسيح.
استمريت في ذلك قرابة الساعتين و هي لا زالت كالتمثال عديم الفائدة.
طرأت على بالي خطة أخبث من خطط أنثى الثعلب التي بجانبي ..
في غفلة منها .. مددت يدي بداخل جيبي و أخرجت مبلغ من المال و أعطيته للنادل و قلت له بأن هذا الحساب، و حرصت بأن لا تلاحظ ذلك.
قلت لها بأنني ذاهب (( لدورة المياه )) وبدأ على ملامحها شيئاٌ من الريبة ..
اتجهت نحو المصاعد مباشرة و خرجت من الفندق بكل بساطة و استقليت اقرب تاكسي بالخارج .. و بهذا تخلصت منها نهائياً .
اتجهت نحو مقر سكني و قمت بأخذ دش بارد و أخرجت بعض الملابس استعداداً لسهرة (( واعرة )) وهذا ما احتاجه بالتمام في هذه الليلة .
خرجت للـ (( البلكونة )) و أخذت قِسطاً من الراحة و ألقيت على مسامعي بعض من الأنغام الطربية .
قمت بكوي قميصي و بنطالي و لمعت جزمتي و وضعت بعضاٌ من عطري المفضل (( Black Orchid )) و هممت بالخروج ..
الجو رائع و نسمات الليل أحيت مهجتي و أراحت لي خاطري .. أنا في استعدادٍ تام لسهرتي و لاشيء يقلق مزاجي و أشعر بارتياحٍ تام لذلك.
قررت بأن أسهر لهذه الليلة في (( سيناريو )) عين ذياب ..
يتبع ..
التعديل الأخير تم بواسطة Khaledsfzg ; 2016-09-10 الساعة 10:57 PM