وكأن صاحبة الصفات (( الكاردشيانية )) على وشك الوقوع في شباك الفتى (( القمحي )) وارد الجزيرة العربية
اقتربت اللحظة و تم إنجاز أكثر من خمسون بالمائة من تنفيذ الخطة الاستراتيجية المحكمة بعد أن تأكدت جيداً بأنها ليست بصحبة (( ضبعٍ لعين )) .
هنالك ثغرات و هنالك نسبة مخاطرة عالية فيما سأفعله من جرأة في الأوقات القادمة .
قلت لنفسي .. أنهض أيها الجبان و اهجم بحنية و تجرأ و قوي قلبك المهترئ و كن كالأسد في شجاعته و كالثعلب في دهائه و كالتمساح في افتراسه و كالثعبان في لدغته .. إلخ
إنها من أقدم الطرق الكلاسيكية على مر العصور .. تنهض من مكانك و تتجه نحو الأنثى الجميلة و تخبرها بأنك معجب بها و تريد التعرف عليها .. هذا هو بكل بساطة .
لكن هناك عدة احتمالات .. فيما يلي:
- إما أنها ستصرخ بصوت عالي و سيتم ضربك من قبل كل (( الذكور )) و ستعض الأرض عضاً مبيناً .
- إما أنها سترفضك بكل هدوء و ستقول لك (( سير سير الله يعاون أخويا )) .. وهذه ستكون أكثر ألماً من الضرب .
- إما أنها ستتقبلك بكل لطف و ترحاب و ستكون بداية معرفة جيدة لكردشيانية المكان و الزمان .
إذاً .. وعلى بركة الله نهضت باتجاهها و جسمي مثقل بالاحتمالات السابقة و كثرة التفكير في عواقب الأمور .
قلت لها .. سلام .
نظرت لي بتثاقل و لم ترد السلام .
اللعنة .. بداية ليست موفقة !
طرأ على بالي جملة كلاسيكية سريعة لإصلاح الموقف و خاصة بأن الغضب بدأ يتملكني بنسبة عشرة في المائة .
قلت لها .. أعتذر منك و لكن أنا رأيتك قبل فترة في دبي و أحببت أن أتأكد من صحة ذلك !
اللعنة .. لم ترد أيضاً
إذاً .. سأرجع مكسور الجناح و كذبتي البيضاء لم تساعدني ..
وبالفعل استدرت سريعاً و خيبة الأمل تنخر عضمي ..
وقلت في نفسي، أرجع (( لبلاصتك يا سي خالد ))
و بينما أنا على وشك المغادرة ..
إذ بصوتها العذب يخرج من جوف حلقها وهي تقول .. أين شاهدتني في دبي !
إصباع قدمي الكبير .. اهتز طرباً و فرحاً و أرسل شحناته الكهربائية لتشحن سائر أرجاء الجسم بالطمأنينة والفرح والسرور .
أهديت لنفسي مقطع من قصيدة (( أراك طروباً )) ليزيد بن معاوية، و أحسست بعذب كلماتها كما تغنى بها (( محمد مرشد ناجي )) المطرب اليمني العملاق
أراك طروباً والهاً كالمتيم ... تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة ... وما هذه إلا ســجـيــّة مـغــرُّم
كاردشيانية الأطلسي نطقت يا (( جدعان ))
إذاً .. تم إنجاز أكثر من ثمانون بالمائة من الخطة الاستراتيجية .
رغم كذبتي البيضاء بأني شاهدتها في دبي ! .. إلا أنها اصابت الهدف بنجاح، وبما أنها سألتني أين شاهدتني في دبي ؟ .. فمن المحتمل أنها ذهبت إلى دبي من قبل .
السؤال هنا .. والذي ورطني فعلاً !
ماذا سأقول لها ! .. بماذا سأجيبها ! .. أين شاهدتها في دبي !
اللعنة .. تورطت مجدداً
خطرت على بالي إجابة سريعة و دبلوماسية محكمة .. قلت لها شاهدتك في دبي مول :)
فمن المؤكد أن الجميع قد ذهب إلى دبي مول .. وهذه الإجابة عبارة عن دعم جيد للكذبة البيضاء.
ضحكت اللعينة .. وقالت أنا لم أذهب إلى دبي في حياتي نهائياً .
قلت لها .. لو تكرمتي أين أجد دورات المياه ؟
ضحكت و أشارت بيدها نحو الكرسي الملاصق لها ..
وقالت لي .. تفضل بالجلوس
قلت في نفسي بصوت لا تسمعه ..
أحسد أقداحاً تقبل ثغرها .. إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
والله لولا الله والخوف والرجا .. لعانقتها بين الحطيم وزمزم
قلت لها .. ما أسمك ؟
قالت لي .. إكرام
عاشت الأسامي يا إكرام ..
إكرام .. أنت كما قال أبو القاسم الشابي
يالها من وداعة وجمال وشباب مُنعم املودِ ..
يالها من طهارة تبعث التقديس في مهجة الشقي العنيد ..
يتبع ..