فقت من (( النعاس )) بعد ليلة (( عامرة )) بالسهر و مليئة بالطرب و الشجن
طبعاً أنا من عشاق المطبخ المغربي بكل أنواعه و أصنافه وبما أني عاشق لهذا المطبخ (( العامر )) بكل ما لذ و طاب
قررت الاتجاه مباشرة لمطعم La Sqala الشهير في الدار البيضاء
ولكن قبل ذلك يجب أن يتم تحسين المزاج بكوب رائع من الاسبيريسو
أخذت دوش دافيء و جهزت ملابس خفيفة من أجل الخروج .. جهزت نفسي و خرجت
اتجهت نحو مقهى Venezia في منطقة المعاريف .. اخترت طاولتي على ناصية الشارع من أجل مشاهدة جميع الأحداث
طلبت قهوة اسبريسو و تارت الشوكولا بالإضافة لماء بارد ..
أشعلت سيجارتي و تناولت قهوتي و استمعت لبعض الطرب الأصيل في موبايلي .. جلسوا بجانبي بعض الفتيات في سن العشرين، كانوا يتناقشون بحدة و بغضب عن سفرتهم الأخيرة لأغادير
وحبيت أن اتطفل عليهم واستمع لحديثهم و كلي فضول لمعرفة كافة التفاصيل
بدأت حدة النقاش بينهم تزداد و أنا مستمتع جداً لحديثهم و اختلافاتهم و كأني اشاهد فلم سينمائي
بدأت واحدة من الفتيات تلاحظ نظراتي المتكررة و قامت بالنظر لي بكل حدة و غضب و كأنها تقول لي (( راح أقوم اكسر رأسك ))
بعد ربع ساعة غادروا صديقاتها و تركوها و حيدة و الغضب يملأها
أصررت بأن أغامر و احدثها
قلت لها .. أنا اعتذر لك لأني أزعجتك بنظراتي الفضولية
قالت لي .. نظراتك وقحة جداً
التزمنا الصمت فترة و قلت لها هل أستطيع الأنضمام لك في طاولتك
قالت لي .. فعلاً أنت وقح
ازددت بعدها اصراراً داخل نفسي بأن أتعرف عليها بأي طريقة كانت
طلبت الحساب و أخذت ورقة و كتبت رقمي
قمت و اتجهت نحو طاولتها بكل مغامرة و بطريقة غير مسبوقة و قلت لها .. أتمنى بأن تتصلين على الوقح قليل التربية
وضعت الورقة على طاولتها و هربت سريعاً باتجاه التاكسي قبل أن يتم ضربي من قبل شباب مغاربة بجانبها و كانوا على وشك أن يشنقوني وسط منطقة المعاريف
كان قلبي يخفق و أنا بالتاكسي بعد هذا الحدث السينمائي و كنت أقول لنفسي ربك ستر
بدأت عصافير بطني تنادي بأن وقت الغداء قد حان
اتجهت نحو مطعم La Sqala القريب من محطة القطار
اتخذت طاولتي و طلبت بعض المقبلات ثم طلبت وجبتي المفضلة طاجن اللحم بالبرقوق
استمعت بغدائي و بعدها طلبت (( أتاي مغربي )) أصيل
قاربت الساعة السادسة مساءً و قررت الذهاب إلى غرفتي من أجل اخذ قسط من الراحة
وضعت جوالي على الصامت و أخذت قيلولة نحو ساعة و نصف
قمت من (( النعاس )) و وجدت اتصال من رقم مغربي
اتصلت على الرقم وردت عليه فتاة
قلت لها .. من معاي
قالت .. أنا الفتاة التي وضعت رقمك على طاولتي
قلت لها .. أهلاً و سهلاً
قالت .. أنت شخص وقح جداً و لا تحترم الناس و وضعتني في موقف حرج أمام الناس .. إلخ
قامت بتوبيخي بشكل قاسي و أنا ملتزم الصمت و هي مستمرة في تهزيئي
و انتظرتها حتى سكتت و من ثم قلت لها
أنا معجب بك و حاب اشوفك و اعتذر لك و نتناول العشاء في مكان رومانسي
قالت لي .. أنت جريء جداً و لا تفهم و أنت ... إلخ
قلت لها أنا أرجو أن تهدئي و تفكري بالموضوع و تردين لي في وقت لاحق
قالت .. أرجو أن تمسح رقمي و تنسى الفكرة
قالت لي .. مع السلامة و قفلت
و لا أخفيكم سراً يا اعزائي بأني كنت واثق جداً بأنها ستتصل مرة اخرى
وبالفعل بعد نصف ساعة أرسلت رسالة عن طريق الواتس أب
قالت لي .. سأخرج معاك فقط لأني غضبانة جداً و ليس من أجل سواد عينيك
قلت لها .. أنا سخرت نفسي من أجل إسعاد البشرية و إنقاذهم من الهم و الغم
قالت لي .. أين تريد الذهاب
قلت .. سنذهب إلى La Bodega
اتفقنا بأن نتقابل هناك في تمام العاشرة مساءً
جهزت نفسي و تهندمت على أكمل وجه و انطلقت سريعاً نحو المكان
سأكمل لكم لاحقاً تفاصيل سهرتنا الجميلة .. أنا و الفتاة الغاضبة
يتبع ..