أتجهت مباشرة إلى ( منهاتن ) عين ذياب ..
وصلت المكان قرابة الساعة الثانية ليلاً .. نزلت من السيارة و قام (( البودي جارد )) بالسلام عليّ و اخذي بالأحضان الحارة
قال لي .. مرحبا خويا، لاباس ؟ كلشي بخير ؟ فين غبرتي ؟
قلت له .. مشاغل الدنيا يا عزيزي الضخم يا مفتول العضلات يا عريض المنكبين .. إلخ
ولا أخفيكم سراً أيها المشاهدين الكرام .. بأن البودي جارد ممثل بارع و هو في حقيقة الأمر لا يعرفني ولا أعرفه.
لكن و كما هو معروف بأنني أعطي متسع لجميع البشر و أقدر الكياسة الاجتماعية وقلبي عبارة عن مساكن شعبية، فمن الطبيعي بأن أبادله الشعور و آخذه بالأحضان.
دخلت إلى المكان و اتصلت على اللا (( الغاضبة )) .. و قالت لي بأنها قادمة في الطريق.
استقبلني المشرف على المكان و طلبت طاولة صغيرة لشخصين.
اجلسني إلى طاولة متواضعة في وسط المكان .. تم إنزال مجموعة من صحون المكسرات و الفواكهة الطازجة وعصير الزيزفون الديناميكي الأغريقي.
المكان رائع و الخدمة كلاس جداً و يغلب عليه الطرب اللبناني .
وبما أنه يغلب عليه الطرب اللبناني، حضر إلى طاولتي شخص (( سمين )) من أعضاء الفرقة و يحمل الطبلة الضخمة على بطنه وهي معلقة بحبل على عنقه و في يديه عصا في نهايتها كرة مدببة و يضرب بها الطبلة بكل ما أوتي عليه من قوة .
قام يضرب على الطبلة على طريقة الدبكة اللبنانية بجانب أذني و بأقوى ما أعطاه الله من قوة، حتى تم تدمير طبلة أذني .. هو في الحقيقة يريد الترحيب بي مع قليل من البقشيش
وبينما كان يدمر ما تبقى من طبلة أذني .. أتت (( الشيتا )) المفترسة و في عينيها حزن غريب مع ابتسامة صفراء شبه مخفية.
جلست بجانبي واستمر المزعج بالضرب على الدربكة اللبنانية .. أخرجت بقشيش من أجل إنهاء هذا الصخب و وضعته في جيبه و أعطيته ابتسامة لطيفة و بلغة الإشارة أخبرته بأن يذهب بعيداً
هي الآن أكثر غضباً من قبل و واضح جداً و جلياً على ملامحها.
أحببت بأن أمزح قليلاً ولكنها لازالت ترمي الشرر من خلال بؤبؤ عينيها.
قلت في نفسي هل أعبث بها و أثير غيرتها .. ولكنني سرعان ما استبعدت الفكرة لأن الموضوع بدأ يزداد و واضح بأنها تخفي شيئاً و بأن المزح يجب أن يتوقف .
خاطبت نفسي مجدداً .. قلت دعها بحزنها و لا تحدثها و استمر في ترديد الأغاني الطربية و صفق بيديك القمحيتين و لا تعرها أي اهتمام .
أزدحم المكان بالبشر و زاد صوت المطرب في السماعات و بدأ مزاجي في الإنحدار و بطاريتي على وشك النفاذ
قامت هي بشرب عصير الزيزفون الأغريقي بشكل متهور و كأنها تريد أن تدمير نفسها .
قلت في نفسي .. هذه الفتاة لن تنهي هذه الليلة على خير و إحساسي يقول لي بأن هنالك أمر سيّء سيحدث .
قلت لها .. اعتقد بأن هذه الليلة يجب أن تنتهي و نغادر المكان .. لكنها لم تعرني أي اهتمام
استمرت في جلد ذاتها بطريقة مبرحة
قمت بالذهاب إلى دورة المياه و رجعت بعد وقت قصير و وجدتها في حالة شبه إغمائية
طلبت الحساب و أنا (( ألطم على خدي مثل العوالم يالهوييييييي )) و سحبتها من يديها بالقوة الجبرية
خرجت بها إلى الخارج و سعادني في ذلك صديقي الوهمي (( البودي قادر ))
بيني و بينكم أنا تورطت بها و هي في حالة لا يرثى لها .. قامت بضربي و شتمي ولكنني سرعان ما عالجت الموضوع
أركبتها في التاكسي و ركبت معها و غامرت بطريقة جنونية ولم أفكر وقتها في الشرطة التي تملىء منطقة عين ذياب
أنا الآن لا أعرف أين تسكن وهي لا ترد عليّ و تتمتم بكلام غريب و مصطلحات مبهمة و غير واضحة.
قلت في نفسي .. هل أتركها في التاكسي و أدعه يتصرف و أذهب إلى مكان سكني أو آخذها معاي و أتركها تنام حتى تفيق من نفسها و تذهب في حالها أو هل أقوم بـ .......... إلخ
قلت له أذهب إلى مكان سكني و هو قريب جداً من (( منهاتن )) .. الله يستر من الشرطة
قمت بإنزالها من التاكسي و أخذتها نحو شقتي و هي في حالة إغمائية
فتحت الباب و وضعتها في السرير .. أقفلت الباب و خرجت إلى الصالة الخارجية .
قلت في نفسي .. ماهذه الورطة التي وقعت بها ؟
جلست أتناقش مع نفسي بشكل جنوني و أقول ..
- هذه ليست ورطة و أنت تصرفت بشكل سليم و لم تتركها في الشارع لوحدها .
- أنت لست وكيل الله على شعبه و من المفترض بأنك تركتها في منهاتن و هربت .. لكن أنا لست نذلاً و لا أستطيع بأن اتركها و لايوجد أي شخص يعرفها .
- طيب لو كانت الشرطة أوقفت التاكسي وهي معي في المقعدة الخلفية .. كان رحت في خبر كانَ .
اخيراً قلت لنفسي .. لا تكبر الموضوع يا خالد و اتركها حتى تفيق و ستذهب في حالها .. انتهى الموضوع وقوم نام الله يصلحك هههههههههههه .
النوم سلطان و سيطر عليّ و بدأ نور الشمس في الظهور
ألقيت عليها نظرة اخيرة وهي غارقة في سابع نومة .. و أقفلت الباب الفاصل بين الصالة و غرفة النوم و أرتميت على الكنبة مثل الجثة الهامدة و التعب يملأني من أعلى رأسي حتى أخمص قدمي .
نمت بلا هوادة ولم أشعر بأي شيء ..
فقت من نومي قرابة الساعة الواحدة ظهراً .
فتحت باب الغرفة و وجدتها غارقة في النوم و لم تشعر بشيء .. أقفلت الباب
فكرت قليلاً بأن أذهب إلى كارفور من أجل شراء بعض مستلزمات الفطور ثم تحضيره بيدي الكريمتين
قلت لنفسي مرة أخرى .. ماذا لو قامت و لم تجد أحداً و ماذا لو ... إلخ
قلت يجب أن اخبرها بما حدث و بأنني ذاهب لشراء بعض المستلزمات .
دخلت الغرفة و ناديتها باسمها مراراً و تكراراً حتى فاقت مفجوعة .
نظرت إلى ساعتها بعينيها العنيفتين و وجدت بأن الساعة قاربت الواحدة و النصف ظهراً
و قالت لي بغضب ..
لماذا أحضرتني إلى هنا ؟
هل تعرف بأنه يجب أن أذهب إلى عملي اليوم ؟
قلت لها .. خير تعمل شر تلقى يا ناكرة الجميل
أنا تعاملت بشهامة ولم أتركك في الشارع أو مع صاحب التاكسي
ولم أستغلك وأنتي غائبة عن الواقع و تركتك تنامين لوحدك و أقفلت الباب و نمت أنا على الكنبة الملعونة و التي كسرت ظهري ..
خرجت إلى الصالة و خالد الشرير يخاطبني من داخل نفسي وهو يضحك و يقول لي .. ما كل هذه الدراما التي عملتها و قلتها للفتاة .. إهدأ يا جون ترافولتا هههههههههههه
قلت لها أنا خارج لشراء بعض مستلزمات الفطور و أتمنى بأن تغلقي الباب بعد خروجك و فرصة سعيدة .
خرجت و اتجهت مباشرة إلى كارفور .. سحبت عربة التسوق و ملأتها بكل مالذ وطاب
اشتريت الجبنة و الزبدة و القشطة و المربى و العسل و البيض و الخبز الطازج
ذهبت إلى الكاشير و دفعت الحساب
خرجت باتجاه شقتي .. فتحت الباب و وجدتها في الصالة ولم تغادر
قامت بمخاطبتي و هي تريد إكمال الخصام !
قلت لها .. الله يرضى عليك كفاية .. انتي شخصية معقدة و انا استحملتك بما فيه الكفاية .. اذهبي في حالك
قالت لي .. ماهذه الأغراض التي بين يديك
قلت لها .. أغراض الفطور
قامت باتجاهي بسرعة و سحبت الأغراض من بين يدي و ذهبت إلى المطبخ .
قالت لي بغضب .. سأقوم بتحضير الفطور بنفسي
قلت لها بغضب أيضاً .. لايوجد لي أي مانع
بيني بينكم و لا أخفيكم سراً يا أعزائي بأنني لست غضبان و من داخل نفسي أنا سعيد جداً و الفرح يملأ قلبي .
أردت تغيير جو الخلاف الَّذِي حدث و قمت بتشغيل أغاني فيروز ... خرجت إلى البلكونة الخارجية و أشعلت سيجارتي و جلست أنظر إلى المحيط بكل رومانسية و أنا أقول في نفسي تباً لبعض الضباع البشرية في مقر عملي هههههههههه
يتبع ..