بقيت ساكناً انتظر لم تكن هناك بوادر انفراج ، ولكني كنت مطمئن بـ أنه لم يشاهدنا ولا يعلم بـ شيء ، كانت اضاءة الغرفه مطفأه ، فقط إنارة الصاله تضيء جزء بسيط من الغرفه ، و أنا ما زلت استمع إلى الحوار الذي يدور بينهم ولا أفهم شيئاً ، حتى احتدَّ النقاش بينهم و ارتفعت الأصوات و الصراخ ، و في داخلي أتمتم " احرقوا بعض ، مشاكل عائليه لا دخل لي بها " ، حتى رأيت لمياء قادمه إلى الغرفه ، كنت أختبئ داخل خزانة الملابس ، ثم أتى ذلك الشخص الذي بدى لي أنه فـ الثلاثينيات أو اواخر العشرينات من عمره ، متوسط الطول و مليء الجسم " قبَّحه الله " كان يقف بجانب باب الغرفه ينتظرها ، فتحت لمياء أحد الأدراج و أخذت شيء منها ، اغلقت باب الغرفه و غادروا الشقه ، انتظرت لـ بعض الوقت حتى تطمنت ، خرجت من الخزانه ألقيت نظره من النافذه شاهدتهم يغادرون بـ سيارة هذا الشخص ،
اتجهت إلى باب الشقه أريد " الفراااااااار " ،
لـ أجد الباب مغلق بـ المفتاح ، كان رأسي حينها سـ ينفجر ، كانت الساعه 9:30 مساءً ، قمت بـ الإتصال بـ محمد و الذي رد متثاقلاً
أنا : تورطت في كارثه
محمد : تستاهل ، بس وش فيك ؟
أنا : اركب سيارتك ولا توقف إلا عندي .
محمد : مسافة الطريق
أخبرته بـ الأمر كاملاً و صفت له الطريق و طلبت منه أن يوقف سيارته فقط أمام العماره و لا يقوم بـ أي حركه إلا إذا خرجت الأمور عن السيطره ، اتصلت بـ جوال لمياء ، لـ اكتشف أنه موجود بـ الصاله ، انتظرت ربما نصف ساعه أو أقل سمعت
باب الشقه يُفتح عدت لـ مكاني ، سمعتها تنادي
بـ اسمي ، خرجت من الخزانه ، و كأنه نداء
" إفراج " لـ محكوم بـ الإعدام ، فقدت اعصابي تلك اللحظه قمت بـ توبيخها بـ شده حتى ادمعت عينيها و هي تحاول تهدئتي ، فتحت الباب و غادرت أركض لـ سيارة محمد ، ركبت معه و أخبرته أن لا يقف إلا بـ جانب مطعم الأمين حيث أوقفت سيارتي ، سألني عن الأمر أخبرته بـ أن الطنجيه هي السبب ، و أني كدت أن اصبح " طنجيه بشريه " بسبب تصرفي المتهور ، أنزلني بـ جانب السياره ، أخبرته أن يقوم بـ طلب عشاء من ذات المطعم لـ نأخذه للموجودين بـ الڤيلا ، ذهب
لـ يطلب بينما أخذت أبدد سيقاره تلو الأخرى ، اتصلت بي لمياء ، اعتذرت لها عن كلامي و أني فقدت اعصابي و لم أكن أعني كل ما قلت ،
سأتني عن مكاني أخبرتها بـ أني بـ جانب ذات المطعم ، أتت مسرعه ، طلبت مني أن نذهب إلى
أحد المقاهي القريبه و سـ تخبرني بـ القصه
وافقت ، عدنا إلى ذات المقهى الذي إلتقينا به ليلة الأمس وهو " elite cafe " بـ القرب من" زارا"
بـ الكاد وجدت طاوله ، جلست و قمت بـ طلب
" قهوه امريكيه " ، دخلت لمياء و توجهت لـ مكاني
جلست أمامي ، لم أتكلم بـ نصف كلمه ، كنت جالساً و انظر إليها ، رأيت عيناها و قد امتلأت بـ الدموع ، امسكت كفها و " طبطبت على يدها " ، لـ أقاطع الصمت بـ " فداك يا شيخه بس توبه أكل طنجيه معك " ضحكت و تغيرت ملامحها ، سألتها ماذا تريد أن تشرب لـ تسألني ماذا طلبت أخبرتها ، لـ تطلب ذات الطلب ، وصلت قهوتي أشعلت سيقارتي و قدمت لها واحده و أصريت على أن تشعلها معي ، سألتها عن القصه ، أخبرتني بـ أن من رأيته يكون اخيها ، و أنه يعمل في ميناء
" كازا " واتصل بها أكثر من مره و هي لم ترد ، و أنه من النادر جداً أن يأتي و لكنه كان بـ حاجه إلى مبلغ مالي واتصل بـ والدتها التي رفضت أن تعطيه ، فـ أتى لـ يأخذه مني ، ضحكت و قلت لها " بـ أني شعرت بـ أنه اليوم الأخير لي في مراكش و ربما اليوم الآخير في حياتي " ، لـ يقاطعني محمد بـ اتصاله
أنا : هلا محمد
محمد : ألحقك لـ بيت ثاني ولا كيف
أنا : ما هو وقتك يا الظريف
محمد : وينك اخلص
أنا : خلاص نص ساعه و ألحقك الڤيلا
محمد : اوك ، براحتك امسح رقمي ولا تتصل بي
" انتهت المكالمه "
أخذنا نتحادث قليلاً أخبرتها أن هذا آخر يوم لي
في مراكش ، و أني غدا ربما اتجه إلى أغادير ،
طلبت مني أن أبقى لـ يوم واحد إضافي ، اتصلت
بـ فيصل أسأله إذا ما كان مرتاح بـ مراكش أو يريد التغيير ، لم يرد ، أخبرتها بـ أني ربما أبقى لـ يوم فقط ، استأذنتها في الذهاب ، و أن تنتبه لـ جوالها
قد يكون بيننا الليله ، قمت بـ طلب الحساب و غادرت .
فاصل و نواصل