مدينة الحــــب لا يسكنها الا العقلاء ....?
في طفولتنا وأثناء دراستنا للإبتدائي(الإعدادي)
كانت تربيتنا في قريه صغيره فكرنا محدود
وتربيتنا على ألقوه في الوحده وعلى الصبر والتحدي
فكنت انا وإخوتي في نفس المدرسه
متحدون في كل شي احيانا
مع قليلا من الفوضى
كان اخوتي من قبلي متفوقون وكنت ايضا لاباس بي
ابي حريص على التفوق ويضع جوائز قيمه للممتاز وأقل منها للجيد وهكذا
لم نسمع بالرسوب والتعثر ابدا في عائلتنا
تفوقت في الصفوف الاوليه
حتى السنه الرابعه بدات في التقاعس
كانت الاختبارات النهائية قبل رمضان للترم الثاني ذالك الوقت
كانت هدية النجاح سفر الى مكة المكرمة لمدة شهر ثم العيد في جدة ونعود لبيتنا في قريتنا الهادئه المتحاب اهلها
الكل فرح
بدانا بعد انتهاء اخر اختبار بترتيب أغراضنا نحن الأطفال
وفي يوم اثنين يوم خروج النتائج
انطلقنا الى المدرسه مشيا على الأقدام
حتى ناخذ حصاد عام دراسي كامل
استقبلونا المعلمين بالحلوى والعصير والمباركة لجميع الطلبه
كل صف يذهب ويستلم شهادته بترتيب الأبجدي
نادى اسمي
ذهبت لاستلام الشهاده
كانت فاجعة
العلوم راسب
لاحول ولا قوة الا بالله
ماذا اقول لأبي
امي ماذا تفعل
اخي الأكبر
باي مقابل سيقابلني ابي
بدات في التعتعه حتى بكيت
أخذني معلم الصف وهدا من روعي ومن الحلو اثنتين والعصير كذالك وانت ممتاز والإخفاق يحصل والتقصير يحصل وستختبر اختبار دور ثاني وتنجح وتلحق بزملائك ومن هذا الكلام
أخبرت اخوتي المتفوقين مع شهادات الشكر بالكارثة اللتي جيت بها
منهم من حزن
ومنهم من قال ياويلك
ومنهم من ضحك وتشمت
عدنا للبيت
الفرح حق مكتسب لهم ولكن انا غضبت منهم
اين الرحمه تظاهروا بالحزن
وصلنا البيت
استقبال حافل
لكن لاحظوا الاسره الحزن
اين شهادتك
ناولت امي بتنهيده ثم بكره ثم هروب
باركوا للناجحين
وانا أعطوني كم كلمه محزنه
في الغرفه حتى المساء
جمعتنا سفرة العشاء
تعشينا وبعد العشاء قال ابي موجها الكلام لي
انا ماقصرت معك بشي
زيك زي اخوانك
ولكن انت لا ينفع معك الا الشده
من بكره تذاكر (كان اختبار الراسبين في الشهر الثالث من الاجازه قبل بداية السنه الجديده)
ممنوع لعب الكوره ممنوع كل شي حتى تنجح
والمصلحه في الاخير لك
سال احد اخوتي طيب متى نمشي مكه
اجابه ابي لن مكه لن نذهب بسبب ان اخوكم رسب ويجب ان يذاكر
البيت كاملا شن هجوم قوي علي حتى طفشت
لا يوجد اي حل في ذهني الا البكاء
بكاء الأطفال ياسر القلوب حقيقه
وفي اليوم التالي صلاة العصر
ارى الأطفال بالسياكل وفرحين وانا اقول في نفسي ليش اش سويت رسبت انتهى العالم بموت بيموت عزيز علينا اش بيصير
لجأت للام وما اجمل وأطيب قلب الام
ليش كل هذا
قالت يجب ان تنتبه لدروسك فانت هذا الشيء مطلوب منك إتقانه وغيره لا يهم
ولكن انا اثق بك فقط اذهب لأبوك أعطه وعد ان تكون عند حسن ظنة وسوف ترى النتيجه
انتظرت ابي
ولما اقبل ذهبت له غرفته وجلست بجانبه
وبدات أتكلم
ابي
انا رسبت ولم أكن اقصد
المعلم ظلمني ( لا يوجد لدي عذر فحملت المعلم هذه القضيه)
ولكن والله لاشد حيلي وثق اني انجح واتفوق بس خلني انبسط بالصيف مع زملائي واخواني وقبل الامتحان صدقني لأكون مستعد
ياولدي انت ما بتصدق انا أطلبك تذاكر قبل وتقول لي جاهز
صدقني ي ابي اني لاعجبك
-الأب دائما شخصيته في البيت هي الاقوى وهو دائما ياخذ مواقف الشده بعكس الام-
قال ابي وعد
وعدته
قال هيا معي
خرجنا من غرفته يدي بيده
ونادى الام
تجهزوا غدا نذهب الى مكه على وعدي لاني اكتشفت ان ابني مظلوم من المعلم وسترون في الاختبار البديل
كان الفرح اخذ ماخذ فينا
بدانا نرتب من جديد ولم ننم من الفرحه حتى طلع الصبح
كان لي في هذه القصه عبره والحمدلله دائما وابدا
اصبح التفوق في الدراسه لي عنوان ومقصد
في عام 1429هـ
تخرجت من جامعة الملك خالد لقدير ممتاز مع مرتبه الشرف في تخصص المحاسبه
والان على مشارف الماجستير ( ادارة ماليه)
وصلى الله على نبينا محمد
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا*** يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
التعديل الأخير تم بواسطة روبنهود ; 2018-03-30 الساعة 02:58 PM