المذكرة الرابعة
ملاحظة مهمة: حصلت جميع هذه الأحداث بتاريخ (( ٢٠١٥/٥/٢٤ إلى ٢٠١٥/٥/٣٠ ))
في طريقنا نحو (( النرجس )) دار بيني و بين سائق التاكسي حديث مطول و شيق جداً،
تحدثنا في كل ما يخص مراكش من ايجابيات و سلبيات.
حذرني من أمور كثيرة قد تواجهني في قادم الأيام .. نصحني بالذهاب إلى (( علي بن الفلاح )) و ساحة جامع الفنا .
قال لي أيضاً .. عند الذهاب للسهر آخر الليل، يجب عليك أن تتفق مع سائق خاص،
لأن أصحاب التكاسي سيتقاضون أجر مرتفع عند رجوعك لمسكنك .
وصلنا للـ (( النرجس )) .. شكرته على حسن كلامه و أدبه، و ترجلت من التاكسي.
دخلت من البوابة الخارجية و سألت البواب عن كيفية الذهاب إلى (( النرجس ))، دلني على المكان و اعطيته المقسوم .
دخلت إلى (( النرجس )) و نزلت مع الدرج نحو الأسفل، ألقيت التحية على (( البودي جاردز )) المتواجدين على مدخل (( النرجس )) .
تقدم نحوي (( بودي جارد )) ضخم جداً و صافحني، تأملت به باستغراب و تذكرت عبارة عادل إمام الشهيرة في مسرحية شاهد ماشفش حاجة
(( عريض المنكبين عبل الذراعين مفتوش الفاتشات مشرئب الحلنقات مسبد الابعاع شلولخ )).
قال لي .. مرحبا اخويا، حجزت ؟
قلت له .. للأسف لا
قال لي .. ماشي مشكل، هل تريد طاولة ؟
قلت له .. لا، سأقف بجانب البار فقط
قال لي .. تفضل معي
تقدمني .. و تأملت طول جسمه و كِبرٓ ظهره .. ياللهول، ما كل هذا ! ماشاء الله تبارك الله .
وصلنا للبار .. أخرجت ١٠٠ درهم و وضعتها بين يديه الكبيرتين، فأرتسمت على وجنتيه الكبيرتين ابتسامة فرح و سعادة .
قال لي .. استمتع يا صاحبي و أنا في خدمتك أي وقت، و اخبرني لو تعرض لك أي شخص !
قلت له .. شكراً لك
النرجس عبارة عن .. مرقص يتكون من دورين، الدور العلوي شبه مغلق، و الدور السفلي به ساحة صغيرة في الوسط و تحيط به الطاولات من كل جهه، يوجد بار في المنطقة الخلفية و أمامه الفرقة الموسيقية، و أمام البار توجد كراسي صغيرة و ممر صغير .
الساعة قاربت الواحدة ليلاً و المكان لم يمتلئ بعد ..
تقدمت نحو البار و سألت الساقي، متى يمتلئ المكان ؟
قال لي .. قرابة الساعة الثانية ليلاً
قلت له .. ما أسمك ؟
قال لي .. طارق
قلت له .. تشرفنا يا طارق، أريد (( كوكتيل )) على ذوقك !
قال لي .. حالاً
ملاحظة: طارق من أقدم العاملين في (( النرجس )) و مسؤول عن تقديم المشروبات في البار .
استلمت المشروب من يد طارق و حاسبته فوراً .. جلست على أحد الكراسي أمام البار مباشرة، قمت بتشغيل الرادار في رأسي من أجل الحصول على رؤية بانورامية .
ما رأيته أثناء النظرة (( البانورامية )) .. أمامي الفرقة الموسيقية وهي تعزف على أنغام أغنية مغربية، شباب من الخليج يملأون بعض الطاولات، فتيات يقفون بجانب البار وينظرون لي بابتسامة (( ثعلبية )) ومنهم من يتجول في المكان بكل أناقة و ثقة .
أنتهت فقرة المطرب المغربي وغادر، دخل مطرب مصري وهو يغني (( حلاوة روح )) للمطرب الشعبي حكيم
ياللى تحب الجمال الحلو حلو الروح ... فى ناس جميلة أوى وعايشة حلاوة روح
وبأيه يفيد الجمال لو عيشت بيه مجروح ... أوعى الجمال يغرك او تنخدع فيه
أصل الجمال لو غرك يكويك بـ نار لياليه ... ده مهما كان الجمال مسيره بكرا يروح
ده عشق الجسد مش دايم ... لكن اللى دايم حلاوة روح
وقف المطرب المصري على أحد الطاولات وسحب بيديه شاب ليرقص معه، قاموا أصحابه (( بالتنقيط )) عليه من دون عقل ..
يا للهول كم أكرهه هذا المنظر.
قلت في نفسي .. هذا هو المال السايب و (( اللي معاه مال محيره يشتري حمام و يطيره )).
أنتهت الفقرة الغنائية و ذهب المطرب لتحية الحاضرين و السلام عليهم .
وبينما كنت في قمة استمتاعي .. حضر (( البودي جارد )) الضخم و سألني إذا كنت بخير و بأن كل الأمور تمام !
قلت له .. عالِ العال يا عريض المنكبين
قال لي .. كون هاني يا صاحبي، أنا أراقبك و أحرص على استمتاعك .. أخبرني لو ضايقك أي شخص في المكان .
عند الساعة الثانية و النصف ليلاً، امتلأ المكان بشكل كامل و ازدحمت الطاولات و الممرات بجميع المرتادين .
تقدمت نحوي أحد الفتيات وعلى وجهها ابتسامة لطيفة، صافحتني و قالت لي .. أنت خالد ؟
قلت لها .. نعم أنا خالد
قالت لي .. من زمان ما شفناك
قلت لها .. بالفعل أنا لم أشاهدك منذ ولادتي، كيف عرفتي اسمي ؟
قالت لي .. أنا أعرفك و شاهدتك من قبل
قلت لها .. هل عرفتي اسمي من خلال (( البودي جارد )) ؟
قالت لي .. لا
عند دخولي سألني (( البودي جارد )) عن اسمي و يبدو بأنها أخذت الاسم منه !
قالت لي .. أين تسكن ؟
قلت لها .. لا أعرف ! أنا مشرد في الشوارع
قمت بتجاهلها و لاحظت ذلك وغادرت .
قام المطرب المصري بغناء (( أنا مش هافية )) للمطرب الشعبي أحمد شيبة
الدنيا ماشيه بضهرها وحطت عليا ... وقالتلي لما سألتها انتِ الضحية
حرام يا دنيا مش كده ده كتير عليا كل ده .. متاخدنيش كبش فدا انا مش هافيه
أنا بتقطع من جوايا ونسيت طعم الفرح ... وانتي يا دنيا مش فاكراني غير بالنار والجرح
الساعة الثالثة و النصف فجراً ..
من بين كل الحاضرين .. لفت انتباهي فتاة عشرينية وحيدة في قمة الجمال، تجلس بجانب البار وهي في قمة رونقها، هادئة جداً و تختلف عن كل الموجودين ، و يرتسم على وجهها إبتسامة طفلة وديعة و ملامح البراءة تنضح من وجنتيها.
لم أتمالك نفسي و قادني جسدي المرهف نحوها ..
أقتربت منها، و ألقيت التحية عليها
قلت لها .. مرحبا
ردت التحية بكل أدب
قلت لها .. أعجبت بك و أردت التعرف عليك، هل لديك مانع بأن أجلس بجانبك ؟
قالت لي .. أتشرف بك، تفضل
شكرتها بلطف، وجلست بجانبها .
يتبع ..
التعديل الأخير تم بواسطة Khaledsfzg ; 2016-09-30 الساعة 11:15 PM