المذكرة الخامسة
ملاحظة مهمة: حصلت جميع هذه الأحداث بتاريخ (( ٢٠١٥/٥/٢٤ إلى ٢٠١٥/٥/٣٠ ))
انتهت السهرة ..
اتجهت نحو مقر سكني في تمام الساعة الرابعة فجراً، دخلت الشقة و بصحبتي فتاتي البريئة ذات الصفات الملائكية.
قلت لها .. اعتبري البيت بيتك و خذي راحتك، و اسمحي لي .. أريد الاستحمام و تغيير ملابسي.
قالت لي .. خذ راحتك و أنا بانتظارك.
انهيت استحمامي و قمت بتغيير ملابسي و خرجت نحو صالة الجلوس ..
وعلى غير عادتها البريئة، قامت الفتاة بالدوران في الشقة بشكل غير طبيعي وقامت بفتح أبواب خزانة الملابس ثم اتجهت نحو المطبخ و قامت بفتح الثلاجة و بعض الأدراج، ثم رجعت نحو الصالة.
قامت بسؤالي عدة اسئلة مختلفة ..
هل لديك شيء نأكله ؟
بكم استأجرت الشقة ؟
ماذا سنشرب ؟
أين الموسيقى ؟
ثم قالت لي .. ما كل هذا الملل ؟ .. أنا أحب الفرفشة و لا أحب الجو الكئيب !
قلت لها .. اهدئي ما كل هذا الثوران !
قالت لي .. أنا لم آتي معك لتجلب لي الحزن
قلت لها .. قبل ربع ساعة دخلنا ! اهدأي، سنشعل الموسيقى و نحضر كل شيء
تحولت من فتاة خجولة و بريئة إلى فتاة نمرودة و كأن عفريت تلبسها فجأة !
بعدها قامت بالاتصال بشخص و تحدثت معاه بصوت عالِ و قالت له بأنها مشتاقة له و سألته عن احواله .
أغلقت المكالمة .. و قالت لي بأن هذا الشخص هو ضابط برتبة عالية في الدرك وهو صديق عزيز جداً بالنسبة لها.
الخبيثة تريد أن تلعب لعبتها و تخيفيني لكي تبتزني و تغادر !
قلت لها .. ما كل هذه الأفعال ؟ ماذا تريدين باختصار ؟
قالت لي .. أنا لست سعيدة و أريد المغادرة
قلت لها .. تستطيعين الذهاب بكل بساطة و فرصة سعيدة
قالت لي .. أريد حسابي
قلت لها .. أتفعلين كل ذلك لكي تبتزيني ؟
قالت لي .. نعم
فكرت سريعاً .. البناية راقية، و سكانها من الطبقة المخملية، وهذه أول زيارة لي، و أنا لا أريد المشاكل، ولا أريد الوقوع في تجربة سيئة، و لم أنم منذ يوم و نصف، و مرهق من أثر التعب و السفر .
أخرجت مالاً من محفظتي و أعطيتها ..
قلت لها .. السهرة انتهت، تستطيعين المغادرة
قالت لي .. أنا لست سعيدة و مرهقة و أريد المغادرة
قلت لها .. المال بحوزتك، غادري و فرصة سعيدة
قامت بالاتصال على سائقها الخاص و قالت له بأن يأتي لأخذها ..
قلت لها .. خذي راحتك و انتظري سائقك و غادري بحفظ الرحمن و أنا سأذهب للنوم .
تركتها بصالة الجلوس و دخلت إلى غرفة النوم، تمددت على سريري و أغمضت عيني .
فجأة .. قامت بفتح باب الغرفة، دخلت و جلست على طرف السرير .
قالت لي .. هل ستتركني لوحدي في الخارج ؟
قلت لها .. هل تريديني ايضاً أن أزفك للخارج على سجادة حمراء
قالت لي .. أنا أريدك أن تجلس بصحبتي حتى أغادر
قلت لها .. و قسماً باللهِ أنتِ غريبة الأطوار، هل أنتِ مختلة عقلياً ؟ ما كل هذا الجنون الَّذِي حل بكِ
قامت بالبكاء و النواح بصوت عالي !
قالت لي .. بأنها ليست محظوظة في حياتها و بأنها غير سعيدة و بأنها لا تعرف ماذا تريد و بأنها ليست (( مبسوطة )) معي و بأنها كرهتني و تريد أن تغادر بسرعة
قلت لها .. سائقك سيصل بعد قليل و ستغادرين، و سترتاحين للأبد
قالت لي .. بالفعل سأرتاح منك و سأغادر
قلت لها .. إذاً حاولي أن تضغطين على نفسك و تتحمليني لعدة دقائق
قالت لي .. أريد أن احتضنك قبل المغادرة
قلت لها .. (( وحق الله العظيم )) أنتِ مجنونة و تريدين عقلي أن ينفجر، كيف تكرهين شخص و تريدين احتضانه ؟
قمت بتركها و خرجت لصالة الجلوس و أنا أقول في نفسي (( ما هذه الورطة التي أوقعت نفسي بها ؟ ))
قامت باللحاق بي و جلست بجانبي و قالت لي .. لماذا لا تريد احتضاني ؟
قلت لها .. تبتزيني بهذه الأفعال الرخيصة، و تهدديني بالاتصال على الضابط، و تريدين المغادرة لأنك كرهتيني و تريدين احتضاني بعدها !
قالت لي .. أريد احتضانك
قلت لها .. هل ستغادرين بعد احتضاني ؟
قالت لي .. نعم سأغادر
قلت لها .. تفضلي و احضنيني أيتها اللعينة المجنونة
قامت بعدها بحضني بشدة و كأنها طفلة وجدت أبيها من بعد ضياع و همست بأذني و قالت لي بأنها لا تريد المغادرة !
قمت بإبعادها عن ذراعي و نظرت لها بتعجب ! و قلت لها (( وحق ربي الحبيب )) أنت غريبة جداً و أنا لم أعد أفهمك أبداً !
قامت بالإتصال على سائقها و قالت له بأنها ستبقى !
نظرت لها بتعجب ! و قلت في نفسي (( يا من شرا له من حلاله عله )) .. ما كل هذا الجنون الَّذِي يحصل معي في هذه الليلة !
تساءلت في نفسي ..
ما قصة هذه الفتاة ؟
ماذا تريد ؟
هل تعاني من مرض نفسي مزمن ؟
هل هي فاقدة للحنان ؟
هل تعرضت كثيراً للخداع في حياتها ؟
هل تفتعل كل هذا الشجار من أجل أن تثبت لنفسها بأنها قوية ؟
كنت أريدها أن تغادر لأنها أثارت الجنون في رأسي .. و لكنها غيرت من رأيها !
لا أستطيع الوثوق بتصرفاتها ومن الممكن أن تفعل أي شيء مفاجئ في أي لحظة !
قلت لها .. أنا حتى هذه اللحظة لا أعرف أسمك !
قالت لي .. أنا حنان
يتبع ..
التعديل الأخير تم بواسطة Khaledsfzg ; 2016-10-02 الساعة 12:03 AM