،
اليوم الثالث / الجزء الثاني
لعينيها الساحرتين :
صباح الصباح وأنفاسك
شمسان تشرقان من قلبي
وأنا فيهما مستقر
شفتان شهيتان
مهلا ًعليّ يا حلو الملامح
أنا ضعيف أمام طعم السكر
ومن نظرة لنظرة
ومن قبلة لقبلة
طار حمام الحب وسقط المطر
،
كان الوقت سريعا ً، كحصان في مضمار السباق
وكنت الخيّال الذي يوشك أن يفلت منه زمام العمر
قلت : ( س.الحقوق ) + ( س.الاقتصاد ) : ماذا سنأكل ؟
أجابتا : كما شئت
قلت : بل ما شاء الحظ الجميل
أخبرتهما عن المطعم الذي أكلت به الليلة الماضية ، أجابتا : قبول
كنت أظن ( وكثير ما يخيب ظني في الحياة ) هل نستقل تاكسي ؟
أجابتا : لا ، نمشي سويا ً ، نحن أهل
أحسست أنهما فعلا ً جزء مني ومن عائلتي وأهلي وأسرتي
سرنا ثلاثة في الطريق ، كانت ظلالنا تسير ( من فرط الشوق ) قبلنا
حتى أنني شعرت أني ولدت من جديد ( وفي الغربة يولد حب )
كنا نتحدث كأننا نعرف بعضنا منذ قبل الخلق
كنا نضحك على خطواتنا ، ساعة تُسرع وساعة تبطىء
كنا أنا و ( س.الاقتصاد ) أقرب للأصدقاء بلا تحرج
بينما كانت ( س.الحقوق ) متحفظة بعض الشيء وقد أحسسنا بذلك
فقلت مداعب ( س.الاقتصاد ) :
سوف نركض ونترك ( س.الحقوق ) للشمس تغازلها وتسرق من خصلات شعرها الذهبي النور
نظرت لي ( س.الحقوق ) وقالت : مجنون ، وضحكت
كنت أتمنى ( مجرد أمنية ) أن أمسك بيديهما وأحلّق عبر المدى لنصل لباب السماء سويا ً
كنت أراقب نظرات ( س.الحقوق ) حين مررنا بجوار الحديقة وهي تنظر للأطفال كأنها تقول :
ليت لي طفل أو طفلة أو ليتني مازلت طفلة ولم أكبر ( نظراتها قالت ذلك )
وصلنا للمطعم ( خلف قصبة الشاوية )
جلسنا على طاولة وأربعة كراسي
أنا و ( س.الحقوق ) و ( س.الاقتصاد ) والكرسي الرابع جلس عليه ( الحظ )
طلبنا بعض المشويات وثلاثة زجاجات مشروب غازي وللحظ طلبنا ( الأمل )
كنت أحدق في عيني ( س.الحقوق ) كثيرا ً وكانت ( س.الاقتصاد ) تحس بذلك
فقامت ( بكل أدب ) أمسكت جوالها وقالت : سأتصل على أمي وأعود
كأنها عرفت أني أريد من ( س.الحقوق ) شيء ولدي كلام ولا أود أن تسمعه
أستغليت فرصة تأخر الغداء وذهاب ( س.الاقتصاد ) وسألت ( س.الحقوق ) :
لماذا أنت ِ حزينة ؟
قالت : لست حزينة لكني مهمومة
قلت : من ماذا ؟
قالت : من الحياة
هنا شعرت وتمنيت لو أن عصا الحظ بيدي أو أملك قدرة على تغيير الواقع
قلت لها : سيتغير لا محالة
قالت : متى ؟
قلت : عندما تشرق شمس الغد ويأتي الربيع حاملا ً لنا الأمل
سقطت دمعة منها وتنهدت وأشاحت بوجهها عني لكي لا أراها وهي تبكي
ما كنت أظن عينيها غيمة وتمطر
ولا كنت أظن أن قلبها الصغير يحمل عاطفة العالم ومشاعر محبوسة بداخلها
أمسك بيدها ( شعرت أني أمسك الحياة ) وقلت :
ستشرق الشمس ، ثقي بي ، فقط ابتسمي
مسحت دمعتها بمنديل أبيض صغير ( مازلت أحتفظ بهذا المنديل معي الآن لأني أخذته منها )
عادت ( س. الاقتصاد ) وقالت :
خلاص أرتحتوا مني وقلتوا اللي بينكم ، وضحكت
قلت لها : نعم ، ليتك تأخرتي أكثر لكنت حضنتها ، وضحكت
نظرت لي ( س. الحقوق ) وضربتني على كتفي وقالت : مجنون ، وضحكت
،
بكت ، قلتُ : ويل حالي
ملح من غيمة سقطت
ضكحت ، صرختُ : ويل حالي
وردة من وردة وُلدت
ويحملني وجهها للبعيد
نجمة في رحاب المساء طلعت
وغنى العمر :
جمال الكون أتى حين أتت
،
أحضر لنا الغداء ونحن نستعد ، رن هاتف ( س.الحقوق ) فجأة :
حسنا ً الآن سأعود
نظرت لها وسألتها : من ؟
قالت : أمي
قلت : لا بأس تناولي غدائك ثم عودي للمنزل
هزت رأسها : حسنا ً
تناولنا ثلاثتنا الغداء على عجالة ، لم أكن أشعر بالجوع بقدر ما أشعر بجوع عاطفي
لم نتحدث كثيرا ً ونحن على الغداء بكل كانت نظرات وضحكات فقط بيننا تدور
رن هاتف ( س.الحقوق ) مرة أخرى
أجابت : في الطريق أنا
نظرت لها وقلت : أمك ؟
قالت : نعم
هززت رأسي لها وقلت : حسنا ً، أذهبي الآن وكلميني حين تصلين المنزل
نظرت لـ ( س.الاقتصاد ) وقلت : ستذهبين معها ؟
قالت ( وهي تبتسم ) : لا سأكمل غدائي
نظرت ( س.الحقوق ) لـ ( س.الاقتصاد ) وقالت : ستعودين معي ، وضحكت
قلت : أذهبا سويا ً عني ولا يبقى أحد ، وضحكتُ ضحكة طويلة
ودّعنا بعضنا وغادرتا المطعم
( تظاهرت أني سأكمل غدائي بعدهما لكي لا تشعرا بشيء )
وحين تأكدت أنهما غادرتا قمت وتركت الغداء ودفعت الفاتورة
كنت أشعر بفرحة ممزوجة بحسرة ، أحسست أن ( س.الحقوق ) لديها كلام كثير تود قوله
لكن الوقت والظروف وقفا حائلا ً دون ذلك البوح
حاولت أن أستجمع أفكاري لكي أجد طريقة لجعل ( س.الحقوق ) تبوح بما يؤلمها وما في قلبها من كلام
وجدت طريقة واحدة فقط وهي ( س.الاقتصاد )
لكي تساعدني في فتح باب قلب ( س.الحقوق ) دون أن تتحرج مني أو تشعر بالضعف معي
،
في قلبها كلام ، لكن
كيف يبوح من في قلبه ألم ؟
تلك الجميلة ، خجولة
وفوق الخجل ، قلبها يتألم
وهذه الحياة وجوه
وجه : يبكي حزنا ً
ووجه : بالصبر يبتسم
وأنا ، هاهنا ، حائرٌ
بين قلبي العاشق
وبين شهية المبسم
"
للبوح بقية ...
"
__________________
،
تخلّيت عن إنسانيتي
فأصبحت ملائكي يُقبّل تراب القمر
.... وأحبك ِ أكثر
ضيف
:
التعديل الأخير تم بواسطة د.ضيف ; 2016-10-17 الساعة 06:36 PM