التنقيب في زمن الترغيب ( 2 )

انتهى بي المطاف بالقرب من احـد الكفتريات البسيطه توقفت و جلست على احـد كراسيها المصنوعـه من البلاستك و طلبت لي قهوه ..
اخـذ التفكير يتنقل بي من طريقـة تصرف لأخرى منها القاسي و منها الجـذري و منها ما لا يبين المدى القريب نتائجـه .. مر بي الوقت لاجـد نفسي في الكوب الرابع و سط دهشه من عامل الكافتريا .. ركبت سيارتي و توجهت نحو المنزل و كان قراري غير قابل لاعادة التفكير بـه
ان تمر الليلـه بدون ان اكون سبب في كـدر قد يحدث بها و ان اترك التصرف للغـد
ما ان قرعت الباب حتى استقبلتني والـدة هـدى و بابتسامتها سألتني عن سبب غيابي لاخبرها اني ذهبت لتعبئـة خطي لرغبتي بالاتصال بعائلتي ..
اخبرتني ان بالهاتف الثابت بالمنزل رصيد شهري للمكالمات الدوليـه تحادث منها رشيـد و ان يحق لي استخدامه بالوقت الذي ارغب و بالمده التي ارغب .. شكرتها و اخبرتها اني ساستخدمه المره المقبلـه ..


وقفـه :
من الامور التي لا احبها بي وهي ان تعابير وجهي مهما اخفيت تفضحني اذا كان الامر متعلق بالحزن و التأثر من موقف و اكون مسيطر عليها تماماً وقت الغضب

اتت بعدها هـدى ..
هـدى : فين اختفيت
انا : رحت اشحن رصيـد
هـدى : اتصلت و جوالك كان هنا
انا : نسيته
هـدى : فيك شئ
انا : ابـد سلامتك
هـدى : الا فيه شئ
انا : ممكن بسبب قرب السفر
هـدى : ممكن
كان البقيـه سعداء و لا زالو يحتفلون على صخب الاغاني .. ففضلت ان ابقى بالباحـه لتاتي بعدها صديقـة هـدى ( مروى )
هي : ليش جالس لوحـدك
انا : ادخن
هي : تحتاج شئ
انا : اذا ممكن اتاي
هي : من عيوني
لم تطل كثيرا مروى حتى احضرت الاتاي و جلست معي
هي : ممكن اسئلك
انا : تفضلي
هي : تجاوبني بصراحه
انا : اكيـد
هي : تصرف هـدى مع الديجي هو سبب تغيرك و خروجك
انا : ليه هالسؤال
هي : وعـدتني تجاوب
انا : اي
هي : كنت متاكده لاني شفتك في نفس اللحظه و اول ما صار الموقف رايت ملامحك
انا : هي فطره و غيرة الرجل
هي : تسمح لي احل الموضوع
انا : لا .. راح تتعقـد الامور اكثر
هي : اترك الموضوع لي
انا : لا
اتت هـدى في هذه اللحظـه لتنهض مروى و تجلس هدى مكانها .. لم اتحـدث كثيراً و اشغلت نفسي بالسيجاره و سرحت للحظات بينما كانت مروى تتحدث بالهاتف و تتجول امامنا
لم اشعر بعدها بالعالم حولي و لا بأي تحركات حتى ركزتني هـدى ..
هـدى : حلو
انا : اي و الاطفال مبسوطين
هـدى : ما اتكلم عن عيـد الميـلاد
انا : و عن ايش تتكلمي
هـدى : عنك انت
انا : ايش فيني
هـدى : مو كافي انا زوجتك ما تطلب مني و تطلب من مروى الاتاي .. غير كذا عينك تلاحقها و تتامل جسمها
انا : استغفر الله
هـدى : مو ماليـه عينك انا
انا : لا حول ولا قوه الا بالله
هـدى : اخليك مع مروى و كمل تأمل و طلبات منها
كنت مصدوم بكل حرف نطقت بـه هـدى و اردت لحظتها ان اصرخ بها و اجعلها تلتزم حـدها و لكن نتائج التصرفات الغاضبه دوماً تؤدي لطرق مظلمـه و تزيد الامور تعقيـداً و لا تحلها
لم يعـد مجدي ان اخرج و ارجع مره اخرى كلسابق و لا احتمل ان ابقى اكثر و لكن وجب عليا ان اتحمل فأنا ضيف و بما اني قبلت الدعوه تحتم ان ابقى لحين ان تنتهي و اتجرع مرارة المواقف المتتاليـه ..