على قلوبكم النقية المحبه و السلام ،،
سـ يكون هذا آخر وأطول جزء ، وهو حصيلة اخر يومين لي في رحلتي الأولى و الغريبة في ارض المغرب و اعتذر عن الإطالة مقدماً .
بعد أن اتفقنا على تلك الخطة الجهنمية ، كان الوقت يمضي ببطء شديد ، ولا أعلم ما الذي تخبئه لنا هذه الليلة ، سألني محمد كيف سـ يجري
الأمر ، أجبته بـ أن على فيصل أن يقوم بـ إلهاء
ميس بـ أي طريقة ممكنة حتى تغفل عن جوالها .
اقترح فيصل أن ننزل للمسبح و يقوم بدعوة ميس للنزول ، و عندما تنزل ستترك جوالها و نقوم أنا ومحمد بـ الباقي و اتفقنا على ذلك وذهبنا ثلاثتنا
لإحضار ملابس السباحة من السيارة .
محمد : أنا متحمس صراحه
أنا : الله يعطينا خير الحماس ذا
فيصل : المهم لا خربت لا تعمونها زياده
طلب منا فيصل أن لا نسأل ميس عن رزان و نعتبر الأمر من الماضي ، لحظات و وصلت ميس كنا نتبادل النظرات بيننا حتى قام فيصل بالترحيب بها و دعاها للجلوس معنا فـ الصالة كنا طبيعيين جداً
سألتنا عن البنات الأخريات اجبتها بـ أنهم ربما
يتأخروا ولكن لنستغل الوقت و ننزل إلى المسبح
لبست ملابسي و نزلت كـ أول شخص .
لحق بي فيصل و بقي محمد و ميس ، كانوا يتحدثوا ولا أعلم ما الأمر ، خشيت أن يُفسد محمد
الخطه ، عدت إليهم بسرعة وتظاهرت بأني ابحث عن جوالي، حتى سمعت محمد يحادث ميس توقعت أن الأمر قد انكشف وأن محمد " خربها " ، حتى قامت ميس بفتح شنطتها و أخرجت بطاقات الصرّاف التي تخص محمد و وضعتها في يده ، أخذت انظر هل هذاالأمر حقيقي أم أني اتخيَّل .
سألت ميس عن الأمر اجابت بـ أنها تكلمت مع رزان و اقنعتها بـ أنها لن تستفيد من بطاقات الصرَّاف ومن الأفضل أن تعيدها و طلبت منّا أن نسامحها فـ المبلغ المتبقي معها لأن ظروفها هي
من جبرتها لفعل ذلك الأمر .
نظرت لـ محمد و كأنه قد هدأ ولكنه لم يتكلم شعرت
بأنه لم يعد يرغب في تنفيذ ما كنا نخطط له عاد فيصل و انضم لنا ، سألنا ما الأمر أشار له محمد
ببطاقات الصرَّاف اندهش من الأمر ، استأذنت
منهم و طلبت أن يخرج محمد معي للحظات .
أنا : هات وش فيك ساكت ، تبغى نكمل ولا لا
محمد : والله إنها بردتني ولا ادري وش أقول
أنا : شوف بقول لك شي و لا تعتبرها خوف ولا ذله
و أنا معك لو تبغى نروح لها بيتها والله ما اقول لا .
محمد : آمرني
أنا : بطاقاتك رجعت لك ، و الفلوس الله يعوضك خير فيها اعتبرها دفعة بلاء .
محمد : كنت بقول لك نفس الكلام لكن خفت تفصل علينا .
أنا : ما عندك مشكله ، دام ما فيه شي فـ خاطرك
و غير كذا إنها كانت تقدر تنكبك بسرقة الجواز
محمد : صدقت .
عدنا للصالة و أخبرها محمد بـ أن الأمر بالنسبه له
انتهى ، تنفسنا الصعداء ، اخذت جوالي الذي كان مغلقاً ، وقمت بتشغيله وجدت اتصالات عديدة ورسائل من لمياء و أميرة و اتصال من زينب .
اخذنا نتحدث أنا و محمد أخبرته بـ أن ينسق مع زينب غداً فور وصولنا لـ كازا و يأخذ منها وصف مكان مقهى معين بـ الجديدة لأذهب أنا لمفاجئتها ولقائها هناك .
محمد : يا حليلك مسوي لي رومنسي
أنا : ما هو شغلك سوي مثل ما قلت لك
محمد : كم تدفع ؟
أنا : الحين أنا طفرت و أنت رجعت لك بطاقات الصرَّاف يعني بتدفع عني و عنك .
محمد : يا رجال والله ثم والله يفداك صاحب البطاقة و البطاقة .
أنا : سلمت احرجتني صراحه خلاص عفيت عنك .
غادر فيصل و ميس للمسبح ، بعد أن وضعت
ميس جوالها على الشاحن نظر محمد لي و نظرت
له ثم ضحكت ، أخبرني أن اراقب ثم سألني عن الباسوورد قمت بـ إعطائه و قام بفتح الجوال كان يضحك ثم أخبرته بـ أن يغلقه احتراماً لما فعلته معنا طلب مني أن نخرج و نتجه إلى احد الديسكوات
عدنا للسيارة و اخرجنا بعض الملابس و بعد أن
تأنقنا و تجهزنا ، استأذنا من فيصل و ميس كانا يقضيان وقتاً رومانسياً داخل المسبح و على طلب محمد خرجنا و انطلقنا بـ السيارة كان الوقت قد تأخر قليلاً ، توجهنا إلى احد الملاهي ، بعد أن وصلنا أشار لي محمد بـ أن ندفع ثمن الدخول و نكتفي بالجلوس على البار ، بـ الفعل دخلنا كنا هادئين ، حتى أثار محمد ما رأى و بدأ يشير برأسه إلى فتاه تجلس بجانبنا على البار .
محمد : يا ولد كيف ذي ؟
أنا : ممتازه شكلاً بس مدري عنك احسها ثقيلة
محمد : اهم شي الشكل ، تصدق والله نسيت كيف أبدأ معهم كله منك و من سهرات الڤيلا و الشقق .
أنا : بشوف شطارتك يا وحش .
أخذ ينظر إليها ثم ارتشف كميه كبيرة ، و قام بـ إغلاق زرار قميصه العلوي وسألني " كيف شكلي " كانت الإجابه " نفس عبدالله السدحان يوم راح مصر " ضحك و ذهب إليها ، جلس بجانبها ، و أنا اراقب ما الذي سـ يحدث طلب من النادل كوكتيل و قدم لها واحداً و أخذ الآخر و طلب منها أن تجربه .
لم تنظر تلك المتعجرفة حتى إلى وجهه فـ بدأ
يهمس لها في اذنها ، نظرت إليه نظره غاضبه
و بدأت تتحدث بـ الدارجه ، اخذ يضحك و يخبرني بـ أنها نفسية و من الصعب الإستمرار بـ المحاولة معها .
طلب مني أن نتوجه إلى الداخل ، اثناء قيامنا جاءت تلك الفتاه بـ اتجاهنا و طلبت من محمد أن يعطيها جواله قامت بتسجيل رقمها فيه و غادرت .
محمد : هاه وش رايك شفت بعينك ولا لا .
أنا : لا صدق وش قلت لها فـ اذنها .
محمد: همسة الأذن ذي مثل لدغة الحيه تجهز الفريسه.
أنا :يا شين الفلسفة الحيوانيه ، اقول ذي شكلها حولا كانت بتاخذ رقمي و اخذت رقمك بـ الغلط .
محمد : اطلع قدامي بس .
ركبنا السيارة قمت بـ الإتصال على لمياء و التي كانت غاضبه منِّي ، أخبرتها أني باقٍ في مراكش هذه الليله و أجلت السفر إلى كازا للغد أخبرتني أنها سـ تتجهز و تكون فـ الڤيلا بعد وقت يسير .
انطلقنا بـ اتجاه الڤيلا ، اتصل محمد بتلك النفسية
و قام بـ التنسيق معها ، وصلنا الڤيلا كانت اصوات الضحكات تتعالى من هناك و فيصل يبدو أنه يقضي ليله جميله جداً ، حتى داهمناهم أنا ومحمد ، كنت اتدارك وضعي ، أما محمد فكان يعيش جو فكاهي جداً .
توجهنا إلى الصالة بدأنا نجهز السهره ومستلزماتها حتى أتى فيصل و ميس و شاركونا
التجهيزات ، اتصلت بي لمياء قمت بفتح الباب لها و الترحيب بها كانت ترتدي جينز ضيق و قميص أسود اللون و تبدو و كأنها احد عارضات الأزياء
أمسكت بيدها حتى دخلنا إلى الصالة و بعدها بدقائق و صلت تلك المجنونة ذهب محمد لإستقبالها
وعاد وهو يرحب بها، اخذ يشير لها بـ أن تبدأ بالرقص قبل أن يسمح لها بالجلوس و هي تنظر إليه و تضحك طلبت منه أن يقوم بـ تشغيل اغنية مغربية معينه و أخذت ترقص بـ طريقه جميله جداً كان ادائها استثنائي ، و محمد يخبرني بـ أن اختياره كان موفق .
قامت لمياء بحركة مُلفته و اطفأت الاضاءه و أبقت
فقط على إضاءة الليزر سألتها لماذا أجابت بـ أنها تستحي ثم بدأت بالرقص على أغنية أجنبية من اختيارها ، كانت تلك أول مره اشاهد فيها لمياء
ترقص شعرت بـ أن عقلي يرتفع من مكانه و أخذت اصفق حتى انتهت و فتحت الاضاءة و وضعت يدها على وجهها ثم عادت و جلست بجانبي سألتني كيف كان ادائها اجبتها بـ أني لأول مره اشاهد رقص بهذا الإحتراف .
كان الوقت قد تأخر استأذن محمد و تلك المجنونة ثم فيصل و ميس كنت اشعر بتعب و إنهاك شديد ، طلبت من لمياء إن ارادت النوم أن تصعد للغرفة سألتني "و أنت ؟" اجبتها بأني سـ أنام فـ الصالة
حتى اخبرتني بـ أنها ستبقى معي حتى أنام لم أكن حينها في مزاج جيد اخذت ادخن كنت شعر
بـ رغبة فـ الجلوس وحيداً لبعض الوقت وبدأ بيني وبينها حوار .
لمياء : يوم الخميس رحلتك ؟
أنا : لا تذكريني يرحم والديك .
لمياء : تسمح لي أسألك
أنا : تفضلي بس لا تجيبين طاري السفر
لمياء : علاش ساعدتني و تعبت حالك معي .
أنا :ف البداية كنت متردد و خايف إنك تكذبين ولكن بعد ما تأكدت تغيَّر الوضع و أخذت الموضوع بجديه
لمياء : بدون ما تطلب منِّي شيء .
أنا : بدون مقابل قصدك ، اي والله بدون مقابل و إذا كان جلوسك فـ المكان هذا مجامله لي و تحاولين تردين الجميل ، فـ أنا في غنى عن المجاملة ولا ابغى منك شي .
لمياء بعد تنهيده طويله : فهمتني خطا ، كنت احتاج اعرفك وأجلس معك وقت أطول .
أنا : يمكن الجايات أكثر .
تمددت على الكنبه وبقيت صامتاً حتى دخلت في نومه عميقه .
استيقظت في الـ 12 ظهراً ، وجدت لمياء نائمه على الكنبه التي بـ جانبي ، نهضت و غسلت وجهي
كان هناك اتصال من الحارس ، شعرت بـ إعياء و تعب و كأني تعرضت لحادث .
لملمت نفسي و ذهبت للمطبخ قمت بـ إعداد وجبة إفطار لي و لـ لمياء ، ايقظتها لـ تفطر حتى أشارت بيدها بـ أنها سـ تكمل نومها ، قمت بـ وكزها عدة مرات حتى استيقظت ، علمت بـ أني لن اتركها تكمل نومها ، قامت و غسلت وجهها و جلست و بدأنا نفطر ، اخذت تضحك و تخبرني بـ أني كنت اتحدث معها و لم أكن في وعيي ربما لم اذكر لاأني كنت منهك جداً ، انهينا فطورنا ، توجهت إلى غرفة محمد و طرقت الباب حتى خرج اخبرته بـ أن علينا تسليم الڤيلا بعد ساعتين ثم إلى غرفة فيصل الذي خرج و توجه إلى المغسلة فوراً .
اجتمعوا في الصالة ليفطروا ، بينما كنت اتعرق
و أشعر بـ أني ربما سـ افقد الوعي ، طلبت من فيصل و محمد أن ينهوا فطورهم ، و أن يأخذوني إلى أقرب صيدلية او مستشفى ، ذهب فيصل بعد أن طلبت منه أن يشتري بنادول أو أي شي يشبهه، بـالفعل ذهب و لم يتأخر عاد يحمل معه كيس مليء .
اخذت حبة من كل دواء اعرفه ، و بدأنا نتجهز للمغادرة ، و دعت لمياء وأخبرتها أن تزودني بـ المستجدات التي تحصل معها احتضنتها " احتضان مؤدب " ، و كانت عيناها " تخفي الكثير " ودعتها و أثناء مغادرتي سألتني " هل من الممكن أن تعود إلى المغرب " ، اجبتها بـ ربما و سنبقى على اتصال دائم ، سلمنا الڤيلا قمنا بـ إكرام الحارس الذي لم يزعجنا و كان متعاون جداً.
طلبنا تاكسي للثلاثي لمياء و ميس و تلك المجنونه التي لا اعرف سوى اسماً مستعاراً لها طلبت من لمياء أن تأتي لدقيقه فقط ، أعطيتها 500 درهم ، رفضت أن تأخذها ، أمسكت شنطتها و وضعتها بها وهي تحاول أن تخرجها اخبرتها بـ أن تأخذها و إلا سوف اغضب منها ، اشرت لها بـ التحية و غادرت .
انطلقنا ، كنت اشعر بما نسميه بـ الـ" غلُقه " و هي حاله ميؤوس من علاجها اعراضها التعلق الشديد بالمكان و بـ اهله .
توقفنا للتزود بالوقود و شراء بعض التسالي قبل أن
ننطلق إلى كازا ، اتصلت بـ مكتب تأجير السيارة وسألته هل لديكم مكتب في كازا ، اجابني بـ نعم
اخبرته بـ أني سـ أسلمها هناك ، اجابني بـ أني سـ ادفع مبلغ 250 درهم لأني لم اسلمها لنفس الفرع الذي اخذت منه السيارة .
محمد : وش تبغون تسمعون
أنا : عطنا "مرتني الدنيا " لأبو نورة
فيصل : وحبذا ترفع الصوت .
محمد : يا عيال وش رايكم نمدد .
أنا : أقول لي اسبوع احاول اقنع عقلي ، إني من السعودية و لازم ارجع لها و بالقوة اقتنع .
فيصل : يا ولد خلنا نمدد إلى قبل رمضان بيوم .
أنا : والله يوم زيادة بعدها اقطع جوازي و استوطن هنا .
محمد : وضعك صعب يا صاحبي .
في طريقنا إلى كازا طلبت من محمد أن يحجز لنا شقة من عند صديقه ، اتصل به و سأله عن شقة من ثلاث غرف نوم اجابنا بـ أن طلبنا موجود و طلب منّا المجيء ومشاهدتها وافقنا وصلنا إلى كازا فـ الخامسه عصراً توجهنا إلى حي المعاريف الذي توجد به الشقة كانت ليست سيئة دفعنا له ثمن ليلة و انهينا الأمر معه .
دخل فيصل لـ ينام بينما بقينا أنا ومحمد فـ الصالة
طلبت من محمد أن يتصل بـ زينب و ينسق معها
لأني سـ اذهب بعد قليل لمقابلتها هناك .
اخذ يفكر ثم اقترح أن يكون لقائنا في احد المطاعم
هناك رحبت بـ الفكرة ، اتصل بها محمد و اخبرها بـ أنه سـ يلتقيها في مطعم "القرش الأزرق" ، بعد ساعة من الآن و اتفقوا على ذلك .
محمد : يا لبى صوتها و لهجتها المتسعودة
أنا : ترى بفقع وجهك .
محمد :امزح ، بتتأخر هناك ولا وش وضعك
أنا : إن شاء الله على الساعه 2 بالكثير أنا هنا .
محمد : المهم لا تحاول إنك تنام هناك ولا تفكر فيها حتى ، عشان رحلتكم الساعة 11 الصباح .
أنا : خلاص فهمت .
محمد : اشتر لها هديه لا تروح يدك فاضية
أنا : جالس افكر فيها ، بس وش اشتري
محمد : خذ لها هدية بسيطه و رمزية مثلاً ورد و شوكلت ، عقد ، قلادة ، شي زي كذا إلى متى و أنا اعلمك .
أنا : تصدق ما عرفتك و انت تشرح لي يا روميو ، خلاص قفل بس .
تجهزت و خرجت سريعا، بحثت عن مكان ابتاع منه ورد وجدت محل صغير اشتريت منه ، وانطلقت إلى الجديدة وصلت هناك و اتصلت بـ محمد و سألته عن موقع المطعم طلب مني أن اسأل او اتبع اللوحات الإرشادية التي تؤدي إلى" سيدي بوزيد " ، تخبطت قليلاً حتى وجدت ضآلتي اوقفت احد التاكسيات و سألته كان أطيب سائق تاكسي قابلته لحقت به بسيارتي حتى اوصلني إلى المطعم الذي كان قريب من مكاني .
اخرجت مبلغ 50 درهم و اعطيته ، رفض أن ياخذ المبلغ لأنه اكثر مما ينبغي أصريت عليه و اخذه و هو يشكرني .
اتصلت بـ محمد مرة اخرى طلبت منه أن يسأل
زينب هل وصلت إلى المطعم أم لا لـ يجيبني بـ أنها للتو اتصلت به و اخبرته أنها هناك .
اوقفت السيارة و نزلت ، اخذت امشي بـ حذر
و اراقب المكان و الجلسات حتى وقعت عيني عليها
كانت تتصفح جوالها ، إلتفيت من الخلف حتى وصلت إليها وضعت يدي على عينيها ، ضحكت
و حاولت أن تبعد يدي و لم اتكلم ، حتى شعرت بـ أن روّاد المطعم بدأوا ينظروا إلينا ، ابعدت يدي عن عينها ، و رأتني و بدت مندهشه جداً واحتضنتني و لم تتكلم سألتها " اجلس ولا تنتظرين محمد ؟ " ، ضحكت و رحبت بي ترحيب حار ، قدمت لها الورد ، شكرتني و جلست وهي ما زالت مبتسمه .
أنا : ما قلتي لي اش رايك فـ المفاجئة
زينب : وحق الله العظيم تفاجئت بزاف بزاف .
أنا : لي يومين انسق مع محمد عشان اللحظه ذي
طلبت مأكولات بحرية من جميع الأصناف و أردت
أن تكون الوجبة دسمة كـ آخر مائدة تجمعني بها
اخذنا نتحدث ، اخبرتها أني غدا صباحاً سـ أغادر
ولم ارغب في أن اذهب بدون أن اودعك .
سألتها عن والدتها اخبرتني أن صحتها تحسنت جداً و هي فـ البيت الآن مع أخيها ، حضر النادل يحمل اطباق الأكل ، و رائحة السمك و الروبيان
تعج فـ المكان ، سمينا بالله كان الأكل لذيذ جداً ، اخذنا نتحدث سألتني عن موضوع رزان وكيف انتهى الأمر اخبرتها بـ الأمر ، اشادت بتصرفنا و أنه كان من الجيد أن لا نقحم انفسنا في مشكلة
على آخر ايامنا هنا ، انهينا تلك الوجبة كنت سـ ادفع الحساب ولكنها رفضت ذلك ، و اعتبرت بـ أن هذا العشاء ضيافةً لي ، غادرنا المطعم و اتجهنا إلى الشاطئ الذي كان بـ محاذاتنا .
اخذنا نمشي على الشاطئ الذي لم يكن مزدحم كان الجو جميل جداً ، جلسنا امام البحر مباشرةً
و اخذنا نتحدث ، اخبرتني أنها سـ تعود إلى السعودية في آخر ايام رمضان ، وهي تتحدث و عيني تبحر في تلك العينين الجميلة ، حتى سألتني سؤالا اجبتها بـ " هاه ، ايوه ايوه " ، ثم عاد وسألت " كيف يعني " اجبتها " بـ أني لا اعلم لأني كنت أتأمل جمال عينيك ولم اسمع ما قلتي " مسكت يدها و نهضنا من ذلك المكان كنت ارغب ببعض الخصوصية .
سألتني إلى أين اجبتها بـ أنك سترافقيني إلى كازا ، اخذت تفكر لثواني ثم طلبت مني أن اوصلها
للبيت أولاً ، كان الطريق سالك ولم اواجه الدرك حتى الآن .
طلبت منِّي التوقف و انتظارها كان البيت بعيد بعض الشيء ، اخذت انتظرها ، اتصلت بي لـ تسألني هل سـ نذهب بسيارتك ، اجبتها بـ نعم .
عادت تحمل معها شنطة ظهر .
ركبت و انطلقنا كانت الأمور جيدة و على ما يرام حتى وصلنا إلى كازا و اجهت نقطة الدرك ، اوقفوني طلب اوراقي و من ثم نظر إلى زينب و طلب منها اوراقها الثبوتيه ، كنت انتظر أن يوقفني
نظر إلى وجهي ، تصنعت البرود و لكنّي ارتبكت
فـي آخر الأمر ، طلب من زينب النزول ، نزلت و لحقت بها ، حتى طلب مني العودة و الإنتظار فـ السيارة ، كنت قلق بشأن ما الذي سـ يفعله مع زينب ، عادت للسيارة و هي تشتمه و تلعنه
سألتها ما الأمر اجابت بـ أنه قام بتوبيخها أولاً
و من ثم قام بـ التلفظ علي و عليك .
توجه إلي و طلب مني أن ادفع بدون أي مقدمات ، اخرجت له مبلغ 200 درهم طلب أن ازيدها اخرجت 50 درهم اخرى و وضعتها في جيبه و غادرنا .
وصلنا إلى المعاريف توقفت لـ شراء بعض المشروبات و التسالي واكملت حتى وصلنا ، نزلنا من السيارة سألت العساس عن محمد و فيصل أخبرني أنهم غادروا بعد ما غادرت بدقائق ، قدمت له مشروب و طلب منِّي إن كنت ادخن أن اعطيه سيقارة قدمت له ثلاث و صعدنا إلى الشقة كانت الساعة قد قاربت على الواحده ليلاً ، فتحت الشقة ، و رحبت بـ زينب و طلبت منها الجلوس اتصلت بـ محمد .
محمد : هلا بـ المشكلجي
أنا : وينكم فيه ؟
محمد : موجودين بس لا تقول إنك تكلمني من الدولاب يرحم امك ترى المسافة طويله بين كازا و الجديده ما يمدينا نلحق عليك .
أنا : ياخي ما تنسى انت ، لا لا ابشرك فـ الشقة متربع .
محمد : مسافة الطريق و راجعين .
فتحت الثلاجة ، اخذت بعضاً من الموجود بها و رحبت بـها، قدمت لها كولا مع الثلج و اكتفيت أنا
بـ شرب الماء ، سألتني سؤالا لا أعلم من أين أتى
" كم اخ عندك ؟ " أنا اخذت اضحك على السؤال
اجبتها " بأننا خمسة " ، ثم بدأت تحكي لي بـ أنها
تعيش في وحدة و ترغب بـ إحضار والدتها إلى السعودية لأنها والدتها أيضاً تجلس وحيده هنا و اخوها ينشغل عن والدتها بـ العمل ، حتى اقترحت عليها بـ أن تكلم خالتها التي تعمل فـ السعودية لإحضار والدتها إلى هناك ، تنهدت ثم قالت بـ أنها ستحدثها بـ هذا الشأن .
سمعت طرقات على الباب ، فتحت و إذا بـ محمد يمسك بـ فيصل الذي كان وضعه مزري جداً ، دخل محمد يضحك أخذت زينب توبخه لأنه قام بـ مساعدتي في خداعها و هو يشير إليَّ بأنها فكرتي .
سألت محمد هل تنتظرون احد اجابني بـ لا ، و أن فيصل كاد أن يفتعل مشكله مع احد الجلوس هناك
في احد الملاهي بعد أن غادر المنافسه مبكراً ، ادخلنا فيصل لـ ينام بقينا أنا ومحمد و زينب كنا نتبادل النظرات أنا ومحمد .
محمد : اصرف نفسي ؟
أنا : ما شاء الله عليك تلقطها وهي طايره
محمد : شوف غرفتك روح لها .
زينب : مجانين .
محمد : خلاص ادخلوا ناموا و حط المنبه بجوالك و جوال زينب على الساعه 9 صباحاً .
وضعت المنبه على التاسعه صباحاً ، و طلبت من زينب ذات الأمر استأذنت زينب و ذهبت للغرفه لترتاح ، بقينا أنا ومحمد حتى فصلنا ، دخل غرفته للنوم ، ف توجهت لغرفتي ، اخذنا نتحدث أنا و زينب حتى دخلت في نومه عميقه ، استيقظت فـ التاسعه صباحاً على صوت المنبه ، غسلت وجهي ايقظت محمد و فيصل و زينب ، استيقظوا على عجاله ، تشاركنا جميعاً في إعداد الفطور ، افطرنا ، غادرنا الشقة ، ذهبنا إلى محل التأجير و قمت بتسليمهم السيارة لم يطلبوا منّي دفع أي غرامه او ما شابه ذلك ، استأجر محمد سيارة صغيرة و ضعنا حقائبنا بها تخلصنا من بعض الأشياء التي لا نرغب بها اوصلنا زينب إلى محطة القطار نزلت معها ودعتها كانت أسوأ لحظه مريت بها فـ المغرب عندما رأيتها تمسح دموعها ولم اعرف كيف اتجاوز هذه اللحظة ، احتضنتها و اخبرتها بـ أننا سـ نلتقي قريباً بقيت معها حتى طلبت منِّي المغادرة حتى لا أفوِّت الرحلة ، انطلقنا إلى المطار وصلنا فـ الساعه العاشرة ، لا اخفيكم كانت المعنويات فـ انحدار تام .
محمد : عظّم الله أجركم .
أنا : جزاك الله خير
فيصل : عقبالك يا محمد
محمد : بكره لاحقكم على جدة
قمت بـ إنهاء اجراءات المغادرة ، اخبرت محمد أن يتصل بي قبل أن يركب الطيارة غداً لأني سـ استقبله فـ مطار جدة ، جلسنا لدقائق فتحت جوالي و بدأت ابحث عن حجز بعد رمضان نظر محمد لي و سألني ماذا تفعل أخبرته بـ أني ابحث عن حجز في شهر شوال ، نظر فيصل لـ محمد و اخذوا يضحكون بصوت عالي سألتهم ما الأمر ، اجابني فيصل بـ أننا عندما كنا في اغادير همس لـ محمد في أذنه و اخبره بـ أني سـ ابحث عن حجز للعودة قبل أن اصل للسعودية نظرت لهم و بـ وجه حزين اجبتهم " الشكوى لله سحروني " ، حتى اخبرني محمد بـ أن هذا هو " السحر المقصود " ، طلب مني محمد مرافقته للصرّاف اخبرته بـ أني لن اخذ ريالاً واحداً الحساب
سـ يكون في جدة ولن اخذ منه أي مبلغ الآن .
حان موعد الرحلة توجهنا إلى صالة المغادرة و من هناك إلى الطائرة صعدنا على السلّم تذكرت اغنية طلال " على سلم الطايره بكيت غصباً بكيت" و ايقنت أن قائل الكلمات ، قالها وهو يقف في مكاني
و ينظر إلى مطار محمد الخامس نظرة الوداع ، تملكني الحزن فـ نطقت بـ ابيات تصف حالي :
حان الوداع و خاطري صاير(ن)شين
و الحزن في وجهي تبدّت مواريه
ما طالب لي نومٍ(ن) ولا غمضّت عين
و قلبي من الضيقات محدٍ(ن) مواسيه
يا اللي سألتوني مسافر على وين
مسافرٍ (ن) يم القفار المهاميه
ودَّعت أنا المغرب وداعاً إلى حين
وشوقي على اهله و أنا جالسٍ(ن) فيه
يا المغرب الجنة ويا كامل الزين
فيك الشعر يفخر و تفخر قوافيه
حتى جلست في مقعدي ، كان فيصل فـ الجهة الأخرى ، اسندت ظهري على ذلك المقعد و اخذت اتذكر كل المواقف التي حدثت لي هناك منذ أن وطأت قدمي أرض المغرب حتى تلك اللحظة .
ختاماً
ارجو أن أكون قد وُفقت في نقل تجربتي الأولى
فـ المغرب ، اشكر كل من مرَّ هنا فرداً فرداً ، كل من شاركني قصتي ، وكل من انتقد سلباً أو إيجاباً ، كل من قدم لي النصيحه ، و الشكر موصول ايضاً لإدارة هذا الصرح العملاق ، اخيراً اعتذر إذا كنت قد أسأت لشخص بقصد أو بغير قصد و اتمنى أن اجد في قلوبكم النقية شيئاً من الصفح لأخيكم .
2016-11-21
AM 2:30
" سبحانك اللهم و بحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت
استغفرك و أتوب إليك " .